أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - حصار ولكنه ليس كحصار غزّة














المزيد.....

حصار ولكنه ليس كحصار غزّة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أجواء من الألم والقهر الذي بات قوتاً يومياً للناس يواجه المواطن العربي قهره ومهانته خصوصاً أهلنا وأحبتنا في غزة هاشم. فمابين عدو غدار وشقيق قهار، ومابين كلام مؤسف متبادل اتهاماً وتخويناً واستسلاماً بين سلطة رسمية في رام الله تعتقد إن صدقاً أو كذباً ببناء الدولة مفاوضة وانتزاعاً بمساعدة دولية وأممية وبين سلطة شرعية في غزة لها رؤيتها في بناء الدولة الفلسطينية يتزعمها شباب وشيوخ مجاهدون في سبيل حقهم وحق شعبهم يقاتلون ويحاربون ويصرون على الاستمرار في إطلاق صورايخهم على مستعمرة يهودية قريبة منهم يتخذ منها اليهود ذريعة وماهم بحاجة لضرب غزة وحصارها وتجويعها وقتل شبابها وأطفالها.
خلافات وتشققات في الصف القيادي الفلسطيني أورثت مناحرات ومناكفاتٍ بغيضة وصلت حد الاقتتال وسقوط الضحايا من كل الأطراف. والشعب الفلسطيني المكبل والمضيع يستجير من غدر الأعداء وفرقة الأبناء وظلم الأشقاء وعظم البلاء، ويصرخ صرخته في وادٍ عربي سحيق الفضاء.
وفي أجواء الغضب والصراخ على حصار بعضه يهودي وبعضه الآخر عربي لمدينة غزة هاشم المجاهدة والمصابرة والمحتسبة اشتد في الأيام الأخيرة، قامت جهات رسمية سورية وبالترتيب مع جهات أمنية بتاريخ 19 كانون الثاني/يناير الحالي بمنع الماء والكهرباء عن (الضبية) إحدى ضواحي مدينة حمص المتصلة بها والتي تضم آلاف الناس لم يُسمع بهم لأن الحصار اليهودي الظالم والمتوحش على غزة هاشم غطى على حصارهم.
فالضبية قرية آمنة مطمئنة يسكنها ثلاثة آلاف مواطن في عديد أرقام ليس لها معنى عند الحيتان والهوامير ومنعدمي الضمير، أورثوها فقراً وحاجة كما ورثت منازلها فيها أباً عن جد، (ليتمزمز) فيها شبيحة ونهابون لايشبعون من أكل الفقراء وما يملكون من فتات الدنيا.
استملكت منازلهم دولة العمال والفلاحين والحرفيين وصغار الكسبة بمراسيمها وقوانينها ودون إيجاد البدائل حتى ولو خيم في مخيمات. ولكن والحق يقال، إن السـلطات الرسمية طلبت إليهم إخلاء منازلهم وتدبير شأنهم بأنفسهم لأن هذا ليس من اختصاص من أخذ أرضهم وسكنهم، كما أنهم لايريدون التدخل بشؤون الناس وحرياتهم من أجل أن يعيشوا كما يريدون تحقيقاً لشعار فقراء هالوطن والمعتّرين أعلم بأمور دنياهم. والأهم أن سلطة النظام أولاً وأخيراً تحيا بالقانون وله تعمل ومن أجله تقاتل وفي سبيله تموت، وليست كفقراء الضبية نساءً ورجالاً المتمردين على القانون والنظام العام الذين أشعلوا الدواليب وأغلقوا الطرقات المؤدية إليهم، وكسّروا سيارة الإطفاء ليشربوا منها ماءً افتقدوه أياماً ويملؤوا منه طناجرهم وأوعيتهم الفارغة التي كانوا يرفعونها في تظاهرتهم، وواجهوا قوات الأمن ووقع العديد من الجرحى وإصابات بعضهم بليغة.
بدورها وللإمانة فالمؤسسة العامة للإسكان أكّدت أنها قامت بإنذار الأهالي خطياً، أمّا عن بدل التعويض فقد تمّ إيداعه لدى مصرف سوريا المركزي ولم يراجع أحد (من آلاف السكان) لقبضه, ومع مضي المدة القانونية تم سحبه وإعادته لصالح المؤسسة.
يعني بصريح العبارة هالمؤسسة (الحقانية) لاتأخذ شيئاً إلا ببدل مالي، ولكن الناس عافوا التعويض على مايبدو وفيما هو معروف لتفاهته، وبعد أن عوّفتهم الجهة المدعومة من الحكومة التعويضات مضت قدماً لتعوّفهم منازلهم وسكناهم. ويعني بالقلم العريض اعتراف من الجهة الرسمية أن الأرض والمنازل التي عليها آلت إلى مؤسسة الاسكان (وببلاش كمان، فايه رأيكم بقى..!!). فهم لابارك الله فيهم أرجعوا مبالغ التعويض من البنك ولم يرجعوا عن تشريد ثلاثة آلاف من المواطنين كادحين تحقيقاً لمصلحة مؤسسة اسمها مؤسسة الإسكان (ولكن لمن..!!؟).
وباعتبار أن المؤسسة أصبحت الآغا والمالك الجديد للأرض وماعليها الذي اشتراها ولكن (ببلاش) فإنها طلبت ممن يهمه الأمر قطع الماء والكهرباء عن السكان ليتاح للمافيا إتمام عملية الاغتصاب وإجبار السكان على ترك منازلهم وديارهم. إن السيناريو الذي حصل منذ أيام في ضاحية الضبية والمواجهة بين السلطة والناس المحاصرين كان قريباً جداً ومشابهاً لسيناريو سبق تنفيذه أيضاً في 12 آب/ أغسطس من العام الماضي في منطقة المزرعة غرب المدينة نفسها وكان بطل أحداثه محافظ حمص نفسه الذي يقال عنه مايقال ولكن (ماحدا بهشّ ولا بنشّ ).
شُـغل الناس حديثاً بمسلسل درامي تلفزيوني عن انتهاكات وممارسات ظالمة قبل بضعة عقود خاليات، تمثلت بالآغا مدحت ومن بعده أخيه الآغا صفوت الذي تعهد بجعل أهالي قرية أسموها كوم الحجر يترحمون على النباش الأول أخيه من قبل. نرجوكم ونشد على أيديكم ملاحقة الأحياء من آغوات المزرعة والضبية الجدد الذين لاتأخذهم رحمة ولا رأفة في تشريد الناس وسرقتهم لصوصاً بلاعين نهّابين لأن الأموات منهم من مثل صفوت ومدحت (ملحوقين).
سـألني أحد هؤلاء المعتّرين: هل إيداع مبالغ تافهة لاتساوي شيئاً ولاتكفي لشراء خيام تجيز نزع الملكيات وتبرر تشريد هالناس الغلابى و(الطفرانين) ورميهم في الشوارع...!!؟ أليست هذه عمليات قهر وتنكيل ومن فعل الحرام والمنكر الذي لايجوز قانوناً ولاشرعاً..؟
قلت: عن القانون لاتقلق، فهم مافيا لاتتحرك إلا والقانون معها بلدوزر يفتح لها الطريق، أما عن الفتيا فهم ضيعوك وشرّدوك آآآآه، ولكنهم جماعة أبرؤوا ذمتهم إذ دفعوا لك الثمن وعوضوك، ولكنك تأخرت في القبض فراح عليك المبلغ ونهبوك، ومن ثم أكلوك على طريقة لصٍ لاتأخذه في اللصوصية و(الحرمنة) لومة لائم، دخل محل حلويات، واشترى كمية من الكنافة، وقبل أن يدفع ماعليه من الثمن قعد قليلاً وأكل منها ماشاء له أن يأكل، ثم التفت إلى البائع وطلب استبدالها بكمية من البقلاوة أعجبته ثم أخذها ومضى، وعندما لحقه طالباً الثمن، صاح عليه أمام الناس وقال: في الأولى اشتريت وفي الثانية استبدلت وبالتبديل حللت وتملكت، وسلامتكم أحبائي القراء من هكذا مشترين مفترين ومستملكين ومستبدلين.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاج غزّة والهاربون من الموت
- لبنان والنظام السوري والعام الجديد
- حراميّة..!! ولكن لمال اليتامى والأوقاف لا
- لبنانيات 2/2
- لبنانيات 1/2
- خطاب حزب الله التمزيقي
- من لطائف القراصنة والمستبدين الجدد
- كلمة وردّ غطاها
- ساعة من نهار على ضفاف نهر البارد
- لماذا استثنت الوزيرة بثينة شعبان النظام السوري..!؟
- للمرة الثانية - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- اكتشافات أثرية سورية خطيرة في تدمر
- هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 3/3
- يومَ هوى حصان الدكتور/محمد حبش
- يومَ هوى حصان الدكتور محمد حبش
- هكذا تكلم الرئيس في خطاب القسم...!! 2/3
- هكذا تكلم الرئيس...!! 1/3
- النظام السوري بين مدينه حماة ومخيم نهر البارد
- النظام السوري.. تمديد أم استفتاء..!؟
- تغيير ولكن بطريقةٍ غير متخلفة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - حصار ولكنه ليس كحصار غزّة