أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الدليمي - من نهب اثار العراق















المزيد.....

من نهب اثار العراق


حسين الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 2154 - 2008 / 1 / 8 - 08:29
المحور: الادب والفن
    



اول يوم قابلت فيه بوكدانوس، حينما كان يتحدث عن تجربته في العراق في نادي اكسبلورر في مدينة مانهاتن، كان المجتمع فيها يعكف على البحوث الميدانية المتقدمة، كان يقول للحضور ان على الناس ان يضعوا ارائهم حول الحرب جانبا لان استرجاع الاثار هو امر فوق السياسة"لانها ميراثنا الحضاري المشترك"

الكولنيل ماثيو بوكدوناس، والذي عمل كمحام ادعاء والاحتياطي في قوات المارينز والذي كان في الواجب منذ 12 ايلول عام 2001 وقد ارسل هو واربعة عشر اخرين الى المتحف العراقي في بغداد بعد ان تعرض للنهب في نيسان في العام الماضي، عمل هناك لمدة ستة اشهر وابتكر اساليبا لاعادة الآلاف التحف الفنية القديمة المسروقة.وكان اللقاء معه هنا في مطعم يوناني في منهاتن.

قال، وهكذا سمعنا بحالة النهب التي تعرض لها المتحف، كنا الوكالة -العالميةالوحيدة هناك بالاضافة الى عملها في مكافحة الارهاب. كنت افكر، ان مهمة تلك القوة، المنفذة للقانون، هو ان توقف من عمليات النهب، يبدوا الامر غريبا الان، ان تقوم قوة وهي مفوضة بامر اخر مختلف تماما لتكون قادرة على تغيير سرعتها وتحاول منع سرقة التحف الفنية القديمة.لقد بدا الامر اكثر غرابة في حينه.

لقد رفض عدد من الجنرالات والذين هم اعلى رتبة منه، طلب بوكدانوس، الى ان ذهب الى الجنرال جان رونورت، وهو رئيس عمليات الاوامر المركزية الاميركية، كان يقول "لو لم امتلك تلك الخلفية، او لو لم اشعر بمعاناة الفريق ذلك، لما ذهبت الى الجنرال رونورت، بعد مرات عديدة من اللاءات، نعم ربما لم اكن لافعل ذلك.

عندما وصل الى بغداد وبعد مرور اسبوع على عمليات النهب، ادرك انه من الضروري ان يكون لطيفا مع المسؤولين في المتحف، مثل دوني جورج وهو مدير لجنة البحث والذي قدر عدد القطع المفقودة نحو مئة وسبعين الف قطعة (والواقع انها كانت ثلاثة عشر الف قطعة) ونوال المتولي مديرة المتحف، وجابر التكريتي ويعمل رئيسا في هيئة الدولة للمقتنيات الاثرية وهو من نفس مدينة صدام. كان يقول لهم " لست هنا من اجل التحقيق في جرائم الحرب، او من اجل اديولوجيات سياسية، انني بصراحة افضل ان لا نتحدث عن ذلك الا بحدود ما نراه ضروريا في التحقيقات، ولست مهتما بصلات أي شخص مع صدام حسين أو نظامه.

ان اكبر تحدي هو محاول معرفة مالذي قد فقد وتنفيذ خطة لاسترجاعه، كان الفريق ينام في المتحف نفسه، لحمايته وكذلك للاحاطة بعمل بوكدانوس المنتظم، لقد ادرك فريقه معنى فكرة عدم المسائلة، فلا اسئلة تطرح على أي شخص يعيد اية تحفة اثرية "انني لن ادعي انني كنت تمثالا لماركوس اوروليوس (امبراطور روماني كان يعمل على ان تكون الصور المنحوتة له قاسية الملامح حتي يوحي بقسوته كحاكم).

وخلال بضعة ايام ادرك الفريق اول نجاح لهم، كانت تمثالا لنبوخذ نصر وزهرية الملك الاشوري تعود الى عام 858 قبل الميلاد، والثور البرونزي السومري وكلها في حالة جيدة.

وعمل بوكدانوس بعض الترتيبات مع الرجل الذي اعاد تلك القطع وكان عازف كمان والذي قال بانه كان يريد حمايتها، وعملت له مقابلة تلفزيونية، عندها بدات المقتنيات بالتوافد.

وكان اعظم نجاح قد حدث في شهر حزيران عند استرجاع زهرية الوركاء المقدسة ويعود تاريخها الى 3200 قبل الميلاد، والتي تعتبر احدى اهم المقتنيات الاثرية في العالم لتصوريها الحياة الانسانية.

وفي احدى المرات اقترب رجل من جون دوركين احد اعضاء الفريق والذي كان يراس وحدات الانقاذ في شرطة نيويورك واظهر له صورة تضم قطعا عديدة لعشرات الزهريات والفخاريات وكان يريد خمسمائة دولار ليعيدها,وكان من الواضح ان ذلك الرجل لايعرف قيمة ماعنده (لانه لوكان يعلم )قيمة ذلك الشي لما صوره مع بقية الاشياء ولما طلب ذلك السعر، ولكن في اليوم التالي وصل ثلاثة رجال اخرين وهم يحملون الزهرية في صندوق واعادوه دون ان يطلبوا بنسا واحدا.

ومع استمرارية التحيقات اقتنع بوكدانوس ان الذين قاموا بنهب الاثريات قد حصلوا على المساعدة من قبل موظفي المتحف نفسه."انه لامر غير مقنع ان لايكون العمل قد تم من الداخل "

ماذا قال ارثر كوناندول؟عندما تهزمون المستحيل، لاشيء يبقى، مهما حدث، ليكون الواقع هو الحقيقة.

انه يستند بذلك على القطع المسروقة من القاعات العامة، كانت تلك افضل الانواع، فعلى سبيل المثال، هناك سبع وعشرين قرميدة سومرية كانت موضوعة على اعلى الجدار، وقد سرق اهم تسع قرميدات منها، "ان السارق عادة يتناول ماهو قريب من اليد"اقول(لااعتقد ان جميع السراق كانوا من المحترفين، فقد وضعت الزهريات المزيفة الموجودة على جميع الرفوف في حقائب، بينما تركت قطع التعاويذ والشارات من دونم ان يلمسها احد على الرف العلوي)

ورغم ذلك لم يختار بوكدانوس التركيز عن من كان المسئول عما حدث في المتحف"الناس الطيبون يقومون احيانا باشياء سيئة من اجل جملة اسباب عديدة، ولقد رضي عما قيل له عن تاريخ كل تلك السرقات، رغم ان المتحف كان مغلقا منذ ثلاثة عشر عاما.

(اذا كان القوم هنا يقولون انهم قد شاهدوا تلك الاثار اخر مرة في تسعة ايلول، يكون عندي احتمالان، اما ان اصدقهم او لااصدقهم، فاذا لم اصدقهم مالذي بامكاني ان اعمله؟ يجب علينا ان نمضي الى الامام، وانا لااقول انهم كانوا يقولون لي الحقيقة، او انهم لم يقولوها لي.وعندما سالته اذا كان من الصعب عليه انذاك ان يترك عدم التصديق، قال ان الغاء وتأجيل عدم التصيق كما قال كولرج، ساقول لك ان مالغيناه كان"التقييم الاخلاقي"فلن تؤدي هذه التحقيقات الا الى الحصول على تقييمات اخلاقية.

وحتى تاريخ استعادة ثلاثة عشر قطعة من من مجموعة اربعين قطعة هن اكثرهن اهمية.ومن بين الاشياء التي ماتزال مفقودة، قطعة اثرية من العاج لاسد يهاجم ولدا نوبياوثورا برونزيا والالاف الاختام الاسطوانية الحجرية المحفورة والتي تكشف عن صور تفصيلية حينما يتم تدويرها على الطين.

ورغم ذلك فقد تم ارجاع تسعة وتسعين بالمئة من المفقودات عبر عمليات هجومية وعن طريق برنامج العفو.

وبعد مضي ستة اشهر سرح اعضاء الفريق وانتهت فترات الواجب لهم، اما بوك دانوس فقد بقي مشرفا على تلك القضية، يسافر في كل مكان ويقابل الوكالات القانونية، وعاد الى اميركا في اب.

كان يقول" لقد توزعت التحقيقات الان على عدة دول، بريطانيا تقوم بعمل جيد، بينما دول مثل سويسرا وفرنسا والامارات (لاتبدي اية اهتمام) اما في الولايات المتحدة فان تركيزنا في الحدود على الارهايين والاسلحة، وان الة الفحص تلتقط الاسلحة وليس قطع الفخار المرمر.



#حسين_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة التكلنوجيا
- الى متى


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الدليمي - من نهب اثار العراق