أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان الظاهر - ماهان وعشتار والمتنبي ( سوريالزم !! )















المزيد.....

ماهان وعشتار والمتنبي ( سوريالزم !! )


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 08:37
المحور: كتابات ساخرة
    


زارني المتنبي ففوجئ بوجود ضيفين لدي َّ سبقاه للمجئ إليَّ . قال إني أعرف دكتور ماهان ولكن لم أتشرف سابقاً بمعرفة عشتار . قلت كيف لا يعرف المتنبي الشاعر آلهة الخصب السومرية ( عشتار ) ؟ فكّر ثم قال : تقصد آلهة التناسل والبغاء المقدس ؟ أجل ، إنها هي بعينها . إمتعض قليلاً وأراد الإبتعاد عنها وعن موضوعها فقال إني متعب هذا اليوم ، فهل لي أن أضطجع لنصف ساعة في حجرة نومك ؟ لا مانعَ يا ضيفي . هل تود أن تصاحبك إلى حجرة نومي عشتار هذه ؟ رمقني بنظرة عاتبة محتجة ثم مضى . قالت عشتار إنها واللهِ لفكرة جيدة أن أشارك شاعر العرب سرير نومه لعلي أحمل منه شاعراً مثله عبقرياً يخلده فقد مات الرجل ومات معه ولده الوحيد ولم يخلف في الدنيا أحداً . سمعها المتنبي وهو ما زال يرتقي درجات السلّم صاعداً إلى غرفة النوم . رفع صوته قائلاً : معاذ الله معاذَ الله ... لا أريد منك ولداً أو إبنة ً تمارس الدعارة وتسميها جنسا ً مقدساً !!
قالت له القداسة هي القداسة يا متنبي والمقدس مقدس حتى وإن كان بِغاء ً . فكرت بدوري مع نفسي : كيف يكون البغاء مقدساً وما سر قدسيته ؟
مرَّ الوقت سريعاً فإلتحق بنا المتنبي نشطاً مرحاً وطلب طعاماً لحظة أن إتخذ مجلسه بيني وبين الصديق ماهان مقابل العاهرة [[ المقدسة ]] عشتار العراقية . جاء الطعام فسُر َّ به الجميع كأن لم يتناولوا منذ قرن ٍ طعاماً . رفعواالكؤوس وصفقوها ببعضها رغم تباين محتوياتها ما بين شاي وماء معدني وعصير برتقال ونبيذ أحمر وصرخوا جميعاً : في صحة الجميع . كان المتنبي يتظاهر بتجاهل البغي عشتارَ حين يكون مشغولاً بالحديث مع ماهان وكنت أرقب ذلك عن كثب . كان يختلس إليها النظر من تحت جفنيه أو لحظة أن تنصرف عنا لشأن من شؤونها وكنت على علم أنَّ الرجل غير مسرور بوجودها معنا ، بل وإنه مستاء من هذا الحضور . كيف يجتمع المتنبي وبغيا ً تسمي نفسها مقدسة ومن أية جهة تأتيها القداسة ، من الأعلى أم من الأسفل ؟ بالطبع كنتُ أنا الملوم في عين المتنبي ولا من أحد ٍ غيري. معه كل الحق لكنه لا يعرف علة وسبب حضور هذه الأفعى المشعوذة والكذابة إلى بيتي برفقة الصديق ماهان . ماهان هو لا أنا مَن إقترح فكرة إجتماعنا في بيتي لأمر ظل َّ طويلاً يشغل باله . أنا أتممتُ الصفقة فدعوت الشاعر الكوفي المتنبي ليسهم معنا في تفاصيل حفل اليوم الغريب ، فالمومس إياها تدّعي هي الأخرى بأنها شاعرة مثل المتنبي وما فيش حد أحسن من حد بعد الدمقراطية الأمريكية المستوردة التي ضربت العراق طولاً وعرضاً فإقتلعت ( عَديّا ً إبن جلجامش التكريتي ) الذي كان يضاجع [ عشتار ] علناً أمام أعين أبيه وحاميه جلجامش وبحضور مواطنيه وعبيده وجنده وبعض رجالات أمنه ومخابراته ... كان يمارسها بالجنس المقدس وغير المقدس على أسوار سومر والوركاء وأريدو . إنفرج الجو شيئاً فشيئاً وإنبسطت الأسارير وطابت الوجوه وإرتفعت الكؤوس ثانيةً مصطخبة ً رنانة ً يتطاير من حوافي بعضها الحباب أو الشراب فحثثتُ الصديق ماهان على الكلام والجو مُهيأ ٌ لتصفية ما في القلوب وفتح دفاتر الحسابات القديمة التي طالما عانى منها الصديق الدكتور ماهان . تلكأ هذا الماهان [ وهو مقلوب هامانَ جبار مصر ] فهو أصلاً رجل نجفي خجول كثير التواضع وربما شديد الحذر ... تلكأ وعدّل من أوضاع جلسته وهيئته مراراً ... نكّس رأسه وحاول النطق بطيئاً فقال : سيدي المتنبي وأنت سيد الشعراء وأبوهم ... هل ترضى أن تسرق هذه العاهرة الشاخصة أمامك جهودي وما ترجمتُ لها من أشعار الخرط من الخط المسماري إلى الخط الكوفي دون أن تكافئني عمّا بذلت من جهد في هذه الترجمات ؟؟ بل والأدهى من ذلك أنها عرضتها على أناس آخرين في المدينة أضافوا لها بعض التعديلات ثم نشروها لها بعد أن عرفوا بأنها إحدى مومسات معابد الوركاء البين ـ بين فمارسوها كما يشتهون وقدسوها كما تشتهي إذ وطـأوها بأحذيتهم وأجسادهم وأعضاء ذكورتهم غير المختونة ! واصل المتنبي صمته وتدخينه ثم رفع رأسه سائلاً ماهان : وهل نشر هؤلاء الفرسان من ملقحي ملكات النحل المحترفين ما نشروا من ترجمات تحت إسمك ؟ كلا يا أبا الطيّب ، أغفلوني وإسمي جملة ً وتفصيلاً. قال المتنبي للشويعرة المشعوذة عشتار سومر ثم بابل فيما بعد : ماذا تقولين يا مدعية الشرف المقدس والشعر ؟ إبتسمت إبتسامة عريضة وغمزت المتنبي بعين سوداء طويلة الأهداب ثم قالت : سيدي المتنبي / لا أكذب ما قال لكم هذا ( الهامان العراقي ) فلقد قال الصدق وإني له لشاكرة وممتنة ولكن أعذرني أنت ما دمتَ أقحمتَ نفسك في هذا الموضوع الشائك وليعذرني هو ، السيد المترجم قليلاً لكي أعبر عن وجهة نظري وما إكتنف المسألة برمتها من ملابسات . قال كلاهما مرة ً واحدة ً تفضلي. عرضتُ ترجمات الدكتور ماهان على بعض الأخصائيين المحترفين في شؤون الترجمة فوجدوا فيها بعض الأخطاء هنا والإنحراف عن قواعد الدقة هناك ثم شخصوا بعض العيوب غير الخطيرة فإرتأيت ُ أن أتبنى ما قالوا لي عنها وخوَّلتهم نشر ما يعجبهم منها مع أسمائهم كمترجمين وهذا ما حصل . إحتججتُ بصرامة قائلاً : وكيف سوّلت لكِ نفسك أيتها العاهرة غير المقدسة أن تسمحي بنشر ترجمات قام بها أساساً هذا الرجل الجالس معنا تحت أسماء أناس آخرين ؟ أما كان شرفك غير القدسي يقتضيك أن تضعي إسمه على ما نشرتِ من ترجمات مع ملاحظة بسيطة مؤداها أن فلاناً وفلاناً قام أو قاما بإجراء بعض التعديلات الضرورية على نص الترجمات الأصلية ؟ قالت معك حق ، هذا كان خطأي الأكبر . بادر ماهان للكلام فقال (( للسيدة الشريفة جداً )) مُغضَباً تنازلتُ لك عن حقوقي كمترجم في نشر إسمي لكني لم أتنازل عن حقي بالتعويض عن جهدي في إنجاز الترجمات . لم أقبضْ منك فلساً واحداً ومدخولاتك ما شاء الله كثيرة مما يدرُّ عليك (( المنزول ـ المبغى المقدس )) . أهذا هو شرف المومسات من محظيات وفضلات عدي إبن جلجامش التكريتي ؟؟ كنت طوال الوقت في عواطفي متضامناً مع صديقي ماهان . أما صاحبنا المتنبي فظل صامتاً محايداً كأنه ما سمع ما قد سمع من مخالفات شعرية وأدبية غير مقبولة في عالم اليوم . ظل على كثافة تدخينه ينقّل بصره بين ماهان المدّعي وبغي سومر العراقية المدّعى عليها دون أن ينبسَ ببنت شفة . ما سر هذه الحيادية اللاشرقية واللا غربية ؟ هل أغوته عاهر معابد سومر ثم بغداد لاحقاً ؟ هل سحرته بسواد عينيها وسرعة ذوبان خلايا جسدها غير الطاهر والمدنس ثم سيلانه ماءً آسناً يسيح على عتبات زقورة مدينة أور القديمة ؟ كم (( نغلاً )) أنجبت عشتار هذه سفاحاً من زبائن معبدها وحجّاج هيكلها وعشاق التبرك بملمس قفص صدرها الفضي يأتونها حاملين القرابين طيوراً وأغناماً وكتباً تراثية قديمة مسروقة من مكتبات بغداد ؟؟ الله أعلم . نطق المتنبي أخيراً فاركاً عقب سيجارته بقوة قائلاً : إنَّ (( شمخة )) المومس التي أغرت (( أنكيدو )) على شاطئ نهر الفرات فضاجعته فحولته من وحش بري إلى بشر سوي لأفضل مليون مرة من هذه الشويعرة الكذابة ناكرة الجميل !! لم يرفع ماهان رأسه لكني وقفتُ صارخاً مردداً : عشتَ يا متنبي ... عشتَ لأنك قاومتَ ولم تقع فريسة سهلة بين براثن هذه {{ الشريفة }} جداً جداً التي تعرفها مدينتنا وتعرف فضائحها فيها جيداً . لا ألوم بعد اليوم جلجامش إذ رفض الزواج منها وقال لها ما أنتِ إلا قربة ٌ مثقوبة ٌ وبيت ٌ دونما باب وموقد إنطفأت نيرانه في عز برد الشتاء . عشتَ يا متنبي وبوركتَ في يوم مولدك ومبارك ٌ أنت في يوم مماتك ولحظة أنْ تُبعث َ للدنيا حيا .
لم أرَ المتنبي ، غاب ولم يترك لنا أي أثر . كلمتُ مَن إذا ً ؟؟





#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلة في الذاكرة (10) / شقاوات وباعة التبغ
- الحلة في الذاكرة (9) / ثانوية الحلة للبنين
- الحلة في الذاكرة (3 ) / أصدقاء وزملاء قدامى
- الحلة في الذاكرة (8) / الحلاقون والطب الشعبي
- مدينة الحلة في الذاكرة (7) / مواكب عزاء عاشوراء
- مدينة الحلة في الذاكرة (6) / حمامات ومقاهي الحلة
- مدينة الحلة في الذاكرة (5) / مهن نسائية ورجالية
- مدينة الحلة في الذاكرة (4) / الوضع الثقافي
- صارم مضى ... شموس باقية ... حازم يأتي
- المتنبي وكرد الحلة
- صارم / شموس / حازم ... إلى السيدة دينا سليم ، راهبة بريزبن
- المدافعون عن قتلة العراقيين / يا ضباط العراق حاكموا العميل س ...
- ورابعهم المتنبي (2) / إلى وهيب وهبة... صاحب المجنون والبحر
- والمتنبي رابعهم (3) / إلى سامية وهبة ... سيدة اللقاء
- إلى مَن يهمه الأمرُ ...
- سياحات خيالية (5) / ليزا وسعاد
- صور غابت وذابت في الشموس
- يا طالباني ويا هاشمي ...
- سياحات خيالية (4) / سعاد في بغداد
- سياحات خيالية (3) / أميرة وسعاد


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان الظاهر - ماهان وعشتار والمتنبي ( سوريالزم !! )