أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الأسرى الفلسطينيون وسياسة الباب الدوار















المزيد.....

الأسرى الفلسطينيون وسياسة الباب الدوار


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 05:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


......لعل أدق وأحسن وصف ينطبق على ما يسمى ببوادر حسن النية الإسرائيلية، فيما يتعلق بالافراجات عن الأسرى الفلسطينيين، هو ما وصفها به القائد مروان البرغوثي، بأنها نكته وفعلاً هي نكته، حيث توقعنا من خلال التطبيل والتزمير لأنابوليس بأنه لن يبقى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية أسير فلسطيني واحد، كيف لا ؟، وهناك من أتحفنا بنظرية القيادة الخلاقة والمبدعة وإنجازات أوسلو، وإنجازات انابوليس ونظرية المسامير الأربعة، ولربما صاحب النظرية نفسه،هو يعرف أكثر من غيره أن أوسلو من قبل أنابوليس، لم يجّر على الشعب الفلسطيني إلا المصائب والويلات، حيث عمق من حالة الانقسام والانشقاق في الساحة الفلسطينية، والتي لم تقتصر على الأحزاب والقوى السياسية ،بل طالت المجتمع الفلسطيني بأكمله، وعززت من حالة الجهوية والعشائرية والقبلية والنهج الميليشياتي في صفوف الشعب الفلسطيني، وزيادة على ذلك مأسسة الفساد من أعلى هرم ومستوى في السلطة حتى أصغر موظف فيها، ومسامير الانجازات الأربعة التي يتحدث عنها صاحبنا الهمام، هي فعلاً الخوازيق الأربعة التي سيقعد عليها شعبنا الفلسطيني،والتي لعل أخطرها هو، خازوق إسقاط وشطب حق العودة، وتهجير ولجوء آخر لمن صمد ودافع عن أرضه ووجوده في مناطق عام 1948، والقيادة المبدعة والخلاقة والتي دائماً،تتحدث عن الإنجازات الورقية، وبنفس شخوصها وأدواتها ،هذه الشخوص والأدوات التي تجتر وتستدخل الهزائم على أنها انتصارات،فبدلاً من أن تتهالك على حضور مؤتمر أنابوليس،تحت يافطة وذريعة الممرات الإجبارية،هذا المؤتمر الذي ليس له أجندات ولا جدول أعمال ولا مرجعيات ولا آليات للتطبيق والتنفيذ، كان الأجدى بها أن تعمل على ترتيب وإعادة اللحمة والوحدة للبيت الداخلي الفلسطيني، وأن تتمترس حول مطلب صغير جداً،وهو الإصرار على الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين قبل مرحلة أوسلو،وممثلي الشعب المنتخبين والمختطفين والمعتقلين في السجون الإسرائيلية من قادة أحزاب وفصائل إلى وزراء وأعضاء برلمان،بدلاً من التهالك على عقد لقاءات للعلاقات العامة والصور التذكارية، ومن أجل مفاوضات"مارثونية"عنوانها التفاوض من أجل التفاوض، لن تؤدي إلى إزالة بؤرة استيطانية واحدة، حيث أن القيادة الإسرائيلية المتباكية على السلام، والتي أكثر ما تخدع العرب والفلسطينيين بشعارات وأوهام التنازلات المؤلمة من أجل السلام،ما أن انتهت حفلة الخطابات والمصافحات في أنابوليس،حتى سارعت القيادة الإسرائيلية،للبحث في الطرق والاليات التي تشرع فيها البؤر الاستيطانية من خلال خصخصة الاستيطان، بحيث تقدم الحكومة الأموال اللازمة للاستيطان إلى المجالس المحلية، وتقوم هذه المجالس بتنفيذ المشاريع الاستيطانية، بل أن حكومة الاحتلال وجهت صفعة قوية لما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي، وبلغة ناصر قنديل مدير مركز دراسات الشرق دول "الاعتلال" العربي، عندما أعلنت عن استدراج عروض من أجل بناء وإقامة 307 وحدات سكنية في منطقة جبل أبو غنيم الواقعة في القسم الشرقي من مدينة القدس والمحتلة عام سبعة وستين، وبالعودة لموضوعة الأسرى،فإن الشيء المخجل والمحزن هنا ،أن السلطة تتحدث عن لجنة إسرائيلية- فلسطينية لمعالجة ملف الأسرى، دور الطرف الفلسطيني فيها كشاهد الزور والمشرع للإجراءات والممارسات الإسرائيلية بحق هؤلاء الأسرى ، فأنا لا أفهم لجنة الطرف الإسرائيلي فيها المقرر في كل شيء ،يحدد أسماء الأسرى المنوي الافراج عنهم ومدة محكوميتهم ومناطقهم الجغرافية وغيرها، فهذه لجنة ليس لها أية صلاحيات والعملية إسرائيلية من ألفها إلى يائها، فحل هذه اللجنة أفضل من بقائها، كما انه في عهد الحكومة الفلسطينية الرشيدة الحالية، وكما ذكر لي الأسرى حسام شاهين وأمجد أبو لطيفة وإبراهيم مشعل وهيثم عبيدات في رسائلهم، فإنه لأول مرة من عام 1967 يمنع الاحتلال دخول الحلويات للأسرى في العيد، وكذلك يقولون أن أوضاعهم المعيشية وصلت حداً لا يطاق ويحتمل،والانكى والأدهى من ذلك أن اعداد الأسرى المفرج عنهم فيما يسمى ببوادر حسن النية الإسرائيلية، أقل أو في أحسن الأحوال مساوية للأعداد التي يجري اعتقالها من قبل الاحتلال وأجهزته الأمنية في نفس الفترة.
وأنا بدوري أسأل جهابذة وأصحاب النظريات الجديدة من الممرات الإجبارية إلى المسامير الأربعة وغيرها ،إذا كان أنابوليس لم ينجح في حل ملف ليس كل الأسرى الفلسطينيين،حتى لا أتهم بانعدام المعرفة بموضة المصطلحات الجديدة الواقعية والعقلانية، بل الأسرى القدامى والقادة والوزراء والنواب، والذين أتوا بانتخابات ديمقراطية شهد عليها ما يسمى بحماة ودعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان في أمريكيا وأوروبا، فهل سينجح أنابوليس في حل القضايا الكبرى والتي تشكل مرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني من اللاجئين،القدس، الحدود والاستيطان؟،أم ان المؤشرات والدلائل تشير إلى تحقيق ما طرحه القادة الصهيانه بدءاً من شامير ومروراً ببيرس ونتنياهو وانتهاءاً ببراك وأولمرت، مفاوضات من أجل المفاوضات، وامن مقابل التطبيع، فالقادة الصهاينة بمجمل ألوان طيفهم السياسي، يقولون ما المانع من مفاوضات مع الفلسطينيين دون إعطائهم أي شيء، وفي كل جولة مفاوضات أو مؤتمر نعود بهم للمربع الأول، ففي مؤتمر أنابوليس صاحب المسامير الأربعة، المنجزات المتحققة للشعب الفلسطيني، القادة الإسرائيليين قالوا علناَ وجهرأ، أنه غير ملزم لهم بفترات زمنية محدده.
واستمرار إدارات المعارك مع الاحتلال بهذه العقلية والذهنية ، سيجعل الأسرى الفلسطينيين تحت رحمة واشتراطات واملاءات وتقسيمات إسرائيل وأجهزتها الأمنية، أسرى فتح وأسرى حماس، أسرى سلطة وأسرى معارضة، أسرى ما يسمى بالأيدى الملطخة بالدماء، وأسرى أيديهم غير ملطخة بالدماء ، أسرى القدس ، أسرى ثمانية وأربعين وهكذا دواليك..
ومن هنا فإنه مطلوب من الطرف الفلسطيني المفاوض، أن يرفع بنطاله الساحل كثيراً كحال موضة شباب اليوم قليلاً، لأنه بدون هذا الرفع، فالتسحيل المجاني المتكرر والمتواصل، به لن يتحرر الأسرى، وأنا أقصد هنا الأسرى المحكومين أحكاماً عالية، وقادة الأحزاب والفصائل والوزراء والنواب وأسرى الثمانية وأربعين والقدس، وسيتحول عدد كبير من الأسرى من شهداء مع وقف التنفيذ إلى شهداء فعليين، وستستمر إسرائيل في انتهاج سياسة الباب الدوار معهم ، هذه السياسة التي تحتم على كل الفصائل والقوى ، البحث عن طرق وأساليب تضمن للأسرى تحررهم دون امتهان لكرامتهم ، او وصف لنضالاتهم "بالإرهاب"، فتجاربنا مع الاحتلال في هذا الجانب مريرة جدا، وهو متسلح بالعنجهية والغطرسة، وسيستمر في استخدام أسرانا كورقة ضغط وابتزاز.

راسم عبيدات
القدس – فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الأسر 14
- من ذاكرة الأسر 13
- من ذاكرة التحقيق ، حكايتي مع الكندره
- خطة- مارشال- الإسرائيلية لتطوير القدس/ أم لتعزيز السيطرة الإ ...
- من ذاكرة الأسر 12
- من ذاكرة الأسر 11
- من ذاكرة الأسر10
- من ذاكرة الأسر 9
- من ذاكرة السر 8
- القدس والمؤتمر الشعبي
- بشراكم أيها الشهداء ..... بشراكم أيها الأسرى / الخيانة نضالا ...
- من ذاكرة الأسر 7
- من ذاكرة الأسر 6
- جسد هيفاء بمليار والقدس بدولار!!!
- سامر ، ياسين ، وجهاد ، أعتذر لكم ،فأنا أخجل منكم !!!!!
- من ذاكرة الأسر 5
- من ذاكرة الأسر 4
- من ذاكرة الأسر 3
- القدس والإستيطان
- من ذاكرة الأسر 2


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الأسرى الفلسطينيون وسياسة الباب الدوار