أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الخفاجي - وإذا أصيب القوم في أخلاقهم















المزيد.....

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم


محمد الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 11:00
المحور: كتابات ساخرة
    


وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا

عذرا لشاعرنا الكبير أبو فراس همّام بن غالب والملقب بالفرزدق لاتخاذي من احد الأبيات الشعرية عنوانا ومدخلا لموضوعي رغم اختلافي معه بعض الشيء في إقامة المأتم والعزاء لمن أصيب في أخلاقه ، فاعتقد انه لايستحق ذلك ، ومن هنا أقول إن المحاولات الجادة والمخلصة من قبل البعض والتي استمرت لأكثر من أربعة سنوات وتهافت من يمتلك القرار السياسي الذي اعتلى المنبر في غفلة من الزمن لتقديم التنازلات المذلة المخجلة التي لن تتوقف عند حد ، و كل الانبطاح والهرولة زحفا نحو الطرف الآخر ، ذلك الآخر الذي لايؤمن إلا بشيء واحدا أحد وهو استلام مقاليد السلطة بشكل مطلق لاينافسه مخلوق كائن من كان ، لأنه يعتقد إن السلطة حفرت على جبينه كما تحفر جباه المصلين من اثر السجود ، أما الآخر يجب أن يكون خادما مطيعا ينفذ أوامر أسياده صاغرا دون نقاش ، هو ذلك الفكر الذي عشش في تلك العقول المريضة التي لاترى الآخر إلا من خلال بعثها ورمزه المهزوم إلى الأبد الذي عثر عليه في حفرة بائسة نتنة لا يشاركه فيها إلا الصراصير والفئران لا أنيس سواها ، شريكه في جنته الطبيعية التي استمرت لأشهر ، اعتاد عليها ولم يكن يتمنى يوما أن يفارقها فهي الملاذ الآمن والمستقر الذي يليق بمكانته التي فارقها سنين وسنين وهو يصبوا لليوم الذي حل فيه ، فكانت سعادته قد اكتملت بتلك الجيفة ، وبعد التنقيب والبحث والتحري دامت أشهرا ، ليتها لم تحصل ، عثر على الجرذ يحمل مسدسا محشوا باطلاقات كانت دوما تستقر في رؤوس الشرفاء من العراقيين ولم تخطيء أحدا ، اخرج بلحيته الشعثاء المهملة المتسربلة أطرافها المليئة بالقراد والقمل تثير القرف والاشمئزاز ، انه الرمز الضرورة الذي لازال أغلب العرب الاقحاح يتمنون عودته من القبر ومزبلة التاريخ ومستنقع الرذيلة ، رغم استحالة ما يتمنون ، لكنهم استطاعوا عبر وسائلهم التي اعتادوا على فبركتها في الإيحاء والتضليل والتزييف وخداع البعض من الطارئين على السياسة الذين دخلوا إليها من أوسع الأبواب والتي هيئتها لهم الإرادة الدولية وقدمتها لهم بطبق من وذهب تحيط بهم الحواري والولدان والحاشية والمستشارين ممن لايحملون مؤهلا أو شهادة تتيح لهم الاستشارة ، ولمن تلك الاستشارة ؟ ، لشاكلتهم في المؤهل والحاصلين عليها من ( سوق مريدي) الذي يعج بكبار المزورين ذوي الخبرات الخاصة للعمل لحساب هؤلاء السادة المسئولين ، فكان اغلبهم لايجيد جمع كلمتين ذات معنى أو صياغتها في جملة مفيدة ، تلك المؤهلات التي لم يحلموا بها يوما ليكونوا بهذا الجاه والمنزلة ، لكن لكل قاعدة شواذ ، وبما إن العراق يعيش وضعا شاذا منذ الإطاحة بقاتل الشعب ولازال الشذوذ المسيطر على الشارع العراقي ، ولازال أيتام المقبور يحلمون بالعودة من خلال ما ابتكروه من خداع وتزييف للحقائق واستغلال الشعارات المليئة بالمكر للوصول لأهدافهم عبر الوسائل الرخيصة القاتلة كالمصالحة والمقاومة الشريفة التي أفعالها لم تشرف أحدا سوى من امتهنها لأكثر من ثلاثة عقود ، أجادوا العزف على أوتارها وتفننوا في صناعتها ، ممثلة بالمهووسين بالسلطة وحلاوتها وهم ينعمون بخيراتها وامتيازاتها وبركاتها ، وما عداهم فهم لا يستحقون الحياة ، مجرد أدوات يحركونها كما يشاءون ويطعموهم بمواد لا تصلح كعلف للحيوانات ضمن البطاقة التموينية باعتراف الجميع رغم كل الأموال المرصودة للوزارة ذات الشأن ، مما اضطر شريحة واسعة منهم للهجرة باحثين عن فرصة عمل شريفة تسد مستلزمات حياتهم اليومية ، لكنهم استغلوا أبشع استغلال في البلدان العربية التي رحلوا إليها وفرضت عليهم أقسى الضغوط وعوملوا معاملة الأعداء تنم عن حقد دفين ، يتسكعون بين الأزقة باحثين عن رغيف خبز في شوارع أمتهم العربية التي ضحوا من اجلها بالروح و المال والنفيس ، والمحظوظ منهم من يحصل على فرصة عمل ، يتنكرون له ولم يسمع سوى كلمة ((الله يعطيك العافية )) بعد امتصاص جهده وعرقه ، ذلك الجهد والتعب والمعاناة الذي يبذله في العمل لحساب هؤلاء الناكرين لجودنا ومواقفنا وكرمنا الحاتمي المفرط الذي زاد عن حده والذي لازال يغدق بلا حساب ، وكل شيء زاد عن حده ينقلب ضده ، وها نحن نحصد الضد ، دون أن يلتفت إليه من يدعي الإخلاص لكي لا تستمر المعاناة ، فالأقربون أولى بالمعروف ياسادة ياكرام ، لماذا تبخلون على أبنائكم ونسائكم وتجبروهم للهجرة متناثرين في أصقاع العالم وانتم تتبرعون وتهبون أموالنا لكل من هب ودب وكأن أموال العراق ملكا صرفا لكم ولعوائكم تتصرفون كما تشاءون ، ومن أين لكم كل هذه الدولارات التي تهبونها ، وكما تدعون من حساباتكم الخاصة ، وان كانت تلك الأموال عامة عائديتها للدولة ، فمن خولكم بهذا الإسراف والإفراط وانتم تتصرفون كالقائد الضرورة حين يهب دون حسيب أو رقيب ، إلا تعلمون إن الأمور تغيرت ، الم تستطيعوا استيعاب المرحلة الجديدة ، بالأمس القريب وهب الأمير ما لا يملك للأزهر الشريف وغيره ، والذي نثمن موقفه المشرف الذي رفض تلك الهبة وقال بملء الفم أن الشعب العراقي هو أحق بها ، فشتان بين الموقفين ، موقف الواهب والموهوب له ، من هو أحق بتلك الأموال ، هل هم أصحاب المؤتمرات والصحوات والمساءلات والعدالات التي لا تقف عند حد سوى طرد الأغلبية من العراق ليتسنى لهم التصالح مع الجدران ، نقول لكل هؤلاء من الطرف الأول والثاني لن تجديكم أو تنجيكم تلك الادعاءات والتزييف ، فمن يريد أن يحافظ على ما هو عليه بأساليب الحيلة والمكر والشعارات البراقة التي ما عادت تخدع أحدا ، حان الوقت لكشف حقيقتهم ونقول لأهلنا ما امتنع عنه الآخرون ونكشف لهم بكل جرأة ولا ننتظر من سيادة الحكومة الموقرة أن تقول لنا ما هو واجب عليها ، لتفصح لنا من هو القاتل ؟ من هو المفجر ؟ من هو المنتحر ؟ من هو الخاطف ؟ من هو الممول ؟ من هو الحاضن ؟ من هو المبتز ؟ من هو المهرب لعائدات النفط عبر الممرات المعروفة ؟ من هو المتستر عن كل الجرائم منذ التاسع من نيسان 2003 ولغاية اليوم ، أفصحوا بكلمة حق ، كفاكم تسترا ، كفاكم تملقا ، كفاكم مجاملة ، فدماء العراقيين أنبل واشرف من كل شيء في الكون ، لا تهادنوا القتلة والمجرمين بحجج واهية كأوهام المصالحة البائسة والمشاركة في العملية السياسية التي يحفر المشاركين بها لنخرها من الداخل لكي تغرق في أوحال الشعارات والمؤتمرات حتى لاتصل إلى بر الأمان ، وتلك القرارات التي سرعان ما تتبخر قراراتها عند الانتهاء من وجبات الغداء الفاخرة ،فالكل ينسى ما قاله فيها بعد خروجه من القاعات المغلقة والمحاطة بالحراس المدججين بالسلاح الذي لا يحمي المواطن وهو يقتل ويختطف أما ناظريه ، فليس شغل حكومة العسكرتاريا حماية الناس ، فالناس لهم رب يحميهم ، أما المنزلين من الكواكب الأخرى فلهم الحياة التي افتقدها الشعب ، فهم من صنف آخر ، (( فالإنسان هو أثمن رأس مال )) كما يقول المنصفون ، فلماذا ترخصون دمائنا وتستبيحوا إعراضنا ، من أعطاكم حق ظلمنا والتجاوز على حقوقنا ، من انتم حتى تعاملوننا كما يعامل قطعان الخراف ، فالساكت عن الحق شيطان اخرس ، فكلكم شياطين يا من تقتلون وتذبحون وتنحرون على قبلتكم الجديدة ، والفتاوى الآثمة ، ويشارككم بتلك الجرائم من يسكت ويغض الطرف ولم يحرك ساكنا ، فاللعنة عليه تلاحقه ما زال حيا ، ولن تغفر له خطيئته حتى يوم الحساب ، وما أدراك ما يوم الحساب ، انه ليوم عظيم ، لا تنفع فيه شفاعة الآخرين ، فاتعظوا يا حكومة ، يامن تملكون مفاتيح اللعبة اليوم ، فغدا لن تكون بأيديكم ، ستكون بأيدي الأمناء الذي لا تدنسهم مغريات الحياة ومباهجها ودولاراتها ، لأنها ستتحول إلى حطب تصليكم بنارها ، وسيحل محلكم المخلصون ممن يختارهم الناس دون تأثير هذا آو ذاك ، ذلك الاختيار الطوعي الذي ينم عن الوعي الكامل لمن يختار ، فالإنسان يتحمل مسؤولية اختياره ، نقول إن النار تحت الرماد ، ويوم لا ينفع ندم . قولوا للقاتل انك قاتل ، سموا الأشياء باسماءها ، لاينفعكم التضليل والخداع وتقبيل الأيادي واللحى الشعثاء ، إن ما يحدث في العراق تشيب له الولدان ، ألا تعوا هذه الحقيقة ، ماذا دهاكم لتقفون هذا الموقف اللامبالي والمدان من الجميع جراء تلك الجرائم التي ترتكب في كل لحظة ولم تستثني أحدا وتسجل دائما ضد مجهول ، من هذا المجهول ؟ ، الكل يشخصه باليقين ، أما الحكومة فمن حقها أن تدعي انه مجهول ، لأنها تجهل كل شيء يهم المواطن ومنشغلة بهمومها ومصالحها ومحاصصاتها لتوزيع الغنائم بين أولاد العم وأبناء العشيرة التي تربطهم وإياهم روابط تاريخية ترجع للعصور المتخلفة . لا نريد سوى الخلاص من القتلة والمجرمين بغض النظر عن مسمياتهم وانتماءاتهم وارتباطاتهم وأفكارهم وتوجهاتهم ومذاهبهم ومن يقف وراءهم ، المطلوب تدخل كل شرفاء العالم لوقف نزيف الدم العراقي .



#محمد_الخفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يرضوا عنكم حتى لو اتبعتم ملتهم
- دور الصحافة العراقية ... وعلاقتها بمؤسسات الدولة المختلفة
- الادعاء والتضليل في زمن العهر السياسي
- اختفاء الأموال العراقية ... من المسئول عن متابعتها ؟
- شياطين العصر ... بحاجة إلى حجارة
- مؤسسات المجتمع المدني ... بين الشعار والتطبيق
- الإرهاب .. ومواجهته؟؟
- الارهاب ... ومواجهته
- العراق ... ومحنة الثقافة
- الطفولة بين احضان الارصفة والتشرد


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الخفاجي - وإذا أصيب القوم في أخلاقهم