أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علياء الانصاري - البرلمانية؟!














المزيد.....

البرلمانية؟!


علياء الانصاري

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 12:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من المكاسب التي حققتها المرأة العراقية في عملية التحول الديمقراطي الذي يشهده العراق، دخول المرأة الى البرلمان في زمن مازالت فيه بعض الدول العربية تحرم المرأة ليس من حقها في الترشيح بل من التصويت أيضا.

وفي قفزة نوعية مباغتة، جلست المرأة العراقية على مقاعد البرلمان طبقا لنظام الكوتا الذي فرض على العملية السياسية آنذاك ولم ينبثق من الواقع السياسي العراقي.

المهم، اصبح لدينا كشعب حضاري يؤمن بالديمقراطية، نائبات في السلطة التشريعية للبلد ووزيرات ومستشارات، كما اصبح لدينا – كنساء – ممثلات عنا في البرلمان، يطالبن بحقوقنا ويكن الصوت المعبر عن قضايا وهموم بنات جنسهن ولذلك اعطيناهن اصواتنا ولذلك اصبحنا برلمانيات!!

وكغيري من مواطني هذا البلد، يتعذر علي التواصل مع البرلمانيون وأخص بالذكر البرلمانيات باعتبارهن صوتي المعبر، وعندما اطلقت ذات يوم صوتي المسكين لاعبر عن لهفتي لهذا التواصل، جاءني استنكار مفاده بأن الواجب يقضي علي بأن اذهب انا اليهن ليسمعن صوتي بعد ان ابحث عنهن في المنطقة الخضراء او لا أدري أين؟!

وبعد صبر جميل، حالفني الحظ بأن التقي بنخبة منهن في مكان ما خارج الوطن!! ولان المكان خارج الوطن فعلينا ان نجتاز مطار بغداد اولا...

وفي المطار التقيت بهن، عرفت بعضهن اللواتي تكفل التلفاز بنقل صورهن إلينا وجهلت اخريات ممن لم نرهن حتى على شاشة التلفاز ونحن نسير من نقطة تفتيش الى اخرى حتى وصلنا الى آخرها وتلك التي يجب ان يخلع فيها المسافر حزامه وحذائه وكل ما يحمل ليضعه في جهاز خاص بالتفتيش ويقطع مسافة قصيرة حافيا على قدميه ليعبر الى الضفة الاخرى!!

وفوجئت بأن البرلمانيات وكانت بينهن وزيرة عبرن نقطة التفتيش مع احذيتهن بينما عبرتها كغيري من العراقيات حافية القدمين!! حينها ادركت الفرق بيني وبينهن!!

بلعت ريقي المغمس بالوجع، ولا ادري لماذا قهرني ذلك المنظر، واعطيت لنفسي شحنة أمل باني سألتقيهن في صالة الانتظار لعلي احظى بالحديث الى احداهن ونتبادل الهموم والافكار لعلي اوصل صوت بعض منا اليهن، ولكني فوجئت مرة اخرى بان هناك دار استراحة خاصة للمسؤولين والمهمين في الدولة يجلسون فيها منفردين عن الاخرين، فأدركت الفرق الثاني بيني وبينهن، فانا مع الناس اسمع همومهم واشاطرهم افكارهم بينما تجلس البرلمانية في مكان خاص لانها منتخبة من قبل الشعب وتمثل الدولة في اقدس مفصل فيها الا وهو البرلمان!!

جلست على احد الكراسي بخيبة أمل، ولا ادري لماذا هاجمتني تلك المقولة التي حفظناها منذ الصفوف الاولى لدراستنا (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، وتذكرت مسؤولي الدولة الاولى في تأريخ العرب والاسلام، دولة الرسول الاكرم (ص) ومن بعده دولة الخلفاء الراشدين، يا ترى اين يكمن الاختلاف؟

هل هي بساطة الحياة في ذلك الزمن وتعقيدها في زمننا الحاضر؟!

هل هو التطور العلمي والتكنولوجي في الألفية الثالثة وعدمه آنذاك؟!

فالمواطن في ذلك الزمن يحتاج الى ايام وربما اشهر ليصل الى مقر الخلافة ويلتقي بالمسؤول فيما لا يحتاج مواطننا الان سوى لحظات ليستخدم جهازه النقال او بريده الالكتروني ليقول: أنا موجود!!

انا فخورة بالبرلمانية العراقية، وسأكون اكثر فخرا عندما أراها تجالس بنات جنسها من النساء الفقيرات المعدمات، تستمع الى اصوات النساء على كل شبر من تلك الارض التي تنتمي اليها والتي منحتها ذلك المقعد الذي تجلس عليه!!

سأكون فخورة بها عندما تتقاسم الوجع مع النساء الاخريات، ذلك الوجع الذي جعل منها برلمانية كما جعل المرأة العراقية تفتقر الى أبسط مقومات الحياة الكريمة.




#علياء_الانصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبنا مسكين .. لكنه مبدع
- واقع امرأة


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علياء الانصاري - البرلمانية؟!