أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذاً لأجندة إيرانية؟














المزيد.....

خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذاً لأجندة إيرانية؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام معدودة من الاستحقاق الرئاسي لانتخاب رئيس لبناني جديد في الحادي والعشرين من هذا الشهر، حيث يمثل هذا التاريخ الفرصة الأخيرة لعملية التوافق بين كتلتي 14 آذار و 8 آذار ، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي يتم بذلها من قبل أطراف عربية ودولية عديدة بالأضافة للجهود الحثيثة التي تبذل على النطاق الوطني اللبناني ، وفي المقدمة من ذلك جهود المطران مار بطرس صفير والشيخ سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي السيد نبيه بري، لانتخاب رئيس توافقي، وأبعاد المخاطر الكارثية المحدقة بلبنان، جاء خطاب زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله التصعيدي الملئ بالتهجم ، وبكلمات غير لائقة في السجال السياسي المتحضر، ليحبط كل تلك الجهود ، ويعيد خلط الأوراق من جديد، ويعيد الأزمة اللبنانية المستعصية إلى الصفر، مهدداً بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم تخضع قوى الأكثرية المتمثلة بكتلة 14 آذار لمشيئة حزب الله وحلفائه في انتخاب مرشحه ميشيل عون رئيساً للجمهورية.
فهل جاء خطاب السيد نصر الله لدعم موقف كتلة 8 آذار استعداداً ليوم الحسم في الحادي والعشرين من هذا الشهر؟ أم أن وراء هذا الخطاب الهجومي الذي فاق كل خطاباته السابقة من حيث استخدام أقذع العبارات وأشنع التهم لحكومة السنيورة ، وكتلة الأغلبية بقيادة الشيخ الحريري، بالإضافة إلى التهديدات غير المسبوقة للطرف الآخر، مما لا يصب في المطلق في خانة الجهود للحل التوافقي ، بل على النقيض من ذلك لإفشال تلك الجهود، فمن يسعى للتوافق لا يمكن أن يلجأ إلى أسلوب التهجم والتخوين وخيانة الأمانة والاتهام بسرقة المال العام وغيرها من الكلمات التي لا تليق بسياسي يعيش في بلد عربي متحضر كلبنان الذي كان ولا يزال يحمل مشعل الحرية والديمقراطية في العالم العربي.
إن أخشى ما أخشاه أن يكون خطاب السيد نصر الله قد جاء تنفيذاً لأجندة إيرانية بعيدة المدى تتعلق بالصراع مع الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ، ومحاولة زج لبنان البلد الصغير بمساحته، والضعيف بسلاحه وقوة جيشه، وضعف اقتصاده في هذا الصراع الذي لا ناقة به ولا جمل للشعب اللبناني الشقيق الذي تحمل الكثير والكثير من جراء الصراعات التي جرت على أرضه منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، وقاسى شعبه الطيب من الويلات والمصائب ، وخصوصاً أيام الحرب الأهلية التي دامت 15 عاماً شديدة القسوة، وما تلاها من الحروب العدوانية الاسرائلية المتتالية، واحتلال إسرائيل لجنوب لبنان لسنوات طويلة، وكان آخرها حرب تموز 2006 كما هو معروف للجميع، ولا حاجة لي بتعداد تلك الحروب وتفاصيلها.
أفلا يكفي لبنان وشعبه كل تلك الحروب والمصائب والويلات التي فتكت بمئات الألوف من ابناء الشعب، وشردت الملايين من المواطنين في مختلف بقاع الأرض ؟
لماذا يصر السيد حسن نصر الله على السير بلبنان نحو الهاوية من جديد ؟
لماذا جعل السيد نصر الله من حزبه الإيراني تسليحاً وتمويلاً وتدريباً فوق الدولة والدستور والقانون، يقرر هو بذاته قرار الحرب والسلام، متجاهلاً الحكومة والبرلمان والدستور ؟
أي دولة في العالم تسمح لحزب أن يكون له جيشاً مسلحاً بأحدث الأسلحة بما يفوق قوة الجيش الوطني الرسمي ، ويقود البلاد إلى منزلقات خطيرة قد تأتي على مصيره كبلد ودولة ؟
أنه قانون القوة هذا الذي يجري في لبنان اليوم، وعندما يتحدث السيد نصر الله بهذا الأسلوب الهجومي والعدواني بحق الحكومة القائمة التي تمتلك الأغلبية في البرلمان فهذا يعني انه يتحدث بقوة جيشه وسلاحه الذي تحول اليوم صوب الشعب اللبناني، والذي بات يهدد مصيره ومستقبله.
إن من حق قوى 14 آذار أن يساورها الشكوك في نوايا حزب الله وقائده السيد حسن نصر الله ، فهو لا يمكن أن يتخذ أي قرار بمعزل عن إرادة حكام طهران ، ولاسيما وأن السيد نصر الله يؤمن بولاية الفقيه، وهو اليوم يتمثل بالسيد خامنئي ، الحاكم الفعلي لإيران، وإن إيران اليوم ، وبسبب توجهاتها نحو الحصول على السلاح النووي ، وإصرارها على تحدي المجتمع الدولي، ونشاطاتها الواسعة في لبنان، ودعمها لحركة حماس في غزة، وتحالفها الاستراتيجي مع سوريا وأحلامها بالعودة لحكم لبنان من جديد، والدور الخطير الذي تلعبه في العراق، والمتمثل بدعم وتسليح العناصر الإرهابية المتمثلة بالمليشيات الطائفية الشيعية ، بل لقد ذهبت ابعد من ذلك إلى تسليح العناصر الإرهابية السنية بغية إدامة الصراع والحرب الأهلية في العراق، من أجل تحقيق أهدافها في الهيمنة على العراق من جهة، ومحاولة إبعاد القوات الأمريكية عن حدودها الغربية في العراق والشرقية في أفغانستان لكي يخلو لها الجو في الهيمنة على المنطقة .
ولا شك أن هذا التصرف لحكام طهران قد جعل منطقة الشرق الأوسط اليوم على كفة عفريت ، واحتمالات الحرب بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها في سوريا ولبنان وغزة من جهة أخرى، تتصاعد يوماً بعد يوم ، وإذا ما انطلقت شرارة الحرب فلن تكن ساحتها إيران وحدها ، بل وبكل تأكيد ستجر إليها العراق ودول الخليج، وسوريا ولبنان وغزة، وعند ذلك ستحل الكارثة بهذه البلدان مما لا يستطيع تحديد نتائجها أحد. أن الحكمة ينبغي أن تسود لدى الأطراف اللبنانية كافة وفي المقدمة كتلة 8 آذار وقائدها السيد حسن نصر الله، فأي خطأ يرتكبه أي طرف من أطراف الصراع سيتحمل مسؤولية كل ما يمكن أن يحل في لبنان من كوارث الحرب الأهلية التي باتت تهدد لبنان لا سمح الله ، ولاسيما أن تهديدات السيد حسن نصر الله المستقوي بجيشه وسلاحه ينبغى أن تؤخذ على محمل الجد.
وقى الله لبنان وشعبه من كل كيد فقد كفاه ما قاسى من الويلات والمصائب فدعوه يعيش بسلام وأمان واستقرار، ويعيد مجده السابق بكونه مركز التجارة العالمية في الشرق الأوسط، والمصيف الذي يضم مختلف المواطنين العرب والأجانب ، وأن يبقى لبنان حاملاً مشعل الحرية والديمقراطية في العالم العربي وقبلة ومأوى الأحرار العرب.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية الأحزاب الطائفية والقومية في عودة البعثيين إلى الواج ...
- هل يتسبب حكام طهران في إشعال الحرب في الشرق الأوسط؟
- وداعاً المناصلة الشيوعية الباسلة الدكتورة نزيهة الدليمي
- مستقلون في كردستان العراق ويحكمون في بغداد!!
- القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!
- الحزب الديمقراطي الأمريكي والقرار الخائب
- إلى متى يستمر الشلل في حكومة المالكي
- منْ المسؤول عن الأحداث الدامية في كربلاء؟
- التحالف الطائفي القومي لن يوصل العراق إلى شاطئ السلام
- بأي دين يدين هؤلاء القتلة المجرمون؟
- في الذكرى التاسعة لرحيل فنانة الشعب العراقي زينب
- من أجل تدرارك الأخطار الكارثية
- الطائفية الدينية والقومية الشوفينية تقود العراق نحو كارثة كب ...
- أمس زلزلت حناجر الأغلبية الصامتةالأرض تحت أقدام الأرهابيين و ...
- الأسرة وأهمية دورها في تربية اجيالنا
- قانونا النفط والفيدرالية مدخل لحرب أهلية مدمرة
- ثورة 14 تموز وعبد الكريم قاسم والحركة الكردية
- رداً على مقال السيد نبيل الكرخي الحقيقة حول الأحداث التي را ...
- في الذكرى الرابعة والأربعين لانتفاضة الشيوعيين في معسكر الرش ...
- عندما يكون وزير الثقافة قاتلاً ، فماذا ينتظر الشعب من حكومته ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذاً لأجندة إيرانية؟