أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الى اين ستاخذنا فتح والسلطة الفلسطينية















المزيد.....

الى اين ستاخذنا فتح والسلطة الفلسطينية


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 01:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


المراقب والمتتبع للاحداث على الساحة الفلسطينية وتطوراتها بالفترة الاخيرة وبالاخص بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات وما شهدته الساحة من احداث خطيرة وتسارع هذه الاحداث ، لا بد من الوقوف امام ما تمثله حركة فتح بالساحة الفلسطينية وتاريخها النضالي الطويل ودورها في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ورسم توجهاتها السياسية ووضع مفاهيم ومصطلحات سياسية في قاموس اللعبة والمواجهة والصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وحرب الخليج وبروز نظام القطب الواحد، اعتقدت القيادة الفلسطينية التي هي بالاساس خارجة من رحم حركة فتح بان عليها تغيير مفاهيم ادارة الصراع مع هذا العدو، بما يسمح للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير من الاستمرار في ظل الخلل الكبير في موازين القوى العالمي والمحلي، وان اي خطوة الى الامام في ظل هذا الوضع قد تؤدي الى ضربة قاضية، ومن هنا اعتقدت قيادة م . ت . ف ان المرحلة الجديدة بحاجة الى مفاهيم ومصطلحات جديدة وهذا اكيد وصحيح واتفق معه، نحن نعيش نظام القطب الواحد الذي ينحاز كليا الى جانب اسرائيل وعلامات الهيمنة والسيطرة واضحة بمفاهيم هذا النظام العالمي الجديد، الذي بدأ عمليا بحل للصراعات المحلية والاقليمية وعمل على حسم صراعات دموية كما حصل بصربيا وكوسوفو، وبرؤية القيادة الفلسطينية التي راهنت بان التوجه الجديد للادارة الامريكية في ظل هذا النظام العالمي الجديد هو حل النزعات والصراعات الدولية، فالقضية الفلسطينية ستاخذ نصيبها من هذا الاهتمام، فبحثت هذه القيادة لها عن موضع قدم بحثا عن حل امريكي، فكان لا بد من المشاركة المنقوصة بمؤتمر مدريد، والاتفاق الثنائي في اوسلو.

انني اتفق على فهم المراحل التي تختلف بها مفاهيم الصراع والمواجهة، فعندما تتعدد الاراء وتختلف الايدولوجيات في المجتمع يكون من الخطأ ان يقوم طرف سياسي بفرض رؤيته في القضايا المصيرية التي تخص الشعوب بدون العودة الى الشعب وقواه الاخرى كما هو الحال فلسطينيا، وان ما جرى بمدريد واوسلو كان قد شكل خطرا كبيرا على العلاقات الداخلية الفلسطينية وعمق الشرخ الفلسطيني وترك اثارا سلبية على المسيرة الوطنية والنضالية، فرغم مراهنات القيادة على تحقيق تقدم باتجاه الحقوق الفلسطينية في حال انخراطها في هذا النظام العالمي الجديد والعولمة ومفاهيمها، الا ان النتائج اللاحقة كانت عكس كل التوقعات فالغرب والادارة الامريكية لم ينحازوا الى جانب القضية والحقوق الفلسطينية ولم ياتي علينا هذا النظام الا بمزيدا من المصائب والويلات على شعبنا، وبدا ظاهرا وواضحا فيما بعد للمواطن الفلسطيني ان الحقوق الفلسطينية اصبحت بين فكي كماشة ولم يبقى الا الانقضاض عليها، وفي ظل تراجع اداء منظمة التحرير الفلسطينية امام الجماهير الفلسطينية وتراجع دورها النضالي وعلامات الاستفهام حول تمثيلها وضع الشعب الفلسطيني امام حالة ترقب للخروج من هذه الحالة.

منذ مدريد واوسلو والتوجه الجديد للقيادة الفلسطينية ولهاثها وراء السراب وانخراطها بمفاوضات ثنائية مع الكيان الصهيوني برعاية امريكية ودول غربية، دون الاخذ بعين الاعتبار اهمية تصليب الجبهة الداخلية وتمتينها وتطوير المواقف السياسية، فقد ساهم هذا التوجه الى اشتداد الهجمة على الشعب الفلسطيني من قبل اسرائيل والادارة الامريكية والدول الغربية المنحازة كليا الى الكيان الصهيوني من اجل الانتقاص من القضية الفلسطينية والحقوق والثوابت الفلسطينية على طريق تصفيتها وانهائها. وبحكم العلاقة بين فتح والمنظمة والامراض التي استشرت داخل هذين الجسميين فقد تركت بصمات كثيرة سيئة على ادائهما سواء على صعيد العلاقات الداخلية او الاداء على الصعيد الدولي، فالتراجع بمكانة القضية على الصعيد الدولي لتكون بالمرتبة الثانية او الثالثة من الاهتمام لا يتحمل المسؤولية الاساسية بها الا اصحاب القرار والتاثير والفعل، وهذا ايضا لا يعفي القوى الاخرى بغض النظر عن حجمها او دورها بهذه المسؤولية، فكثير ما نسمع من الجماهير الفلسطينية والانسان العادي بتوجيه النقد الشديد للقوى الفلسطينية الاخرى بعجزها للنهوض بالوضع الفلسطيني والحفاظ على انجازاته وانتصاراته والناتجة بالاساس عن ضعف برامجه وادائه.

المكانة التي انتزعتها منظمة التحرير الفلسطينية محليا وعربيا ودوليا وصفتها التمثيلية للشعب الفلسطيني، كان يتطلب منها ان تطور مفاهيمها وسياستها لتتماشى مع المرحلة الجديدة بما يضمن الحفاظ والدفاع عن الانجازات الفلسطينية ويحفظ لها دورها التمثيلي الذي اعطاها الشرعية، ولكن المتتبع والمراقب لهيئاتها القيادية وتصاريحهم لا تجد الا تراجعا وتنازلا، فكما ذكرنا بان المراحل لها مفاهيم جديدة في كيفية التعاطي معها، فايضا المؤسسات الفلسطينية والبرامج السياسية عليها ان تتوافق ضمن المرحلة الجديدة بمفاهيم تحافظ على الانجازات والانتصارات والتجديد بالمشروع السياسي والتنظيمي، وجميعنا يعي ان موازين القوى الداخلية بالساحة الفلسطينية اختلفت عن الماضي وظهرت قوى اخرى لها قاعدة جماهيرية كبيرة وتراجعت جماهيرية قوى اخرى وتراجعت الجماهير بتاييدها للعديد من المواقف السياسية والبرامج التي كانت قائمة لان هذه الجماهير ايضا تعي نسبة التغيير الكبيرة التي حصلت على الصعيد الدولي، ورغم وعي القوى السياسية بالساحة الفلسطينية وادراكها الى اهمية تجديد المفاهيم والقيادات والبرامج التي تتوافق مع المرحلة الجديدة والعولمة، ورغم اتخاذها العديد من الخطوات بهذا الاتجاه لم تستطيع هذه القوى ان تؤثر او تغير بسياسة المنظمة وتنقلها الى مرحلة متقدمة باتجاه الحقوق الفلسطينية والتمسك بها.

ولكن ما اريد التذكير به ان المهمة الاولى تقع بالاساس على عاتق حركة فتح التي تسيطر على كافة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتتحكم بقرارها، بالاضافة الى قيادتها لكافة المؤسسات الجماهيرية والنقابية والطلابية والنسائية وغيرها، والتي يقع على عاتقها الاخذ بعين الاعتبار التغييرات والتحولات التي جرت بالخارطة السياسية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني وموازين القوى على الارض التي لم تعود لصالحها، فترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على برنامج سياسي وتنظيمي هي مهمة اولى واساسية، والمحاولات الجارية بالساحة الفلسطينية والدعوة الى عقد مؤتمرات كالمؤتمر المقر عقده بدمشق مناهضة لمؤتمر الخريف، ومؤتمرات حق العودة التي تعقد باوروبا وامريكا الشمالية المرفوضة اصلا من فتح والسلطة، ومؤتمر الشتات الذي عقد ببرشلونة في ايار الماضي والذي رفضته السلطة وفتح، كلها تؤكد حق شعبنا الفلسطيني بتنظيم نفسه، فلا يجوز لفتح او السلطة ان ترفض شرعية المؤتمرات، لان الشرعية تاخذ من الجماهير وليس من القيادات، ففتح تعيش صراعات داخلية والتناقضات الداخلية في الحركة تعكس اثارا سلبية على الحالة الفلسطينية العامة ولا بد من حل هذه التناقضات الداخلية بالحركة، من اجل الحفاظ على الانجازات الفلسطينية فانهيار الحركة هو انهيار للمؤسسة الفلسطينية والانجازات الفلسطينية، ولا امام كافة التيارات والرموز بهذه الحركة الا تجاوز كافة التناقضات والصراعات الداخلية، حتى لا تاخذ الساحة الفلسطينية الى مزيد من التدهور، فعافية فتح هي انتصار للقضية، فلا بد من البرنامج السياسي والتنظيمي الذي يؤكد على الوحدة الوطنية والانجازات الفلسطينية والتعاطي مع الواقع الفلسطيني والاعتراف به وبالاخص في هذه المرحلة الحرجة التي يحاول بها الاعداء وبالاخص اسرائيل وامريكا من التربص بالحركة باعتبارها قوى اساسية، وبالتاكيد تعمل اسرائيل وامريكا على توسيع مساحة التناقضات والصراعات الداخلية بالحركة لخلق مزيد من الفوضى في الساحة الفلسطينية وتعزيز الخلافات مع القوى الاخرى، كما تساهم اسرائيل بالدفع بقوى وبرموز اساسية بالحركة تتلاقى سياستها مع افكار الكيان الصهيوني مقابل مصالح شخصية او التقاء مصالح مع الكيان الصهيوني، ويساهم الكيان الصهيوني وبطرقه الخاصة على تعطيل اي توجه لتصحيح العلاقات الداخلية في الحركة التي تكون هي بداية لترتيب اوضاع البيت الفلسطيني.

في الختام اقول اذا حلت التناقضات والصراعات الداخلية بحركة فتح باتجاه الاعتراف بالواقع الفلسطيني الجديد ستعيد القضية الفلسطينية عافيتها وستتمكن القوى الفلسطينية من وضع سياسة جديدة ومفاهيم جديدة بالمرحلة الحالية ومواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد القضية ، وتكون كافة القوى الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية قادرة على وضع البرنامج السياسي والتنظيمي الذي يشكل اجماع بين كافة القوى، فالوحدة الوطنية اساسية بهذه المرحلة، اما غير ذلك فالقضية الفلسطينية ستواجه مزيدا من التراجع والتدهور.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعد بلفور والحقوق الفلسطينية
- اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح
- الى اين ستصل العلاقات بين الجالية الفلسطينية واليهودية في ال ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - الى اين ستاخذنا فتح والسلطة الفلسطينية