أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول زيارة العاهل السعودي لبريطانيا














المزيد.....

حول زيارة العاهل السعودي لبريطانيا


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (84 عاماً)، والذي يحمل لقب خادم الحرمين، بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة يوم الإثنين 29/10/2007 استغرقت ثلاثة أيام، وهي الأولى من نوعها التى يزور فيها ملك سعودى بريطانيا منذ عشرين عاما. وقد أثارت هذه الزيارة جدلاً حاداً ومعارضة واسعة في الإعلام البريطاني والوسط السياسي ومنظمات حقوق الإنسان، بسبب طبيعة النظام الحاكم (ملكي مطلق مستبد) والذي هو من بقايا الأنظمة الملكية المطلقة في العالم. فالملك في السعودية هو الحاكم المستبد المطلق وغير خاضع لأية مؤسسة قانونية للمساءلة. إضافة إلى سجل المملكة الكالح في مجال حقوق الإنسان واضطهاد المرأة وحرمانها من أبسط حقوقها حتى مثل قيادة السيارة وغيرها، كذلك التزمت الشديد والعداء الصريح ضد أصحاب الديانات الأخرى غير الإسلام. فالنظام السعودي يطبق ما يسمى بحكم الشريعة الإسلامية، والتي هي في الحقيقة عبارة عن مجموعة التقاليد والأعراف البدوية المتمثلة بالعقيدة الوهابية المتشددة جداً في الإسلام.

لذلك اعتبرت الصحافة البريطانية هذه الزيارة غير مرغوب فيها وتتعارض مع الالتزامات الاخلاقية في السياسة الخارجية التي تعهد بها حزب العمال الحاكم عند استلامه السلطة عام 1997. كذلك قاطع ممثلو حزب الديمقراطيين الأحرار وعدد من نواب حزب العمال حضور حفلات التكريم الرسمية التي أقيمت على شرف الضيف السعودي من قبل الملكة في قصر باكنغهام.

لذلك أعتقد أن هذه الزيارة قد أضرت كثيراً بسمعة الملك والمملكة السعودية أكثر مما كان مؤملاً منها من مكاسب دعائية. فقد فسحت هذه الزيارة المجال للإعلام البريطاني والعالمي لكشف عيوب النظام السعودي ومساوئه وتعريته على حقيقته أمام العالم. فهناك فروق شاسعة بين عقلية النظام والمجتمع السعودي البدويين، وعقلية المجتمع البريطاني والغربي بصورة عامة. فالسعودي مازال يعتبر الفخامة والضخامة والبهرجة ومظاهر البذخ والثراء والإسراف وسائل لجلب السمعة الطيبة لأصحابها، بينما في العقلية البريطانية تكون نتائج هذه المظاهر معكوسة تماماً. فالبساطة والعدالة هنا هما سر الإعجاب. لذلك كانت البهرجة التي أحاطت الملك إثناء زيارته لم تكن غير مألوفة هنا في بريطانيا فحسب، بل وممقوتة وأثارت موجة من الانتقاد والقرف والنفور.

ومن هذه المظاهر الممقوتة، أن راق الملك نحو خمسمائة من الحاشية، من بينهم واحد وعشرين من مستشاريه، وعدة زوجات واكثر من مائة خادم شخصي، وعشرات الأطنان من الأمتعة، حملتهم 6 طائرات الجمبو الي لندن، حسب تقرير مراسل البي بي سي. كما وذكرتصحيفة الاندبندنت ان الملك قد تزوج اكثر من ثلاثين مرة. هذا وقد كتب الصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك في الإنديندت يوم 31/10/2007 عن الملك ونظامه قائلاً: "أما الحقيقة المحزنة والقبيحة فهي أننا نزود أولئك الناس بطائرات مقاتلة وويسكي وعاهرات" .

كما وأثارت تصريحات الملك قبل الزيارة بيوم في مقابلة له مع المراسل السياسي الأقدم للبي بي سي المعروف، جون سيمبسون، عندما سأله :" ألا ترغب في تسمية الدول التي تعتقد انها لا تحارب الارهاب بفعالية؟" فأجاب الملك قائلاً: اغلبها بما فيها انجلترا، نحن أرسلنا للانجليز بصفتهم اصدقاء لنا بعثنا لهم برسالة لهم قبل وقوع أول عملية إرهابية هناك ولم يعملوا بها وصار لديهم ارهاب." هذا التصريح قد أثار موجة من السخط والغضب والاستنكار، ليس لدى الصحافة البريطانية فحسب، بل وحتى لدى السياسيين والمسؤوليين في المؤسسات الأمنية البريطانية. إذ كتب روبرت فيسك في الإنديبنت مقالاً غاضباً ومتهكماً بعنوان عريض: (الملك عبدالله طار إلينا ليعطينا محاضرة عن الإرهاب). فالمعروف أن 15 من 19 إرهابي قاموا بهجمات 11 سبتمبر 2001 ضد أمريكا، كانوا سعوديين، وأن منظمة القاعدة الإرهابية هي سعودية ومؤسسها بن لادن سعودي. كما وبات معروفاً للقاصي والداني أن المملكة السعودية هي وراء تمويل المدارس الدينية والمساجد في العالم التي تنشر العقيدة الوهابية المسؤولة عن التشدد والتطرف، وتقوم بعملية غسل عقول الشباب وترفدهم إلى المنظمات الإرهابية "الجهادية".

أما الحكومة البريطانية العمالية، فهي كما يبدو، لا يهمها ما يجري في السعودية من مظالم ضد الناس وسياسات معادية لحقوق الإنسان، بقدر اهتمامها بالمصالح المادية التي يمكن أن تستدرها من المملكة. فهناك مشروع اليمامة لتسليح الجيش السعودي بالطائرات الحربية وغيرها والتي تقدر تكاليفها بعشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية، وتوفر العمل لعشرات الألوف من الأيدي العاملة، إضافة إلى التبدل التجاري التي تقدر قيمته بنحو عشر مليار جنيه استرليني سنوياً في صالح بريطانيا. لذلك فجميع صيحات الاحتجاج ضد ترحيب الحكومة بالبريطانية بالملك وعلاقتها بالنظام السعودي لم تؤثر في موقف الحكومة سياستها هذه، سواءً في عهد توني بلير، رئيس الوزراء السابق، أو في عهد غوردن براون، رئيس الوزراء الحالي.

خلاصة القول، كانت زيارة الملك لبريطانيا ودول أوربية أخرى كارثة كبيرة باءت بالفشل الذريع في تحقيق أغراضها الإعلامية للسعودية، رغم نجاح الدول المضيفة في تحقيق المزيد من البزنز والمكاسب المادية.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثية الكفاح المسلح
- حزب العمال الكردستاني والكفاح المسلح والمحنة العراقية
- حول إستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط
- فيدرالية أَم تقسيم؟
- ماذا لو انهارت أمريكا ؟
- بلاك ووتر وتجارتها الرائجة في العراق
- بين سذاجة عبدالمهدي وذكاء الشيخ طنطاوي
- في الذكرى السنوية الثالثة لمؤتمر (الأقباط متحدون)
- إذا كان الغراب دليل قوم!!
- على هامش مهرجان سعودي لدعاة التطرف
- عودة إلى موضوع الحرب والنفط!!
- هل كان إسقاط حكم البعث من أجل النفط؟
- في الذكرى السادسة ل(غزوة مانهاتن!!)
- بن لادن أصدقهم... شكراً بن لادن!!
- أزمة الوعي الديمقراطي في العراق
- السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
- مجزرة كربلاء ولعبة تجميد جيش المهدي
- فضيحة الإستقواء بشركات الترويج
- المصالحة...المهمة المستحيلة!!
- حوار حول الروح ومسائل أخرى - فولتير


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول زيارة العاهل السعودي لبريطانيا