أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان صالح - ورقصنا معا














المزيد.....

ورقصنا معا


ايمان صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


أشعرتني بخجلٍ جميل داعب قيثارة القلب الحزين... عندما همستَ...
بأنكَ ...
تحبني...
وانحنيتَ اجلالاً...

رسمتُ في خيالي لوحاتَ حبٍ ساحرة تشبهُ الوان قوس قزح...
أراكَ أحد نبلاء القرن الثامن العشر وهو في حفلٍ راقص يركعُ أمام حبيبته ليطلبَ منها برقةِ العاشق أن ترقصَ معه...ربما... الرقصة الاخيرة...

مدّ يده نحوي وقال: انها رقصة الحياة...
بل انها... رقصة الخلود...تلك كانت كلمات صمتي...

بدأتُ اسمع صدى الموسيقى الحالمة التي كنا نرقص على انغامها...
موسيقى جميلة انسابت حروفها في ارجاء القصر القديم الذي كنا نرقصُ في صالته الكبيرة الفسيحة التي ينبعث منها عبق الزمن البعيد...
كنا نرقصُ معا كما البجع...
بدأتُ اتمايل بجسدي انتشاءً... وكأنني ارتشفتُ من كأس الخيام...
احلقُ عاليا واخترقُ السحاب على بساط السندباد...

كنتَ تنظرُ اليَّّ بعينيكَ الحادتين وتخترقُ روحي وصولا الى... قلبي الخجول...
كنتَ صامتاً...
ولم تنبس بكلمة...
لكنني سمعتك...
سمعتُ كل كلمةٍ أردتَ أن تقولها لي...
سمعتُ نبضَ قلبكْ...
شعرتُ بحرارة انفاسك...

لم أستطع أن انظرَ الى عينيكَ الجميلتين اللتان تلتمعان حبا ً وتلتهبان شوقا ً...
أطرقتُ رأسي خجلا ً...
رَفعتـَهُ بهدوء... حاولتَ ان تقرأ عينيَّ...
وكيف لي أن أُعلنَ حبي.... وأنا ارتعشُ حبا ً ؟
كيف لي أن استنشقكَ... وعشقكَ يجري في العروق ؟
كيف اتوقُ الى الجنة وانت فردوسي المفقود ؟
كيف احلمُ بالنجوم... وانتَ سنا الروح ؟
كيف ابكي الغربة... وانتَ الوطن ؟
حاولتُ أن أنطقَ بحروفِ إسمكَ... لكن شفاهي اكتوت بلهيبها...

حينها فقط...
ابتسمت َ لي تلك الابتسامة الهادئة الساحرة التي أسرتني منذ الوهلة الاولى...
أحسست ُ حينها انكَ سمعتني وانا اعلن ُ حبي مراتٍ ومرات.... بارتعاشة جسدي الصغير...


الله اكبر... الله اكبر... يا ساتر يا رب !!!

عبارات ٌ اخترقت مسامعي وكأنها صيحة من السماء أفزَعَتني وأجبَرتني على أن أهبط من جنتي التي كنتُ احلقُ فيها...
بدأتُ افتح عينيَّ بصعوبة لاستعلم ما حدث !
أخذتُ اتفحص كل شيء من حولي بذهول...
اناس ٌ... تجري في اللا اتجاه وتصرخُ هلعا ً...
اشلاء متناثرة في كل مكان...
نار ٌ تلتهم كل شيء...
سياراتٌ محترقة تحولت الى قارورات رمادٍ بشري ...
رجال الشرطة يهرولون بعيداً...
ضباب اسود كثيف يؤطر تلك اللوحة المأساوية...

ألمحُ قبة ً ذهبية ً منيرة لبيتٍ من بيوت الله !

حاولتُ ان انهضَ لاستعلم ما حدث ...لكنني أحسستُ بألم ٍ منعني من الحركة...
تحسستُ الزجاج المتكسر وانا اطأه بقدمي في محاولةٍ يائسة للنهوض...
سمعتُ صوتا عميقا يقول لي ...( لا تتحركين ايمان ولاتخافين.. جرحك بسيط وهسة نوصل للمستشفى ) !!
اسئلة غير منتهية كانت تثقل رأسي ...
اين انا ؟... ماذا حدث ؟
آه نعم ... أظنني سمعتُ هذا الصوت من قبل...
اظنه صوتُ زميلتي في العمل التي جلست بجانبي في السيارة ونحن في طريقنا اليومي للعودة الى زنزاناتنا الاختيارية...

ارى منارة شاهقة تشق السحابة السوداء بشموخ !

حاولتُ ان استجمع شتات افكاري المبعثرة...
اذن...
أنا في ساحة الخلاني...

الحزن ينحت بخنجره جرحاً في صفوان القلب...
العنف يخترقُ اجسادنا كل يوم...
وقد يسلبها الروح... لكنه لن يسرق الحب والحلم...

ماذا قلتِ ؟؟؟ استطردت زميلتي...
ابتسمتُ بألم ٍ وبرباطة جأش المحارب وقلت لها...لاشيء لاشيء...حمدا لله على سلامة الجميع...



#ايمان_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوارس دجلة
- مواعيد عرقوب


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان صالح - ورقصنا معا