أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - نحو معالجة سريعة وهادئة لحل الازمة بين تركيا والعراق














المزيد.....

نحو معالجة سريعة وهادئة لحل الازمة بين تركيا والعراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تلبدت الغيوم الكثيفة في سماء العلاقات بين تركيا والعراق. وهي حالة ما كان ينبغي لها أن تنمو وتتطور لتصل إلى هذا المستوى من التوتر والتعقيد والتهديد واتخاذ قرار غير عقلاني من جانب الحكومة ومجلس النواب التركي بالتغلغل في الأراضي العراقية ومهاجمة قوى كردية مسلحة من إقليم كردستان تركيا. ولم يكن التحرك العراقي سريعاً ونشطاً وفعالاً لمنع تفاقم المشكلة إلى هذا الحد , رغم أن القضية لم تكن تمس إقليم كردستان العراق حسب , بل والعراق كله. وكان لا بد من التحرك بحيوية عالية وثقة بالنفس وبالتعاون الوثيق مع رئاسة ومجلس النواب وحكومة إقليم كردستان , خاصة وأن هناك احتمالات عديدة لحلول عملية لهذه المشكلة المثارة التي تمس الأمن والاستقرار والسلام في العراق والمنطقة.
علينا جميعاً أن ندرك ابتداءً بأن فيدرالية إقليم كردستان العراق لا تعتبر مكسباً للشعب الكردي والقوميات المتآخية فيها حسب , بل هي مكسب للشعب العراقي كله أولاً ومكسباً لكل الشعوب الكردستانية في بقية الإقاليم الكردستانية ثانياً , فهو المكسب الرئيسي والأساسي الأول والأكبر والأفضل حتى الآن للشعب الكردي منذ قرون طويلة. ولم يتحقق هذا المكسب بعفوية أو كان هدية من أحد , بل جاء عبر ونتيجة نضال طويل ومرير وملئ بالتضحيات الجسام والكوارث المرعبة , خاضه الشعب الكردي عبر عشرات السنين وعلى الأقل منذ تأسيس الدولة العراقية الملكية الحديثة في العام 1921. وقد تضامن الشعب العراقي , وخاصة القوى الديمقراطية فيه , مع الكرد في نضالهم المديد من أجل الحرية والديمقراطية والحقوق القومية العادلة والاستقلال والسيادة الوطنية.
وهذا المكسب الكبير والمهم الذي تحقق منذ العام 1992 لا يجوز التفريط به أو تعريضه لهزات غير مبررة بأي حال , بل يفترض أن يعمل كل الكرد وفي كل أقاليمهم من أجل تعزيز وتكريس هذا المكسب , إضافة إلى ضرورة تعزيزه وتكريسه من جانب بقية قوميات الشعب العراقي.
ومن هنا كان لا بد لنا أن نجد حلاً عملياً لمشكلة وجود قوات مسلحة لتنظيم حزب العمال الكردستاني في مناطق معينة من المنطقة الجبلية من إقليم كردستان , خاصة وأن قيادة هذا الحزب تدرك الحقائق التالية:
• إن واقع العراق الداخلي الراهن , وكذلك الوضع الدولي , لا يسمحان له بالتحرك العسكري لمواجهة الحشود التركية على الحدود العراقية.
• إن حكومة إقليم كردستان العراق هي الأخرى غير قادرة على ذلك لأسباب كثيرة.
• كما أن الولايات المتحدة الأمريكية غير راغبة في تعقيد العلاقة مع تركيا وهي الحليف المهم في منطقة الشرق الأوسط ومع شعوب آسيا الوسطى وعضو في حلف شمال الأطلسي , ويصعب عليها التفريط بوجودها العسكري في القاعدة الأمريكية أنجرلك , خاصة بعد التعقيدات الجديدة مع إيران وسعيها لامتلاك السلاح النووي وتصدير الثورة الإيرانية والتدخل الفظ في الشأن العراقي.
• إن واقع كردستان الجغرافي خصوصاً والعراق عموماًً يؤكد بأن الدول المحيطة ليست كلها صديقة , بل أن بعضها سعيد لما يجري في العراق ويتمنى اتساع قاعدة الإرهاب لتشمل إقليم كردستان الآمن حالياً. وكلنا يدرك أسباب هذه الرغبة الجامحة لدى بعض أهم جيران العراق.
• وهذا يعني أن علينا أن نناضل لمنع انتقال ما يجري في بغداد والموصل إلى كردستان العراق.
ومن هنا كان علينا مبكراً أن ندخل بمفاوضات مع قيادة حزب العمال الكردستاني وطرح الحقائق التي تواجهها فيدرالية إقليم كردستان وتأكيد واقع أن المشكلة لا ترتبط بعدالة أو عدم عدالة قضيتهم النضالية , بل بواقع التحولات الجارية على الصعيدين العالمي والإقليمي وعلى الصعيد المحلي والتي كلها تستوجب من قيادة حزب العمال الكردستاني اتخاذ موقف آخر غير الموقف الراهن والذي يمكن تكثيف ذلك فيما يلي:
1. إما البقاء في العراق مع نزع السلاح والكف عن خوض الكفاح المسلح من الأراضي العراقية.
2. وإما ترك الأراضي العراقية والذهاب إلى حيث يشاؤون , كما عبر عن ذلك وزير خارجية العراق السيد هوشيار زيباري , وكما أكده الناطق الرسمي باسم حكومة الإقليم السيد جمال عبد الله حين أشار إلى أن وجود قوات مسلحة متنقلة لحزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية غير شرعي وغير قانوني ويتعارض مع الدستور العراقي , وبالتالي لا يسمح لقوات حزب العمال الكردستاني القيام بعمليات عسكرية ضد دول مجاورة للعراق , ومنها تركيا.
إن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تأملان أن تملك قيادة حزب العمال الكردستاني الحكمة والعقلانية والإرادة الصادقة لاتخاذ القرار الذي يجنب الشعب الكردي في كردستان العراق وبقية القوميات فيه وكذلك العراق برمته من توترات ومعارك عسكرية تقود إلى سفك المزيد من الدماء وسقوط المزيد من الضحايا وتدمير واسع النطاق.
وبغير ذلك يمكن أن يتعرض مقاتلو حزب العمال الكردستاني إلى حملة دموية لا يمكن للعراق ردها عنهم. اذ إننا لا نريد أن يتعرض أخوتنا الكرد إلى ما لا تحمد عقباه.
ولدي القناعة بأنه كلما امتدت فترة معالجة المشكلة القائمة , تزداد مطالب تركيا التي تريد فرضها على الطرف العراقي , وبالتالي لا بد من الإسراع وتكثيف العمل لمعالجة هذه المشكلة. وفي الوقت الذي يفترض أن لا توافق الحكومة العراقية على ابتزازها من جانب الحكومة التركية بمطالب تعجيزية , لا بد من عدم ترك أي حجة لها يمكن أن تستخدمها لشن حملاتها العسكرية في الأراضي العراقية وخلق أجواء يمكن أن تقود إلى الفوضى وتغلغل الإرهابيين إلى كردستان العراق وممارسة ما يمارسونه في بقية مناطق العراق.
أشعر كعضو في التجمع العربي لنصرة القضية الكردية بأن على حزب العمال الكردستاني أن يبذل أقصى الجهود لحماية أعضاء حزبه من جهة , وأن يدعم موقف حماية كردستان ومكسبها الكبير في العراق من أي اعتداء تركي من جهة اخرى , وأن يدعم تطور العراق ديمقراطياً , إذ أن ذلك سيقدم نموذجاً لنضال الكرد في إقليم كردستان تركيا على تغيير أساليب الكفاح للوصول إلى ما يبتغوه بالطرق السلمية والديمقراطية.

20/10/2007 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة المثقفين حين تنهار المعايير والقيم! المثقف سعد الدين ...
- ملاحظات إلى السيد مدير عام قناة الفيحاء
- وداعاً أيتها المناضلة الفاضلة الدكتورة نزيهة الدليمي!
- رسائلي المتتابعة خلال الأعوام المنصرمة إلى قناة الفيحاء
- هل تساهم قناة الفيحاء في نشر الخرافة والشعوذة الدينية في الع ...
- هل تعامل الأستاذ راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة بنزاهة؟
- هل السيد الدكتور شاكر النابلسي على حق؟
- حذاري .. حذاري من الفتن الجديدة في العراق!
- هل نفذ رئيس الوزراء تهديده بشأن حرية الصحافة والصحفيين ؟
- كيف يفترض التعامل مع موقف حكومة إقليم كُردستان إزاء قرار الك ...
- هل العراق ولاية أم مستعمرة أمريكية يا مجلس الشيوخ الأمريكي؟
- الولايات المتحدة وإيران وكُردستان العراق وقرار غلق الحدود!
- هل من دور للنفط في إسقاط حكم البعث في العراق؟
- الشباب والهجرة المتفاقمة من دول منطقة الشرق الأوسط
- الحكومة العراقية وسياساتها ... إلى أين؟
- الحرية لعارف دليلة .. الحرية لشاكر الدجيلي .. الحرية للشعب ا ...
- إلى كل من تعز عليه أمانته وقيمه الإنسانية , إلى كل المسئولين ...
- اعتداءات قوى النازية الجديدة واليمين المتطرف ضد الأجانب في أ ...
- متى تنقشع الغيوم عن سوريا .. متى يكف قمع الإنسان فيها؟
- مشروع حول الخطوط الأساسية لاستراتيجية التنمية في إقليم كُردس ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - نحو معالجة سريعة وهادئة لحل الازمة بين تركيا والعراق