أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - منذر الفضل - التهديدات التركية للسلم في المنطقة















المزيد.....

التهديدات التركية للسلم في المنطقة


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:02
المحور: القضية الكردية
    



قضية حزب العمال الكوردستاني , ليست جديده في المنطقة وبخاصة في تركيا و كوردستان , وانما هي من المشكلات القديمة و المعقده وتستنزف الارواح والاموال من الجانب التركي و الكوردي كما يؤثر استمرار التوتر هذا على أمن دول الجوار واستقرارها . ونعتقد ان جوهر المشكلة تكمن في وجود شعب محروم من حقوقه الاساسية رغم انه يعيش على أرضه منذ الاف السنين . ولذلك فان تواجد حزب العمال الكوردستاني لا يمكن ان يحل بالقوة , لان القوة التي استعملتها القوات التركية طوال ثلاث عقود لم تستطع القضاء على حزب العمال الكوردستاني ولم تجلب الامن ولا الاستقرار للمنطقة وقد جربت تركيا لغة السلاح في مرات متعدده واجتاحت كوردستان العراق في اوقات مختلفة , منذ توقيع الاتفاقية بين نظام البعث السابق في مطلع الثمانينات اي مع بدايات الحرب العراقية – الايرانية وحتى لحظة التهديدات الاخيرة التي نسمع بها بين الحين والاخر هذه الايام .
واذا كان نظام البعث المقبور قد فرط بالسيادة الوطنية وسمح للقوات التركية بالدخول للاراضي العراقية في كوردستان مسافة 25 كم بحجة مطاردة حزب العمال الكوردستاني , بينما دخلت القوات التركية مرات كثيرة الى ابعد من هذه المسافة , فان ما يثير الريبة قيام السيد جواد البولاني ( وزير الداخلية في الحكومة الفيدرالية ببغداد ) بتوقيع اتفاق امني مع الجانب التركي قبل ايام دون علم السلطات في حكومة اقليم كوردستان ودون حضور اي ممثل عنها في هكذا اتفاق حيوي و مهم يمس السيادة الداخلية لاقليم كوردستان الثابتة دستوريا .
وهذا الاتفاق الذي ابرمه البولاني مع السلطات التركية عمل مخالف للدستور لانه يهدد سلامة واستقلال وسيادة ونظام الدولة العراقية الاتحادية الديمقراطية ( المادة 109 من الدستور ). اذ ان من اولويات السلطة الاتحادية في بغداد ان تصون السيادة الخارجية وتحافظ عليها من اي تهديد خارجي وان تعزز الاستقلال للدولة العراقية لاسيما وان اقليم كوردستان جزء من الدولة الفيدرالية العراقية وفقا للدستور العراقي وسلامته من سلامة العراق , وأمن العراق من أمن أقليم كوردستان . .
ان حزب العمال الكوردستاني وقواته المسلحة ليست موجودة في المدن الكوردستانية كما يذكر البعض من اصحاب النوايا السيئة , وهذا الحزب لا يتلقى دعما لوجستيا ولا عسكريا ولا ماليا من حكومة اقليم كوردستان ونعتقد ان حكومة الاقليم تريد حل هذه المشكلة بالحوار وليس من خلال القوة لاسيما وان قوات حزب العمال الكوردستاني موجودة في اعالي الجبال وليس من الممكن القضاء على الحزب ومسلحيه الذين يستخدمون طرق حرب العصابات في مواجهة قوات نظامية من الجيش التركي مما يوجب اللجوء للخيار السلمي في حل هذا النزاع لاسيما وان لغة التهديد باستعمال القوة لن تحصد الا الفشل والمزيد من التوتر والكراهية والدفاع ضد وحشية القوات التركية التي نشرت مواقعها على الانترنيت قيام الجنود الاتراك بقطع رؤوس بعض مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بصورة همجية وهو يشكل جريمة دولية وقد ادانت هذا العمل منظمات حقوق الانسان العالمية ومنظمة العفو الدولية ..
ولعل خير بداية لذلك هو ان تقوم الحكومة التركية باصدار عفو عام عن جميع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بهدف ضم الحزب المذكور الى العملية السياسية في تركيا مع ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي ونبذ سياسة التمييز ضدهم و بخطوات جرئية لنزع فتيل الازمة وهذا سيجعل تركيا تقترب من بوابة الاتحاد الاوربي التي تسعى اليها لاسيما بعد صدور قرار البرلمان الفرنسي وكذلك من مجلس الشيوخ الامريكي يشير الى مسوؤلية الدولة العثمانية عن مذابح الارمن في عام 1915 ابان الحرب العالمية الاولى وارتكابها لجريمة ابادة الجنس البشري .
كما ان هذه الهدنة والعفو العام عن حزب العمال الكوردستاني يحتاج لرعاية دولية وتدخل من اطراف فاعلة مثل الاتحاد الاوربي وصولا للسلام ومنعا للانتهاكات من هذا الطرف او ذلك . كما لايصح اطلاق وصف المنظمة الارهابية على حزب العمال الكوردستاني لآنه وصف غير دقيق طبقا لقواعد القانون الدولي مما يوجب اعادة النظر بهذا التوصيف الى جانب اصدار العفو العام المشار اليه ..لانهما سيشكلان الارضية المناسبة لحل جميع المشكلات وفقا لمبدأ حسن النية .
وعلى الصعيد السياسي فان الناطق الرسمي للحكومة الامريكية صرح بكل وضوح بان استعمال القوة من الجيش التركي ضد حزب العمال الكوردستاني ليس حلا للمشكلة في هذا الظرف المعقد حيث يعاني الوضع العراقي من الارهاب وكذلك عدم الاستقرار في عموم المنطقة والى هذا الاتجاه ذهب السيد سولانا في مقر الاتحاد الاوربي من بروكسل . أما الحكومة التركية فانها تسعى للحصول على قرار مجلس النواب التركي للسماح لها بتدخل الجيش في قتال حزب العمال الكوردستاني واستخدام القوات العسكرية المحتشدة على حدود كوردستان العراق لاجتياح المنطقة حيث يتحصن حزب العمال في مناطق جبلية وعرة , وقد صرح السيد رجب طيب اردوغان من احدى القنوات الفضائية التركية يوم الخميس 11 اكتوبر بان قواته العسكرية اذا دخلت ستبقى مدة سنة قابلة للتجديد وحسب الظروف .
ان ما يحرك الولايات المتحدة الامريكية هي مصالحها اولا واخيرا وان الحكومة العراقية الفيدرالية مسلوبة الارادة الى حد كبير وان المؤسسة العسكرية التركية تنتظر الفرصة لآجتياح المنطقة ومطاردة حزب العمال الكوردستاني وان بعض دول الجوار ستستفيد من اي تدخل عسكري في كوردستان , الا ان مشكلات المنطقة لن تتحمل المزيد من التوتر والصراع المسلح مما يوجب على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته في بناء السلام ويتحرك بسرعة .
نحن نستغرب من صمت الحكومة العراقية ومن السكوت غير المبرر من المثقفين العراقيين عموما ومن المثقفين العرب ايضا عن هذه التهديدات التركية الخطرة مما يوجب الوقوف صفا واحدا ضد هذه التهديدات التركية الخطرة لان لغة القوة لن تحل مشاكل الشعوب التي تسعى للحرية .
لقد اعلن المسؤولون الكورد في كوردستان العراق في مناسبات عديدة بانهم مستعدون للتعاون لحل هذه المشكلة بطريق سلمي يحقق السلام في المنطقة وبأن لغة التهديد والقوة لم تجد نفعا لاسيما وان المنطقة مليئة بالتوتر . ومن جهة اخرى فان حق الدفاع عن النفس والارض انما هو حق مشروع غير ان اي عمل عسكري من الجانب التركي سيجلب الكارثة على كوردستان وعلى تركيا وعلى دول الجوار ايضا ومن هنا يقع على كل الاطراف المحبة للسلام اللجوء الى صوت العقل والتسامح والحوار واحترام حقوق الانسان ومنها حقوق الشعوب... فطريق السلام صعب ومعلوم و اللجوء للحرب سهل ومجهول كما ان المجازر ضد الشعوب مهما طال الزمان عليها لابد ان يأتي يوم يحاسب المسؤولون عنها فتجارب التاريخ خير شاهد على ما نقول ومن ذلك مثلا جرائم النازية وجرائم حزب البعث وصدام في العراق ومذابح الارمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى ..وغيرها .



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالجديد في قرار مجلس الشيوخ الامريكي حول العراق ؟
- جبهة المعتدلين والحلول الدستورية
- من يحمي الكورد الايزيدية من جرائم الابادة الجماعية ؟
- كركوك بين الحل الوطني ومخاطر التدويل
- للشعب الكوردي في سوريا حق المواطنة وحق تقرير المصير توضيح عل ...
- انتهاكات حقوق الشعب الكوردي في سوريا
- المحكمة الدولية لحماية لبنان من الجرائم الارهابية
- الصوت الآخر تحاور الشخصية القانونية الدكتور منذر الفضل حول م ...
- حل قضية كركوك وفق المادة 140 يرسخ جسور المحبة
- التطورات السياسية في العراق
- التطرف الايديولوجي والديني ومتطلبات مواجهته بثقافة التسامح و ...
- جرائم الانفال إبادة للجنس البشري وجرائم ضد الانسانية
- التسامح والحوار أساس للسلام في العراق الفيدرالي
- بعد سقوط الدكتاتورية . .العراق الى أين ...؟
- ملاحظات حول مشروع دستور أقليم كوردستان
- مع الأستاذ الدكتور كاظم حبيب في حواره حول فيدرالية الوسط وال ...
- ملاحظات قانونية حول أداء القاضي في قضية الآنفال
- الفراغ الدستوري يمنع رفع العلم العراقي
- مصالحة وطنية أم إنتهاكات دستورية ؟
- المسؤولية القانونية عن جرائم الآنفال


المزيد.....




- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا
- إعدام دفعة جديد من المدانين بـ-جرائم إرهابية- في العراق
- عاجل | مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية ...
- اليونيسيف تحذر : الهجوم البري على رفح الفلسطينية سيهدد 600 أ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - منذر الفضل - التهديدات التركية للسلم في المنطقة