أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسام مطلق - الفاتيكان والقضية الفلسطينية موقف و دور















المزيد.....

الفاتيكان والقضية الفلسطينية موقف و دور


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع إستمرار أزمة القدس وما تاكد للجميع انها عثرة في وجه السلام ونقطة تعنت اسرائيلي ظهرت أصوات عربية واسلامية تطالب بتدخل الكرسي البابوي لدعم الموقف الفلسطيني و ويستند أصحاب هذا الرأي إلى جملة من الحقائق القائمة أو التاريخية منها :
1- العداء التقليدي بين الكاثوليك واليهود .
2- الوجود الكاثوليكي في القدس ولو بشكل أقلية .
3- الممتلكات الكاثوليكية
4- النجاحات التي تمت في قضايا سلم رعاها الكرسي البابوي سواء في أميركا اللاتينية أو لبنان
5- إمتناع الفاتيكان لفترة من الزمن عن إقامة علاقات مع إسرائييل .
هذا كله شكل فهماً لدى هؤلاء بإمكانية تدخل البابا لما فيه صالح الفلسطينين.
ومن المفيد الوقوف أمام حقيقة أساسية وهي أن الكرسي الرسولي لا يستطيع أن يلعب دوراً وسيطاً أو داعماً للفلسطينن فيما هو طرف له حساباته الخاصة تجاه نفس القضية هذه الحسابات التي تتناقض ومصالح الاطراف الاخرى للأسباب التالية :
1- أوضح الفاتيكان موقفه من قضية المقدسات بُعَيدَ قيام الدولة العبرية بما نشر في جريدة المراقب الروماني الناطقة بلسانه تاريخ 14-5-1948 م وجاء فيه ( .. إن الصهيونية ليست تجسيداً لإسرائيل كما وصفت في الكتاب المقدس ,فالصهيونية ظاهرة معاصرة تمنح الحماية للدولة الحديثة ( إسرائيل ) والتي هي عالمية فلسفياً وسياسياً ,فالأرض المقدسة والأماكن المقدسة تشكل في الواقع جزأً لا يتجزأ من العالم المسيحي ...) وما زال موقف الفاتيكان الرسمي لا يعترف بالحق الإسلامي في السيادة على الأماكن المقدسة ولكنه يميز جيداً بين الواقع وتبني المواقف الجديدة .
2- رغم أن ما تقوم عليه الشرعية الدينية الكاثوليكية تجاه اليهود هو
أ - أن الدور اليهودي في التاريخ قد إنتهى.
ب - أن اليهود مسؤولين عن مقتل السيد المسيح.
إلا أن الكرسي الرسولي في جزء منه دولة لها متطلباتها المالية المتداخلة إلى حد بعيد بالمصالح المالية الإيطالية التي تعيش بدورها صراع بين السوق العربي والسيطرة اليهودية على رساميل الأموال العالمية لذلك تضطر دولة الفاتيكان إلى ممارس بعض أنواع المسايرة للمتغيرات السياسية وفقا للقواعد الدولية وموازين القوى وهذا ما يستشف من :
- البراءة البابوية الصادرة في 28 تشرين الثاني 1965م برفع مسؤولية مقتل السيد المسيح عن يهود هذا العصر, والمتأمل لهذه البراءة وأسباب إصدارها يجد أن من يقف ورائها ركائز الضغط اليهودية في العالم وليس تبدلات في قناعات الكاثوليك .
- التعديلات التي أحدثتها الكنيسة الكاثوليكية في طقوسها الدينية بإزالة التعابير غير المحببة لدى اليهود ، فعلى الرغم من أن الليتارجيا هي مفهوم منزل وفقاً لتعاليم السيد المسيح أي أنها ذات صفة أبدية فقد تم تغيرها وكأنها عقيدة وضعية .
- المواجهة الإعلامية التي وقعت بين اليهود والكاثوليك على إثر تحرك كاثوليك بولونيا لإستعادة دير قرب مايدعي اليهود أنه موقع محرقة أوشفيتز وإضطرار البابا للدعوى للتخلي عن الفكرة .
تقود هذه الشوهد إلى أن طبيعة الدولة تغلب على طبيعة الكنيسة عندما يتعلق الأمر :
- الإبتزازتحت غطاء العداء للسامية
- المصالح المالية اللازمة لرعاية الكاثوليك في العالم .
إن الوجود الكاثوليكي في القدس يشكل عثرة أمام تدخل البابا لصالح الفلسطينين وليس العكس لأن الفاتيكان يضع مصالح الأقلية الكاثوليكية فوق أي إعتبار آخر ويستشف ذلك
3- الممتلكات الكاثوليكية التي تقدم الخدمات للفلسطينين لا تشكل أكثر من تعاطف إنساني لا تعني بحال أن الفانيكان لم يعد يطالب بالسيادة على المقدسات .
4- النجاحات البابوية التي تمت في قضايا آخرى حول العالم كانت تتم في مجتمعات مسيحية سواء أكانت ذات غالبية كاثوليكية - كما هو الحال في أميركا اللاتينية إذ يشكل الكاثوليك 50% من التعداد السكاني أو أقلية كاثوليكية في مجتمع مسيحي .
ففي كلا الحالين تسمح الصفة المسيحية لهذا المجتمع بممارسة النفوذ الأدبي اللازم خصوصاً وأن الكرسي الرسولي لا يملك القوة المباشرة أو وسائل الضغط المتبعة عادة لتعديل المواقف السياسية وهو ما يلزم في مثل تعقيدات القضية الفلسطينية . أما الدور البابوي في لبنان فقد إستند إلى دعم التعايش السلمي كطريقة للحفاظ على الجماعة المسيحية التي تبحث عن الإبقاء على دورها وإمتيازاتها المكتسبة والتي تفوق حجمها ووضعها الديموغرافي على حساب باقي الطوائف فهو دعم مكتسبات لطائفة لها وزنها الثقافي والمالي والدولي ( فرنسا- الولايات المتحدة ) أما في مساندته للفلسطينين فهو سوف يواجه هذه الأوزان ولن يقف معها في نفس كفة الميزان .
يضاف إلى ذلك أن الكاثوليك في فلسطين هم أحد ثلاث :
a. أقلية في مجتمع مسلم
b. أقلية في مجتمع يهودي
c. أقلية في مجتمع مسيحي حيث للكنيسة الارثوذكسية نفوذ أوضح نظراً لقدمهما التاريخي و تنامي هجرة الكاثوليك المقدسيين أو الفلسطنيين عموماً عن أرض فلسطين .
أي أن دورهم محدود ولا يسمح بتحقيق تطلعات كبيرة .

d- إن تاريخ التبشير الكاثوليكي في المنطقة مرتبط في أذهان الكثيرين بالتحركات الإستعمارية وخصوصاً الدور الفرنسي مما لايجعله مستساغ
e- الطبيعة الأصولية للعقيدة الكاثوليكية التي لا تقبل بغير نفسها إلا مضطرة فالكرسي الرسولي لم يعتمد إحترام الأديان الآخرى ومنها الإسلام إلا بعد الحرب العالمية الثانية وتحديداً خلال عهد البابا يوحنا الثالث والعشرين في بيان مجلس الأباء الذي جاء فيه ( .. أن مجلس السنودس بالرغم من الحروب الكثيرة بين المسلمين والمسيحين يحث الجميع على نسيان الماضي .. ) فيما كان الخطاب السابق لهذا البيان يستند إلى لغة آخرى وما زال الكثير من المسلمين يؤمنون بأن التغير الذي طرأ سياسي وليس عقائدي بالنظر إلى المنشورات الكاثوليكية التي تصدرها الرعية الكاثوليكية بشكل مستقل- ربما لكي لا تحرج البابا - ولكنها تؤكد حفاظ الكرسي الكاثوليكي على نظرته السابقة التي لا تحترم الشعائر الإسلامية ومنها كتاب الأرشمندت فؤاد الصايغ(الليتارجيا–صلاتنا حياتنا )الصادر في دمشق 1998م وهو من نشطاء الكاثوليك ويتبوء مراكز في الكنيسة الكاثوليكية في سوريا ومدرس الليتارجيا في المعهد الكاثوليكي الذي يخرج أجيال من المتدينين الكاثوليك ويقول فيه أن إتِباعَ القمر في أداء العبادة جهل وأن تقديم الأضاحي وثنية ونحن نعلم أن القمر والأضحية من شعائر الإسلام .
.فالهم الأساسي إذن للكرسي الرسولي هو المصالح الكاثوليكية وهي ليست بالضرورة منطبقة مع المصالح الفلسطينية و الإسلامية بل إنها متناقضة معها بشكل حتمي لو سمحت الظروف بإطلاق العنان للطموحات البابوية في فلسطين .
المراجع التي إعتمدت عليها للشواهد هي :
-الفاتيكان والصراع العربي الإسرائيلي ( دار الكتاب الأردني )
-الأصوليات المعاصرة نشئتها وأسبابها ( غارودي )
-الليتارجيا ( حياتنا صلاتنا ) لفؤاد الصايغ – سوريا
-تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين (مطبعة بيت المقدس–القدس- نقولا وشحادة خوري
-نبذة عن نضال الطائفة الأرثوذكسية ( منشورات جمعية النهضة العربية الأرثوذكسية الدكتور –روؤف أبو جابر )



#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختارات من اقوال الحكماء
- ليلاي
- بلاغ الى السيد رئيس الجمهورية : ديمقراطية فشنك
- قصص الوفاء
- عذراء الأمس
- الشذوذ الجنسي في ضوء الحقائق العلمية
- كيف ظهرت القبلة
- نقاش عن العلمانية والاسلام في الكرسيتان ساينز مونيتور
- ِشرفاء وشرفاء
- العراق بين المحدد والمفهوم: هل نبحث عن العراق ام العراقي؟.
- المرأة ونظرية الإغتصاب
- كومبرمايز
- مفاوضات مع سوريا أو خوفا من حرب في الصيف
- مصحف عبد القادر الحسيني
- القضية الكردية واستمرار المآساة
- هل الله موجود؟. سؤال في مساحة حرة
- قصة الشيطان : سطور في الأيزدية
- الصوفية لماذا وكيف
- رؤيا ليبرالية في الاخلاق وتطور المجتمعات
- البابا إعتذر لكم فمن يعتذر لنا


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسام مطلق - الفاتيكان والقضية الفلسطينية موقف و دور