أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إذا كان الغراب دليل قوم!!















المزيد.....

إذا كان الغراب دليل قوم!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنوان أعلاه، هو صدر لبيت شعر عربي يقول:
إذا كان الغراب دليل قوم فيقودهم إلى أرض الخراب
وهذا ما ينتظره الشعب الإيراني المغلوب على أمره، والذي هو مثل جاره الشعب العراقي، بلاده تطفو على بحر من الثروة النفطية، ولكنه محروم منها، يعيش على الكفاف بسبب السياسيات الطائشة التي يقودها الحكام الغربان، الملالي في إيران لحد الآن، والبعث الساقط في العراق سابقاً.

لا أفشي سراً إذا قلت أني لأول مرة أشعر بالعطف والشفقة على الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، وذلك لتعرضه للإهانة البليغة من قبل رئيس جامعة كولومبيا ومئات الطلبة الذين حضروا للاستماع إلى محاضرته في الجامعة المذكورة في نيويورك يوم 25/9/2007 بمناسبة تواجده فيها لحضوره الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة. وسبب تعاطفي مع الرجل هو أني أكره تعرض أي إنسان للإهانة والإذلال مهما كان موقفي معارضاً له. ولكن من جانب آخر، فمحمود أحمدي نجاد هو الذي جلب على نفسه هذه الإهانة بمثل ما جلب الكوارث، الراهنة والمرتقبة، على شعبه. ففي كلمة لرئيس الجامعة لي بولينجر، بدأها بقوله، أن الأمريكيين يتمتعون بحق انتقاد رؤسائهم إذا أخطؤوا، فلماذا لا ينتقدون الرؤساء الآخرين مثلك أيضاً عندما يخطؤون. ومن ثم فتح بولينجر النار على أحمدي نجاد الذي كان جالساً قريباً منه على المنصة، واختزل إلى حجمه الحقيقي كطرطور بائس، حيث وصفه بأنه " ديكتاتور وحشي" قائلا له: "إما انك شخص وقح مثير للاستفزاز أو جاهل مثير للدهشة" في إشارة إلى نفي نجاد للمحرقة اليهودية (الهولوكوست). وربما فوجئ هذا الرئيس المتغطرس في بلاده، ليجد نفسه في بيئة غريبة عليه جداً، يتعرض فيها للإهانة، ضعيفاً، لا حول له ولا قوة. (رابط فيديو كليب لمداخلة رئي الجامعة أدناه، جدير بالمشاهدة.)

وإنصافاً للرجل، لا أنكر أن محمود أحمدي نجاد رجل نظيف إخلاقياً ونزيه شخصياً، وزاهد في الحياة والبهرجة وملذات الدنيا، وهذا ناتج عن موقفه الديني طبعاً لأنه وكما يبدو أنه متدين بصدق. ولكن هذه الصفات وحدها لا تكفي لوضع الإنسان في موقع قيادة أمة عريقة في التاريخ والحضارة الإنسانية كالأمة الإيرانية التي أنجبت في مختلف مراحل التاريخ شخصيات فذة في الأدب والسياسة والفكر، مثل الفردوسي وعمر الخيام وسعدي الشيرازي وصادق هدايت ومحمد مصدق وغيرهم كثيرون. فرغم صفات الزهد والنزاهة التي يتحلى بها أحمدي نجاد، إلا إنه ثقافياً وسياسياً فهو رجل أمي وجاهل وساذج إلى حد الكارثة، وقطعاً لا يصلح أن يدير حتى مدرسة ابتدائية، فما بالك بقيادة أمة تعداد نفوسها نحو 80 مليوناً، غارقة في المشاكل المعقدة في عصر النظام الدولي الجديد وأحادي القطب. والذي ورط أحمدي نجاد في هذا المنصب هو سيده علي خامنئي الذي رشحه للرئاسة وأدعمه في الانتخابات، ليس لقدراته وكفاءته، بل لضعف شخصيته حيث يسهل على خامنئي السيطرة عليه وتوجيهه بالشكل الذي يريد، وليتخلص من على أكبر رفسنجاني، المعروف بالدهاء وقوة الشخصية والكفاءة السياسية.

لقد قدم أحمدي نجاد نفسه إلى الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية أنه سيحارب الفساد الإداري المستشري في كيان حكومة الملالي، ووعد الناخبين أنه سيستثمر ثروة البلاد الهائلة لرفع المستوى المعيشي للشعب الإيراني، فصدقه الناخبون وانتخبوه. ولكن الذي حصل بعد فوزه أن الفساد الإداري وحرمان الشعب من ثرواته قد ازداد أضعافاً مضاعفة عما كان عليه في عهد سلفه. فبدلاً من صرف هذه الثروات على الشعب، راح يبددها على تحقيق أحلام فنطازية في التسلح النووي وعلى الحروب بالوكالة في العراق ولبنان وعرقلة حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويوزع الأموال يميناً وشمالاً لشراء الذمم من العملاء في الخارج، ويتحدى المجتمع الدولي، الأمر الذي صار يهدد إيران بضربة أمريكية وإسرائيلية ماحقة تعيدها إلى ما قبل الثورة الصناعية، تماماً كما حصل لعراق صدام حسين.

ولكني أعتقد أن الوضع الإيراني في حالة تلقيها الضربة الأمريكية، سيختلف عما حصل في العراق، فإذا قامت أمريكا باحتلال العراق وإقامة حكومة ديمقراطية فيه والحفاظ على وحدة أراضيه، ومساعدة شعبه على مواجهة الإرهاب البعثي-السلفي، فإني أتوقع أن تكون الحرب الأمريكية على إيران التركيز على تدمير قواتها ومنشآتها العسكرية وركائزها الاقتصادية، بحيث لا تقوم لها قائمة، وترك الشعب الإيراني المعروف بتعدد قومياته وطوائفه المتصارعة في صراعات دموية وفوضى عارمة لا تبقي ولا تذر.
وكما أصر صدام على تحديه للإرادة الدولية، كذلك أحمدي نجاد يصر على هذه السياسة حيث أعلن امام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة: " أن إيران قررت تجاهل قرارت مجلس الامن التي املتها "القوى المتغطرسة" حسب وصفه، والتي تطالب ايران بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم، واشار الى ان ايران قررت متابعة الرقابة على برنامجها عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال " ان قوى الاستكبار استغلت مجلس الامن خلال السنتين الماضيتين لاتهام ايران وتهديدها وفرض عقوبات غير قانونية عليها". (بي بي سي العربية، 26/9/2007)
وهذا يعني أن محمود أحمدي نجاد يسير على نهج صدام حسين، لم يصغ إلى التحذيرات التي وجهها له رؤساء الدول مثل الرئيس الفرنسي نيوكولا ساركوزي الذي أعلن في خطابه امام الجمعية العامة انه من غير المقبول السماح لايران بامتلاك السلاح النووي. و"ان من حق ايران امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية لكن السماح لايران بامتلاك السلاح النووي يمثل تهديدا للاستقرار الاقليمي والدولي". وطالب ساركوزي المجتمع الدولي عدم اظهار الضعف امام تهديد انتشار السلاح النووي وقد لاقى تصفيقا حارا على موقفه هذا. (نفس المصدر). ومعنى هذا أن أحمدي نجاد وضع بلاده في حالة مواجهة مع المجتمع الدولي.
كما إن أحمدي نجاد يتصور أنه في عصر الثورة المعلوماتية وانتشار المعرفة يمكنه حجب الحقائق المعروفة عن الطبيعة البشرية عن الأنظار. فلما جوبه من قبل رئيس جامعة كولومبيا وطلبتها، لماذا يضطهد المثليين وأبناء الطائفة البهائية ودعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلاده ...الخ، أنكر أحمدي نجاد وجود المثليين في إيران!! وهذا يدل على مدى سذاجته. إذ رأى أنه بادعائه هذا يمكن أن يقنع هكذا جمهور الذي يعرف أن المثلية موجودة في جميع المجتمعات البشرية وفي جميع مراحل التاريخ ولا يمكن إنكارها لمجرد الادعاء بالنقاء الزائف. لذلك فقد تلقى الرجل الضحك عليه من قبل الحضور. إنها حقاً محنة الشعب الإيراني وغيره من شعوب المنطقة، أن يبتلي بهؤلاء الحكام الغربان الذين يقودونهم إلى الخراب والتهلكة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيديو تقديم رئيس جامعة كولومبيا للرئيس محمود أحمدي نجاد
Columbia President Bollinger Introduces Ahmadinejad,

http://www.youtube.com/watch?v=tACSopIZVdk&mode=related&search=



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مهرجان سعودي لدعاة التطرف
- عودة إلى موضوع الحرب والنفط!!
- هل كان إسقاط حكم البعث من أجل النفط؟
- في الذكرى السادسة ل(غزوة مانهاتن!!)
- بن لادن أصدقهم... شكراً بن لادن!!
- أزمة الوعي الديمقراطي في العراق
- السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
- مجزرة كربلاء ولعبة تجميد جيش المهدي
- فضيحة الإستقواء بشركات الترويج
- المصالحة...المهمة المستحيلة!!
- حوار حول الروح ومسائل أخرى - فولتير
- ما الحل لأزمة حكومة المالكي؟
- هل حقاً أفشل نصر الله (مشروع الشرق الأوسط الجديد)؟
- دور السعودية في تدمير العراق
- حوار مع الدكتور عبد الخالق حسين – أجرته لافا خالد
- خرافة الإسلاموفوبيا
- في الذكرى ال 49 لثورة 14 تموز العراقية
- المطلوب حكومة تكنوقراط رشيقة
- العراق ليس للعراقيين!!
- درس عملي في الديمقراطية من بريطانيا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إذا كان الغراب دليل قوم!!