أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسقيل قوجمان - معركة تفكيك الرؤوس الذرية















المزيد.....

معركة تفكيك الرؤوس الذرية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 625 - 2003 / 10 / 18 - 04:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

قبل أسبوعين سمعت في الأنباء  خبر اتفاق الدول الذرية الكبرى على تفكيك آلاف الرؤوس النووية المكدسة في حوزتها. وتنفست الصعداء. أخيراً نجحت مفاوضات نزع السلاح التي دامت أكثر من خمسين عاما في التوصل الى اتفاق للتخلص من هذا السلاح الرهيب، الرؤوس النووية.
طبيعي ان الاتفاق على التفكيك لا يعني التفكيك. فالبون شاسع بين الاتفاق على التفكيك وتنفيذ التفكيك. إذ أن الأمر يتطلب المزيد من المفاوضات والاجتماعات والمساومات. وإذا تحقق هذا القرار فعلا فلن يتحقق الا بعد سنوات عديدة وقد لا يتحقق بتاتاً. ليس في نيتي أن أبحث ما إذا كان القرار سيجري تنفيذه أم لا لأن هذا لا يعنيني في الوقت الحاضر. فأنا أود حالياً أن أتبين ما الذي يكمن وراء مثل هذا الاتفاق.
بدأ إنتاج القنبلة الذرية أثناء الحرب العالمية الثانية وكان اول استخدام لها جريمة كبرى محقت فيها مدينتان يابانيتان من الوجود مع جميع سكانها وما زالت آثار هذه الجريمة تشهد على هولها حتى يومنا هذا.
لم تكن لاستخدام القنبلة الذرية ضرورة حربية ولا هي ساهمت في انهاء الحرب لأن الحر ب كانت في نهايتها بوجود القنبلة الذرية أو بعدمه خصوصا وأن القنبلة لم تستخدم ضد أهداف عسكرية بل ألقيت على مدينتين مدنيتين بعيدتين كل البعد عن الحرب وعن الأهداف العسكرية. لقد كان استخدام القنبلة الذرية الأولى في الواقع تهديداً بحرب عالمية ثالثة وبداية للحرب الباردة التي استمرت عشرات السنين.
واصلت الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة التي كانت تمتلك هذا السلاح الرهيب، انتاج القنابل النووية ثم الهيدروجينية. وبادر عجوز الإمبريالية وينستن تشرتشل في خطاب ألقاه في جامعة فلتن في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1947إلى الدعوة إلى تدمير الاتحاد السوفييتي قبل أن يتوصل إلى انتاج القنابل الذرية.
في 1947 نجح الاتحاد السوفييتي في انتاج القنبلة الذرية وأعلن ستالين ان الاتحاد السوفييتي لن يكون أول من يستخدم هذه القنبلة وأن استخدام هذه القنابل سيجري تحريمه بنضال الشعوب وأن السلاح الذري يخيف القلوب الضعيفة لأن القنابل الذرية لا يمكنها أن تنهي حرباً. ورفع مجلس السلم العالمي في حينه شعارا يطلب من هيئة الأمم المتحدة تحريم استخدام السلاح الذري وقعه 600 مليون إنسان.
ومنذ ذلك الحين أخذ انتاج القنابل الذرية والهيدروجينية يتكدس بأعداد هائلة ودخلت دول أخرى في سباق إنتاجها. ودخل الاتحاد السوفييتي معركة سباق التسلح بعد سيطرة التحريفيين الخروشوفيين على سلطة الدولة. وتجاوز انتاج هذه القنابل نطاق الدول الكبرى الخمس إلى دول أخرى مثل إسرائيل والهند وباكستان وغيرها.
هل كان إنتاج القنابل الذرية وحوزتها سلاحاً رادعاً للحرب كما تدعي الدول المنتجة لها والحائزة عليها؟  لا أظن ذلك.
تكدست في العالم رؤوس ذرية تكفي لإفناء العالم  مئات المرات والعالم لا يحتاج إلى إبادته سوى مرة واحدة. وجرى تراكم القنابل الذرية هذا تحت ستار مفاوضات نزع السلاح لخدع شعوب العالم أجمع. فهل يجازف العالم الرأسمالي بإفناء العالم؟ لو كان في إفناء العالم تحقيق لأقصى الأرباح لما توانت الدول الرأسمالية عن إفنائه. ولكن الرأسماليين كما نعلم لا يريدون الإفناء لأجل الإفناء. إنهم يقومون بالإفناء من أجل البلوغ إلى أقصى الأرباح. لذا فليس من المحتمل أن تجازف الدول الرأسمالية بإفناء العالم وإفناء أنفسها في الوقت ذاته باستخدام القنابل الذرية.
فماذا كان الهدف من إنتاج هذه الآلاف من الرؤوس الذرية إذن؟
أنفقت الولايات المتحدة الأميركية وحدها سبعة آلاف بليون دولار على إنتاج الأسلحة الذرية. وقامت بإنتاج هذه الأسلحة الشركات الرأسمالية الكبرى فحققت في إنتاجها أرباحا خيالية. وكان من تأثير طلبيات  إنتاج الأسلحة الذرية تأجيل أو تبطئة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها العالم الرأسمالي كله. فاجتناء أقصى الأرباح كان الهدف الأساسي من  إنتاج هذه الرؤوس الذرية.
ليس إنتاج القنابل الذرية وحده ما يؤجل أو يخفف من أزمات الرأسمالية الاقتصادية بل إنتاج الأسلحة عموماً. فإنتاج الأسلحة أصبح في عصرنا العامل الأهم في تأجيل وتلطيف هذه الأزمات الاقتصادية. و الرأسمال المستخدم في إنتاج الأسلحة الذرية هائل والأرباح المتحققة من انتاجها ضخمة جداً.
من المعروف أن الأزمات الاقتصادية تحدث عند تراكم  ما يسمى فيض الانتاج في مخازن الشركات الراسملية فلا تجد وسائل لتصريفها. ونتيجة لذلك ينبغي على هذه الشركات أن تتلف قسما من مخزوناتها أو تبيعها بأسعار رخيصة أو تنتظر إلى أن يجري تصريف هذه البضائع المكدسة ويبدأ الطلب على الإنتاج من جديد. وفي هذه الأزمات تقوم الشركات الاحتكارية الكبرى بشراء الشركات الصغرى بأبخس الأثمان.
والأمر يختلف في تراكم الأسلحة ومنها القنابل الذرية. فالأسلحة لا تتراكم في مخازن الشركات المنتجة لها كما هو الحال في البضائع الأخرى بل تتراكم في مخازن الدول المشترية لها. وهذا فرق كبير لأن الشركات ليست هي المسؤولة عن تصريف الأسلحة المكدسة بل الدول المشترية يجب أن تبحث عن طرق لتصريف أسلحتها المكدسة. فالشركات المنتجة للأسلحة قد حققت أرباحها من بيع الأسلحة وانتهت علاقتها بها. وتراكم الأسلحة أصبح في عصرنا أزمة حقيقية لأن الأسلحة في عصر التطور التكنولوجي اليوم تصبح عتيقة بعد مدة وجيزة ويجب على الدولة أن تشتري الأسلحة الجديدة للمحافظة على تفوقها على جاراتها التي هي الأخرى تسعى إلى شراء أحدث الأسلحة.
وهنا نرى معركة التسابق في تصريف الأسلحة العتيقة المكدسة لكي تتاح للدول فرصة تكديس الأسلحة الجديدة في مخازنها. فهذه الدول تتسابق في بيع هذه الأسلحة القديمة إلى أطراف الحروب المستعرة في أرجاء العالم. فقد نرى أن الدولة الواحدة تزود كلا الطرفين المتحاربين بأسلحتها أو نرى هذه الدولة الكبرى تبيع لهذا الطرف والأخرى للطرف الآخر. ومن المعروف أن الكثير من الحروب الجارية في قارات آسيا وأفريقيا هي حروب بين الدول الكبرى تجري تحت ستار حروب أهلية يقوم بها عملاء كل من الدول الكبرى المعنية بها. أو يجري تصريف الأسلحة المكدسة والأسلحة الحديثة على حد سواء عن طريق الحروب التي تساهم فيها الدول الكبرى مباشرة تحت شعارات براقة مثل حفظ السلام، محاربة الإرهاب، وقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، قوات حلف الأطلسي لحفظ السلام وقرارات ما يسمى بالمجتمع الدولي. فبعد جريمة هيروشيما رأينا حروبا يجري فيها تصريف أسلحة تفوق بكمياتها جميع الأسلحة التي استخدمت  في الحرب العالمية الثانية كلها عشرات المرات مثل الحرب الكورية وحرب الفيتنام وحرب الخليج وعشرات المليارات من الأسلحة التي بيعت لدول الخليج بحجة حمايتها من مطامع صدام حسين وحرب البلقان وحرب الشيشان والحرب الدائمة كل يوم على العراق وغير ذلك من الحروب. والواقع هو أن هذه الحروب أصبحت على نطاق عالمي تفوق خسائرها وضحاياها خسائر وضحايا الحرب العالمية ولكنها لم يطلق عليها حتى الآن اسم الحرب العالمية لسبب واحد فقط هو ان الدول الكبرى لم تدخل بعد في حرب مباشرة فيما بينها.
ولكن تصريف الأسلحة النووية القديمة التي كانت منذ إنتاجها وما زالت أسلحة بالية ليس لها قيمة حربية نظرا لسعة الدمار الذي تسببه ونظرا لأن استعمالها على نطاق واسع معناه فناء العالم مشكلة عويصة. فالتخلص من هذه الأسلحة يشكل أزمة. فتلجأ الدول الكبرى إلى عرض حل هذه الأزمة على انه انتصار لمفاوضات نزع السلاح وأن التخلص من القنابل الذرية البالية في القدم على أنه نزع للسلاح. والحقيقة هي أن تفكيك الأسلحة النووية إذا حدث فهو خطوة كبرى في طريق سباق التسلح. فالأسلحة الحديثة مثل الأسلحة الالكترونية وأسلحة الفضاء الخارجي والمشروع الهائل الذي تريد الولايات المتحدة فرضه على أوروبا ودول الخليج وإسرائيل وغيرها، مشروع بناء ستار مضاد للصواريخ وغير ذلك من مشاريع التسلح جعلت الأسلحة الذرية تبدو ضئيلة تجاهها. والعمل جار حاليا في تكديس هذه الأنواع الحديثة من الأسلحة. وبدلا من إمكانية إفناء العالم مئات المرات أصبح بإمكان الأسلحة الحديثة إفناء العالم آلاف المرات. وليس موضوع نزع السلاح  سوى خدعة قديمة جديدة تخدع فيها هذه الدول شعوبها وشعوب العالم أجمع. ونحن نعلم ان الحربين العالميتين اندلعتا تحت ستار مفاوضات السلام.
فتحت ستار مفاوضات نزع السلاح توصلت الدول الكبرى إلى حل قد ينقذها من القنابل الذرية المكدسة التي أصبحت وبالا عليها. فنجحت أخيرا مفاوضات نزع السلاح في الاتفاق على تفكيك الرؤوس الذرية كما نجحت في السابق في الاتفاق على تفكيك جزء من الصواريخ المتوسطة المدى للتخلص منها. وهل ثمة أعظم من هذا الانتصار؟ ألا يؤدي هذا الاتفاق إلى إنقاذ العالم من الفناء الكامن وراء القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية؟ ألا يؤدي هذا التفكيك إلى الارتياح والطمأنينة بعد سنوات الرعب والهلع من إمكانية إفناء العالم بالقنابل الذرية؟ 
إن نزع السلاح الحقيقي يتطلب تقليص مجموع الأسلحة المتراكمة في العالم وعدم إنتاج أسلحة أخرى أكثر تطورا بدلا منها. أما ما يسمى هنا نزع السلاح فهو نتيجة لإنتاج أسلحة أخرى متطورة تجعل وجوده عبئا ثقيلا لا لزوم له أمام الزيادة الهائلة في هذه الأسلحة.
وهنا تبدأ معركة تفكيك الرؤوس الذرية. فالشركات التي أنتجت هذه الرؤوس الذرية ونالت منها أرباحا تعد بآلاف المليارات هي نفسها التي تقوم بتفكيكها. وهذه صفقة كبرى يسيل لها لعاب هذه الشركات. فتفكيك الرؤوس قد لا تقل أرباحه عن أرباح إنتاجها. والمعركة هنا هي في اقتسام هذه الأرباح فيما بين الشركات الرأسمالية الكبرى. والاقتسام في عصرنا لا يجري طبعا عن طريق المنافسة بين الشركات مباشرة بل يجري عن طريق دول هذه الشركات. والولايات المتحدة التي أصبحت اليوم رسميا شرطية العالم والمسيطرة الوحيدة على سياسة العالم تحت شعارات براقة مثل العولمة والنظام العالمي الجديد ومكافحة الارهاب والأمم المتحدة والمجتمع الدولي وغير ذلك من الشعارات التي تؤدي كلها إلى هدف واحد هو سيطرتها الكلية على العالم. ولكن الدول الكبرى الأخرى هي أيضا تريد حصتها من هذه الصفقة الهائلة التي تفتحت أمام الشركات المنتجة للسلاح.
ولا شك أن المعركة تجري بين الولايات المتحدة التي تريد أن تنال شركاتها حصة الأسد لا من تفكيك قنابلها الذرية وحسب بل من تفكيك قنابل الدول الأخرى أيضا. وألمانيا واليابان وروسيا وإنكلترا وفرنسا وحتى إيطاليا وكندا كلها تريد أن تنال حصصها المتزايدة بما يناسب تقدمها الصناعي بعد الحرب العالمية الثانية.
ومعركة تفكيك الأسلحة الذرية شأنها شأن كل المعارك الأخرى تجري سرا تحت شعارات براقة كاجتماعات الوحدة الأوروبية  والأسواق المشتركة والأحلاف العسكرية. ولا يشعر العالم بوطأة هذه المعارك إلا حين تظهر على السطح بشكل حروب سلمية مثل حرب الخمور وحرب اللحوم وحرب صيد الأسماك والحرب التجارية بين الولايات المتحدة واليابان وغيرها الكثير. وطبيعي أن تجري معركة تفكيك القنابل الذرية أيضا تحت ستار مفاوضات نزع السلاح أو غيرها من المفاوضات والمؤتمرات التي تجري كل يوم تقريبا. ولكن هل ستبقى هذه المعركة سرية إلى النهاية أم ستظهر كإحدى الحروب السلمية المشار إليها؟ وهل ستبقى هذه الحرب السلمية سلمية إلى النهاية أم ستجتاز حدود الحروب السلمية؟ إن المستقبل هو الذي يكشف لنا ذلك.
ولكن تفكيك القنابل الذرية في التنفيذ لا يمكن أن يمر مر الكرام بالنسبة للشعوب. فتفكيك القنابل الذرية يترك آلاف أطنان النفايات. والمعركة بين دفاني النفايات الذرية والشعوب المعرضة لأخطار دفن هذه النفايات كانت مستعرة منذ أول عمليات دفنها. والنفايات الناجمة عن التفكيك ستكون اكثر بكثير من النفايات التي جرى دفنها لحد الآن. ولا بد أن يزداد أوار معركة دفن النفايات اشتعالا عند حلول موعد دفن نفايات التفكيك.
ولتفكيك الرؤوس الذرية مشكلة أخرى لا تقل عن سابقتها خطرا. فما هو مصير المواد الحية المدمرة التي تحتويها هذه الرؤوس الذرية المفككة؟ وهذه المواد باهظة الثمن كما نعلم وليس من شيم الشركات الراسمالية اهمال مواد ثمينة يمكن استخدامها من أجل زيادة أرباحها. فهل تتفتق أذهان هذه الشركات عن اختراعات جديدة تستطيع بها أن تنتج أسلحة ذرية صغيرة يمكن استعمالها في الحروب القائمة والمقبلة مع تجنب خطر إفناء العالم الذي ليس في مصلحة هذه الشركات؟ علم ذلك عند شركات إنتاج الأسلحة. ونحن نشهد على ذكاء هذه الشركات في استنباط المزيد والمزيد من أسلحة الدمار وتحويلها إلى مليارات   تملأ خزائنها لتستثمرها راسمالا لانتاج المزيد والمزيد من الأسلحة أو حتى  لشراء لوحات بيكاسو أو الرسامين الآخرين بعشرات الملايين من الدولارات.
بعد الانتهاء من كتابة هذا المقال وقبل نشره لوحظت في الأفق حملة مسعورة في تصعيد سباق التسلح إلى مستوى لم نشهد له مثيل تشنها الولايات المتحدة.  كانت أولا جولة وزير الدفاع الأميركي كوهين في المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي كان هدفها الأول إقناع هذه الدول بضرورة إقامة ستار مضاد للصواريخ للوقاية من هجوم صواريخ  مفاجئ. ترى من هو المهاجم المفاجئ بالصواريخ؟ أهو العراق الذي كان منذ سنوات تحت رحمة الولايات المتحدة وانكلترا بحجة إتلاف اسلحة الدمار الشامل التي زودوه هم أنفسهم بها ؟
وفي الأسبوع الماضي سمعنا أن المستشار الألماني وجه إنذارا شديدا إلى الرئيس كلينتن حول محاولته فرض إقامة ستار مضاد للصواريخ  على دول الناتو.
ثم جاءت زيارة كلينتن إلى موسكو حيث جرى الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على معاهدة دفاع مشترك لإقامة ستار مضاد للصواريخ. وأخيرا اقترح وزير الدفاع الروسي في اجتماع دول حلف الناتو  مشروع دفاع مشترك لبناء ستار مضاد للصواريخ
إن بناء هذه الستر المضادة للصواريخ صفقة هائلة تبلغ تكاليفها مئات المليارات من الدولارات. ويبدو أن منتجي الأسلحة الأميركيين ما زالوا يحتكرون صناعة هذه الصواريخ المضادة للصواريخ فدفعوا ممثلهم كلينتن لكي يؤمن لهم هذه الصفقة المغرية. فتحت ستار اتفاقيات الدفاع المشترك بين أميركا ودول الناتو وروسيا التي لا يعلم الا الله من هو عدوها تتضخم أرباح هؤلاء المنتجين بمئات مليارات الدولارات.
ترى هل سنسمع بعد سنوات عن انتصار جديد لمفاوضات نزع السلاح يفوق انتصار تفكيك الرؤوس الذرية؟ هل سنسمع عن صفقة اتفاق الدول الكبرى على نزع سلاح  الستر المضادة للصواريخ؟ 
منذ الآربعينات حين اقترحت الولايات المتحدة على الاتحاد السوفييتي البدء بمفاوضات نزع السلاح أجابهم ستالين "انكم لا تريدون نزع السلاح وانما تريدون التحدث عن نزع السلاح". لقد تحقق توقع ستالين بأجلى مظاهره في السنوات الخمسين الماضية. فتحت ستار نزع السلاح تضاعفت الاسلحة كميا ونوعيا عشرات المرات. فمفاوضات نزع السلاح ليست سوى عملية خدع كبرى للشعوب.
ولا يسعني هنا الا أن اشير  الى خدعة مماثلة ما زالت تجري تحت أعيننا سنوات عديدة. خدعة ما يسمى مسيرة السلام في الشرق الأوسط بين العرب واسرائيل. فهذه المسيرة هي الأخرى خدعة كبرى ترمي إلى تضليل الشعوب وإخفاء ما يجر ي تحت ستار مفاوضات السلام من جرائم بحق هذه الشعوب. فقد رأينا مسيرة سلام حربية لم تشهد يوما واحدا بدون مصادمات وهجومات مسلحة واستيلاء على أراض جديدة وزيادة الاستيطان وتكليف الشرطة العربية بتنفيذ جزء من مهمات الجيش الإسرائيلي.
ان ما يسمى بمسيرة السلام ليس سوى لعبة شطرنج يحرك بيادقها شخص واحد هو الولايات المتحدة التي يصورونها لنا بأنها حامية السلام. ولكل بيدق ثمنه حسب دوره في تحقيق أهداف لاعبه. وإن حاميها حراميها.
إن من يريد السلام حقاً عليه أولا وقبل كل شيء أن يتمرد على الولايات المتحدة التي تجري كل الأمور حسب أوامرها. وإذ ذاك فقط يمكن فعلا التوصل إلى حل سلمي لصالح جميع الأطراف.   


حسقيل قوجمان

15 حزيران 2000

 



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية الثالثة خصائصها المميزة
- خطرات من قراءة كتاب عزيز سباهي - عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- خطرات من قراءة كتاب عزيز سباهي - عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- كتاب : الثورة التكنولوجية واقتصاد العولمة - الجزء الاول
- كتاب : الثورة التكنولوجية واقتصاد العولمة - الجزء الثاني
- كتاب : الثورة التكنولوجية واقتصاد العولمة - الجزء الثالث
- كتاب - خارطة طريق الولايات المتحدة الاميركية برؤية ماركسية - ...
- كتاب- خارطة طريق الولايات المتحدة الاميركية برؤية ماركسية - ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسقيل قوجمان - معركة تفكيك الرؤوس الذرية