أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل جندي - نحو نظام انتخابي -أكثر عدالة- في مصر















المزيد.....

نحو نظام انتخابي -أكثر عدالة- في مصر


عادل جندي

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 08:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نما لعلمنا أن "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر قد عقد في 18 أغسطس ورشة عمل لمناقشة "النظام الانتخابي الأكثر عدالة" تمهيداً لتضمين نتائجها في فعاليات مؤتمر حول المواطنة، يقال أنه سينعقد في شهر نوفمبر القادم.
لعل صدر السادة المنظمين والمشاركين في الورشة يتسع لسماع هذا الرأي، الذي لم يطلبه أحد منّا، ولكن نرى من واجبنا تقديمه ـ حتى لو جاء متأخرا!

***

في البداية، نعتبر عنوانَ الورشة حول "العدالة الانتخابية" أمراً ربما كان ذا دلالة هامة، إذ قد ينبئ بإدراكٍ جديد بأن:
1ـ الانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها، ولكنها لا تزيد عن كونها آلية من آليات النظام الديموقراطي؛
2ـ وبأن النظام الديموقراطي، إن لم يكن مبنيا على أسس الحرية والعدالة والمساواة، فهو صنوٌ ممسوخ للدكتاتورية، وبابٌ مواربٌ لدخول الفاشية واستتبابها.
وبناء على ما سبق، فمن المهم ـ في رأينا ـ قبل أن يحاول أحدٌ الدخول في التفاصيل حول "النظام" الانتخابي أن يتم تحديد الهدف ثم البحث عن الوسيلة أو الآلية التي تضمن تحقيق هذا الهدف.
والهدف، في نظرنا، ينبغي أن يكون ضمان "التمثيلية الحقيقية" (Representativity) لمكونات الشعب المصري.
ولكي يكون لهذا الهدف أي معنى، فلا مفر من الانتباه إلى ما يلي، من بين أمور أخرى تخرج عن دائرة تركيز هذا المقال:
أولا: المصريون المغتربون:
يُقدّر عددُ المصريين المغتربين بما بين ثلاثة وخمسة ملايين. وهؤلاء، من وجهات النظر القانونية الدولية والدستورية و "الانتمائية المشاعرية"، مواطنون مصريون حقا لا غش فيهم، حتى وإن تجنس ما يقرب من نصفهم بجنسيات الدول التي يعيشون فيها.
وحتى سنوات قليلة ماضية كانت القنصليات والسفارات المصرية تقبل مشاركة المغتربين في الاستفتاءات "إياها". ولكن حتى هذا التقليد قد توقف مؤخرا ربما منعا للصداع، أو توفيرا لنفقات عملية معروفة النتائج مسبقا. إبان الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي تم في أبريل الماضي لم يُسمح بالمشاركة "لعدم وجود تعليمات من وزارة الداخلية" طبقا لما أفاد به مسئولو القنصليات: وكأن ممارسة الحقوق والواجبات يتم وفقا لمزاج موظفي وزارة الداخلية...
ولكي يكون النظام الانتخابي "أكثر عدالة" فمن المحتم البحث عن آلية مناسبة لضمان ممارسة هؤلاء المواطنين لحقوقهم وواجباتهم الدستورية. وليس في هذا بدعة أو ضلالة، فدول العالم كله (المتحضر والنامي والنائم) تسمح للمواطن المغترب بالمشاركة في الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية والبرلمانية في وطنه الأصلي.
وبصفة عامة يُمارَس هذا الحق في حالة الانتخابات النيابية عبر آليات تتراوح بين:
1ـ أن يكون الانتخاب "محليا"، أي طبقا لعنوان سكناه قبيل مغادرة الوطن؛ و
2ـ تحديد "كوتا" لعدد من النواب الذين يمثلون المواطنين المغتربين طبقا للتوزيع الجغرافي (على سبيل المثال أن يكون في كل من مجلسي الشعب والشورى عشرة أعضاء عن المغتربين: أربعة عن أمريكا الشمالية واثنان عن كل من أوروبا واستراليا ودول الخليج).

ثانيا: الفئات "المُهمَّشة" داخل مصر:
ليس سرا أن المرأة والأقباط غيرُ ممثلين في مجلسي الشعب والشورى، وفي المجالس المحلية، إلا بصورة هامشية يندى لها جبين أي نظام انتخابي يدّعي حداً أدنى من "التمثيلية".
وبرغم وضوح هذه الحقيقة وكثرة الكلام عنها والشكوى منها، فإنه من الملاحظ أن القيادات السياسية في الدولة وفي الحزب الحاكم وإن بدأت في مناسبات مختلفة تعلن عن نية والتزام بالبحث عن آلية مناسبة لتمثيل المرأة بصورة أفضل، إلا أنها (تلك القيادات) تبدو وقد "نأت بنفسها" عن أن تقترب من موضوع "الأقباط"... لا يهم أن يكون هذا "النأي" بدافع الاستعلاء أو التعصب أو العنصرية أو مجرد منافسة "للمحظورين" في أفكارهم ومواقفهم. المهم أن تتراجع القيادات عن "نأيِها" وتتقبل الفكرة البديهية التي تقضي بأن المواطنة ستبقى حبرا على ورق ما لم يتم معالجة موضوع مشاركة الأقباط في إدارة شئون بلادهم كمواطنين درجة أولى، وليس أقل، بصورة حاسمة.
قد تساق بعض الأعذار هنا وهناك، لكن لا بد من التذكير بأنه إذا كانت هناك رواسب اجتماعية وثقافية ودينية تراكمت على مدى العصور تحول بين أن يكون للمرأة، بين يوم وليلة، حوالي نصف المقاعد النيابية، فإن الأمر يختلف تماما بالنسبة للأقباط: فقد كانوا في النصف الأول من القرن الماضي متواجدين بوضوح وبصورة تتوازى مع نسبتهم إلى مجموع السكان ـ وبدون أن يكون نوابهم ممثلين عن "الأقباط": والكل يعرف بأمر حالات العديد من النواب الأقباط عن دوائر غالبية سكانها الساحقة من المسلمين.
لكن بعد فترة "أهل الثقة قبل أهل الخبرة" التي عانى منها الأقباط وتم فيها تهميشهم (مع غيرهم)؛ كان من المحزن والمحبط أن نرى في الفترة التالية ـ التي تمتد حتى الآن ـ صرح "الدين لله والوطن للجميع" وقد تصدع إن لم يكن قد انهار تحت وطأة هجمة الرجعية الدينية، التي تواطأت الدولة معها إن لم تزايد عليها، والتي لا تعترف بالوطن أو المواطنة، بما لا داعي للإفاضة فيه. والنتيجة هي أنه أصبح دخول جمل من ثقب إبرة أيسر بكثير من أن ينجح قبطي في انتخابات نيابية.
وإن كان التعديل الدستوري الأخير، وخاصة المادة الأولى حول "المواطنة"، قد أنعش بعض الأمل في أن يعود الوطن وطنا للجميع؛ لكن من المؤسف أن الواقع (الذي غالبا ما يستند ـ بالحق أو الباطل ـ إلى "المادة الثانية") قد أوشك أن يئد هذا الأمل ويعصف بذاك التفاؤل.
هل آن الأوان لنؤكد على أن "العدالة الانتخابية" تقتضي "ضرورة تواجد الأقباط بصورة تتماثل مع نسبتهم إلى السكان" في المجالس الانتخابية؟
هل آن الأوان للتخلص من البديل الحالي الممقوت، الذي هو الدولة الطائفية التي تحتكر فيها طائفة (الأغلبية) كافة مقاليد الحكم؟
هل آن الأوان لوضع هدف أن يكون هناك على الأقل مابين أربعين وخمسين عضوا من الأقباط في كل من مجلسي الشعب والشورى؟
إذا اتفقنا على الهدف، فما أسهل أن نجد الآلية المناسبة!
فليعلن "المجلس القومي لحقوق الإنسان" عن قبوله وتمسكه بهذا الهدف ودفاعه عنه والتزامه بإقناع "أولى الأمر" به، باعتباره تفعيلا لمبدأ المواطنة الذي يحتم العدالة الانتخابية.
أما عن الآليات، فهناك من الخبراء (وترزية القوانين) من في استطاعتهم العثور عليها بدون أدنى مشكلة! فإن العالم ـ مرة أخرى ـ قد ابتكر العديد من الحلول والنظم والآليات التي يمكننا أن نتعلم منها: (التمثيل النسبي، التمييز الإيجابي كآلية مؤقتة حتى تعود الأمور لنصابها، القوائم الانتخابية، الخ الخ).
المهم أن تخلص النيّات أولا حول الهدف، أما الباقي فهو سهل يسير!
وكما يقول المثل الصيني: إذا وجدت الإرادة، وجدت الوسيلة!



#عادل_جندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول -التسلسليّة- !
- أطباء بدون حدود
- لو كنت مصريا مسلما
- فقه الإحصاء والاستقصاء والإقصاء
- طعناتٌ تتوالى، والبقية تأتي
- حرب الاستنزاف الديني في مصر
- الأحزاب -الدينية- في أوروبا والغرب
- القاسم المشترك الأعظم، وليس الإذعان
- هل الإذعان هو الحل؟
- من اندونيسيا إلى بوركينافاسو: علاقة الدولة بالدين طبيعية...إ ...
- كشف المستور في أمور الدستور
- عندما تستبيح الدولة دماء مواطنيها
- دستور موديل 2007 أو 707 ؟
- البيمارستان
- العنف المقدس 2 من 2
- العنف المقدس 1 من 2
- الإسلاميزم بين القعدنة والحزبلة
- أصحاب العقول (والقنابل الذرية) في نعيم
- ستة حروب بالوكالة
- المخططات الخطيرة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل جندي - نحو نظام انتخابي -أكثر عدالة- في مصر