أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خدر خلات بحزاني - قميص عثمان الإيزيدي...!















المزيد.....

قميص عثمان الإيزيدي...!


خدر خلات بحزاني

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:37
المحور: حقوق الانسان
    


منذ أن كنا في المرحلة الثانوية قبل أكثر من عشرين عاماً، ما زالت ذاكرتي تحتفظ بواحدة من العبارات التي كان غالباً ما يكررها مدير مدرستنا عندما كانت تحدث مشكلة ما في الصف الدراسي، حيث كان يقول ((الطلبة المعروفين والمشهورة أسمائهم لدى إدارة المدرسة هم نوعين، الأول هو الطالب المجتهد، والثاني هو الطالب الكسول والمشاغب)).
تذكرت هذه المقولة، وأنا أرى اليوم إن معظم وسائل الإعلام المتلفزة والالكترونية والمسموعة والمقروءة تتناقل أخبار الإيزيدية، أو بصورة أدق أخبار (نكبة سنجار).
هؤلاء الإيزيدية الذين أمسوا بين ليلة وضحاها يتصدرون الأخبار والتقارير في شتى وسائل الإعلام..!
وأيضاً.. ومع نهاية حرب الخليج الثانية (أم الهزائم) ومع الشلل الذي أصاب الكهرباء آنذاك (إسوة بحاله اليوم) كنا نتابع الأخبار من خلال المذياع، وفي إذاعة مونتي كارلو وفي إحدى الليالي القريبة من بعد نهاية تلك الحرب المجنونة قال الإعلامي اللبناني غسان سلامة ـ وزير الإعلام السابق على ما أظن ـ في إحدى تعليقاته (( اليوم العراق لم يعد يتصدر الأخبار، بل الصومال بعد اندلاع حرب طاحنة هناك..)) واعتبر سلامة إن العراق سيرتاح قليلاً لأنه لم يعد يتصدر الأخبار..!
أعود وأقول.. لا هنيئاً لمن يتصدر الأخبار وتتركز عليه الأضواء..
و الإيزيديون اليوم انتقلوا من الحضيض ـ على المستوى الإعلامي ـ إلى القمة.. والأدهى إنها نجومية (نكبوية) والتي قال عنها احدهم بأنها من (اكبر الكوارث العراقية منذ سقوط صنم ساحة الفردوس) بينما وصفها آخر بـ (ضربة نووية صغيرة)..!
والأكثر مرارة، وبينما كنت أتابع احد التقارير الخاصة بالنكبة الإيزيدية في احد المواقع التابع لإحدى الفضائيات المعروفة، استوقفني تعليقا لأحد القراء من جملة تلك التعليقات التي تجاوزت ألمائتي تعليق، حيث قال موبخاً أصحاب التعليقات ((أكثر من أربعمائة إنسان إيزيدي قتلوا ما بين طفل وشيخ، وانتم تسالون: من هم الإيزيدية؟ ماذا يعبدون؟ ماذا يأكلون؟ كيف يتزوجون؟؟ وقلة قليلة منكم قدمت تعازيها بهذا المصاب..))..!

لنعود للشهرة الإيزيدية، ونسال، من أين جاء مصدرها؟؟
شهرة الإيزيدية لم تأتي من خلال مقتل أربع وعشرين عاملا إيزيدياً من منتسبي معمل نسيج الموصل على يد ثلة إرهابية في 22 من نيسان الماضي..
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من تهجير عشرات العوائل الإيزيدية من (بغداد، البصرة، ديالى، الرمادي، كركوك، والموصل).
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من اختطاف مواطنين إيزيديين على طريق الموصل بعويزة حيث كانوا قد ذهبوا لجلب طحين الحصة التموينية لكونهم يمتلكون وكالة مواد غذائية، فخطفتهم ثلة إرهابية واقتادوهم إلى حي الانتصار (شرق الموصل) وقتلوهم رجما بالحجارة والبلوك...!
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من خلال اختطاف مواطنين إيزيديين آخرين من باعة الزيتون على طريق بغداد كركوك وقتلهم في اليوم التالي قرب منطقة الرشاد بالحجارة والبلوك في (مهرجان) دموي على صيحات (الله اكبر)..!
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من منع أكثر من سبعمائة وخمسون طالبا إيزيدياً من أداء امتحاناتهم في جامعة الموصل.
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من منع أكثر من ثلاثمائة موظف إيزيدي حكومي من ارتياد الموصل وتهديدهم بالقتل علناً.
وشهرة الإيزيدية لم تأتي من اصطيادهم فرادى وجماعات على الطرق المؤدية للموصل، والعثور على جثثهم مهشمة وممزقة فيما بعد على قارعات الطرق والمقابر..!
بل إن شهرة الإيزيدية (المشهورون سابقا بعبادة الشيطان ـ كذا ـ ) أتت من خلال قتل فتاة إيزيدية كانت على علاقة آثمة بشاب مسلم..! حيث قتلت تلك الفتاة في نهاية الأسبوع الأول من نيسان الماضي بطريقة غريبة عن تقاليد المجتمع الإيزيدي، وبطريقة تعتبر سابقة خطيرة في سجل الإيزيدية، حيث قتلت رجماً بالحجارة والبلوك عل يد (بضعة) أشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم، ومعظم الفتلة محتجزون لدى السلطات بانتظار محاكمتهم لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من عمل مشين أدانه الإيزيدية قبل غيرهم، حيث أدانه سمو الأمير تحسين بك أمير الإيزيدية، وأدانه المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى، كما صدرت عشرات بيانات الاستنكارات والإدانة من (جميع) المؤسسات الثقافية والاجتماعية الإيزيدية سواء في كوردستان أو العراق أو في المهجر، إضافة إلى إدانة تلك الحادثة البشعة من قبل الشخصيات الإيزيدية المرموقة ممن تبوئوا أو يتبوءون مناصب (مهمة) سواء في حكومة العراق الفيدرالية، أو في حكومة إقليم كوردستان..
وكل تلك الإدانات لم تنفع ولم تشفع للإيزيدية.. وبالتالي (عثرت) مجاميع الإرهاب والجريمة المتعطشة أصلاً للدماء على (قميص عثمان الإيزيدي) وبدا التنكيل والتقتيل ومعه بدا نزيف الدم الإيزيدي، ولا احد يعلم متى سيتوقف ذلك النزيف..!

قبل بضعة أشهر نشرنا مقالنا المتواضع المعنون (إيزيدية ضد الإيزيدية..!) فسمعنا اللوم والتقريع من إخواننا المهتمين بالشأن والهمّ الإيزيدي، وقبل فترة قصيرة نشرنا مقالنا الآخر (اقتلوا الإيزيدية.. فلا نصير لهم..!) فسمعنا التقريع واللوم ذاته..! وها نحن نكرر دعوتنا ونقول للإيزيدية: ابقوا على حالكم من التشرذم والتنافر والتصارع والتقاتل ولـ (يأكل أولكم لحم ثانيكم) وفي نفس الوقت ستستمر المهرجانات الدموية والاحتفالية التي تقام على شرف الأضاحي الإيزيديين..!
أين نصيرنا؟ أين مناصرنا؟ هل تم الكشف عن خيط (لجريمة واحدة) من عشرات الجرائم التي طالت الإيزيدية؟؟.. الجواب أقوله وبثقة.. كلا..فما دام المجني عليه إيزيدي من أولئك الكفرة المارقون ممن تجرؤوا على قتل (فتاة طائشة) أشيع عنها كذباً وافتراءاً إنها أعلنت إسلامها، الأمر الذي نفاه أبيها في مؤتمر صحفي مصغر ـ أقول ما دام المجني عليه إيزيدي، فلا حاجة للعناء في كشف الجريمة..!!
إذن يا سادتي.. كل الإيزيدية هم مشاريع للقتل والإبادة المجانية، ولا تستغربوا إذا سمعتم أخباراً مهولة أخرى عن استباحة الإنسان الإيزيدي واستباحة التجمعات الإيزيدية، ومن الآن عليكم تهيئة بيانات الاستنكار والإدانة..!

قبل أن نختم موضوعنا هذا، وكي لا نكون جاحدين، نقول: إن حكومة إقليم كوردستان ـ مشكورة ـ قدمت ما بوسعها فور وقوع نكبة سنجار، ولكن الم يكن من الممكن تجنب تلك الكارثة من خلال توفير الحماية للمناطق الإيزيدية بقوات البيشمركة؟؟
سيقول لي احدهم هناك عقبات دستورية تمنع ذلك.. وعليه أقول: أليس هناك من وسيلة للتنسيق في المواقف مابين الحكومة الفيدرالية ـ الغارقة في مشاكلها ـ والحكومة الكوردستانية لحماية الإيزيدية، إلى حين أن ينجلي الموقف من المادة 140 من الدستور الفيدرالي؟؟ أليس من الممكن إن ذلك التنسيق سيمنع نكبات وكوارث أخرى؟؟
هل الإنسان يصنع الدستور كي يحميه ويحمي حقوقه، أم كي يتركه مهملا على قارعة الطرقات عرضة للأخطار والنكبات؟؟



#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديانة الإيزيدية.. بمنظور آخر...!
- إذا ما أشاح العراق وجهه عنهم.. الإيزيديون لديهم وجهة أخرى..!
- هدف واحد يعادل 100 مفخخة وخطاب وخطبة..!!
- إقتلوا الإيزيدية... فلا نصير لهم..!
- خمسون لتراً..؟! صارت زحمة..!
- كف المثقف وقبضة السياسي..!!
- الطائفية من أعلى الهرم إلى - فرقة أم علي..!


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خدر خلات بحزاني - قميص عثمان الإيزيدي...!