أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جاسم الحلوائي - قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (4)















المزيد.....



قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (4)


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 10:55
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يتناول الكاتب عزيز سباهي في الفصل الخامس عشر القضية الفلسطينية في سياسة الحزب الشيوعي العراقي تحت عنوان " الحزب الشيوعي العراقي والمسألة الفلسطينية".

لقد أثار خصوم الحزب، أو بعض المختلفين معه، ولا يزالون الكثير من الغبار على موقف الحزب من هذه القضية للنيل من الحزب. ولذلك يتناول الكاتب سباهي هذا الموضوع بالتفصيل معززا إياه بالكثير من الأدلة والمقتبسات الموثقة. وعند تناوله موقف الحزب المؤيد لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين، هذ الموقف الذي شدد الصراع مع القوى القومية ووتـّر العلاقة مع القوى الديمقراطية التي تُعد من حلفاء الحزب، فإنه يطرح رأيه الشخصي في موقف الحزب من التقسيم، ويطرح خيارا يعتقد بأن الحزب كان بمقدوره الأخذ به. وهذ ما سنناقشه، ولكن بعد إعطاء فكرة وافية للقارئ عن الموضوع.

كان عداء الإتحاد السوفيتي، وتبعا لذلك الحركة الشيوعية العالمية، للصهيونية مستحكما ومستنداً الى الماركسية ــ اللينينية التي تدين الصهيونية بإعتبارها خطراً على وحدة الطبقة العاملة، حيث تعزل العمال اليهود عن سائر العمال في البلد الواحد وتضعهم تحت رحمة الرأسماليين هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى كان ينظر لإستيطان اليهود في فلسطين وإكراه سكانها الأصليين على هجرة ديارهم عملا غير شرعياً. ولم يكن هناك أدنى شك في وقوف الإتحاد السوفيتي في مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة الى جانب قضية الشعب الفلسطيني لعدالتها، ووقوفه ضد المشروع الإمبريالي الصهيوني الهادف الى إغتصاب أرض فلسطين وطرد سكانها الأصليين من ديارهم بمختلف الوسائل، عندما طرحت القضية الفلسطينية على بساط البحث في المحافل الدولية في عام 1947.

ولم يأل الحزب، بقيادة الرفيق فهد، جهداً في فضح مناورات الإمبريالية والصهيونية ومؤامراتهما لتحقيق أهدافهما الشريرة في إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين . وقد كتب الرفيق فهد في جريدة "العصبة" في عام 1946 ما يلي:

" إننا في الحقيقة لا نرى في الفاشية والصهيونية سوى توأمين لبغي واحد، هي العنصرية محضية الإستعمار.إن الفاشية والصهيونية تنهجان خطين منحرفين يلتقي طرفاهما وتتشابك أهدافهما، وكل منهما نصبت نفسها منقذاً وحامياً لعنصرها، فالأولى بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفوضى في أنحاء المعمورة وورطت شعوبها وأولعت بهم نيران حرب عالمية لم تتخلص أمة من شرورها. والثانية الصهيونية بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من أبناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادها المستعمرون الأنكليز والأمريكان، فتشعل بهم نيران الإضطرابات في البلاد العربية. وقد كان من أعمالها أن حوّلت فلسطيننا الى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء وتهددت الأقطار العربية بأخطارها وبأخطار القضاء على كيانها القومي جراء بقاء وتثبيت النفوذ الإستعماري فيها وجراء المشاكل العنصرية التي تحاول إثارتها." (1)

يلاحظ من النص أعلاه بأن موقف الرفيق فهد العلمي والصائب من القضية الفلسطينية ينطوي على مشاعر قومية سليمة، وهذا يدل على أن فهداً لم يتخذ ذلك الموقف لمجرد الإنسجام مع موقف الإتحاد السوفيتي والحركة الشيوعية العالمية فحسب، بل لقناعته به آيديولوجيا ولتطابقه مع نزعته القومية السليمة ايضا.

ومما يؤكد أصالة موقف الرفيق فهد من القضية الفلسطينية هو دعمه لتشكيل "عصبة مكافحة الصهيونية" التي كانت تضم جميع الشيوعيين اليهود. وتُعد "العصبة" أحد مفاخر الشيوعيين العراقيين اليهود ومفاخر الحزب الشيوعي العراقي، الذي ربى أعضاءه بثبات على فكرة العداء للحركة الصهيونية ولفكرة الوطن القومي الصهيوني في فلسطين العربية.

وقد وجهت العصبة نداءاً الى رئيس الحكومة السوفيتية في 29 ايار 1946 موقعا من قبل يوسف هارون زلخا، رئيس العصبة، جاء فيه :

" إننا نتضرع اليكم، أيها الرفيق ستالين، أن تؤيدوا قضية فلسطين عندما تطرح أمام الأمم المتحدة... لا التباس في حق شعب فلسطين العربي في الإستقلال، وقضيتهم لا علاقة لها بمأزق اليهود المقتلعين. إننا واثقون من أن حكومتكم، التى تعتمد مبادئها وسياستها الخارجية على إحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، ستقف الى جانب العرب في محنتهم " (2)

في يوم 14 أيار 1947 أعلن أندرية غروميكو وزير خارجية الإتحاد السوفيتي في بيان تلاه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة أنه "لا يمكن ضمان المصالح المشروعة للسكان اليهود والعرب [في فلسطين] على حد سواء إلا بإقامة دولة عربية ـ يهودية مستقلة وثنائية وديمقراطية ومتجانسة". ولكنه أضاف أنه "إذا ما أثبتت هذه الخطة كونها مستحيلة التنفيذ... فسيكون ضروريا أخذ الخطة الأخرى بالإعتبار... وهي الخطة التي تنص على تقسيم فلسطين الى دولتين مستقلتين، واحدة يهودية وأخرى عربية". وبعد خمسة أشهر، وتحديداً في 13 تشرين الأول قال س. تسارابكين المندوب السوفيتي لدى الأمم المتحدة، إن العلاقات بين العرب واليهود أصبحت متوترة الى درجة إستحالة التوفيق بينهما، ولذلك فإن خطة التقسيم تحظى بأكبر " امل في التنفيذ". (3)

وبادرت القيادة الميدانية للحزب الى إستطلاع رأي الرفيق فهد الذي كان في سجن الكوت على أثر التصريح المذكور، وإستلمت منه الجواب التالي في 1 تشرين الثاني من عام 1947:

"اما عن قضية فلسطين فلم نتوصل اكثر مما توصلتم اليه عدا شئ واحد هو ذكركم لقومية يهودية في فلسطين، ربما كان غير صحيح فكل ما في الأمر إن الإتحاد[السوفيتي] ربما قال بوجوب الأخذ بنظر الإعتبار بضعة مئات الألوف من اليهود الذين سبق وأصبحوا من سكان فلسطبن بهذا لا يعني إنهم قومية ولا يعني عدم الإهتمام بهم ومع هذا فليست هذه النقطة جوهرية في الموضوع . فموقف الإتحاد جاء نتيجة محتمة للأوضاع والمؤامرات والمشاريع الإستعمارية المنوي تحقيقها قي البلاد العربية وفي العالم. فالمهم في الموضوع هو وجوب الغاء الإنتداب وجلاء الجيوش الأجنبية عن فلسطين وتشكيل دولة ديمقراطية مستقلة كحل صحيح للقضية ومن واجبنا ان نعمل لهذا حتى الأخير ولكن إذا لا يمكن تحقيق ذلك بسبب مواقف رجال الحكومات العربية ومؤمراتهم مع الجهات الإستعمارية، فهذا لايعني إننا نفضّل حلاً آخر على الحل الصحيح ونرى من الأوفق ان تتصلوا بإخواننا في سوريا وفلسطين وتستطلعوا رأيهم في تعيين الموقف." (4)

كان تصريح تسارابكين ومن ثم تصويت الإتحاد السوفبتي يوم 29 تشرين الثاني الى جانب قرار التقسيم، بمثابة صدمة قوية للشيوعيين العراقيين الذين تربوا وتثقفوا طيلة سنوات عكس ذلك تماما. وقوبل قرار التقسيم بغضب الشعب. وقد أصدرت القيادة الميدانية نشرة داخلية في ضوء توجيهات الرفيق فهد في رسالته المذكورة في أعلاه، بعد قرار التقسيم مباشرة وذلك في اوائل كانون الأول 1947 يرفض فيها الحزب قرار التقسيم بشكل قاطع. وقد جاء فيها أن:

"موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفـّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط، بل أيضا بالحركة الشيوعية في البلدان العربية... ولذلك، فإنه يجب على الحزب الشيوعي تحديد موقفه من القضية الفلسطينية حسب الخطوط التي إنتمى اليها والتي يمكن تلخيصها بالتالي:

أ ــ إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية، مزيفة بالنسبة الى الجماهير اليهودية.
ب ــ إن الهجرة اليهودية... لاتحل مشكلات اليهود المقتلعين في أوربا، بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية... وإستمرارها بشكلها الحالي... يهدد السكان الأصليين في حياتهم وحريتهم.
ج ــ إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ... يستند الى إستحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب...
د ــ إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة أو أية منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى...
ه ــ إن التقسيم سيؤدي الى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة.
و ــ إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط.

ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم..." (5)

وقد ساهم الشيوعيون في المظاهرات الطلابية التي خرجت في كانون الأول من نفس العام احتجاجا على القرار المذكور. وتولت جريدة "الأساس"، التي صدرت في أواسط آذار من عام 1948، وكانت ناطقة بلسان الحزب ويحرر مقالاتها الإفتتاحية الفقيد زكي خيري، الدفاع عن موقف الحزب الرافض للتقسيم، ورفعت شعارات تحريضيةً ومساندة للحرب ضد اسرائيل مثل: "أبناء شعبنا! كافحوا للحفاظ على عروبة فلسطين وهزيمة مشروع الدولة الصهيونية" و" كل شيء للجبهة". وفي الموعد المقرر لتقسيم فلسطين، منتصف أيار 1948، أعلن قيام "الدولة الإسرائيلية". وفي الحال أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الإعتراف بها وسارع الإتحاد السوفيتي بالإعتراف بها في نفس الساعة أيضا، وكانت صدمة أخرى للشيوعيين. وبعد بضعة أيام توقفت جريدة "الأساس" عن رفع شعاراتها الحربية، وأخذت تستهجن بالتصلب السياسي العربي وإهمال الدول العربية للحل السلمي. فأغلقت السلطات جريدة "الأساس". وفي 6 تموز 1948 أصدر الحزب بياناً يؤيد فيه التقسيم ويدعو الى إقامة دولة عربية ديمقراطية مستقلة في الجزء العربي من فلسطين. (6)

وإنبرى الحزب للدفاع عن الإتحاد السوفيتي وإيجاد المبررات والتفسيرات النظرية له، وعندما كانت تعوزه المبررات كان يلجأ الى التأويلات! وكان الفقيد زكي خيري من أبرز المتصدين لذلك في جريدة "الأساس" قبيل غلقها ومن ثم في جريدة القاعدة. ودخل الحزب في صراع مع كل القوى السياسية بما فيها القوى السياسية التي كان يتعاون معها. وكانت أسوء التبريرات، هي تلك التي وردت في التقرير الذي أصدرته "اللجنة العربية الديمقراطية في باريس" في 11 حزيران 1948 والذي يحمل عنوان "ضوء على القضية الفلسطينية". وقد وزعه المركز الحزبي داخل المنظمات الحزبية في آب على شكل كراس وأعتبر بأنه رأي الحزب الشيوعي الفرنسي وذلك لتبرير موقفه من تأييد التقسيم. وكانت لحمة وسدى التقرير هي تبرير قيام دولة إسرائيل مع إضفاء صفة التقدمية عليها. "لقد أساء طبع التقرير وتوزيعه الى الحزب كثيراً ودفع الى نقاشات حادة داخله وإنسحاب أعداد ليست قليلة من صفوفه. وإستغلته الأوساط الرجعية كثيرا لتشويه سمعته..." (7) على أي حال لقد دفع الحزب ثمن نشره التقرير غاليا. "ومن الأمور ذات الدلالة أنه عندما وصل البيان[ التقرير] الى سجن الكوت، وبدأ أحد أعضاء تنظيم السجن الشيوعي بقراءته بصوت مرتفع في قاووش السجن، أمره فهد بالكف عن ذلك بعد سماعه فقرات قليلة منه" (8) وفي عام 1956، عاد الحزب الى موضوع التقرير في الكونفرنس الثاني وأدان نشره وقال عنه" زيف حقائق الوضع في فلسطين، وتستر على بشاعة الصهيونية وعدوانيتها، وأساء الى فكر الماركسية ـ اللينينية" (9)

ويشير الفقيد زكي خيري في الصفحة 134 من كتابه الموسوم "صدى السنين في ذاكرة شيوعي مخضرم"، الصادر بعد إنهيار النظام الإشتراكي، الى الجذر الفكري لموقف الحزب الخاطئ فيقول:

"وكان الجذر الفكري لموقفي هذا هو الإعتقاد بأن كل موقف سياسي يتخذه الإتحاد السوفيتي هو موقف مبدأي وما علينا إلا أن نبحث عن هذا الأساس المبدأي لنفهمه وندافع عنه. وإذا لم نجد ما يبرر ذلك صراحة في التعاليم الماركسية ـــ اللينينية كان يأتي دور الـتأويل والتفسير المؤدي الى التبرير. فكنا نخضع الأيديولوجية للسياسة بدل العكس. وكان هذا هو نفس الجذر الفكري لأخطاء الحركة الشيوعية العالمية في المدة الأخيرة حيث كان المنظرون يبررون مواقف السياسيين. ولهذا الخلل الفكري علاقة بالإعتقاد بمعصومية القيادة السوفيتية وفي البدء معصومية ستالين وفيما بعد معصومية "القيادة الجماعية" التي لا يمكن أن يأتيها الخطأ.".

يفند الرفيق عزيز سباهي بالأدلة والبراهين الملموسة إتهامات القوميين والرجعيين الذين حاولوا ويحاولون إلقاء مسؤولية تأييد الحزب للتقسيم اونشر تقرير "ضوء على القضية الفلسطينية" لنفوذ صهيوني من خلال يهود متنفذين في قيادة الحزب. وينفي الكاتبان حبيب والداوودي أي دور إستثنائي للشيوعيين اليهود في قرار الحزب المؤيد للتقسيم ويقولان:

"وكل الدلائل المتوفرة لدينا تؤكد بأن اليهود العراقيين الأعضاء في الحزب الشيوعي العراقي والأعضاء في عصبة مكاحة الصهيونية بشكل عام لم يلعبوا أي دور مروج لقبول قرار التقسيم، بل كانوا ضد هذا القرار، وأن القرار قد اتخذ بالإرتباط مع: أ) الموقف السوفيتي، وكان حاسما في هذا الشأن. ب) الموقف الذي إتخذته الأحزاب الشيوعية في المنطقة والعالم المؤيد لهذ القرار، وكذا النشرة (ضوء على القضية الفلسطينية) التي وصلت الى الحزب من فرنسا. ج) وموقف الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، وخاصة في سوريا ولبنان وفلسطين، بإعتبارها صاحبة الشأن في هذا الصدد." (10)

ولكن عزيز سباهي يلقي مسؤولية تأييد قرار التقسيم أو التسرع في ذلك على عاتق القيادة الميدانية ومسؤولها الأول مالك سيف الذي لم يلتزم بتوصية فهد في رسالته التي مر ذكرها والتي يؤكد فيها على رفض التقسيم، وذلك قبل صدور قرار التقسيم بحوالي الشهر. وينصح الرفيق فهد بالتشاور مع الشيوعيين في سوريا ولبنان وفلسطين في هذا الشأن. ويحاول سباهي التدليل على عدم وجود تشاور مع أحد قبل صدور بيان الحزب في 6 تموز الذي أيد فيه التقسيم ويعزو هذا الخطأ وغيره من الأخطاء الى عجز القيادة الميدانية فيقول:

"لقد أظهرت قيادة الميدان، وعلى رأسها مالك سيف، عجزها عن أن تقود مسيرة الحزب بحكمة وثبات في تلك الفترة العصيبة، كما كشفت إنها لا تتحلى بالقدرة على التنبؤ بمسار الأحداث..." (11)

أعتقد بأن قيادة بهذه الصفات، أو حتى أقل ضعفا منها، هي أعجز من أن تهمل توجيهات الرفيق فهد وهي أكثر عجزا من إتخاذ قرار خطير مثل قرار تأييد التقسيم وعلى مسؤوليتها. لقد إنتهت رسالة الرفيق فهد من السجن بالنصيحة التالية "ونرى من الأوفق ان تتصلوا بإخواننا في سوريا وفلسطين وتستطلعوا رأيهم في تعيين الموقف". ويبدو لي بأن مالك سيف تمكن من أن يستطلع الرأي. ففي إعترافاته أمام الشرطة يشير الى إستلامه رسالة في تموز حول الموضوع من الحزب الشيوعي السوري ــ اللبناني. ويؤكد الرفيق غسان الرفاعي في بيروت للمؤلف سباهي بأن الحزب الشيوعي السوري ــ اللبناني أوفده في تموز الى بغداد حاملا النص المقترح لبيان الأحزاب الشيوعية الأربعة المؤيد للتقسيم، وأن الحزب الشيوعي العراقي وافق عليه. (12) وبالإضافة الى ذلك فإن القيادة الميدانية لم تكن معزولة، فصلتها كانت وثيقة بمحرري جريدة "الأساس" وخاصة صاحبها شريف الشيخ الذي كان مركزا للعلاقات الخارجية. وكانت كل المعلومات تشير الى أن الحركة الشيوعية العالمية بما في ذلك الأحزاب الشيوعية العربية تؤيد موقف الإتحاد السوفيتي ، وذلك قبل إعلان الحزب موقفه المؤيد للتقسيم، وهكذا نفذ مالك سيف توصية الرفيق فهد.

ولم يكن بمقدور الحزب التخلف عن الركب او السبح ضد تيار الحركة الشيوعية العالمية، خاصة بعد أن اًصبح تقسيم فلسطين أمراً واقعاً في أيار 1948. إن إستمرار الحزب في موقفه المغاير للحركة الشيوعية العالمية وطليعتها الحزب الشيوعي السوفيتي كان يمكن أن يؤدي به الى الخروج من حظيرة الحركة الشيوعية العالمية، او يؤدي بالحزب الى الإنشقاق. وفي الحالة الأخيرة ستحتضن الحركة الشيوعية الجهة التي تؤيد التقسيم بصرف النظر عن حجمها ونفوذها بإعتبارها الجهة الأمينة لمبدأ التضامن الأممي هذا المبدأ الذي حوّل، بمفهومه الخاطئ آنذاك، الأحزاب الشيوعية الى تابع للإتحاد السوفيتي في الشؤون الدولية وحرمها من إستقلاليتها في هذا الميدان. ومن المشكوك فيه بأن الحزب "كان يمكن أن يواصل موقفه السابق لشهرين أو ثلاث أخرى." كما يشير الى ذلك الرفيق سباهي، خاصة بعد تأييد الحزبان الشيوعي السوري ــ اللبناني والفلسطيني، بإعتبارهما صاحبا الشأن في هذا القضية . (13)

ويذهب مؤلفا كتاب فهد والحركة الوطنية في العراق د. كاطم حبيب ود. زهدي الداوودي بعيداً في تجاهل تلك الظروف والتقاليد التي كانت تعيشها آنذاك الحركة الشيوعية العالمية وطليعتها، دون أي منازع، الحزب الشيوعي السوفيتي والذي يعتبر الموقف منه ومن الدولة السوفيتية ومن قائد البروليتريا العالمية جوزيف ستالين، المحك الأساسي لمدى إخلاص كل حزب شيوعي وكل رفيق شيوعي لقضيته، وبالتالي فإن التعلم منهم هو بمثابة تعلم الإنتصار.

أجل، يذهب المؤلفان بعيداً في قولهم " بأن الحزب الشيوعي [العراقي] لم يكن مجبراً على إتخاذ نفس الموقف الذي إتخذه الإتحاد السوفيتي كدولة وكحزب إزاء القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي، إذ كان يملك موقفاً صحيحاً عادلا إزاء كل القوميات والأقليات القومية والأديان في فلسطين أولاً، ويمتلك، كحزب شيوعي مستقل في بلد مستقل، كل الحق في أن يتخذ الموقف الوطني والقومي الصحيح الذي يمس مصالح شعبه أو الشعوب العربية، ومنها الشعب الفلسطيني، من جهة أخرى." (14)

لقد غيّر الحزب الشيوعي العراقي موقفه "مجبراً" من معارضة قرار تقسيم فلسطين الى تأييد التقسيم بعد أن تحوّل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الى واقع فعلي على الأرض. وقد طالب الحزب بقيام دولة عربية الى جانب إسرائيل في فلسطين. ولو تحقق ذلك في حينه لكانت هناك دولة فلسطينة مستقلة، ولما إضطر الفلسطينيون الآن الى المطالبة بأقل من نصف الجزء الذي خصصته هيئة الأمم المتحدة من فلسطين لإقامة الدولة العربية الفلسطينية، ولما تشتت الفلسطينيون. لم يكن من مصلحة الإمبريالية ولا الصهيونية قيام مثل هذه الدولة. وقد عارض قرار التقسيم في حينه مناحيم بيغن وإسحاق شامير اللذان كانا يطالبان بكل أرض فلسطين. إن من يتحمل مسؤولية ما وصلت اليه القضية الفلسطينية من وضع بائس، هم جميع الذين عارضوا قيام دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل في حينه، وجميع الذين زايدوا على الشيوعيين في وطنيتهم وقوميتهم.

11

الفصل الأخير من الجزء الأول ينتهي بالفصل السادس عشر وعنوانه "إنتكاسة عام 1949" حيث أفلحت الرجعية ومن ورائها الإميريالية من تحقيق حلمها، ولو الى حين، في تحطيم منظمات الحزب، وإعدام قائده التاريخي يوسف سلمان يوسف (فهد) ورفيقيه حسين الشبيبي (صارم) وزكي بسيم (حازم) عضوا المكتب السياسي. وبذلك تنتهي مرحلة جرت العادة على تسميها مرحلة أو "عهد الرفيق فهد".

أعتقد بأن الجزء الأول من الكتاب ينقصه فصلا عن سياسة الحزب إزاء الوحدة العربية منذ تأسيس الحزب حتى إنتهاء عهد الرفيق فهد. ويمتلك الحزب تراثا فكريا غزيرا وصولات وجولات في هذا الميدان. وقد أصبح كل ذلك التراث مرشدا لسياسة صائبة إتبعها الحزب لاحقاً وحتى يومنا هذا، إزاء الموقف والنضال من أجل الوحدة العربية والطريق الواقعي والصحيح المفضي اليها. لقد أشار الكاتب،مجرد إشارة، الى كتابات الرفيق فهد بشأن الإتحاد العربي في سياق بحثه في القضية الفلسطينية. ثُم عاد للموضوع في الجزء الثاني من الكتاب وبالإرتباط مع الصراع الذي دار حول الوحدة الفورية والإتحاد الفيدرالي بعد ثورة 14 تموز 1958. فإستشهد الكاتب بالرفيق فهد، في حين كان الموضوع يتطلب فصلا كاملاً في الجزء الأول، والإشارة الى ذلك لاحقا حيثما تطلب الأمر. ومن الممكن أن يبدأ مثل هذا الفصل بتحليل الرؤية التاريخية للرفيق فهد للوحدة في مقاله القيم والموسوم "الوحدة العربية والإتحاد العربي" المنشور في مؤلفاته. (15)

12

وعندما يقيّم المؤلف عزيز سباهي الرفيق فهد كقائد وكإنسان، يشير بصواب، ضمن أمور أخرى، الى أن "الضرورة، كما يقال في الفلسفة، لاتطرح نفسها بيسر ومباشرة، وإنما هي تكشف عن نفسها عبر مصادفات كثيرة وما تنطوي عليه من تناقضات ومن خلال معاناة حقيقية. كذلك هو الشأن مع حاجة الحركة الثورية الى فرز قائدها المناسب. لذلك ستعاني كثيرا من الأخطاء وتتذوق كثيرا من مرارات الفشل حتى تتوصل الى قائدها الذي تبحث عنه والذي يستطيع أن يستوعب تجاربها وإدراك مزاياها والتعبير الجيد عن حاجاتها، وتعلم فنون القيادة والإبداع فيها ".

" ثم بعد كل هذا يظل الأمر رهناً بمزايا الفرد ذاته أيضا... القيادة فن يعكس عمق التجربة وسعة الفهم ووفرة المعارف وحدة الذكاء والفطنة والدأب والنشاط وروح المبادرة والتفاني وكرم الأخلاق وسماحة الطبع وحسن التعامل مع الآخرين والجرأة والشجاعةً (والنزاهة والإستقامة والصدق، والصلابة أمام العدو. جاسم)، وأن يمتلك الى جانب كل هذا ناصية النظرية الثورية وحسن تطبيقها في الظروف الملموسة،ويمتلك القدرة على فهم الأوضاع الملموسة التى يقود فيها حركته بتعقيداتها وتطوراتها. وبرغم كل هذا، فالقائد يظل محكوماً بالأوضاع التي يعمل في إطارها وان يسعى الى تكييفها بما يخدم حركته ويظل الى جانب هذا وذاك بشرا يمشي على الأرض كما يمشي عليها الآخرون ".

" إن من يقيّم قيادة فهد ينبغي أن يوجه إنتباهه الى أمرين خاصين: أولهما السبيل الملموس الذي سلكه لكي يرسخ جذور الشيوعية فى العراق لاسيما بين كادحيه، ويحدد لها أهدافها في المرحلة الراهنة من تطورها. وثانيهما الروح التي أشاعها بين الشيوعيين في الحزب الذي أعاد تأسيسه، وظلت هذه الروح تسري في عروق الشيوعيين العراقيين بعده، وزوّدتهم بالقدرة على الصمود في وجه صعاب رهيبة ربما لم تشهدها حركة شيوعية أخرى، فيخرج الحزب منها حيا يندفع للبناء في كل مرة برغم ما أثخن به من جراح. أصر طوال حياته على أن يكون قريبا من الناس الكادحين العمال والفلاحين البؤساء، وقد تركت هذه المعايشة الوثيقة للكادحين آثارها في نظراته للأمور ومعالجاته لها، وفي لغته والأسلوب الذي يخاطب به الناس." (16)

ويواصل المؤلف تقييمه فيخطِّـّئ المقاييس التي إعتمدها الرفيق فهد في إختيار مالك سيف مسؤولاً أولاً للجنة المركزية ومن ثم ساسون دلال لنفس المسؤولية بعد إعتقال مالك، دون أن يقدم المؤلف بديلا عن المذكورين، ضمن الآليات التي كانت متبعة في إصطفاء الكادر للمسؤوليات وللمراكز الحزبية، مما يفقد الملاحظة أهميتها. (17)

وإذا نظرنا الى الأمر ضمن ما نتمتع به من وعي اليوم فسنرى بأن المشكلة في تقديم الكادر لم تكن تكمن بالأساس في المقاييس، رغم أهميتها، وإنما تكمن في الآلية الخاطئة التي كانت متبعة، وهي الإختيار من الهيئات الأعلى. والنهج الصحيح هو أن يتم الإختيار عن طريق الإنتخابات. لقد شكلت ظروف سرية العمل ذريعة لتجاهل الإنتخابات حتى في الظروف شبه العلنية أو العلنية التي عمل فيها الحزب أو بعض منظماته. ومما له دلالته في هذا الصدد، هو عدم إنتخاب أي لجنة حزبية في أي سجن من السجون التي ضمت الشيوعيين خلال عشرات السنين، مع أن السجناء يعرف بعضهم البعض الآخر بشكل جيد. وشكلت في تلك السجون لجان حزبية مسؤولة عن التوجيه السياسي وتثقيف السجناء وإدارة حياتهم اليومية، بدون إنتخابات، وعندما جرت إنتخابات اللجنة الإقتصادية في سجن بعقوبة عام 1957، الذي كان يضم جميع الشيوعيين في العراق، كانت الإنتخابات شكلية، فقد فازت القائمة المرشحة من قبل اللجنة الحزبية بالتزكية. (18)

وعندما كانت تجري الإنتخابات في الحزب أحيانا، فلم تكن وفقا للمقاييس الديمقراطية لإعتمادها القائمة الإنتخابية المقترحة من الهيئة الأعلى، وبدون معلومات عن المرشحين او إبداء الرأي حولهم أومناقشتهم، كما هو الحال اليوم، وحيث يتم ذلك على أساس الترشيح الفردي. إن إنعدام الديمقراطية او ضعفها لم يقتصر على الإنتخابات فقط، بل كان يشمل مختلف ممارساتها. ولم يكن الأمر مقتصراً على حزبنا فحسب، بل كان يشمل كل الحركة الشيوعية العالمية، لاسيما في عهد الرفيق فهد الذي تزامن مع عهد ستالين.
________________________________________
(1) ـ عبد الرزاق الصافي. كفاحنا ضد الصهيونية. منشورات طريق الشعب. مطبعة الرواد بغداد 1977. ص29. أنظر حبيب والداوودي. مصدر سابق. ص341.
(2) ـ بطاطو. الجزء الثاني. ص256 .
(3) ـ أ راجع حنا بطاطو. الجزء الثاني ص255.
(4) ـ منشورات الثقافة الجديدة. كتابات مختارة من وثائق الحزب الشيوعي العراقي. 8 ص67، 1973.
(5) ـ بطاطو. مصدر سابق. ص256ـ257.
(6) ـ راجع بطاطو نفس المصدر السابق. ص257. راجع كذلك زكي خيري "صدى السنين في ذاكرة شيوعي مخضرم". مركز الحرف العربي ـ السويد. الطبعة الثانية ص134ـ135.
(7) ـ عزيز سباهي. مصدر سابق. ص398
(8) ـ بطاطو. مصدر سابق. ص259ـ260.
(9) ـ سباهي. مصدر سابق. ص399.
(10) ـ د. حبيب ود. الداوودي. مصدر سابق. ص344.
(11) ـ سباهي. مصدر سابق. ص397.
(12) ـ راجع سباهي نفس المصدر السابق. ص395
(13) ـ راجع سباهي نفس المصدر السابق. ص401
(14) ـ د. حبيب، د. الداوودي مصدر سابق. ص344. ويواصل الكاتبان إتمام الفقرة المذكورة بالقول: "ومن هنا كان إصرار فهد في البقاء على موقف الحزب الصحيح إزاء القضية الفلسطينية وذلك بإقامة دولة ديمقراطية مستقلة يتمتع فيها الجميع بالمساواة." يفهم من الفقرة بأن الرفيق فهد كان يصر على ذلك بعد التقسيم. وهذا غير صحيح، فرسالة الرفيق فهد كانت قبل قرار التقسيم، فقد كانت في 1 تشرين الثاني 1947. في حين كان قرار التقسيم في 29 منه. وعندما كتب الرفيق فهد رسالته كان على قناعة بأن موقف الإتحاد السوفيتي سيبقى ضد التقسيم ومن هنا إصراره، ومن هنا أيضا دهشته من تغيّر الموقف السوفيتي والتي نقلها عنه الفقيد زكي خيري وإستشهد به الكاتبان أيضا . وذلك بقوله "لا أدري كيف إعترف الإتحاد السوفيتي بدولة لليهود!". لم يكن الرفيق فهد مقتنعا بالتقسيم، شأنه شأن الكثيرين من كوادر الحزب وأعضائه، ولكن لم يقف ضده. "وقد إمتعض فهد وهو في السجن من عدد من أفكار النشرة [ضوء على القضية الفلسطينية] فلم يسمح بالترويج المتحمس لها ولكنه لم يهاجمها علناً" على حد ماذكره عزيز الحاج وثبته الكاتبان حبيب والداوودي في نفس الصفحة المشار اليها في أعلاه. علما بان ماتضمنه تقرير " ضوء على القضية الفلسطينية" كان تزييفا للحقائق وأسوء تبرير لإقامة إسرائيل.
ولم يستمر موقف الحزب الصائب من التقسيم حتى مرور أكثر من عام كما يشير الكاتبان، حيث يستهلان الفصل المعنون" فهد والقضية الفلسطينية" بالآتي:
"تبنى الحزب الشيوعي العراقي بتوجيه مباشر من فهد موقفاً سياسياً صائبا من القضية الفلسطينية حتى بعد مرور أكثر من عام واحد على صدور قرار التقسيم عن مجلس الأمن الدولي في 29 تشرين الثاني1947. (إن قرار التقسيم صدر من الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وليس من مجلس الأمن. جاسم) والصحيح هو سبعة أشهر وسبعة أيام. وهي الفترة الواقعة بين قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947 وصدور بيان الحزب المؤيد للتقسيم في 6 تموز 1948.
(15) ـ أفرد مؤلفا "فهد والحركة الوطنية في العراق" حبيب والداوودي مبحثا مستقلا تحت عنوان "المبحث الثاني: القضية القومية والوحدة العربية" وهو مكرس لتحليل كتابات الرفيق فهد حول الوحدة والإتحاد. ص353.
(16) ـ راجع سباهي مصدر سابق. ص408 ـ 409.
(17) ـ راجع سباهي. مصدر سابق. ص410.
(18) ـ كنت (كاتب هذه السطور) مرشحاً في القائمة وانتخبت رغم أني كنت جديداً وغير معروف لدى معظم السجناء.

يتبع



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيزسباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق- ...
- تعليق على مقال - كيف عشت الحقيقة -
- هل كانت تحالفات الحزب الشيوعي العراقي كارثية؟
- حسن عوينة مناضل .. يُقتدى
- كتاب - لحقيقة كما عشتها
- التراث الإشتراكي في مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- حول تغيير إسم الحزب الشيوعي العراقي
- ملاحظات على مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- ملاحظات على مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- رسائل عزيزة
- نبذة مختصرة عن مدينة كربلاء
- سنوات بين دمشق وطهران ( 6 )
- سنوات بين دمشق وطهران 5
- سنوات بين دمشق وطهران 4
- سنوات بين دمشق وطهران - 3
- سنوات بين دمشق وطهران - 2
- سنوات بين دمشق وطهران - 1
- في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جاسم الحلوائي - قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (4)