أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الأيوبي - لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك أن فعلت عظيم















المزيد.....

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك أن فعلت عظيم


زياد الأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 04:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ظهور الشبكات والمواقع الالكترونية (ألأنترنيت) وفضاء الحرية الواسع الذي سمحوا به و وفروه لكل ذي هوس في الكتابة، أصبح هناك ازدياد رهيب في عدد من يكتبون المقالات والابحاث والدراسات .. والعملية في إطراد مستمر و ملحوظ للمهتمين بشؤون الفكر والسياسة، وليس في الافق بادرة أنحسار لسيل النزيف الأبجدي ولا في عدد و نوعية المواضيع ذات الاهتمام طالما ان هذه المواقع تترفع عن - و تنفي - كل مسؤولية عن محتوى المنشورشريطة ان تكون النص والمحتوى في انسجام مع ما يرومه القائمين عليه ولا يتعارض مع التيارالفكري الذي يستهويهم. غير اني أعتقد جازما بأن - عوامل التحضرفي الغالب أهم من حرية الرأي - وان من مهمات المحرر والقائم على ادارة مثل هذه المواقع عدم الغلو في الانتشاء بضخامة المنتوج المرسل اليه فضخامة العدد وهائلية الكم لا تعنيان بالضرورة جمال النوع و اصالة المحتوى – بل ينبغي- التصرف – بالنصوص تصرفا أدبيا لا يمس اللبنة الاساسية للطرح الفكري في المقالة، بيد انه يستوجب تهذيب اللغة المسطرة والكلمة المكتوبة لفرز الغث من الثمين.

وغني عن التذكيربأن عددا لا يستهان به من هؤلاء الذين يجودون علينا بمخاض وبناة افكارهم ، هم ممن يمكن الاشارة اليهم كمحترفين و متفرغين لشؤون الكتابة وفرسان مسوّمون لا يشقّ لهم غبارفي مجالاتهم. ويمكننا استدراك ذلك من خلال ما يطرحون من افكار و ما يناقشون من آراء سواء كان بحثا أو دراسة أو نقدا حيث يظهر جليا بأن ما يكتبون ما هو الا ثمرة قرائتهم الغزيرة واطلاعهم الواسع ، من خلال مناشدتهم الدقة في الموضوعية و مدى العمق الادبي الذي يغوصون فيه وقوة الحجة التي يحاولون كسب تعاطفنا عن طريقها لنظرياتهم ووجهة أفكارهم ومدى توسعهم في المواضيع الذي يبتوّن فيه مذيّلين كل حدث تأريخي بعدد من المصادر والمراجع بغية اضفاء المصداقية على ما يرتؤون، وعادة ما يكونون ملتزمين بآداب الحوار و أخلاقيات الجدال الثقافي وشروطه المعرفية هادفين الوصول الى قلوب القراء قبل عقولهم وخاصة عند تناولهم مواضيع شائكة وخلافية لا يمكن الجزم بهم. وكثيرا ما نجد – النخبة - من هؤلاء يمتلكون أعمدة خاصة بهم في جرائد ومجلات يمكن ذكرهم في عداد – المعتبرة – مع التحفظ من البعض الذي عرف عن قلمه الارتزاق والتذبذب من جبهة الى أخرى مناوئة لها ، حسب ما تقتضيه قوانين الارتزاق وأكل (العيش)!!

كما ان هناك الكثيرين ممن يمكننا اطلاق صفة (الهواة) عليهم من اصحاب الاقلام – وأنا منهم - إذ أن معظم ما يساهمون به يأتي نتاجا لرد فعل على بحث أو دراسة أو مقالة معينة مثيرة للعواطف تستهويهم و تشحذ فيهم الهمة على الرد والاستفسار، أو الدحض والانكار، و أحيانا الدخول في سجال فكري و ثقافي وأدبي قد يستغرق عدة مقالات في نفس الموضوع لاعطاء تصور أفضل للمسألة المطروحة في تفاعل جدلي مثمر خلاق مستقطبا البعض من جمهور القراء. الى أن تضع الصولة أوزارها عندما يدرك أحد الجانبين بأن لا جدوى من أطالة أمد النقاش وخاصة عندما تأخذ الردود المتعاقبة مناحي خارجة عن ألاطارالادبي والذي استهل به الجدل أول مرة عندما يسلك أحد الجانبين (او كلاهما) سلاح الشتائم والتقولات و التناحروالتعصب والانغلاق و نفي الاخر يصل حد كيل الاتهامات و التشكيك بالعقيدة أو الوطنية، غالبا ما يكون ذلك نتيجة إما لضعف الحجة القائمة أو قلة الحيلة المدبرة او افتقاد لبديهيات التحضر ، أو لربما لقصور ذاتي لا يتيح إمكانية التوقف عند كل نقطة اختلاف و فحصها و التثبت منها و من دقة المعلومات التي تحتويها. وينتهي الامر بعودة السيوف الى أغمادها .. وكل حزب بما لديهم فرحون!

ومما لا شك فيه ان مواقع الانترنيت – كما بينت في أسهامات متواضعة سابقا - وان غدت تسهم في خدمة العلم والمعرفة ونشرها وتوصيلها في سرعة فائقة والى كل بقعة من بقاع الارض، من الممكن ايضا ان يكون لهم دور خطير باتجاه نشر الاكاذيب والافتراءات وما من شأنه تخريب عقول النشأ وزرع بذور العنصرية والطائفية والتحريض واثارة العداء والبغضاء والمس بالثوابت الوطنية ونشر الكراهية بدلا عن نشر ثقافة الحوار الديمقراطي المتحضر، مؤدية في نهاية الامر الى قلب الموازين جاعلا من الموقع مستنقعا نتناً تنبعث منه روائح العنصرية والطائفية الكريهة نهجها في ذلك منهج صحف الاثارة الرخيصة المتفننة في نشر ثقافة التسقيط تاركا الحبل على الغارب لذوي العقول المتحجرة والضمائر الميتة و القاصرين المقصرين الصاغرين من كتبة جهلة وانصاف متعلمين واشباه رجال لم يعضوا على نضال بضرس قاطع لنفث سمومهم و نشر التفاهات والمقالات الهابطة من تضليل و تلفيق و تمويه، وبث اليات العنف و الروح العدائية و البعد عن الموضوعية في قضايا خلافية عديدة غرضه الاساس الاساءة ولا شئ غيرها وتحت اسماء مزيفة تارة لاشخاص، واخرى لمنظمات وهمية و مجاميع هلامية لا حيز لهم في الفراغ.

ويأسفني أن أقول بأني – مرة أو مرتين – كنت قد دخلت في جدالات عقيمة كتلكم ! وبحجة - إني من غزية إن غوت - و ان لكل سباق خيله .. وبأن البعض لا ينفع معهم إطالة البال و تطييب الخاطر او متسع الصدر وحسن النوايا، حيث ان القضية صدد البحث ازدادت اضطرابا و التباسا، و غدا الامر هدما للجسور بدلا من أقامتهم والوصول الى أرضية لقناعات مشتركة، .. في مثل هذه الحالات لا يجد أحدنا نفسه الا وقد سحب البساط من تحت قدميه وانتهى الى توظيف نفس النهج الممقوت في الرد على معارضيه والجري وراء نفس الاسلوب الافتراسي واللغة الكلبية التي حاول جاهدا الابتعاد عنهم بدلا من الاستمرار في السلوك العقلاني و شحذ الافكار البناءة. أقول لربما قد بدر مني ما لا يليق بي من عبارات و كلمات نابية لم أجد منهم مفرا، تلغي و تسفه في توصيف الاخر ولكن عزائي و شفيعي في كل ذلك هو انني جانبت التعميم واستهدفت (فئة أو رهطا) دون المساس بالكل – شعب – قومية – أمة - ممن يمثلون الاتجاهات المناقضة قدر تعلق الامر بي .

لا اظن ان – المثقف - المتعطش لاستقراء الحقائق واستنباط المخفي والمستور من قضايا الساعة ومحاور البحث الخلافية الساخنة يتأثر الا بالتفاعل الفكري الخلاق، ولا يهمه سوى الوصول الى جوهر النزاع – الانساني – ولا يحتكم الا الى المثل الانسانية العليا و مبادؤها السامية - المجردة من التكتيكات والمناورات والقفزات البهلوانية – عكس المتحزب المتسيس والاديب المرتزق، الذي لا يهمه من الحوار الا تسفيه من في الخندق المقابل والنيل منه ولو باطلاق الكلام على عواهنه وتلفيق الاكاذيب وتزوير الثوابت الاتأريخية.

لست هنا – ولن اسمح لنفسي – كمثل الذي يلبس جبة القاضي ويطلق الاحكام يمنة ويسرة فتجربتي الانسانية والفكرية لا تسمحان بذلك وما اقوله لا يعد اكثر من رأي شخصي وتفاعل من جانب واحد ولست أخاف قول ما أؤمن به، كما اني لست ملزما بالرد على أحد، بالرغم من معايشتي للكثير من الاحداث و مخالطتي للعديد من ذوي التأريخ المشرف و تعلمي الكثير منهم، كردا و تركمانا و عربا، غير ان هدفي هو الافادة اولا واخيرا ، وجلّ من لا يخطئ ، إذ ان الواضح والجليّ من القيم والمفاهيم الانسانية والثوابت التأريخية ينبغي ان لا نرتكن الى السكوت ازائهم عندما نرى وقع الصياصي فيهم كوقعه في النسيج الممدد. فمن المؤسف حقا أن نلوذ بالصمت المهين أزاء جمع سوء يرون ضالتهم المنشودة في التطاول على من هم اعلى منهم همة وهامة فتراهم يصولون و يجولون على طول و عرض – المواقع - و بمقالات مثيرة للعواطف تفتقد ابسط مقومات الواقعية والنضج العلمي الملتزم وبقناعة شوارعية و قزمية راسخة في نفوسهم المعتلة وبتحليلات سياسية لا تصدر الا ممن فقدوا توازنهم من الذين يتخصصون في مواضيع مائعة و يثيرون اسئلة تافهة ليردوا في النهاية بأجوبة اكثر تفاهة، متهمين افاضل القوم و مناضلهيم و خيريهم من قوميين و شيوعيين وليبراليين واسلاميين باقذع النعوت و ما يستقبح ذكرهم من عبارات ما أنزل الله من سلطان وما لم يقله مالك في الخمر، أربأ بنفسي وبالقارئ من تكرارهم ، في حين لو تتبعت ايا من خفافيش الجحور وحاطبي الليل البهيم هؤلاء، والخارجين اليوم للدفاع والهجوم والمزايدة وإدعاء الوطنية في يوم أصبحت فيه مثل تلكم الادعائات أسهل من بيع البطاطس، لوجدت أنبلهم قططا في مطابخ السلطان تفوح منهم ومن طروحاتهم رائحة الاسطبلات وتقطر سرائرهم كما قرائحهم، خسة وسفالة.

ان الذي نرتئيه من المواقع العراقية ومن والقائمين عليهم هو فرز الغث من الثمين و تجنب النزعة الاستقطابية المغالية وباستقلالية تليق بالسلطة الرابعة، متصدين النقاشات بجوانبها المختلفة وعدم السماح بتجسيد الاوهام على انها حقائق وخصوصا فيما يتعلق بمصائر الامم والشعوب و حتى الرموز الوطنية، أطالبهم بمحاصرة فانتازيا الوجدان والنزعات الانفعالية البعيدة عن ضفاف العقل والغير قادرة على الغوص في الخلفيات مع الحفاظ على تنوع الاتجاهات و تتعدد الافكار و تصارعهم، ولكن في اطار حضاري دون التخلي عن القيم والثوابت خصوصا أزاء هؤلاء الطارئين– الذين تزايدوا مؤخرا كالطحالب من دعاة تسفيه وتسطيح الفكر الانساني وتحويله الى مجرد مقولات فارغة من اي محتوى عن طريق تشويه وتقبيح الاخر وعمليات النصب على التأريخ بينما في نفس الوقت يقدمون انفسهم كالهة وملائكة وابطال لا يأتيهم الباطل من فوقهم ولا من تحتهم، فالجبان يبقى جبانا مهما غالى في لبس دروع عنتر!! ولا يطالب بالطعان الا عندما يخلوا بأرض.

فأبطالنا الطارئون ، سماسرة السياسات الخائبة والنمور الورقية هؤلاء، لا يجمعهم الا لؤم النقيبة وجبن الطوية و خبث السريرة ونكوس القلوب، مضافا اليهم ارث طويل من اللامنطق حيث يقود خطاهم تخلف في الاداء و طعنات استهلاكية متواضعة بخبط جهالات، تتبدل جلودهم السياسية والفكرية بتبدل الاحداث ويطبلون على ايقاعات الاتجاه السائد بمهاترات لا تعدوا ان تكون في اغلب الاحيان الفاظ مشحونة بعوامل الاحباط الداخلية والعجز متطلعين الى ايهام الناس بأن الكتابة هي في نهاية الأمر تحلل من كل التزام أخلاقي و تنصل من كل ضابط قيمي ومرتبط بالجمود السياسي الذي يخدم وحدة الحركة الهشّة والتي جاءت جد متأخرة عن السياق الطبيعي و إختلاق أخبار ملفقة و من ثم اللجوء الى أناس غارقين في ظلام الشوفينية و الأنحطاط الفكري و السياسي للتعليق على تلك الأخبار الملفقة.

إن وخزي المتعمد - و – المشروع – هذا، والذي لم يأتي جزافا او متجاوزا، القصد منه هوان نراجع المواقف بين الفينة والاخرى كواجب حضاري منطلقين من مبدأ قدسية الكلمة والعمل من خلال البحث – عن الانسان في الذات.

أللهم هل بلغت !! أللهم فأشهد.



#زياد_الأيوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألرد على مقالة سليم مطر - شمال العراق وسياسة التصفية العرقية ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الأيوبي - لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك أن فعلت عظيم