أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات















المزيد.....

ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 06:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


((مابين السطور))
يوما بعد يوم تزداد وتيرة الاستعداد للحرب القادمة, وقد باتت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي,بأمس الحاجة إلى نصر نوعي بأي ثمن,تكون نتيجته الحسم المطلق وكسب المعركة لتعويض الانتكاسات العسكرية والسياسية التي ألمت بدولتي الاحتلال الصهيو_أمريكي في العراق ولبنان, وما تلا ذلك من تداعيات على مستقبلها وتاريخها السياسي, وانعدام الثقة بتلك القيادات المتغطرسة والمتخبطة, والتي جلبت الكوارث السياسية والعسكرية على بلادهما,ففي العراق غرقت الولايات الأمريكية وما تبقى من حلفائها في الوحل الدموي, وقد بات الطريق الوحيد للخروج من ذلك المستنقع بلا نهاية, هو الهروب دون النظر للخلف, ولكن لاهروب دون تصدير ذلك المأزق والهزائم إلى جبهات أخرى, تضمن اختطاف الأضواء عن تلك الساحة الجهنمية, والتي ارتكبت بها قوات الاحتلال الأمريكي اكبر الفظائع التي يندى لها جبين الإنسانية, هروب مع ضمان بقاء تلك الجبهة متفجرة لعشرات السنين,لتغرق في أتون حرب طائفية وعرقية اشد ضراوة كفيلة بان تحصد عشرات ملايين البشر دون غالب أو مغلوب.

وبالنظر إلى تزايد ضغوط المؤسسات السياسية الأمريكية والرأي العام المتصاعد للضغط على إدارة بوش,لاتخاذ قرار الانسحاب من العراق, وبالمقابل توجهات الكونجرس ونصائح أجهزة الاستخبارات الأمريكية للمستوى السياسي, بعدم جدوى شن الحرب المباشرة على إيران, في ظل هذه الظروف الإقليمية المتفجرة, والمعطيات العسكرية الميدانية, والمناخات الدولية المنقسمة على نفسها, وفي مجملها غير مؤيدة, وغير متحفزة, للخيار العسكري على ضوء التجربة العراقية مع فارق كل المعطيات, وذلك لثني طهران عن برنامجها النووي الذي بات وشيك الاكتمال, لذا بات من المتوقع الهروب للأمام , وتوجيه ضربات قاسمة لأذرع المناورة الإقليمية الإيرانية, وتحديدا في المنطقة العربية, وللمراقب أن يتابع التحركات الأمريكية الصهيونية, سياسيا وعسكريا تمهيدا لهذا التوجه, وتسليط الضوء على الجبهات الثلاث التي باتت في دائرة الاستهداف المعلن لضربة شاملة وواحدة((الجبهة السورية"الجولان" , الجبهة اللبنانية"حزب الله" في الجنوب , الجبهة الفلسطينية " حماس" في قطاع غزة )).

ولا يخفى على احد صوت طبول الحرب التي تقرع, وبدء العد التنازلي وصولا إلى نقطة الصفر على جبهة الجولان السورية, والعمل ليل نهار على قدم وساق ,لتعزيز المواقع الدفاعية المتقدمة, واستنفار القواعد العسكرية,بدء من منصات الصواريخ وحتى تجهيز الثكنات التكتيكية للجيوش, ومن الجدير ذكره وحسب القانون الدولي إن حالة الحرب قد أعلنت فعلا من الجانب السوري لتحرير الجولان المحتل, والأمور تسير صوب نقطة النهاية, حيث توافق الخطاب السياسي مع التحركات العسكرية, وقد بات الخطاب السوري المعلن يتجاوز الشعار المعهود,من الإستراتيجية الدفاعية والردع إلى خطاب محموم يلوح بإستراتيجية التحرير العسكري للجولان المحتل,يأتي هذا بمحاذاة الضغوطات الغربية على النظام السوري من الجبهة اللبنانية وما يخطط للنظام السوري من مؤامرات بدء بالمحكمة الدولية التي خصصت لاستهداف سيادتها وثوابتها السياسية من اجل تسويات تخضع للفقه الاستعماري الصهيو_أمريكي وذلك بدعم لبناني من قبل نظام 14 آذار بغير حدود, ولعل أخر تلك التهديدات السورية العلنية,فتح جبهة الجولان عمليا لنشاطات المقاومة السورية على نهج حرب العصابات,كما حدث على الجبهة اللبنانية,ولن يتأتى ذلك الخطاب الذي يواكبه عمل عسكري ميداني , ويتوقع أن يكون له مصداقية التهديد,إلا باكتمال التنسيق الاستراتيجي الإيراني السوري.

الجبهة السورية

وتتوالى الأخبار يوميا, بان سوريا والتي تخضع للضغط والابتزاز السياسي,أنها عقدت العزم على التحرير, وتعزز تجهيزاتها الهجومية, وربما الأخبار التي تناقلت زيارة الرئيس السوري وكبار مستشاريه السياسيين والعسكريين إلى الجبهة يدفع بهذا الاتجاه الذي قد تكون دمشق دفعت إليه مضطرة لتحويل المسار بمناورة مكتملة وجادة في ظل الظرف السياسي والعسكري المتردي للكيان الإسرائيلي, كي تنتزع تسوية غير منقوصة للجولان, وتتفادى خطوات التدخل الدولي المتعمد في الشأن السوري الداخلي, وربما يكرس هذا التوجه قبول التحدي من الطرف الأخر كمنقذ له من الانهيار السياسي والعسكري الذي ضرب مؤسساته بعد حرب تموز.
هذا على مستوى الجبهة السورية, في حين إننا نجد في الجانب الأخر للاحتلال الإسرائيلي تجهيزات وتحركات إضافية, يخال للبعض أنها اقل اندفاعا مع إغفال الجاهزية والاستعداد المسبق, وان الخطاب السياسي الصهيوني يظهر انه يتناسب مع التحركات البطيئة ظاهريا, وقد اكتفى الخطاب بتطمين"العدو" دمشق أن التعزيزات والاستعدادات الصهيونية ليست سوى استعدادات دفاعية,أي أن رسالة التطمين تفيد بان الكيان الإسرائيلي لن يكون بادئ بالعدوان, وربما هذا التضليل والمكر التاريخي يرضي الكبرياء السوري, وعليه تكون المفاجئة التي تعتبر من أهم استراتيجيات كسب المعركة في تاريخ الحروب العربية الصهيونية.
وهنا يخال لأصحاب الحسابات الخاطئة, أن الكيان الإسرائيلي المسالم سينتظر الضربة الأولى من سوريا, وهذه نظرة الخطيئة السياسية قبل العسكرية, وربما يعزز هذه النظرة القاصرة تلك النداءات السياسية الصهيونية الخبيثة, بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى مفاوضات مباشرة, والادعاء الأكثر خطيئة باستعداد الكيان الإسرائيلي وقناعته بالتخلي عن هضبة الجولان الإستراتيجية, وذلك ضمن تسوية سياسية في هذه الظروف الصهيونية الأكثر ضعفا,حسب مايروق للبعض أن يوصفها سياسيا وعسكريا بعد منعطف حرب أيلول,التي كسبها حزب الله بجدارة.

لكن على أصحاب النظرة الثاقبة أن لايتسرعوا بالجزم, ويربطوا التحركات السياسية بالتحركات العسكرية في المنطقة العربية, حيث كثافة اللقاءات العربية الصهيونية, والعربية العربية, والعربية الأمريكية, والأمريكية الصهيونية, وكذلك تحركات قطع الأساطيل الحربية الغربية من والى منطقة الخليج خاصة, والذي يعتقد البعض أنها من اجل توجيه ضربة مباشرة إلى طهران, في حين إن مهمتها ستتراوح مابين تامين الانسحاب من العراق, وكذلك قطع الطريق على الإمدادات والتدخل الإيراني المباشر في المعركة التي اقدرها قاب قوسين أو أدنى إلى الإخراج العملي في جبهة الجولان المحتل.

الجبهة اللبنانية

وفي نفس الوقت حال اندلاع تلك الحرب على الجبهة السورية, حيث أن المخطط سوف يتركز على عزل سوريا وحيدة في الميدان, فمن المتوقع إن لم يكن من المؤكد تحرك قوات حزب الله لتدخل المعركة, وذلك بضرب عمق الكيان الإسرائيلي, وفتح جبهة خلفية,لإرباك قوات العدو وإضعاف تحفزها واندفاعها بغزو دمشق, وهنا يكون التقدير الثاني الخاطئ فقد يكون تم الإعداد لمواجهة هذا التطور مسبقا بل هو كذلك من حيث إضعاف هذه الجبهة الداعمة, لان قوات حزب الله ستكون بين فكي كماشة على الأرض اللبنانية, القوات الحربية الدولية المدعومة بقطع بحرية دولية من جهة, والجيش اللبناني بقيادة السنيوره وحلفاءه السياسيين من جهة أخرى, في مواجهة شرسة مع حزب الله كي يثبتوا أن المعركة ليست لبنانية صهيونية ولاهي عربية شاملة إسرائيلية, قوات اليونفيل التي أعدت لمثل هذا خيار ستتحرك بدعم دولي تحت مضلة الأمم المتحدة بحجة حماية القرارات والمواثيق الدولية, ومع هذا لن يتورع وسط هذا المعمعان الطيران الحربي الصهيوني, عن توجيه ضربات قاسية ومدمرة لمواقع حزب الله وقواته, والتي قد تكون دخلت المعركة على جبهتين داخل الحدود اللبنانية.

الجبهة الفلسطينية

أما على مستوى الجبهة الفلسطينية,ربما للمراقب الفذ المتجرد, أن يعي بان المناورات الحدودية على طول وعرض الشريط الحدودي, من رفح جنوبا, وحتى بيت حانون شمالا, وما بينهما من امتدادات حدودية للشرق في خانيونس, والوسطى, وشرق غزة, فان تلك المناورات المكثفة والمتصاعدة, هي مقدمة لاستدراج كل قوى المقاومة بكل حجم وأنواع عتادها العسكري,إلى تلك الجبهة كي تستنزف طاقتها, قبل الانتقال إلى خطوة التقدم, وتعزز تلك الحدود يوميا بمزيد من القوات والآليات الحربية استعدادا لاجتياح الخطوة خطوة الحدودي, من الجنوب إلى الشمال, ومن الشمال إلى الجنوب بخطة "فكي الملزمة" , وكذلك من الشرق إلى الغرب ,لندخل في حاوية مساح المعصرة, يسبق هذا المسح والعصر قصف مدفعي مكثف, ويقابله بالاتجاه الغربي عدة قطع حربية تقصف الحدود الساحلية وتستدرج مزيدا من قوى المقاومة الفلسطينية التي ستهرع إلى تلك الجبهة الساحلية لصد أي محاولات إنزال مرتقبة, وفي وسط هذه الدوامة والمعصرة الحدودية وانكشاف المقاومة بالكامل, تأتي الجراحة الدموية الجوية, حيث ستكثف المقاومة الفلسطينية خاصة التي تصنف أنها مدعومة من سوريا وإيران, هجماتها الصاروخية للقرى والبلدات والمواقع والمغتصبات لصهيونية, اسديروت والمجدل والنقب , وربما لأبعد من ذلك حسب ما ينتظر من مفاجئات آن أوانها, وهنا وفي ظل معترك الدوامة والمعصرة الصهيونية الالتفافية, فان سقف غزة الصغير والمكشوف, سوف يشهد غارات حربية جوية, وضربات مركزة وعشوائية إجرامية, لم يعهدها قطاع غزة منذ عدوان 1967, من المتوقع أن تكون ضربات مكثفة ومتلاحقة نازية بلا رحمة,لان المعركة العسكرية وأهدافها السياسية الشيطانية أمريكية صهيونية مصيرية,وأهدافها تتجاوز إزالة آثار الهزيمة العسكرية في العراق ولبنان, بل لها من الأهداف السياسية الإستراتيجية اللاحقة ما سيجعلها, لاتحتمل وقت الاستنزاف, ولا تكتيك الهزائم الميدانية الجزئية.

هذا السيناريو الذي من المحتمل أن يكون قيد التدارس في أروقة البنتاجون الأمريكي, ودهاليز وزارة الحرب والاستخبارات الصهيونية, ولها من الأهداف السياسية الإستراتيجية اقل مايمكن اختزاله في كلمات فيكمن في تجهيز ثلاثة أنظمة موالية وتسير في ركب مشروع التسوية حسب الرؤيا الأمريكية أولا وحسب سقف التنازلات الضئيلة الإسرائيلية, والمتوقع أن يتم الإطاحة بالنظام السوري وتنصيب النظام البديل من داخل وخرج سوريا, والذي يتم إعداده في لندن بريادة"خدام" والمعارضة السورية هناك, وفي فلسطين دعم النظام الذي من المتوقع أن يوقع بعد انجاز هذا السيناريو على مشروع التسوية القادم, وفي لبنان دعم لامحدود لجماعة 14 آذار وثلاثي (السنيورة, جنبلاط, جعجع) والتخلص من القوة العسكرية المتعاظمة لحزب الله وفتح الطريق أمامهم للمشاركة في المشروع السياسي الشرق أوسطي, فقد بات هذا السيناريو على الأبواب رغم مايشاع من أجواء السلام المحموم في منطقة الشرق الأوسط, وهذا العدوان حسب ما تستنتجه أو ربما توصي به بعض مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والعسكرية الدولية والصهيونية, بأنه ضرورة ملحة يكون نتيجته فرض سلام موهوم بشروط صهيو_أمريكية, مدعومة عربيا ودوليا.

أما على مستوى الدول العربية الأخرى أثناء تلك المعركة المرتقبة, فسوف يتم استنفار الجبهة الخليجية بالكامل, خشية أي عدوان إيراني, وهذا بحد ذاته مستبعد في وقتنا الراهن, وأكثر استبعادا طالما أن الهدف المباشر ليس إيران, ورغم أن الهدف هو حليف إيراني فنجد انه يواكب هذا الاندفاع صوب الهدف الثلاثي, سلوك أكثر ليونة في التعامل مع القضايا الإيرانية الخلافية, وهي اقرب إلى دبلوماسية الاحتواء منها إلى سياسة الصدام, ناهيك عن توجه إيران بهجمتها السياسية الدبلوماسية لغزو الخليج بسلاح التطمينات وضمانات سلمية تثبت انه لا أطماع لإيران في دولهم وثرواتهم وممالكهم كما يسوق الغرب لتكريس التخوف وتنمية العداء في الخليج,أما باقي الدول العربية خاصة دول التماس مع الكيان الإسرائيلي,فستحرص على استقرار جبهاتها الداخلية, ولن تئول أي جهد لقمع أي تمرد يخرج عن نطاق الاحتجاج الشكلي الإعلامي, وستبقى تلك الأنظمة السياسية قلقة في انتظار نتائج تلك المعركة الثلاثية الحاسمة, والتي يتوقع بعد هدوء العاصفة أن يكون لها دور سياسي في الوساطة, والدعوة العاجلة بعد استصدار قرارات من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار, بالدعوة لمؤتمر سلام دولي عاجل, من اجل حل شامل وعادل للصراع العربي_الإسرائيلي المنتهي منذ 1979, وللصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يعتقد بان الطرف الفلسطيني سيكون على أعلى درجات الاستعداد لقبول حلول التسوية السياسية .

فالمعركة قادمة لامحالة, والجبهة السورية بحاجة إلى معجزة سياسية للإفلات من المخطط العدائي, أو ربما تكون بحاجة إلى معجزة ربانية من اجل تحقيق تقدم عسكري على جبهة الجولان, فإذا ماتم السيطرة على خطوط المد اللوجستي الإيراني, وتم إشغال حزب الله بمعركة دموية داخلية ضارية تستهدف قوته العسكرية قبل استهداف سوريا,وإذا ماتم احتلال قطاع غزة تحت وابل من القصف الجوي المركز والعشوائي, والزحف بإستراتيجية"فكي الملزمة الشمالية والجنوبية, والمسطرة المساحة صوب الشرق والغرب, ومن ثم حوض المعصرة , ودفع المقاومة الشرسة كي تختلط في أخر معاقلها بالمخيمات, ومن ثم يتقلص لديها إمكانية المناورة, خشية ضرب التجمعات السكنية, التي لن تتورع قوات الاحتلال المندفعة عن فعله, مما قد يدفع المقاومة إلى شبه التلاشي, من اجل انطلاقة جديدة بعد زوال الاحتلال" , هذا مع ضمان الصمت العربي المعهود, وهنا ربما تضطر سوريا إلى محاولة نقل المعركة تخفيفا عن جبهتها الأمامية المتداعية,بسبب قطع خطوط الإمدادات الخارجية, وإسكات جبهات الدعم الأخرى التي من المفترض أن تعمل في الخطوط الخلفية للجبهة الصهيونية, فتضطر إلى قصف عمق الكيان الإسرائيلي بالصواريخ, وهنا لايستطيع احد التنبؤ بغير إطلاق يد الطيران الحربي الصهيوني, ليدك قلب دمشق بضربات تنسف عاليها واطيها, على اثر الدمار الهائل الذي ستحدثه الصواريخ السورية وسط العمق الصهيوني, وتحدث الكارثة, ويبقى الحسم حينها للقرار السياسي,إما المكابرة والاستمرار بروح عاطفية تنال تصفيق وهتاف الجماهير العربية العريضة, وبالتالي تكون هناك خطورة كبيرة على احتلال مزيدا من الأراضي السورية, وربما الوصول إلى دمشق, أو تزداد وتيرة الضغط السياسي الدولي في نهاة المعركة,كاحتجاج على معركة غير متكافئة, بسبب التدخل الأمريكي المباشر والدعم اللامحدود, وبالتالي تستجيب سوريا لشروط وقف إطلاق النار على الإحداثيات وخطوط الهدنة الجديدة, وما دون ذلك إما استسلام على الجبهة السورية, وإما تحرير للجولان بمفاجآت وحسبة نصر حزب الله, ويتوقع من هذا الاحتمال قبول الكيان الإسرائيلي بانسحاب جزئي مما تبقى من الجولان المحتل, وهنا لا اعتقد في ظل التفرد الأمريكي _الصهيوني, وصمت المقابر العربي, وإسكات الجبهتين اللبنانية والفلسطينية, إن المحللين السياسيين, ولا المراقبين , والخبراء الاستراتيجيين العسكريين, يستطيعوا مناقشة فرضية استسلام الكيان الصهيوني, لان الهزيمة في هذه المعركة بالذات, هي بداية النهاية الحقيقية للكيان الإسرائيلي المسخ, وللمشروع السياسي الأمريكي.

وبالتالي إذا ما حققت هذه الحرب الضارية أهدافها المرجوة, فهذا يعني انه تم السيطرة بالمطلق على الجبهات الثلاث المقاومة, وهي الأذرع الرئيسية المناورة لحساب إيران, وهذا بحد ذاته يقلل من المقدرة الإيرانية على المناورة الخارجية بعيدا عن الساحة العراقية, التي من المتوقع أن تنسحب منها القوات الأمريكية وحلفائها قريبا, لتغرق بها إيران في اكبر معترك "سني , شيعي , كردي" ومن ثم يتم التعامل مع الملف النووي الإيراني مثل الملف النووي لكوريا الشمالية, وفق معطيات إقليمية ودولية جديدة.

وإنني إذ أركز هنا على جبهتنا الفلسطينية المستهدفة حتما, سواء بسيناريو الحرب المرتقبة أو دونها, لأقدم نصيحتي الثالثة لحركة حماس, على اعتبار أنها حركة مقاومة فلسطينية صرفة, وحزب سياسي فلسطيني صرف, بان يفوتوا الفرصة على مخططي الشراك المعهودة, وألا يقعوا في الشرك الثالث الأكثر تعقيدا والأقل حظا من الاستهداف التصفوي, فقد وقعوا في الشرك الأول باسم الديمقراطية, واستدرجوا للوقوع في الشرك العسكري الثاني باسم حماية الشرعية نتاج الديمقراطية, والآن يتم صياغة الشرك الثالث سياسيا إن لم يكن عسكريا, وبعناية فائقة, بعد إحكام الخناق على غزة وعزلها, وإظهار حماس بعد الانقلاب والسيطرة العسكرية على غزة, على أنها قوة غزو , والحقيقة أن مخطط الشراك سيصبغها سياسيا كقوة احتلال لصالح طرف إقليمي ثالث, وعليه تنفذ الخطوة الثالثة حيث انه من المقرر إعلان دولة فلسطين على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة, لكن التطبيق سيكون في الضفة الغربية ,على اعتبار انه ضمن المخطط السياسي في حال استباق سيناريو الحرب,أن حماس وقواتها تحول دون تطبيق سيادة الدولة الفلسطينية على قطاع غزة, فتعلن الكونفدرالية مع الأردن, لحين الشروع بمخطط تحرير القطاع, وربما في هذه الفترة حسب الشرك الثالث يتم القبول مؤقتا بوصاية عربية, تحمل حركة حماس مسئولية تاريخية لعزل غزة واستبعادها من الحلول السياسية, في حين إن الحقيقة قد تكمن في أن المخطط يهدف إلى استثمار نتائج الشرك الأول والشرك الثاني, وان الحوار وعودة القطاع في هذا التوقيت ليس مطلبا حقيقيا كي لايعيق تلك التسوية الشبه جاهزة, فهل استخلصت حركة حماس العبر من تلك الشراك السابقة, وتنفض يدها من غزة وتصحو من نشوة النصر الذي يحوله الآخرون إلى جحيم ينتظر مستقبل قطاع غزة المجهول...قبل فوات الأوان, فغزة عبء أكثر مما هي انجاز ومكسب سياسي,, هل يعقلون؟؟؟!!!

وفي المحصلة أقول إن لم تكن هذه المقالة عبارة عن خارطة للسيناريو القادم فإنني لا اشك بالمطلق بان أجزاء من المخطط يكمن بين سطورها.

والله من وراء القصد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون
- هاني الحسن في ذمة الجزيرة
- لا أهلا ولا سهلا بالمجرم توني بلير
- قمة شرم الشيخ بين التقليدية والاختراق
- ** سؤال حماس لدعوى اغتيال عباس **
- متى ياغزة الإجابة ؟؟؟
- المقاومة,, ماضي,,, حاضر ,,, مستقبل ؟؟؟
- الدوامة والمخرج
- الرهان الخاسر والفاتورة الباهظة
- بيوت الرحمن حِصن أمان لا وكر إجرام
- زمام المبادرة الإستراتيجية
- غزة في المزاد العلني قريبا
- د.عزمي بشارة الى أين ؟؟؟
- الشيطان يكمن في التفاصيل
- تهديد (( يهود أولمرت )) على مَحمَل الجَد
- دولة الرؤساء ((لا لمجزرة نهر البارد ))ا
- العين الساهرة ((عظيمة يامصر))ا


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات