أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بولس رمزي - ثقافة بول البعير ورضاع الكبير في القرن الواحد والعشرين















المزيد.....

ثقافة بول البعير ورضاع الكبير في القرن الواحد والعشرين


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد انحدر المستوي الثقافي في الحضاره العربيه الي ادني مستوياته مع بدايه الالفيه الثالثه مما تسبب في اتساع الفجوه الحضاريه بين مجتمعاتنا العربيه والمجتمعات الغربيه ففي الوقت الذي يبحث فيه العالم عن حل علمي لظاهرة الاحتباس الحرار الذي تتعرض له لبكره الارضيه وما سوف يسببه من كوارث طبيعيه سوف تؤدي حتما لاختفاء لاختفاء مناطق كثيره من علي خريطة اليابسه وتلتهمها المحيطات بسبب ذوبان الجبال الثليجيه كنتيجة لتغير المناخ علي الارض الا وأن مجتمعاتنا العربيه في واد آخر كأنهم يعيشون في كوكب اخر فنجد الثقافه السائده هي الطريق الي الجنه الموعوده هذا ليس علي المستوي الاسلامي فقط ولكن المسيحي ايضا فهي ثقافة مجتمع وليست لاتباع دين بعينه فنجد ان الثقافه السائده تتبلور في مجموعه من النقاط لابد لنا هنا وان نناقشها في مجموعه من النقاط علي النحو التالي:

اولا : البحث عن الجنه:

نظرا لفقدان المجتمعات العربيه الامل في الحصول علي الرفاهيه التي تنعم بها المجتمعات الغربيه فقد اتجهت الشعوب العربيه الي البحث عن الرفاهيه المنشوده في العالم الاخر فقد استخدم الحكام رجالات الدين في الهاء الشعوب عن المطالبه بحقوقهم في العيش الكريم في انتظار الجنه الموعوده حيث الاستمتاع ببنات الحور وانهار الخمر واللبن والعسل هذا بالتبعيه جعل الشباب يتعجلون في الحصول علي هذه الرفاهيه التي يتفتقدونها في حياتهم الجافه والمتعثره والخاليه من أي امل في حياه مستقبليه افضل وان اقصر طريق لهم في الحصول علي جنتهم الموعوده هو الاستشهاد في سبيل نصرة الله ورسوله ففي الشهاده مفتاح الجنه الموعوده وما سوف ينعم به من استمتاعا ابديا يفوق اي متعا ارضيه مؤقته زائله وهنا نجد ازدياد العمليات الاستشهاديه في كل بقاع الارض مع تزايد اعداد الباحثين عن الجنه والراغبين في التخلص من هذه الحياه البائسه اليائسه

ثانيا مملكتي ليست من هذا العالم

نجد في المقابل وعلي الطرف الاخر المسيحي مقولة السيد المسيح "مملكتي ليست من هذا العالم" لان الاعتقاد المسيحي ان المسيحيين سوف يعيشون في مملكة المسيح السمائيه ومملكتهم ليست في هذا العالم وهذا ايضا زرع فيهم الاستكانه والاستسلام لما يعانوه من حياه تعيسه واضطهاد فانهم يعانون مرتين مره من ظلم الحاكم لهم كونهم كمواطنين مثلهم مثل اقرانهم من المسلمين ويعانون مره اخري من ظلم المجتمعات الاسلاميه لهم وتكفيرهم واهدار دماؤهم واباحة هتك اعراضهم وسلب اموالهم وممتلكاتهم وحرق مقدساتهم واماكن عباداتهم في انتظار مملكة المسيح والانتقال الي هذه المملكه وترك الارض للارضيين والانطواء بعيدا عن الحياه العامه بشكل سلبي وتناسوا قول السيد المسيح اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله اي ان انتظار مملكة السيد المسيح السمائيه لاتعني الجمود الخنوع لكن لابد من التعامل مع المجتمع المحيط بنا والتعامل مع قيصر بغض النظر عن ديانته فلابد من مواجهته والتعامل معه واعطاؤه حقه وان ننتزع منه حقوقونا ولايجب ان نكون سلبيين

ثالثا – ثقافة بول البعير ورضاع الكبير

باسم الدين نجح الكثير من مستخدمي عباءة الدين من تحقيق مكاسب ماديه ومعنويه وسلطويه في مجتمعاتنا العربيه لانه لايمكن لاي انسان ان يرفع صوته معارضا في وجه اصحاب التوجهات الدينيه سواء كانوا اصحاب هذه التوجهات اسلاميين او غير ذلك لانهم سوف يواجهون بدعاوي تكفيريه تصل الي اهدار دماؤهم او حرمانهم من الاسرار المقدسه كما حدث عندما اصدر قداسة البابا شنوده توجيهاته بحرمان اي ارثوزوكسي يقوم بزيارة الاماكن المقدسه المسيحيه من الاسرار الارثوزوكسيه المقدسه وهنا نجد ارتداد المجتمعات العربيه مئات السنين الي الوراء فنجد الثقافه السائده في مجتمعاتنا الارتداد عن العلم الحديث والتوجه الي التخلف من خلال المشاهدات التاليه:

أ – نري الاعلانات تملئ الصحف والشوارع في مصر عن العلاج السحري لمرض التهاب الكبد الوبائي فيروس سي عن طريق شرب بول البعير وسعر بول البعير في مصر وصل الي ثلاثة دولارات امريكيه للتر الواحد

ب – علي شاشات التلفزيون نجد حمله اعلانيه مكثفه عن عبوات سوبر برو التي يروجون لها انها سوف تقضي علي العقم في الرجال والنساء باذن الله تعالي خلال واحد وعشرون يوما وقد وصل سعر العبوه خمسه وعشرون دولارا

ج – اعلانات عن نوع من العسل يقوم بشفاء مرضي السكري تماما من هذا المرض باذن الله تعالي وصل سعر ربع كيلو العسل الي خمسه وعشرون دولارا ايضا

كل هذا يحدث في غياب النقابات الطبيه التي لايمكن لها ان تواجه هذا التخلف باسم الدين باصدار نشرات طبيه توضح عدم جدوي هذه المواد المعلن عنها ومخالفتها للعلم الحديث والنتائج العكسيه التي يتعرض لها المريض كنتيجه لاستخدلم هذه المواد وتجريم تداولها كل هذا سببه عدم قدرة النقابات الطبيه في مواجهة هذا التيار السلفي الذي يكفر كل من يخالفهم الراي ويهدر دمه غاضافة الي سيطرة اصحاب هذا التيار علي النقابات المهنيه سواء كانت نقابة الاطباء او نقابة الصيادله اضف ذلك الي المنفعه التي يحصل عليها القائمين علي هذه النقابات في مقابل صمتهم عن كل هذا
د – فوضي الفتاوي نجد من يفتي بارضاع الزميل في العمل ومن يفتي بزواج المسيار والمسفار والعرفي ومن يفتي بان مدة الحمل تصل الي اربعة سنوات كل هذا في غياب النصوص القانونيه والنظريات العلميه واصبح رجل الدين متخصصا في الامور الطبيه والاجتماعيه والاقتصاد والاستراتيجيات السياسيه والعسكريه ودائما رأي رجال الدين في هذه الامور هو الصائب واراء اصحاب هذه التخصصات هي اراء علمانيه كافره تهاجم هي واصحابها بشراسه تصل الي تكفيرهم واهدار دماؤهم

اخيرا

الي متي تظل هذه الفوضي الناتجه عن غياب اصحاب النظريات العلميه وظهور رجالات الدين بديلا لهم في شتي النواحي الحياتيه الامر الذي به وصلنا الي مؤخرة قائمة دول العالم المتخلفه كيف لدوله انجبت نجيب محفوظ واحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب و فاروق الباز وغيرهم من العلماء البارزين تصل الي هذا التردي لابد من تحكيم العقل في امورنا الحياتيه واعطاء اصحاب العلم فرصتهم في العطاء في تخصصاتهم وذلك لرقي المجتمع ورفاهيته واعادة فرض القانون المدني المعطل بفعل هؤلاء المتشنجين الذين اعادونا الي الوراء مئات السنين الذين واهدروا قدسية القانون بفتاوي لاتتناسب مع هذا العصر هنا لابد لي وانا اتسائل ما موقف القانون اذا ضبط احدي الموظفات في احد دولوين الدوله تخرج ثديها وتضعه بين يدي وفي فم زميلها في العمل تطبيقا للفتاوي المتداوله فان ذلك في احكام القانون المدني فعل فاضح يستوجب محاكمة اصحابه وفصلهم عن العمل ولكن من وجهة النظر الدينيه فانه عمل واجب ديني ايهما يتم تطبيقه هل القانون المدني ام الفتوي الشرعيه ؟ وهنا لنا ان نقول ان القانون المدني اكثر حماية للقيم الخلقيه من هذه الفتوي الشرعيه هناك ايضا من افتي بان الخادمه تعتبر من ملكات اليمين ولمخدومها الحق في الاستمتاع بها اما من وجهة نظر القانون المدني فان هذه العلاقه تعتبر زنا ولابد من محاكمة مرتكبيها ! ايهما نطبق القوانين العلمانيه ام هذه الفتاوي الشرعيه لابد لنا وان نعود الي صوابنا وان نعترف ان التشريعات التي كانت تفرض علي مجتمعات منذ اكثر من الف واربعمائة عاما لايمكن لها ان تطبق في القرن الواحد والعشرون لابد من اعادة النظر نحو قانون علماني يحترم مبادئ الشرائع السماويه وان يتفرغ الساده رجال الدين الي الدعوه بالكلمه والموعظه الحسنه داخل مساجدهم وكنائسهم دون ان يدسوا انوفهم في الامور الحياتيه القانونيه والسياسيه والعسكريه يجب علي رجال الدين البعد عن تكفير كل من يخالفهم الراي وترك مسالة الايمان والتكفير لله وحده هو العالم ببواطن الامور وهو الوحيد الذي يحاسب البشر عن الايمان او الكفر به ان الله ليس ضعيفا يحتاج لمن ينصره ويدافع عنه بل بالعكس نحن الذين نحتاج الي قوة الله التي تساندنا وتساعدنا علي التقدم والابتكار من اجل تقدم ورفاهية شعوبنا فان نصرة الله تكمن في تقدم الدول وليس تخلفها لكي ادعو الي دين معين لابد وان اكون في وضع افضل من الذي ادعوه الي هذا الدين لايمكن ان ادعو انسان الي ديني وانا في صوره متخلفه فلايمكن ان اكون مقنعا وانا في هذه الصوره المترديه والمتخلفه امام العالم اجمع نحن نحتاج لان نغير صورتنا امام انفسنا والمجتمع الدولي لكي نكون مقنعين ومؤثرين لكننا الان نحن في صوره مترديه متخلفه تدعو الي السخريه لابد من تغيير مفهوم نصرة الله والدين من استخدام الاحزمه الناسفه وقطع رقاب البشر الي نصرته بالعمل والابتكار والتقدم الي الامام ولابد من الفصل بين الدين والدوله في جميع مناحي الحياه حتي نتحول الي مجتمعات منتجه تساهم في رقي وتقدم العالم وليس في تخلف وانهيار العالم

بولس رمزي



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الدوله الاسلاميه بين السنه والشيعه
- الاسلام هو الحل
- العلمانيه هي الحل
- تجربتي مع المنظمات القبطيه
- انكشف القناع وظهر الوجه القبيح
- حقوق الاقليات في الاتفاقات والمواثيق الدوليه


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بولس رمزي - ثقافة بول البعير ورضاع الكبير في القرن الواحد والعشرين