أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس لكريني - حوار مع الباحث إدريس لكريني حول تنامي ظاهرة الاحتجاجات في المغرب














المزيد.....

حوار مع الباحث إدريس لكريني حول تنامي ظاهرة الاحتجاجات في المغرب


إدريس لكريني
كاتب وباحث جامعي

(Driss Lagrini)


الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:11
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجرى الحوار: إدريس النجار

كثرت الاحتجاجات لغياب قنوات التواصل العام

س- ما هي أسباب ارتفاع وثيرة الاحتجاجات أمام قبة البرلمان؟

ج- شهد المغرب في السنوات القليلة الأخيرة تزايدا ملحوظا في عدد الوقفات الاحتجاجية(حسب وزارة الداخلية نفسها منذ مدة، بلغ معدل هذه الاحتجاجات أكثر من وقفتين اثنتين كل يوم)، وإذا كان البعض ينظر إلى هذا الأمر من زاوية كونه مؤشرا يعبر عن تزايد هامش الحريات والتعبير في البلاد، فأعتقد أن هناك زوايا أخرى يمكن أن نقرأ من خلالها هذا الأمر، فهي من جهة؛ تعبير عن تفاقم المعضلة الاجتماعية التي أفرزت مزيدا من الإكراهات والتناقضات في أوساط المجتمع المغربي وبخاصة الشباب منه، وتعبير أيضا في جانب مهم منها أيضا عن ضعف القنوات الوسيطة وارتباكها في مجال تمثيل المواطنين وامتصاص غضبهم، فالأحزاب السياسية في غالبيتها تعيش أزمة بفعل حضورها الباهت في حياة المجتمع، بعدما تحولت من مؤسسات للتأطير السياسي والتنشئة الاجتماعية وبلورة المطالب؛ إلى قنوات انتخابية مغلقة تنتج نخبا لا تستحضر سوى مصالحها وتبرر الخطابات الرائجة؛ مما أسهم في تكريس عدم الثقة في هذه المؤسسات وأدى إلى تنامي العزوف السياسي..؛ فيما أصاب الركود والجمود العمل النقابي؛ فرغم بروز محطات اجتماعية صعبة؛ بدا المشهد النقابي مشتتا تتحكم فيه الاعتبارات السياسية الضيقة أكثر منها المصالح الاجتماعية للمواطن؛ مما أتاح لبعض الجمعيات تبني مواقف اجتماعية تدخل ضمن خانة اهتمامات العمل النقابي(تنسيقية مناهضة ارتفاع الأسعار)؛ أما المجتمع المدني الذي مافتئت العديد من قنواته تشتغل بجدية على مختلف الواجهات؛ فهو يصطدم بواقع صعب تفرضه قلة الإمكانيات المادية وبعض الإكراهات السياسية والقانونية الأخرى..

س- لماذا أخذت مظاهر الاحتجاج أشكالا جديدة مع ازدياد ضراوة المواجهة مع السلط؟

ج- فيما يتعلق بتطور أشكال هذا الاحتجاج ليأخذ مظاهر شاذة وغريبة وقاسية.. في بعض الأحيان، فهذا أمر ينطوي على عدة أسباب تبدو موضوعية في ظل الإكراهات الاجتماعية المتزايدة، فقد أضحى الاحتجاج أمر معهودا وعاديا، إلى درجة أن صانعي القرار في السلطتين التشريعية والتنفيذية أصبحوا يعتبرونه طقسا يوميا مألوفا، وبما أن المفروض في الاحتجاج هو إثارة قضايا أو رسائل ومطالب معينة، فأهميتها لا تكمن في حدوثها بشكل متكرر- كما يظن البعض-؛ بقدر ما تكمن في الأهداف التي تحققها للمعنيين بها، وضمن هذا السياق لوحظ أن العديد من المسؤولين يتحدثون في الآونة الأخيرة على أنه أصبح بإمكان الأفراد التظاهر والاحتجاج بحرية الأمر الذي لم يكن متاحا في السابق، غير أن الموضوعية تقتضي تقييم الاحتجاجات بما تحمله من نتائج طيبة وفعالة على القائمين بها وانعكاسها الإيجابي على أوضاعهم.

ومن هنا فتجاوز التقنيات التقليدية المعهودة ضمن ممارسات العمل النقابي؛ وابتداع أساليب وتقنيات مستحدثة للاحتجاج (تقييد الأطراف بالسلاسل؛ الانتحار من خلال تناول مواد سامة أو بإضرام النار في الذات أو التعرض للشنق، أو الارتماء أمام القطارات، الإضرابات المفتوحة عن الطعام؛ خلع اللباس..) ورفع شعارات غير معهودة من قبيل: "الإنصاف أو الموت" أو "الالتحاق بالأزواج أو الالتحاق بالرفيق الأعلى".. تأتي كمدخل للفت وإثارة الانتباه لمعاناة هذه الفئات الاجتماعية والمهنية كالمعطلين الحاملين للشهادات الجامعية أو العمال والموظفين في قطاعات مختلفة أو المعطلين ذوي الاحتياجات الخاصة؛ أو حتى أسرا أو أفرادا.. وحصد التعاطف مع قضاياها التي ووجهت إما بصمت المسؤولين ولامبالاتهم أو بإجراءات القمع..؛ فالشخص الذي يقدم على مثل هذه الأفعال من المؤكد أنه بلغ درجة عالية من التذمر وفقدان الأمل؛ وبخاصة إذا ما اقترنت مطالبه بغياب حد أدنى من شروط الحياة الكريمة.

ومما يثير الانتباه؛ هو أنه وعوض أن تجد قضايا هؤلاء المحتجين طريقها نحو الحل، فإن العديد من الاحتجاجات تتعرض لتدخلات عنيفة ومهينة تفاقم من الآثار والمعاناة النفسية لهؤلاء.

حقيقة أن العديد الوقفات الاحتجاجية تتم بشكل فجائي تلقائي في الطريق العام؛ وغالبا ما تكون بدون ترخيص قانوني مسبق؛ غير أن المفروض في جهاز الأمن أن يتعامل بإيجابية معها ويسهم في مرورها بشكل سلمي؛ حتى يتمكن المعنيون من بعث رسائلهم وكشف قضاياهم أمام الجهات المسؤولة..

وأعتقد مواجهة هذه الاحتجاجات يبدأ أولا من الوقوف على أسبابها الحقيقية ومعالجتها بشكل فعال؛ وإعادة الاعتبار إلى التنظيمات النقابية والأحزاب.




#إدريس_لكريني (هاشتاغ)       Driss_Lagrini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء علمي في مكناس حول الحق في السلام
- حوار مع الباحث إدريس لكريني حول تطورات قضية الصحراء
- حوار مع إدريس لكريني حول قضايا محلية ودولية
- بيان حول سرقة علمية: جامعيون يمتهنون القرصنة
- أمام الإكراهات الداخلية والإخفاقات الخارجية: أي مستقبل للإمب ...
- لقاء فكري حول الهجرة بكلية الحقوق، مراكش
- حوار مع الباحث إدريس لكريني حول المستجدات المحلية والدولية
- أزمة الدخول الثقافي في المغرب
- العرب وتحديات الداخل والمحيط
- حوار حول الشأن الثقافي بالمغرب
- ندوة: الانتقال الديموقراطي بين حقوق الإنسان ورهان الإصلاحات ...
- التحولات العالمية بعد أحداث 11 شتنبر
- أحداث 11 شتنبر: قراءات في إشكالية الضلوع
- أحداث 11 شتنبر ومعادلات الربح والخسارة في المجتمع الدولي
- تقرير حول ندوة دولية في موضوع: الحركات الإسلامية المشاركة في ...
- التدخل في الممارسات الدولية: بين الحظر القانوني واتلواقع الد ...
- إدارة الأزمات الدولية في عالم متحول: مقاربة للنموذج الأمريكي ...
- الصراع الهندي- الباكستاني في ضوء الحملة الأمريكية لمكافحة ال ...
- إدارة مجلس الأمن للأزمات العربية في التسعينيات: أزمة لوكربي ...
- بعد هزيمة الأقطاب الدولية الكبرى في معركة العراق, هل سيكون م ...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس لكريني - حوار مع الباحث إدريس لكريني حول تنامي ظاهرة الاحتجاجات في المغرب