أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جواد الديوان - ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي















المزيد.....

ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 07:04
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


رائعة مساهمة الدكتور كاظم المقدادي في عرض واقع الطفولة البائس في العراق ونشرها في عدة مواقع الكترونية. واشار لفشل النظام الجديد في العراق بكل رموزه عن تعويض الالم والحرمان الذي عاناه الطفل العراقي ابان حكم صدام ( سوء التغذية وتخلف في التعليم واليتم والحرمان من اللعب ذات المواصفات المتطورة والامراض وغيرها). وركز المقدادي على اليورانيوم المنضب واثره السلبي على صحة الطفل العراقي (السرطان والتشوهات الخلقية)، وتكررت في مقالاته الاخيرة الاشارة الى تاثير اليورانيوم المنضب السلبي. ورغم حساسية الموضوع (استخدام اليورانيوم المنضب)، الا اني وددت ايضاح بعض الجوانب خدمة للعلم واطلاع العامة على بعض الخفايا.
اول من اشار للتاثير السلبي لليورانيوم المنضب، د. عالم يعقوب رحمه الله (اختصاص علم الاوبئة) مع د. عماد السعدون (طبيب اطفال) ود. جنان حسن، ونشروا بحثا عن التشوهات الخلقية في البصرة (تعرضت البصرة لقصف مركز بقذائف اليورانيوم المنضب في حرب 1991، فقد كانت مسرحا للحرب). ومع تسجيلهم نسب مرتفعة من التشوهات الخلقية لعام 1998 (7.75 لكل 1000 ولادة حية) مقارنة بالاعوام الاخرى، واعوام ما قبل الحرب. وفي محاولاتهم للاستنتاج تم تقسيم فترة الدراسة الى 1991 – 1994 حيث كان انتشار التشوهات الخلقية 2.25 لكل 1000 ولادة حية، وكذلك الفترة 1995 – 1998 حيث كانت النسبة للتشوهات الخلقية 4.57 لكل 1000 ولادة حية. وعندها ظهرت زيادة ذات قيمة معنوية في الفترة الثانية عنها في الفترة الاولى، وفسروا تلك الزيادة المعنوية بتاثير اليورانيوم المنضب، دون ان تكون هناك مناقشة علمية لانتشار التشوهات الخلقية في المناطق الاخرى التي شهدت الحرب مثل الكويت او البوسنة وكرواتيا وغيرها حيث تم استخدام اليورانيوم المنضب. ولم تكن هناك مقارنات مع دول العالم الاخرى وخاصة المتقدمة. ورغم ان د. عالم يعقوب رحمه الله مشهود له بالعلمية وباحث ممتاز الا ان البحث في البصرة كان بذلك الشكل، وتم نشره في مجلة جامعة البصرة.
وتبعهم في ذلك د. الشموسي من الديوانية (جنوب العراق) حيث تم نشر بحث حول ازدياد حالات التشوهات الخلقية للجهاز العصبي Neural tube defects والتي يعتقد بان سببها اليورانيوم المنضب. نشر د. الشموسي صورا لحالات من التشوهات للجهاز العصبي، وكانت نسب انتشاره 5.4 لكل 1000 ولادة حية، ونشر البحث في مجلة جامعة القادسية، واعاد د. الشموسي البحث عام 2000 وكانت النتائج متظابقة.
من اهم الاشكالات التي تواجه دراسة البصرة (يعقوب والسعدون وحسن):
أ‌- نسبة الانتشار المنخفضة للتشوهات الخلقية في الفترة ما قبل 1991. والزيادة التي حصلت جعلت من النسبة التي تم تسجيلها عام 1999 – 2000 تقترب من النسب في الدول الغربية في سبيعنات القرن الماضي. فهل تعكس نسبة الانتشار ما قبل الحرب واقعا حقيقيا؟ ثم ان البيئة العراقية كانت نظيفة ومحتفظة بنقائها، وتغيرت التحديات بعد ذلك (الحرب العراقية الايرانية وما صاحبها من قطع للنخيل واستخدام الاسلحة الكيمياوية وتجفيف الاهوار وغيرها).
ب‌- ان تصنيف التشوهات الخلقية في الدراسة لم يتبع التصنيف العالمي والمتبع بالغرب والدول الاخرى. وغياب التفاصيل حول كل تشوه خلقي وتشخيصه يضاعف صعوبات قراءة النتائج لتلك الدراسة والاعتماد عليها (ابتعدت عن الامثلة للتشوهات لكي لا اثقل على القاريء الكريم بتفاصيل علمية جامدة خاصة بالاطباء).
ت‌- لم يتم معالجة اشكالية وجود عدة تشوهات خلقية مع بعض البعض.
ث‌- تفتقد الدراسة لعرض معلومات حول التعرض في فترة ما قبل الحمل وخلال الحمل.
ان تلك المفاصل مهمة في مثل هذه الدراسات، وقد سجلت الدراسة تصاعد في نسب انتشار التشوهات الخلقية لكل سنة بعد 1991 وشملت: تشوهات خلقية بالجهاز العصبي، والتشوهات المتعددة، وتشوهات خلقية في القلب، وشفة الارنب، وتشوهات هيكلية (بدون اطراف، وقد اشار لها المقدادي في مقالاته) وتشوهات خلقية غير محددة.
وفي دراسة الديوانية، كانت اشكالية التصنيف (لم تتبع الدراسة التصنيف العالمي للتشوهات الخلقية) وكذلك اشكالية في تقسيم الفترات الزمنية. لقد كانت حمى اثارة موضوع اليورانيوم المنضب في تلك السنوات! فمثلا في الانبار تابعوا تسجيل التشوهات الخلقية للاعوام 2000 – 2002 لكي يوضح الاساتذة في كلية الطب هناك بان اليورانيوم المنضب يسبب ارتفاعا في النسب في كل العراق! وطلبوا مني في 2005 مراجعة ارقامهم، وكانت الملاحظات لا دليل علمي فيها! وسيتم نشر ذلك البحث في مجلة طبية اوربية قريبا.
ان المشاكل الصحية التي تواجه الاطفال في العراق عديدة! تم اهمالها بشكل كبير (تناولت ذلك سابقا في عراق الغد)، الا ان تحديد المشكلة وتصميم البحث وكتابة البحث للتعبير عن المشكلة اصعب الامور. ولم تتعود المؤسسات العلمية في العراق (التعليمية والخدمية) ذلك، ولهذا وصف وزير الصحة المستقيل (د.علي الشمري) تقارير منظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية من وحي الخيال!. ولابد من طرفة فقد منع الشمري كل نشاطات وزارة الصحة عندما فتشت القوات الامريكية مبنى الوزارة، وكان لدي اجتماع لمناقشة خطة البدء بمسح ميداني للطلبة! فمن تاثر وقتها. لم تتعود الكوادر على البحث العلمي واهمية نشر البحوث لتراكم المعلومة واهمية المناقشات (تناولت ذلك سابقا في عراق الغد). وتركت الانبار فنشرت في مجلة مدونات طب الاطفال الاستوائي/ اكسفورد حول تبديل الدم بين الاطفال حديثي الولادة المصابين باليرقان في غرب العراق. فقد كانت النسبة الاعلى بين دول العالم.
ظاهرة الولادات بدون ايدي او اطراف (phocomelia) وقد برزت في دراسة البصرة (يعقوب والسعدون وحسن)، فلم تسجل حالة في عام 1990، وتم تسجيل اربعة حالات في السنوات 1991 – 1994 وخمسة حالات في السنوات 1995 – 1998 وقفزت الى 32 حالة في الاعوام 1999 – 2000. ليكون الاستنتاج بان اليورانيوم المنضب المسبب الرئيسي لتلك الظاهرة، وهذا التشوه الخلقي نادر الحصول في العالم، وشهد العالم تزايد في نسبة انتشار phomocelia عند استخدام عقار الثاليدومايد (قصة مشهورة( ولم يستخدم بعدها ذلك العقار اطلاقا. وتؤكد الدراسة السابقة ومقالات الدكتور المقدادي مؤخرا في انتشار هذه الظاهرة نقلا عن احد الاطباء وبنسبة انتشار عالية جدا!. ومرة اخرى لم تحدد دراسة البصرة التعرض للمواد الكيمياوية اثناء الحمل.
لقد تعرض العراق اثناء حرب 1991، الى مخلفات حرق ابار النفط في الكويت (تساقطت مواد نفطية مع المطر في بغداد وقتها)، واشار اليها العديد من الدراسات الاجنبية، وتحوي تلك المخلفات هيدروكاربونات اروماتية متعددة Polyaromatic hydrocarbons (PAH)، وهذه مواد مسرطنة (مثبتة علميا) وكذلك تسبب التشوه الخلقي (اشارت العديد من البحوث الحديثة لذلك). ولم تشر دراسة البصرة لهذه المخلفات رغم ان النهار في البصرة ايامها اضحى ليلا. لقد كان لهذه المواد PAH دورا في ارتفاع نسبة انتشار التشوهات الخلقية في البصرة. واعقبت الزيادة في انتشار التشوهات الخلقية الحرب العراقية الايرانية حيث تم استخدام الاسلحة الكيمياوية في جبهات البصرة (الفاو وغيرها) (تم تسجيل عدة حالات وقتها في الفاو وتخلف احد الاطباء المدنيين عن الحضور لمستشفى البصرة الجمهوري وقتها وتعرض لمسائلة فخاف من الاعدام وغادر العراق للان). ومن المعروف ان الاسلحة الكيمياوية تسبب التشوهات الخلقية.
البحوث العلمية اثبت بان نقص حامض الفوليك Folic acid يسبب التشوهات الخلقية وخاصة تشوهات الجهاز العصبي، ومن سياسة الوقاية من تشوهات الجهاز العصبي توزيع حامض الفوليك اسيد للحوامل وهكذا انخفضت نسبة انتشار التشوهات الخلقية للجهاز العصبي في العالم الغربي. ان ارتفاع نسبة انتشار التشوهات الخلقية للجهاز العصبي التي سجلتها دراسة البصرة والديوانية اعقبت حرب 1991 وفرض الحصار على العراق. واعتمد الشعب على السلة الغذائية للحصة! فكانت تجهز الفرد العراقي 1000 سعرة يوميا الى حين ابرام مذكرة التفاهم حول النفط مقابل الغذاء والدواء (ذكرت ذلك العديد من البحوث التي اجراها علماء الغرب ونشروها في العديد من المجلات العلمية الطبية). وكانت الحصة تفتقر الى الفيتامينات ومنها حامض الفوليك، وبذلك يعني ان نتشار تشوهات الجهاز العصبي الخلقية بسبب نقض مادة حامض الفوليك وغيره من الفيتامينات. ولم تشر دراسة البصرة والديوانية للحصار واشكالياته رغم الانتشار الواسع لاثاره السيئة على صحة الطفل العراقي (انتشار سوء التغذية بين الاطفال والولادات بوزن ناقص والولادات المسبقة وغيرها)، ولابد من القول ان العراق البلد الوحيد في العالم الذي يسجل ارتفاع في وفيات الاطفال الرضع منذ 1990 والى الان! وكذلك الاطفال دون الخامسة من العمر. وقد سبق ان نشرت بحثا عن تلك انتشار الولادات بوزن ناقص والولادات المسبقة والعوامل التي تسببها عام 2006 في مجلة طب الاطفال الاستوائي/ لندن.
اثناء توسع عمليات التفتيش باع نظام صدام عددا من بقايا المؤسسات النووية (بقايا حديد stainless steel) في محافظات غير بغداد، واشتراها البعض ليبيع الحديد في ساحة السباع فتحولت تلك البقايا الى معامل لمعجون الطماطم (خزانات تتحمل الحرارة والضغط) ومعامل للالبان وغيرها فانتشر الاشعاع الى الكل بواسطة منتجات المعامل المشار اليها. ولذلك دور في انتشار السرطان (يشير المقدادي لنسب انتشار عالية للسرطان بين الاطفال) وكذلك التشوهات الخلقية. وقد اصاب السرطان الشباب الذي تعامل مع ذلك الحديد وصنعها وفارقوا الحياة بسبب ذلك المرض.
تم انجاز العديد من الدراسات في كرواتيا حول اليورانيوم المنضب وكذلك في المسيسبي حيث التجارب التي تمت هناك لتصنيع السلاح، ودراسات اخرى للمشاركين في حرب 1991 في متابعة الاطفال الذين انجبوهم، وهناك متابعات لجنود شاركوا في حرب الخليج يحملون شظايا في اجسامهم من اليورانيوم المنضب في بريطانيا وامريكا وغيرها من بلدان التحالف، وهناك كم هائل من البحوث العلمية الرصينة ارجو ان اعرضها مستقبلا للقراء، لكي نستطيع ان نحكم بشكل علمي ودقيق حول مشاكلنا ومنها الصحية بدون الاتهامات المسبقة. ومما يحز في النفس ان السياسة غيرت نتائج البحوث التي عرضتها لكم فضاعت فرص على الباحثين، ولا زالت السياسة تلعب دورا فقد ارسل بعض الاطباء (حملة الشهادات العليا) رسائل للبرلمان يطلبون تسميتهم وزراء وبعضهم يقلل الراتب! ولم يقدم اي منهم برنامج من تصوراته حول مشاكل العراق الصحية وتجاوزها.
[email protected]



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة في العراق


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جواد الديوان - ملاحظات حول محنة الطفولة في مقالات الدكتور المقدادي