عن ( النحر والذبح والتذكية / السوأة / معنى الخيانة / عمر ؟ )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7917 - 2024 / 3 / 15 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عن ( النحر والذبح والتذكية / السوأة / معنى الخيانة / عمر ؟ )
السؤال الأول من الاستاذ أبو أسامة يوسف : ( ماهو الفرق بين النحر والتذكيه والذبح في القران الكريم. ؟ )
إجابة السؤال الأول :
أولا : الذبح
1 ـ ذبح الحيوان :
جاء هذا فى القصص القرآنى . قال جل وعلا :
1 / 1 : فى قصة موسى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67) البقرة ) الى قوله جل وعلا : ( قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) البقرة )
1 / 2 : فى قصة ابراهيم : ( قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) الصافات )
1 / 3 : فى قصة سليمان : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) النمل )
وفى التشريع :
فى تحريم الأكل من المذبوح على الأنصاب أى القبور المقدسة قال جل وعلا : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) (3) المائدة )
يأتى الذبح بمعنى القتل .
فى القصص . قال جل وعلا :
فى قصة ابراهيم وولده إسماعيل : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) الصافات )
فى قصة موسى :
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) البقرة ) ( وَإِذْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الأعراف )
التذكية :
هى الذبح الشرعى للحيوان ـ من غير المحرمات ـ جاء هذا فى قوله جل وعلا : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) (3) المائدة ).
النحر
جاء تشريعا خاصا بالنبى محمد عليه السلام إذ أعطاء الله جل وعلا الكوثر ، أى القرآن ـ وأوجب عليه أن ينحر حيوانا صدقة ، وان يصلى لله جل وعلا شكرا : قال له جل وعلا فى خطاب خاص له ومباشر : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) الكوثر )
السؤال الثانى : ما هى السوأة ؟
إجابة السؤال الثانى :
السوأة من السوء ، أى ما يسوء النظر اليه ورؤيته وشمّ رائحته . بهذا فالسوأة تعنى جثة الانسان الذى مات ، ورجعت نفسه للبرزخ الذى أتت منه ، تاركة جسدها جيفة تتحلل بطريقة بشعة ورائحة مقززة . قال جل وعلا عن أول جثة فى تاريخ البشر عندما قتل إبن آدم أخاه :
( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) المائدة ). هنا كان دفن ومواراة أول جثة بشرية . وهذا نوع من تكريم بنى آدم . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الاسراء ).
ليس من تكريم الانسان تعرية جثته للناظرين فيما يُعرف بتغسيل الميت ، هل يغسّلون الجيفة لتحلو للدود الذى سيلتهمها ؟ لا بد من دفن الجثة / الجيفة فى التراب كما هى ، وتركها تتحلل تحت الثرى .
السؤال الثالث :
قال تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) التحريم ) سؤالى : كيف خانت زوجة نوح وزوجة لوط ؟ ومن قال لهما ومتى قال لهام ادخلا النار مع الداخلين ؟
إجابة السؤال الثالث :
أولا : معنى الخيانة فى القرآن الكريم :
لا تعنى الخيانة الزوجية المعروفة ، ولكنها تعنى التآمر . ونفهم أن زوجة نوح تآمرت عليه ، وغرقت مع ابنها وقومها . ومعروف أن إمرأة لوط تآمرت عليه ، فهلكت مع قومها .
عن الخيانة بمعنى التآمر : نقرأ قوله جل وعلا فى سورة الأنفال :
1 ـ ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58))
2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27))
3 ـ ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)).
ثانيا : ملائكة الموت تبشّر من يموت كافرا بالجحيم وهذا ينطبق عليهما . قال جل وعلا :
1 ـ ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) النحل )
2 ـ ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد )
3 ـ ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51) الأنفال )
تعليق
د محمود ابو جودة
شكرا دكتور على معلومات القيمة. سؤال:. ما هو السبب الذي دعى سيدنا نوح او لوط للزواج مع امراة كافرة علما ان الاسلام حرمه فيما بعد ولماذا لم يتزوجا من نساء صالحات هل بسبب الجمال ام هناك امر خاص لم نعلمه؟
Ahmed Subhy Mansour
أكرمك الله جل وعلا أخى الحبيب د محمود ، ورزقك الصحة وأسعدك وأسرتك النبيلة . ما لم يذكره رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم هو غيب ، وليس لنا أن نتكلم فيه. المفسرون ملأوا ( تفسيرهم ) بأقاصيص غيبية وحسابهم عن رب العزة جل وعلا . الذى يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا يتدبر فيه وفقط .
السؤال الخامس :
ما رأيك فى القصة التى تقول ان رسول ملك الروم جاء الى المدينة ليقابل الخليفة عمر بن الخطاب فلم يجده فى بيته فبحث فوجده نائما فى ظل شجرة فقال : عدلت فأمنت فنمت يا عمر . ؟
إجابة السؤال الخامس
هل تصدق أن مبعوثا روميا يتكلم بهذه الفصاحة ؟ أنا لا أصدق هذا . ولكن على أية حال فالذى أعرفه أن عمر بن الخطاب أخرج من الجزيرة العربية كل من يخشى منهم على حياته ، أخرج أهل الكتاب ، ومنع مجىء أى رقيق من السبى من المجىء الى المدينة ، ما عدا الأطفال . وظل الأمر هكذا الى أن تكاثرت الأموال السُّحت فى أهل المدينة ، وبدءوا فى تشييد البيوت الضخمة ، وهذا يحتاج الى متخصصين ، فسأل عمر واليه على العراق ( المغيرة بن أبى شعبة ) فأرسل له أبا لؤلؤة المجوسى ، وهو البطل الفارسى الذى إغتال عمر ثأرا لقومه ، وانتحر .