عن ( القرآن والآرامية / إصلاح النيابة العامة فى مصر / الحور العين )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عن ( القرآن والآرامية / إصلاح النيابة العامة فى مصر / الحور العين )
السؤال الأول :
يقولون ان الفاتحة موجودة بالآرامية وان كلمة الرحمن مذكورة فى الكتب القديمة هل هذا يعنى ان القرآن نقل عن السابقين ؟
إجابة السؤال الأول :
بإيجاز ودون الاستشهاد بآيات قرآنية نقول :
1 ـ الاسلام هو دين الله جل وعلا الذى نزلت به الرسالات الالهية مع إختلاف الزمان والمكان واللسان ، ونطق القرآن الكريم به بلسان عربى مبين . ونزل مصدقا لما سبقه ومهيمنا عليه لأنه كلمة الله جل وعلا الخاتمة للبشرية الى قيام الساعة ، ولذلك ضمن الله جل وعلا حفظة ليكون حجة على البشرية .
2 ـ المناقض للرسالات الالهية هو الوحى الشيطانى ، والذى يجعل الناس يقدسون البشر والحجر ، وبدأ هذا مع أول مجتمع بشرى وهم قوم نوح ، وإستمر مع نزول القرآن الكريم ، ولا يزال وسيستمر الى قيام الساعة . وهذا الوحى الشيطانى لا يبدّل الفطرة ( لا إله إلا الله ) بإنكار الخالق جل وعلا ، بل يغيرها الى الايمان بالخالق والايمان بآلهة معه ، وعبادة الخالق وعبادة غيره معه ، وتسويغ العصيان وجعله دينا ، وتحريم الحلال وإستحلال الحرام . ولذلك تتطابق أقوال الكافرين من قوم نوح ومن جاء بعدهم وحتى عصرنا ، وستتطابق فى المستقبل والى آخر الزمان ، فالشيطان لا ييأس ولا يقدم إستقالته .
3 ـ يترتب على ما سبق أن يوجد فى تراث السابقين بعض ما ذكره القرآن الكريم من قصص وعبادات ، ويظنها بعض السطحيين أن القرآن الكريم نقلها . كلا .. إنه الأصل فى الرسالات الالهية ، وقد بقى بعضه تراثا عبر القرون والأجيال .
السؤال الثانى :
أريد من حضرتك أن تدعمني ببحث عن كيفية إلغاء ما يسمى بالنيابة العامة، التي تعد أداة من أدوات القمع والظلم والطغيان والاستبداد.. أنا مهتم بالديموقراطية المباشرة وأدوات الحكم الشعبية، لذلك أريد بحثا عن كيفية إنهاء مهازل النيابة العامة التي تعد أداة من أدوات الديموقراطية النابية الفاشلة. أريد مساعدتكم ببحث يتحدث عن إلغاء ما يسمى مؤسسة النيابة العامة التي طغت في بلداننا العربية والإسلامية والإفريقية وأكثرت فيها الظلم والطغيان .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ المستبد نوعان : متمسك بديكور ديمقراطى مثل ( حسنى مبارك ) ومستبد غاشم مثل السيسى وصدام والقذافى وشاوشيسكو. يشتركان فى تملك الوطن والشعب، وإحتكار الثروة والسلطة . يحتكرون الاعلام والقضاء والنيابة والسلاح والأمن والجيش ، ويستخدمون كل هذا فى قهر الشعب . لذا لا يمكن الحديث عن إصلاح النيابة العامة ، لأن وظيفتها ليست الدفاع عن المجتمع بل الدفاع عن المستبد الذى يقوم بتعيين رئيسها ونوابها ، وهو نفس الحال مع القضاء .
2 ـ فى الدول الديمقراطية توازن بين السلطات ( التنفيذية والقضائية والتشريعية ) مع حرية التعبير . المواطن العادى الذى لا يشغل منصبا فى الأجهزة الثلاثة لا يجوز نقده علنا ، هو ( مواطن خاص ) لو تعرض لنقد علنى منشور له أن يرفع قضية على من أساء اليه . العاملون فى السلطات التنفيذية من الرئيس فمن دونه ، والنواب فى المجلس التشريعى وفى القضاء هم ( خدم الشعب ) يجوز نقدهم ، ورفع القضايا عليهم . النائب العام مستقل وبالانتخاب ، ومثله مدير الشرطة .
3 ـ كنت شاهدا فى محكمة فيدرالية وشهدت بنفسى شفافية المحكمة ، المحامى له نفس حقوق وكيل النيابة المدعى العام فى القضية . والقاضى هو الذى يدير الجلسات ، وهناك المحلفون المختارون للمتابعة ، وفى النهاية عليهم إصدار الحكم يسلمون الى القاضى فينطق به . ويكون إختيار المحلفين من بين مواطنى المنطقة ، ومن يقع عليه الاختيار يجب عليه الامتثال ، ويوافق وكيل النيابة والمحامى عليهم .
4 ـ مستحيل إصلاح النيابة العامة فى مصر أو أى دولة يحكمها المستبد إلا بالقضاء على الحكم المستبد .
التعليقات
د عثمان محمد على
ليس دفاعا عن النيابة العامة .
ربنا يبارك فى عُمرك وعلمك أستاذى دكتور منصور ويجزيك خير الجزاء على نضالك السلمى فى توعية المُسلمين فى الدنيا والآخرة ..... ليس دفاعا عن النيابة العامة ولكن للحق أقول .. نعم تحتاج لإصلاح فى إختيار أعضائها ، وفى وجوب إستقلالهم بعيدا عن رأس هرم الحكم والسلطة وعدم إنتظار الأوامر فى القضايا السياسية من هرم السلطة . ولكن فى القضايا والجرائم الأُخرى فيها حيادية كبيرة ،وتُدافع عن المظلوم أكثر من دفاع المحامى عنه .وقد عشت هذا بنفسى .فقد كنت شاهدا فى قضية ضرب نار ظابط شرطة لشاب فقير غلبان فأصابه فى قطع وتهتك فى ذراعه أمام صيدليتى ،فأخذه الضابط إلى مستشفى المطرية ولفق له قضية مخدرات وسلاح نارى (مسدس ) وأنه هو الذى أطلق النار على أمين الشرطة فأصاب نفسه .فشهدت بالحقيقة وهى عكس ذلك تماما وأن الشاب رفض أن يعترضه واحد مدنى ويطلب منه بطاقته وهو بيشترى جبنة الساعة 12 بالليل من سوبر ماركت بجوارى وأتخانق معه فأخرج الضابط المسدس وضربه مباشرة . وفى النيابة أمامى وكيل النيابة بيّن فى التحقيقات أن المسدس فاسد وبه صدأ داخلى ولم يستعمل من سنوات وليست عليه بصمات الولد ،وجاءت تحاليل المخدرات سلبية للولد فأفرج عن الشاب من النيابة . وجاءوا أهله يشكرونى ووووو فقلت لهم هذه شهادة حق حتى لو الخصم فيها وزير الداخلية .... فالنيابة ليست شرا مُطلقا ،بل هى فى كثير من الأحيان تُدافع عن المجتمع وعن البرىء وليست خصما له . فأنا ضد الدعوة لإلغائها ،ولكن مع إصلاحها وإستقلالها عن السلطة التنفيذية .
أحمد صبحى منصور
شكرا د عثمان ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول
1 ـ كانت هناك نماذج طيبة فى وكلاء النيابة . لقد تركنا مصر من زمن تغيرت فيه أحوالها من الحضيض فى عهد مبارك الى أسفل سافلين فى عهد السيسى . ، وفيه أصبح الجيش عدوا صريحا للناس وموافقا على بيع الوطن قطعة قطعة ، وإعتادت فيه الشرطة العادية والأمن المركزى من الضباط والجنود ــ البطش بالناس متمتعين ومتشجعين بالحصانة . لا نتصور فى هذا المناخ ( أسفل سافلين ) أن تصمد النماذج الصالحة فى النيابة أو الجيش أو الأمن . الذى يشجعهم أن المصريين وصلوا الى مرحلة الموات ، يتجرعون الموت الذليل البطىء قهرا وجوعا بدلا من المواجهة والموت السريع الكريم .
2 ـ نحمد الله جل وعلا أن نجانا من القوم الظالمين .
السؤال الثالث :
اريد تفسير الاية الكريمة" لم يطمثھن انس قبلھم ولا جان "
إجابة السؤال الثالث :
سبق لنا أن أوضحنا قرآنيا معنى الحور العين فى الجنة ، وقلنا إن أصحاب الجنة هم الذين كانوا متقين من الرجال والنساء فى الدنيا . بدخولهم يعيد الله جل وعلا نشأتهم فيصيرون جنسا واحدا ( أصحاب الجنة ) ويخلق الله جل وعلا من أعمالهم الصالحة الحور العين لهم ، وتكون زوجات لهم ، وهنّ دائما أبكار ، لم يطمثهن أى لم يجامعهن قبلهم إنس ولا جان .