ماذا يقول هذا العالم


حميد كشكولي
الحوار المتمدن - العدد: 7907 - 2024 / 3 / 5 - 12:24
المحور: الادب والفن     

ماذا يقول رجل بليد عن هذا العالم؟
يقول: ثمة سبب منطقي يربط بين كلّ الأحداث
إن لم تكن هناك شمس لما خلقت الوردة؟
إن لم تكن هناك وردة، لن يتفتّح فم للضحك
بلا ضحكة، ستعم الفوضى في هذا العالم
بحيث تنطفئ النجوم
وتتراكم في المستنقعات
مثل أحجار مرعبة.
ماذا يقول رجل حكيم عن هذا العالم؟
يقول: ثمة سبب منطقي يربط بين كلّ الأحداث
إن وجود نجمة في السماء مرتبط برؤيتنا لها
وإن جميع النجوم ستلاقي حتفها
إن أطْبَقْنا عيوننا.
ولكن بعد موتنا
سوف تتلألأ آلاف آلاف النجوم
وآلاف آلاف النجوم سوف تضيء النظر.
ماذا يقول رجل مجنون عن هذا العالم؟
يقول: ثمة سبب منطقي يربط بين كلّ الأحداث
وسوف يتحطم قلبه إثر هذا الكلام المؤلم
وسوف تغرورق عيناه بالدموع
وتتبرعم آلاف الأزهار في راحتي يديه
وسوف تعشعش الحشرات الضارة في جسده
وتنبثق روائح غريبة من جثته.
سوف يدهس الجميع جسده
ولن يجرؤ أحد على القول
أننا مدينون له بوجود الأزهار والنجوم.

الشاعر الإيراني بيجن جلالي
من ترجمة محمد أمين كرخي



قراءتي للقصيدة:
رجل بليد:
يُقدم الرجل البليد رؤية تبسيطية للعالم، حيث يربط بين كلّ الأحداث بعلاقة سببية مباشرة. ينظر إلى العالم كآلة مُحكمة، حيث لكلّ حدث سبب منطقي. تُمثّل الشمس والوردة والضحك عناصر أساسية في سعادة العالم، بينما تُمثل الفوضى والنجوم المُطفأة نهاية العالم.
رجل حكيم:
يُقدم الرجل الحكيم رؤية فلسفية للعالم، حيث يربط بين الأحداث والرؤى. يرى أنّ وجود النجوم مرتبط برؤيتنا لها، وأنّ موتنا لا يعني نهاية الكون. تُمثّل النجوم رمزًا للأمل والحياة، حتى بعد موتنا، بينما تُمثّل إغلاق العيون رمزًا للجهل والظلام.
رجل مجنون:
يُقدم الرجل المجنون رؤية عاطفية وفوضوية للعالم. يُؤثّر الكلام المؤلم على قلبه، بينما تُؤدّي مشاعره إلى ازدهار الأزهار في يديه. يموت الرجل المجنون دون تقدير من أحد، بينما يُصبح رمزًا للحياة والجمال.
التحليل:
تُقدم القصيدة ثلاث وجهات نظر مختلفة للعالم:
• وجهة نظر تبسيطية: تُمثّل وجهة نظر الرجل البليد.
• وجهة نظر فلسفية: تُمثّل وجهة نظر الرجل الحكيم.
• وجهة نظر عاطفية وفوضوية: تُمثّل وجهة نظر الرجل المجنون.
لا تُقدم القصيدة إجابة قاطعة على سؤال "ماذا يقول هذا العالم؟" بل تُترك للقارئ حرية تكوين رأيه الخاص. وتُستخدم الرموز بشكل مكثّف في القصيدة إذ تُقدم رؤية متشائمة للعالم وتُثير تساؤلات حول معنى الحياة والموت.

مسرحية ماذا يقول هذا العالم؟
الشخصيات:
• الراوي
• الرجل البليد
• الرجل الحكيم
• الرجل المجنون
• صوت الطبيعة (اختياري)
• شخصيات ثانوية (اختياري)
المكان:
مكان مفتوح على مسرح، يتغير مع تقدم الحوار
الزمان:
ليلة مقمرة
المشهد الأول:
يبدأ المشهد على صوت موسيقى هادئة، بينما يظهر ضوء القمر على المسرح.
يدخل الراوي إلى المسرح ويبدأ بالحديث:
الراوي:
في ليلة مقمرة، يجتمع أربعة أشخاص في مكان مفتوح، كلٌّ يحمل في داخله نظرة مختلفة للعالم.
يدخل الرجل البليد إلى المسرح ويبدأ بالحديث:
الرجل البليد:
(ينظر إلى السماء)
ثمة سبب منطقي يربط بين كلّ الأحداث، إن لم تكن هناك شمس، لما خلقت الوردة، إن لم تكن هناك وردة، لن يتفتّح فم للضحك، بلا ضحكة، ستعم الفوضى في هذا العالم، بحيث تنطفئ النجوم، وتتراكم في المستنقعات، مثل أحجار مرعبة.
يظهر صوت الطبيعة (اختياري):
صوت الطبيعة:
(يهمس)
ولكن، يا رجل، هل فكرت يومًا في سبب وجود الشمس؟
يتجاهل الرجل البليد صوت الطبيعة ويستمر في حديثه:
الرجل البليد:
(ينظر إلى الأرض)
النظام هو أساس هذا العالم، كلّ شيء له وظيفته، لا مكان للعشوائية هنا، كلّ حدث يؤدّي إلى حدث آخر، في سلسلة لا تنتهي.
يدخل الرجل الحكيم إلى المسرح ويبدأ بالحديث:
الرجل الحكيم:
(ينظر إلى الرجل البليد)
يا رجل، إنّ نظرتك للعالم ضيقة، لا ترى إلاّ ما هو ظاهر، لا تدرك أنّ لكلّ شيء سرّه، وأنّ ما نراه ليس إلاّ جزءًا من الحقيقة.
يتجادل الرجل البليد والرجل الحكيم حول نظراتهما المختلفة للعالم.
يدخل الرجل المجنون إلى المسرح ويبدأ بالحديث:
الرجل المجنون:
(يضحك)
لا داعي للجدال، فكلٌّ منكم على حقّ، العالم مكان غريب، مليء بالتناقضات، لا يمكن فهمه بالعقل.
يتجادل الرجال الثلاثة حول نظراتهم المختلفة للعالم.
يمكن إضافة المزيد من المشاهد إلى المسرحية، مثل:
• مشهد يظهر فيه صوت الطبيعة يتحدث عن جمال العالم.
• مشهد يظهر فيه شخصيات ثانوية تُعبّر عن آرائها حول العالم.
• مشهد يظهر فيه الرجال الثلاثة وهم يواجهون تحدّيًا ما.
المشهد الثاني:
يخرج الرجال الثلاثة من المسرح.
يدخل الراوي إلى المسرح ويبدأ بالحديث:
الراوي:
لا تُقدم المسرحية إجابة قاطعة على سؤال "ماذا يقول هذا العالم؟" بل تُترك للمشاهد حرية تكوين رأيه الخاص.
ينتهي المشهد.


مالمو
2024-03-05