الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي


حميد كشكولي
الحوار المتمدن - العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في فيلم "الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي" تستكشف ثلاث شخصيات رئيسية وعائلاتهم ما يعنيه الضياع المالي في الولايات المتحدة مع التمسك ببقايا ما يسمى بالحلم الأمريكي. تجري في الفيلم الوثائقي مقابلات متعمقة مع عامل وجبات سريعة، لديها أطفال، انتقلت مع أسرتها إلى أورلاندو، فلوريدا من مكان غير محدد في مكان ما في الشمال، ونجار، انتقل إلى سياتل، واشنطن للبحث عن عمل في مهن البناء وزوجته وأطفاله، إضافة إلى عضو في اتحاد عمال الكهرباء والراديو والآلات في أمريكا، من الطبقة المتوسطة في إيري، بنسلفانيا، فقد وظيفته في مصنع قاطرة جنرال إلكتريك عندما انتقل المصنع إلى مصنع جنوبي غير موحد.
المقابلات مثيرة للاهتمام! تعترف حماة عاملة الوجبات السريعة التي تكافح في أورلاندو، والتي تتحرك في بعض الأحيان كما لو كانت في غيبوبة من التحول إلى التحول في وظائف مختلفة مع حد أدنى للأجور منخفض للغاية، بذلك، وأعيد صياغته هنا، أن الحلم الأمريكي ليس جزءًا من واقع ابنتها. يشهد المشاهدون أطفال العامل وهم يعيشون في أكياس في أحد الفنادق على طول شريط في أورلاندو يضم عددًا لا يحصى من مطاعم الوجبات السريعة. جمال ومفارقة هذه المقابلات هو أن الأبطال، جميع الأشخاص الفخورين والعمال المجتهدين، يتحدثون من حيث الحلم الأمريكي، وعلى الرغم من تقديم خدمة شفهية لعدم واقعيته الواضحة، فإن محيطهم في مخيمات الخيام مع الأطفال، وملاجئ المشردين المؤقتة، وفي النهاية شقة لعاملة الوجبات السريعة وأطفالها، يروون القصة الحقيقية للناس وأسرهم الذين يكافحون في اقتصاد يسمح لأولئك الذين لديهم ثروة هائلة بالاستهلاك والاحتفال كما فعلوا منذ أن ملأ سوق الأسهم (والاستثمارات الأخرى) جيوبهم ووصلت الكارثة الضريبية التي بدأها رونالد ريغان إلى جيوب الفقراء العاملين. إنه البارونات الطبقيون أو السارقون الذين يشنون حربًا على الفقراء العاملين لتعزيز الثروة الفلكية للأول.
والجدير بالذكر أنه ارتفع معدل الفقراء في الولايات المتحدة ليصل إلى واحد من بين كل 15 أميركيا. وتقول دراسة إن ما يزيد على 20 مليونا باتوا من الفئة الأكثر فقراً. يأتي ذلك بينما تتواصل احتجاجات حركة "احتلوا وول ستريت" التي ترفض "جشع" الرأسمالية الأميركية ممثلة في أغنياء حي المال الشهير. وأضافت الدراسة أن مشكلة الفقر أصبحت أكثر حدة في أحياء أميركية كثيرة في الغرب الأوسط والجنوب الأميركييْن خلال السنوات العشر الماضية، مما يهدد المدارس والسلامة والصحة العامة، ويرفع التكاليف التي تتحملها الحكومات المحلية.
وخلصت الدراسة التي أجراها معهد بروكينغز -وهو معهد أبحاث مستقل- إلى أن عدد السكان الذين يعيشون في أحياء تعاني من فقر مدقع زاد بنسبة الثلث خلال السنوات العشر الأخيرة.

تحليل فيلم "الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي"
الفيلم الوثائقي "الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي" يلقي الضوء على واقعٍ مُرّ يعيشه العديد من الأمريكيين الذين يُعانون من ضياعٍ ماليٍّ، بينما يُتمسّكون ببقايا ما يُسمّى "الحلم الأمريكي".
الشخصيات الرئيسية:
• عاملة وجبات سريعة مع أطفال انتقلوا إلى أورلاندو، فلوريدا.
• نجار انتقل إلى سياتل، واشنطن للبحث عن عمل في مهن البناء.
• عضو في اتحاد عمال الكهرباء والراديو والآلات في أمريكا فقد وظيفته في مصنع قاطرة جنرال إلكتريك في إيري، بنسلفانيا.
المقابلات:
• تُظهر المقابلات صراعًا داخليًا لدى الشخصيات، حيث يُعبّرون عن إيمانهم بالحلم الأمريكي، بينما تُشير ظروفهم المعيشية إلى عدم واقعيّته.
• تُعاني عاملة الوجبات السريعة من ظروف عمل قاسية، وتُعيش أطفالها في ظروفٍ صعبة.
• يعيش النجار في مأوى للمشردين مع عائلته.
• فقد عضو الاتحاد وظيفته بسبب انتقال المصنع إلى مكانٍ آخر.
الرسالة:
• يُسلّط الفيلم الضوء على الظلم الاجتماعي والاقتصادي الذي يُعاني منه الفقراء العاملون في الولايات المتحدة.
• يُبيّن الفيلم كيف تُؤدّي السياسات الاقتصادية، مثل تخفيضات الضرائب على الأثرياء، إلى تفاقم الفقر.
• يُطالب الفيلم بتغييرٍ جذريّ في النظام الاقتصادي لضمان حياة كريمة للجميع.
نقاط القوة:
نقاط القوة التي أُشير إليها:
• المقابلات المُؤثّرة: تُعبّر الشخصيات عن مشاعرها بصدقٍ ووضوح، مما يُضفي على الفيلم طابعًا إنسانيًا عميقًا.
• النظرية الواقعية: لا يُجمّل الفيلم الواقع، بل يُقدّم نظرةً مُباشرةً على صعوبات الحياة اليومية للفقراء العاملين.
• إثارة التساؤلات: يُدفع الفيلم المشاهد إلى التفكير في العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ويُثير تساؤلاتٍ حول مسؤولية النظام الاقتصادي في تفاقم الفقر.

نقاط الضعف:
• قد يُعتبر الفيلم مُحبطًا للبعض بسبب تركيزه على الجانب السلبيّ.
• قد يُؤدّي تركيز الفيلم على الولايات المتحدة إلى إهمال قضايا الفقر في دولٍ أخرى.
الخلاصة:
"الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي" فيلم وثائقيّ مُهمّ يُسلّط الضوء على واقعٍ مُرّ يُعاني منه العديد من الناس. يُقدّم الفيلم نظرةً واقعيةً على الفقر والظلم الاجتماعي والاقتصادي، ويُطالب بتغييرٍ جذريّ في النظام الاقتصادي. يُقدم الفيلم نظرةً واقعيةً ومُباشرةً على واقع الفقر والظلم الاجتماعي والاقتصادي الذي يُعاني منه العديد من الأمريكيين، مُمزّقًا ستار الحلم الأمريكي وكاشفًا عن تناقضاته الصارخة.
أُضيف إلى ذلك:
• التركيز على قصصٍ فردية: يُتيح الفيلم للمشاهد التعرف على قصصٍ حقيقية لأشخاصٍ يُعانون من الفقر، مما يُضفي على الفيلم طابعًا شخصيًا ومُؤثّرًا.
• التّصوير القوي: يُستخدم التصوير بشكلٍ فعّالٍ للتعبير عن مشاعر الشخصيات وظروفها المعيشية.
• الموسيقى المُؤثّرة: تُستخدم الموسيقى بشكلٍ فعّالٍ لخلق جوٍّ عاطفيٍّ مُؤثّرٍ.
كما أن:
• الصدمة التي تأتي بعيدا: لا يُقدّم الفيلم حلولًا سهلةً، بل يُترك المشاهد مع شعورٍ بالصدمة والغضب من الظلم الاجتماعي والاقتصادي.
• حرب الولايات المتحدة على الفقراء: يُشير الفيلم إلى كيف تُؤدّي السياسات الاقتصادية، مثل تخفيضات الضرائب على الأثرياء، إلى تفاقم الفقر.
• الحرب الأمريكية على العالم: يُشير الفيلم إلى كيف تُؤدّي سياسة الولايات المتحدة الخارجية، مثل الإنفاق العسكري الهائل، إلى زعزعة الاستقرار في العالم.
أُضيف إلى ذلك:
• مسؤولية الشركات: لا يُشير الفيلم فقط إلى مسؤولية الحكومة في تفاقم الفقر، بل يُشير أيضًا إلى مسؤولية الشركات الكبرى التي تُمارس استغلالًا للعمال.
• أهمية التغيير: يُؤكّد الفيلم على أهمية التغيير الجذريّ في النظام الاقتصادي لضمان حياة كريمة للجميع.
ختامًا:
"الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي" هو فيلم وثائقي استثنائي يُقدّم نظرةً واقعيةً ومُباشرةً على واقع الفقر والظلم الاجتماعي والاقتصادي. يُثير الفيلم تساؤلاتٍ مهمّة حول مسؤولية النظام الاقتصادي في تفاقم الفقر، ويُؤكّد على أهمية التغيير الجذريّ لضمان حياة كريمة للجميع.
معادلة البنادق مقابل الزبدة:
• الولايات المتحدة تُنفق أموالًا طائلةً على الحرب بينما تُهمل احتياجات شعبها.
• حرب فيتنام، على سبيل المثال، أهدرت مليارات الدولارات التي كان يمكن استخدامها لتحسين حياة الأمريكيين.
• حرب الولايات المتحدة على الإرهاب تُكلّف أيضًا أموالًا طائلةً، ممّا يُؤدّي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة.
الإرهاب:
• بعض الإرهاب هو ردّ فعل على حروب الولايات المتحدة وحلفائها.
• إسقاط القوة والحفاظ على الهيمنة الاقتصادية العالمية للولايات المتحدة قد تكون دوافع وراء بعض الحروب.
الاختلافات:
• الولايات المتحدة لا تُرحّب بالاختلافات، وأنّ الناس يُضطرون إلى إخفاء آرائهم.
• هذا أمرٌ مُحزنٌ، خاصةً في مكانٍ مثل بيركشاير، ماساتشوستس، الذي يُفترض أن يكون ليبراليًا.
الثروة:
• هناك ثروة كبيرة في الولايات المتحدة، ولكنّها ليست موزّعة بشكلٍ متساوٍ.
• بعض الناس يملكون الكثير من المال، بينما يُعاني آخرون من الفقر.
• الاستهلاك الواضح منتشرٌ في الولايات المتحدة، ممّا يُؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة.

الفاشية:
• الفاشية نشأت في المناطق الريفية في القرن العشرين.
• رواية فيليب روث "المؤامرة ضد أمريكا" تُقدّم مثالًا على ذلك.
• هناك بعض أوجه التشابه بين الولايات المتحدة اليوم وألمانيا في القرن العشرين.
الاستهلاك:
• الاستهلاك الواضح منتشرٌ في الولايات المتحدة.
• هذا أمرٌ مُضرٌّ بالبيئة ويُؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة.

يصور فيلم "الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي" بعمق العديد من القضايا المهمّة في الولايات المتحدة اليوم، مثل الفقر، وعدم المساواة، والحرب، والاختلافات، والثروة، ومعاداة السامية، والفاشية، والاستهلاك.
بعض النقاط الإضافية:
• تُشير إلى أنّك تعيش في بيركشاير، ماساتشوستس، وهي منطقة ليبرالية.
• تُشير إلى أنّك سمعت كلمات معادية للسامية من فم مدير عقار.
• تُشير إلى أنّك قلقٌ من انتشار الاستهلاك الواضح.

التجربة مع مدير العقار:
سلوك مدير العقار:
• سلوك مدير العقار مُتنمّرٌ ومهين.
• مدير العقار يُميّز ضدّ أحد الجيران لأنّه اشتكى من الضوضاء المستمرة من العمل على الأرض المجاورة.
• مدير العقار يُهدّده بقوله إنك "معروف لدى الشرطة".
يشعر من يتعرض للتمييز بأنه ليس جزءا من المجتمع.
العنف:
• مدير العقار تعرّض للضرب عندما كان طفلاً من قِبل قائد شرطة سابق.
• سلوك مدير العقار يُظهر العديد من التشابهات مع المتنمرين.
الإسكان بأسعار معقولة:
• المساكن بأسعار معقولة والإيجارات المعقولة غير متوفرة في هذه المدينة.
• ارتفاع أسعار المساكن وتكاليف الإيجار يُجبر العديد من الناس على العيش في ظروفٍ غير لائقة.
الحكم الاستبدادي:
• هذه المدينة يحكمها مجلس اختيار استبدادي.
• أعضاء مجلس الإدارة المختارين يُهاجمون المواطنين لفظيًا عندما يُعبّرون عن آرائهم.

يغوص فيلم "الفقراء العاملون: ثمن الحلم الأمريكي" في معاناة وتطلعات الطبقة العاملة في أمريكا. يستكشف الفيلم تعقيدات الحلم الأمريكي وتأثير عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية على الأفراد والمجتمعات. يدفع تصوير الفيلم للشخصيات وتجاربهم المشاهدين إلى التساؤل حول عدالة النظام ويشجع على فهم أعمق للعوامل الاجتماعية والثقافية التي تساهم في هذه المعاناة.
النقاط الرئيسية للفيلم تشمل تصوير الشخصيات وتجاربهم، مع تسليط الضوء على الواقع الصعب الذي يواجهونه والتحديات النظامية التي تعيق تقدمهم. كما يتحدى الفيلم فكرة أن التحديات النظامية تعيق التقدم دائمًا، ويسلط الضوء على إمكانية الفاعلية الفردية والمرونة في تحقيق النجاح.
تحليل موضوعات الفيلم ورسائله أمر بالغ الأهمية لفهم عمق تأثيره ومدى إلحاح معالجة الفقر والتشرد. فهو يسمح لنا بالتعمق أكثر في القضايا التي يتم تصويرها على الشاشة، والتعاطف مع المتضررين، والتعرف على العوامل النظامية التي تساهم في هذه التحديات المجتمعية.
من خلال تشريح سرد الفيلم واستكشاف رسائله الأساسية، يمكننا الحصول على رؤى قيمة حول الأسباب الجذرية للفقر والتشرد وتحديد حلول محتملة يمكن أن تحقق تغييرًا يدوم طويلاً. علاوة على ذلك، يساهم هذا التحليل في إثارة المحادثات وإشراك الأفراد في حوار هادف، مما يعزز التفاهم الجماعي والالتزام باتخاذ إجراءات. من خلال هذا الفحص، يمكننا تسخير قوة الإعلام لرفع الوعي، وإلهام التعاطف، وحشد المجتمعات نحو خلق مجتمع أكثر عدالة وشمولية للجميع.
و من الواضح أن الفيلم يسلط الضوء بفعالية على الترابط بين الفقر والتشرد، ويكشف عن القضايا النظامية التي تؤبد هذه الظلم الاجتماعي. من خلال تقديم قصص واقعية وآراء خبراء، يضفي الفيلم طابعًا إنسانيًا على القضية ويحمل المشاهدين على التساؤل حول افتراضاتهم وتحيزاتهم. إن قدرة الفيلم على إثارة التعاطف وتشجيع العمل الجماعي هي شهادة على قوته كوسيلة للتغيير الاجتماعي.
يثير الفيلم أسئلة تحفيزية:
• من هم "الفقراء العاملون" في الفيلم، وكيف تختلف تجاربهم عن شرائح أخرى من المجتمع؟
• ما الدور الذي تلعبه العوامل غير الاقتصادية، مثل الصحة أو العلاقات الاجتماعية، في نجاح أو فشل الأفراد؟
• لماذا تعجز الرأسمالية عن القضاء على الفقر؟
• ما هو الأثر العاطفي الذي تركه الفيلم على المشاهد، وكيف أثر على نظرته للفقر والنجاح؟

مالمو
2024-02-16