عن ( صنوان / الملائكة والقراءات والإضلال بالقرآن )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 16:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
ما معنى ( صنوان وغير صنوان ) فى سورة الرعد ؟
إجابة السؤال الأول :
جاء هذا فى سورة الرعد فقط فى قوله جل وعلا : ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) الرعد ) . أى إنه مع نفس التربة ونفس الماء ونفس المناخ فالنبات صنوان وغير صنوان بمعنى متماثل وغير متماثل . فالنبات منه المتماثل المتطابق ومنه المختلف جزئيا والمختلف كليا .
السؤال الثانى :
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْـمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْـمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِـمُوا لَـمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَـمُونَ من سورة البقرة- آية (102) سؤال مهم هل "هاروت" و" ماروت" هما من الملائكة أم من الملوك!!! ؟؟ فالهدف من التوضيح هو الفصل في هذا الشأن,و هو أيضا دعوة جادة لإعادة النظر في القراءات القرآنيه المتعارف عليها لأني أجزم بأنها العائق الأكبر في معرفة خبايا و أسرار النص القرآني كما أراده الرحمن رب العرش العظيم. قال تعالى:"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾" (سورة فصلت) فالقراءة القراءنية الصحيحة يجب أن تنضبط بعروبية النص القراءني . لو أستعرضنا أسماء الملوك في النص القراءني سنجد بأن لها صياغة مماثلة مثل طالوت, جالوت ,هاروت, ماروت. قال تعالى:"وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ " (سورة البقرة) قال تعالى:"فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ...." (سورة البقرة) قال تعالى:"وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾" (سورة البقرة) فالصيغة الإسمية للملكين هاروت و ماروت هي إنسية وليست ملائكية فأسماء الملائكة التي وردت في القراءن هي "جبريل, ميكال, مالك" . قال تعالى:"مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴿٩٨﴾" (سورة البقرة) قال تعالى:"وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖقَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾" (سورة الزخرف) و عليه فإن هاروت و ماروت هما ملكين من ملوك بني إسرائيل الذين ءاتاهم الله ملكا من فضله فتنة لبني إسرائيل قال تعالى:"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾" (سورة المائدة) وقد قال إبليس لآدم وزوجه في قوله تعالى:"فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾" (سورة الأعراف). أي تعني أن تكونا ملكين بكسر اللام لكما ملك لايبلى . وكيف سيتمنى أبونا آدم أن يكون من الملائكه وقد أمر الله تعالى الملائكه أن تسجد له . أيضا الملك لأيأتي للملائكه وإنما للبشر . كما فصلها تعالى في قوله:"وَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ " (سورة طه) و ما تملكه هاروت و ماروت هو فتنة ليعلم الله من اهتدى ومن ضل عن سبيله. قال تعالى:"وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴿١٥٥﴾" (سورة الأعراف) إذن كلمة الملكين بفتح اللام فمعناها الحاكمان والمالكان للسلطه فقد قال فرعون ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) من سورة الزخرف- آية (51) وﻻ يمكن أن يكونا ملكين من الملائكه لأن من صفاتهم أنهم لايعصون الله إطلاقا . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) من سورة التحريم- آية (6)
الوالد الدكتور احمد مارأيك في هذا الكلام. هل هو صحيح ام لك رد آخر. ولك الشكر والتقدير )
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ كافر ذلك الذى يؤمن بالقراءات المخترعة فى العصر العباسى ويجعلها حكما على القرآن . القرآن الكريم محفوظ من لدن رب العالمين . وقد تعرضنا لاسطورة القراءات فى احد برامجنا فى قناتنا ( أهل القرآن ).
2 ـ هناك ( ملك ) بفتح اللام وتفيد المفرد أو الجمع حسب السياق . وقد قلنا هذا من قبل ومللنا من تكرار ما نقول . ومنه ( الملكين ) بفتح اللام دلالة على المثنى . وهناك ( ملك ) بكسر اللام ، عن ملوك البشر ، ويأتى إسما من أسماء الله جل وعلا الحسنى . وايضا قلنا هذا كثيرا .
3 ـ ملائكة هذا العالم ممكن أن يعصوا ، وإبليس كان من الملائكة فعصى ، وتم طرده من الملأ الأعلى وتنزلت درجته فكان ( أى أصبح ) من الجن ، يواصل دوره باسم الشيطان وذريته فى غواية الانس والجن . وهناك ملائكة سيتم خلقها يوم القيامة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، منهم ملائكة الجنة وملائكة النار ، ومنهم ( مالك ). وايضا قلنا هذا كثيرا .
4 ـ اسماء الملائكة نزلت فى الكتب الالهية ، وجاءت فى القرآن الكريم ، وهناك تشابه بين العربية والعبرية والآرامية . وفى القرآن الكريم عدا ذلك ألفاظ غير عربية تم تعريبها ، واصبحت من مفردات العربية مثل درهم ودينار واستبرق وسندس ..
5 ـ القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين ، وهو فوق قواعد النحو والتى ظهرت فى العصر العباسى ، وللقرآن الكريم مصطلحاته الخاصة المختلفة عن مصطلحات المحمديين فى أديانهم الأرضية وفى علومهم حتى علوم ( النحو والبلاغة ).
6 ـ من أسف أن يدخل بعضهم على القرآن الكريم بأفكار مسبقة ، ويُضلُّ بها الناس . تدبر القرآن يستلزم إستعدادا وتأهيلا ..وإيمانا وتقوى !. قال جل وعلا : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ). هناك من يدخل على القرآن يريد الهداية فيكون القرآن له الشفاء والرحمة ، وهناك من يدخل على القرآن بأوزار التراث لا يرجو لله جل وعلا وقارا ، فلا يزداد بالقرآن إلا خسارا . وموعدنا أمام الواحد القهار ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.