عن ( غسل الرجلين / مناص / مقت / إقترف / 219 ، 220 من سورة البقرة/ المثلات )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7893 - 2024 / 2 / 20 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عن ( غسل الرجلين / مناص / مقت / إقترف / 219 ، 220 من سورة البقرة/ المثلات )
السؤال الأول :
السلام عليكم و رحمة الله . انا من اخوانكم اهل القران من ايران اريد ان اسالكم سوالا حول الاختلاف في الاية 6 من سورة المائدة : هل غسل الرجلين مراد الاية ام مسحهما؟ و انا اقول الكلمة ( ارجلكم) منصوبة محلية كقوله تعالي ( ان الله بريء من المشركين و رسوله) و ( لام ) في كلمة (رسوله ) مرفوع بالمحل و لو كان في الاصل منصوب مثل ( الله ) لان العامل هو ( ان ) : ارجوا افادتكم والسلام.
إجابة السؤال الأول
رأيك صحيح فى كلمة ( أرجلكم ) فهى منصوبة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) ) ولكن ماذا لو اضطررت الى المسح بدلا من الغسل ؟ الجواب فى نفس الآية ، فالمقصد التشريعى هو التخفيف ورفع الحرج . وسبحانه جل وعلا ما جعل علينا فى الدين من حرج .
السؤال الثانى :
ما معنى ( مناص ) فى قوله تعالى : ( كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) ص )
إجابة السؤال الثانى :
( مناص ) تعنى الملجأ والمفر، أى إنهم عند مجىء الهلاك لهم يتمنون الهروب دون جدوى .
السؤال الثالث :
ما معنى ( المقت ) ؟
إجابة السؤال الثالث :
المقت هو الكراهية الشديدة الممتزجة بالاحتقار . وبالتالى لا تراجع فيها . قد تكره شخصا ثم تنسى كراهيته أو تحبه ، أما المقت فهو دائم . وفى القرآن الكريم يأتى مصطلح المقت من رب العزة جل وعلا لمن يستحقه من البشر . قال جل وعلا :
عن المقت الالهى فى الدنيا :
1 ـ فى عقد الزواج على من سبق أن عقد الأب زواجه عليها : ( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً (22) النساء ). النكاح يعنى مجرد عقد الزواج .
2 ـ فى الكفر: ( فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً (39) فاطر )
3 ـ فى الجدال فى القرآن الكريم : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) غافر )
4 ـ فى القول بلا فعل : تهديدا للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) الصف ). ولنتذكر أن المحمديين ـ والعرب بالذات ـ هم أُمّة الأقوال وليس الأفعال . زعماؤهم يملأون الفضاء بتصريحاتهم العنترية الحنجورية ، يكذبون كما يتنفسون ، لا يكذب أحدهم أبدا إلا عندما يتكلم ، ويقال عنهم ( زعماء ) . الزعيم ـ فى المصطلح القرآنى من ( الزعم ) أى الإدّعاء . يقولون ما لا يفعلون ، ويستحقون مقت الله جل وعلا .
عن المقت الالهى فى الآخرة لأصحاب النار :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر )
السؤال الرابع :
المعروف إن فعل ( إقترف ) يعنى عمل السيئة . هل ممكن أن نقول عن إنسان عمل حسنة إنه إقترف حسنة ؟
إجابة السؤال الرابع :
1 ـ نعم . قال جل وعلا : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى )
2 ـ ويأتى مصطلح ( إقترف ) فى السيئات . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام )
2 / 2 : ( وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) الانعام )
3 ـ وتأتى بالمعنيين فى قوله جل وعلا : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة ). الأموال التى إقترفوها تحتمل أن تكون حراما أو حلالا.
السؤال الخامس :
قال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) البقرة ) : (في الدنيا والاخره) مامعناها في الايه 220 هل لها معنى ام انها خطأ مطبعي ؟
إجابة السؤال الخامس :
1 ـ إسمح لى أن أرتعب من جرأتك على القرآن الكيم الذى حفظه رب العالمين ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، جل وعلا .
2 ـ ( فى الدنيا والآخرة ) هى تكملة ما جاء فى الآية السابقة . وما بعدها جملة أخرى فى تشريع مختلف عن اليتيم . مطلوب أن نتفكر فيما بينه لنا رب العزة جل وعلا فى موضوع الخمر والميسربما ينفعنا فى الدنيا والآخرة .
تعليق السائل :
أستغفر الله العظيم واتوب اليه انا مؤمن بكلام الله تعالى وانه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه تعالى تعهد بحفظه ولا شك ولا ريب في ذلك. ولولا اني معجب ومؤمن ومتمسك بكتاب الله. لكنت قد كفرت بدين الله. وانا اعتذر منكم يادكتور والله ما قصدي الا الخير ولم يكن هدفي غير ذلك.
الرد :
هدانا الله جل وعلا الى صراطه المستقيم .
السؤال السادس :
ما معنى ( المثلات ) المذكورة فى سورة الرعد ( وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ الْمَثُلاتُ ) ؟
إجابة السؤال السادس :
1 ـ قال جل وعلا عن طلب كفار العرب الهلاك أو العذاب : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ الْمَثُلاتُ ) ( الرعد 6 ). يعنى قد سبق قبلهم أمثلة للهلاك فى الأمم السابقة . 2 ـ ولأنهم كانوا يطلبون على سبيل العناد الإهلاك / العذاب وآية حسية فقد جاء فى الآية التالية الرد على طلبهم الآية الحسية ، قال جل وعلا : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) الرعد ) وبعدها إشارة لاعجاز علمى فى القرآن الكريم : ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد ).
3 ـ جدير بالذكر أيضا أن سورة الرعد جاء فيها كلمة ( المثلات ) بمعنى الأمثال ، وجاءت فيها كلمة الأمثال أيضا فى قوله جل وعلا : ( أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17) الرعد )