اوقفوا الحرب الروسية على جماهير اوكرانيا!


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

اجتاحت القوات الروسية باوامر من فلاديمير بوتين الحدود الاوكرانية صبيحة الاربعاء المصادف 23 شباط بعد تهيئة عسكرية ومناورات وقصف متقطع ومناوشات عسكرية مستمرة منذ اشهر. واثر اعلان بوتين عن دعمه للانفصاليين الروس شرق اوكرانيا والاعتراف بالجمهوريتين المقامتان شرق اوكرانيا في دونيتسك ولوكانسك، تم اقتحام الحدود والبدء بحملة قصف جوي هائلة على المدن في اوكرانيا.
سقط لحد هذه اللحظة عشرات القتلى من المدنيين والمئات من الجرحى والاف المشردين وملايين النازحين وتحولت حياة الناس في اوكرانيا الى جحيم. سارع الملايين الى الهروب الى الدول المجاورة واوضاعهم تزداد قتامة مع اطفالهم وهم يحتمون في الملاجئ او المدارس او الخيم ويعانون من الخوف والرعب والقصف الجوي. ان هذا الاستعراض العسكري الهائل يجري على رأس شعب اعزل وفقير من ملايين من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب المحروم وليس ضد حكومة فاشية كما يدعي بوتين.
ان تبريرات بوتين لشن الحرب واستخدام حجة توسع الناتو وتهديد امن روسيا المباشر هدفها تعزيز هيمنة البرجوازية الروسية القومية المتضعضعة في روسيا وكسب مواقع نفوذ جديدة ويعبر بلا ادنى شك عن ازمة تعيشها الحركة القومية الروسية التي شكلها بوتين والتي تتحالف مع اعداء جماهير روسيا من مافيات رؤوس الاموال و"رجال الاعمال" وقوى المخابرات والجيش وقوى اليمين الروسي الفاشي المعادي للجماهير. ان تبريرات بوتين في خطابه قبيل شن الحرب واتهام البلاشفة باختلاق دولة اوكرانيا ودعم الفاشست الاوكران من قبل لينين هدفه تبرير ما خطط للقيام به ومحاولة سخيفة لذر الرماد في العيون لتبرير العسكريتاريا وعنجهية القومية الروسية، بظل تعفن النظام المتعدد الاقطاب الذي طفى على السطح اثر سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي واعلان "نهاية التأريخ" لفوكوياما والتهليل والتطبيل لانتصار الديمقراطية الابدي!
ان اول المعترضين على هذه الحرب الرجعية هي جماهير روسيا التي خرجت بالالاف للتنديد بهذه الحرب ومأسيها وتطالب بوقفها فورا ودون اي ابطاء. هذه الحرب كما اعلنت الجماهير المعترضة في كل انحاء العالم لا انسانية ولا علاقة لها بمصالح الجماهير بل بمصالح ال 1 % الحاكمين في روسيا وعلى رأسهم بوتين ومعه اساطنة رأس المال الجدد والمافيات الفاشية. لا مصلحة لجماهير روسيا مطلقا في هذه الحرب وقد اوضحت الجماهير الروسية رفضها وستزيد من احتجاجها على هذه العسكريتاريا القومية وقصف الجماهير الاوكرانية العزلاء بشكل اجرامي.
ومن جهته فان حلف الناتو بخططه التوسعية قد اعلن في نفس الوقت الموت الكلي لمبررات وجوده بعد 32 سنة من سقوط الاتحاد السوفييتي والقطب الشرقي وان محاولة تنصيب حكومة قومية متعصبة في اوكرانيا تكون بمثابة نقطة ارتكاز له في شرق اوربا ونصب قواعد عسكرية هي سياسة حقيرة ومعروفة. ان بكائيات الناتو ونواح البرجوازيات الاوربية والامريكية والكندية على الديمقراطية وحقوق الانسان هو محض هراء يكشفه التأريخ الدموي للغزو والقصف والضربات الوقائية وعقيدة المحافظين الجدد اوائل القرن الواحد والعشرين ضد العراق وسوريا وليبيا وقبلها بعقود سياساتها الاجرامية في الفييتنام وكوريا واليابان.
ان جماهير روسيا المعترضة على الحرب في لينينكراد (سانت بطرسبرك) وعلى عسكريتارية بوتين والقوميين الروس وجنرالات الجيش هي تلك الجبهة الثالثة البليونية في كل انحاء العالم وهي الجبهة المحبة للانسانية والحرية والمساواة والتي تقف بالضد من قطبي الصراع الدموي الحالي بين المعسكرين الرجعيين وتقف ضد الحرب المدمرة وهذه العسكريتاريا. هذه هي جبهتنا ونحن جزء لا يتجزأ منها. حزبنا يقف في صف الجماهير العزلاء في اوكرانيا ويندد بهذه الحرب ويطالب كل القوى الانسانية والاشتراكية في العراق الى الوقوف ضدها والمطالبة بوقفها فورا.
لا لعسكريتارية بوتين – لا لعسكريتارية الناتو
اوقفوا هجوم الالة العسكرية الروسية على شعب اوكرانيا
24 شباط 2022