الكاظمي بين وعود الإصلاح و إشكاليات التطبيق الجزء الثاني


حسين مزعل محسن
الحوار المتمدن - العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الجزء الثاني
يواجه السيد الكاظمي حاليا مشكلة السلاح خارج اطار الدولة وهي واحدة من اهم أولوياته صحيح اننا لم نر في هذا الجانب الا الحديث عن مشروع سيطرة الدولة على السلاح ولكن لا فعل على الارض. ان اجراءات الكاظمي بفرض سيطرة الدولة على المعابر الحدودية لايقاف نزيف الأموال لجيوب اللصوص يبقى مشكوك بها لان هذا الاجراء لم يتم بدون الاملاءات الايرانية وهي لو كانت ذاتية لكنّا على الأقل قد سمعنا شيء عن منافذ كردستان أيضا. ان تسليم منافذ الوسط والجنوب للجيش هو ما تريده ايران بالضبط لان الجيش مخترق لصالحها. ان الموطنين يتساءلون لماذا لم تطبق الإجراءات على المنافذ الحدوديه في كردستان سيما ان حكومه الإقليم لا تقل لصوصيه عن أحزاب الطوائف في الوسط والجنوب , ان الحل لهذا المأزق هو انشاء لجنة من اشخاص معروفين بالنزاهة على راس قوة تنفيذية لتقوم بمراقبة المنافذ .

هناك ملفات تحتاج لاجراءات سريعة وآنية فورية لها علاقة بالبنية التحتية وتحديدا الكهرباء والصحة. هذان الملفان هما محك جدية أي حكومة. ومن بعدها يأتي التعليم المخرب والفاسد. لقد ذاق المواطن الكثير من الضيم والألم ولم تعد لديه القدرة على تحمل المزيد.
نحن لا نعرف اجراءات او نوايا حكومة الكاظمي في ملف النفط وموارده خصوصا في ظل فراغ الخزينة, مع تورط وزير نفط سابق في صفقات مشبوهة هدرت حقوق العراق ومع سرقة الموازنة المنظمة من قبل جميع شركاء العملية السياسية الفاسدة. ان اجراء أي مشروع يتطلب دعم مالي للأسف غير متوفر كما رأينا في ازمة الرواتب. كذلك لانعرف موقف الكاظمي وجديته من تطاول البرزاني , المدعوم أمريكيا واسرائيليا ,ومحاولاته المحمومه للسرقة [النفط وموارد المنافذ ورواتب الموظفين الاكراد ] وتخريب الوسط والجنوب والوقوف متفرجاعلى مذابح الازيدين بالوقت الذي دفع قواته لاحتلال كركوك[انها نفسية الضباع و الغنيمة] وازيّد من هذا احتواء عدد كبير من القتلة والمجرمين والعملاء والبعثيين , انها فعلا سمفونية من الغدر والخسة, تحت رعاية اقطاعيته الفاسدة.
لقد كان جليا لي ان تعيين الكاظمي لبعض مستشاريه ومساعديه كان اعتباطيا
ولم يكن يعتمد على الكفائة او المقدرة الشخصية والمهارات الاجتماعية ناهيك عن الموقف الأخلاقي لبعضهم , انا شخصيا اعرف اثنين من العاملين مع الكاظمي لا يستحقان موقع في طاقم رئيس الوزراء منهم السيد هشام داوود الذي فشل بالوصول على مقعد وزاري هذا ناهيك عن أدائه الضعيف والمرتبك كمستشار يضاف الى ذلك تصرفه بالحصول وهو, في باريس ,على وظيفة في والدولة العراقية كمغنم وليس كموقع لخدمة البلد والناس[هذا معروف من احاديثه وسلوكه في باريس ,الاخوة الطيبون في باريس يعرفون هذا].المستشار الاخر و بحكم تجربتي الشخصية معه هو موفق الربيعي .
وهنا اتساءل كيف يمكن ان نبني مشروع دولة إيجابي يتصدى للباطل ويرتكز على الفضيلة بأدوات الباطل والرذيلة الا يعرف الكاظمي هذه البديهية ,هل عجز العراق عن انجاب رجال شرفاء وكفوئين؟ ,يبدو لي ان التعيين جاء من خلال الارتياحات الشخصية للسيد الكاظمي واملاءات مثلث المافيا وليس من خلال فحص متأني وصبور.
قبل الحديث عن الوضع العراقي , من الضروري الحديث بشكل عام عن موضوع الحرب, أي حرب, نعرف جميعا ان الحرب تحتاج لجبهة داخلية متينة ,ومجهود حربي موجه , فاذا ما كانت ايران تريد تحرير فلسطين فلماذا تهدم العراق و تخرب الاقتصاد العراقي ولماذا تغرق السوق الزراعية العراقية بالمنتوج الزراعي الايراني قسرا من خلال عملائها حتى تبور الارض الزراعية في العراق, وتمنع المعامل العراقية من الإنتاج ولماذا قتلت ايران الضباط العراقيين والعلماء ؟ الذين من الممكن اسستخدامهم في حربها لتحرير فلسطين او استخدام مهاراتهم ,لماذا
قطعت ايران الأنهر عن العراق واهم من هذا كله لماذا تكسر ايران روح العراقي, ان المقهور و المكسور لا يحارب.
البديهية المعروفة لأغلب العراقيين ان ايران تريد توسيع جغرافيتها السياسية ونفوذها من اجل ان تكسب أوراق ضغط تواجه بها أمريكا وإسرائيل ليس اكثر لهذا
كانت زيارة وزير خارجية ايران قبل يوم من زيارة الكاظمي المقررة للسعودية
والتي تم الغاءها بحجة توعك الملك سلمان إيذانا ببداية مرحلة جديدة من الاملاءات حيث تبعتها مباشرة زيارة الكاظمي لإيران وانتهت برفع سقف الاستيراد التجاري الى 20 مليار دولار والدفع لإيران 2 مليار دولار في السنة ولمدة 2 سنة عن كهرباء سوف تصلنا في المستقبل الزاهر. كل هذا لمساعدة الاقتصاد الإيراني المتهالك, ويبدو ان هذا قد تم في أجواء لفلفة مقتل سليماني سؤالي اين الحديث عن سيادة العراق واستقلال القرار السياسي العراقي في ضوء هذه الاملاءات. في هذا السياق يقول المحلل السياسي الإيراني الذي يجيد العربية مصدق بور في تلفزيون سكاي نيوز بالعربية بعد زيارة الكاظمي لإيران[ان الشأن العراقي ليس فقط مسؤولية الكاظمي بل هناك قوى في العراق لها كلمتها .وان الحشد الشعبي مؤسسة اعُترف بها عالميا ولها دور سياسي في محاربة داعش, وان ايران ترحب بموضوع المعابر وهي من البداية كانت تريد هذا]. يتبع