الأحزاب الشيوعية تستنكر الإمبريالية !!


فؤاد النمري
الحوار المتمدن - العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 13:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

الأحزاب الشيوعية تستنكر الإمبريالية !!

عشرات الأحزاب الشيوعية في العالم وقعت مؤخراً بيانا يدين تدخل الولايات المتحدة الأمبريالي كما وصفت في فنزويلا .
أنا كنت تبنيت الفكر الماركسي منذ العام 1949 ونحن اليوم في العام 2019 الفرق بينهما سبعون عاماً لم أهن يوماً خلالها عن دراسة الفكر الماركسي والتعمق فيه رغم كل ما كابدت من مشاق، أنا أعلن بكل ثقة واستناداً إلى كل ما تعلمت من علوم الماركسية اللينينية أن حزباً واحداً بين عشرات هذه الأحزاب هو فعلاً شيوعي النزعة والهوية، وذلك ليس لأن المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي بحضور ستالين في أكتوبر 1952 قد اتخذ قراراً هاماً يقول بالنص .. "سينهار النظام الإمبريالي في وقت قريب"، بل أيضاً لأن الأمم المتحدة قد أصدرت بياناً في العام 1972 يقول .. " لم يعد هناك أي أثر للإمبريالية في العالم " وتبعاً لذك حلت الأمم المتحدة اللجنة المتخصصة بتصفية الاستعمار التابعة لها والتي كان خروشتشوف قد طالب بإنشائها أثناء زيارته للأمم المتحدة في نيويورك في العام 1961 .

في العام 1971 وجدت الولايات المتحدة أنها لم تعد تنتج ما يغطي نفقاتها ولذلك اضطرت لأن تعلن قطيعتها مع نظام معاهدة بريتون وودز، تغطية 15% بالحد الأدنى من كتلتها النقدية بالذهب، وهي المعاهدة التي هي نفسها قد دعت إلى عقدها في العام 1944 . ماذا يعني أن الولايات المتحدة لم تعد تنتج ما يغطي نفقاتها ؟ إنه لا يعني غير أن الولايات المتحدة لم تعد رأسمالية، فالرأسمالي الذي يجد تجارته خاسرة لا تغطي نفقاتها ليس له إلا أن يقلع عن تلك التجارة . الولايات المتحدة أقلعت عن الإتجار بقوى العمل وهي تجارة الرأسماليين الوحيدة منذ السبعينيات ؛ فكان في الثمانينيا أكثر من 80% من قوى العمل لا تعمل بغير إنتاج الخدمات وهي تجارة خاسرة بكل المقاييس .

الولايات المتحدة اليوم هي أكبر مستورد في العالم للبضائع ورؤوس الأموال فكيف تكون إمبريالية والإمبريالية كما عرضها لينين كأعلى مرحلة في تطور الرأسمالية هي تصدير البضائع والأموال !؟
كيف تكون الولايات المتحدة إمبريالية وريسة البرلمان الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوز ألقت خطاباً ملأ الفضاء الأميركي صراخا قبل أشهر تتساءل .. "كيف للولايات المتحدة أن تستمر وهي تستدين كل دقيقة ليلاً ونهاراً مليون دولاراً !؟"

في العقود الأربعة المنصرمة لم تملك أي دولة في العالم نظام إنتاج ثابتاً ومستقراً . ومن لا يحسن التعرف على "النظام" السائد في العالم فهو لا يحسن أن يخطو أول خطوة على طريق الشيوعية .
"النظام" السائد اليوم هو "فوضى الهروب من الإستحقاق الإشتراكي" التي كانت البورجوازية الوضيعة السوفياتية قد بادرت إليه في الخمسينيات .
وليس أعجب من أن حزبا شيوعياً واحدا لا يتوقف عند تلك المبادرات العلنية الشهيرة
الأمر الذي ينفي صفة الشيوعية عن جميع الأحزاب الموقعة اليوم على بيان استنكار الإمبريالية، ولات إمبريالية !!