حواتمة: أمريكا وإسرائيل وبعض العرب طالبوا السلطة بعدم تقديم طلب العضوية للأمم المتحدة


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 16:04
المحور: مقابلات و حوارات     

الظروف الموضوعية لاندلاع انتفاضة ثالثة متوفرة ولكن الانقسام يعرقلها

منير عبد الرحمن - عمان
قال نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول العربية تمارس ضغوطاً على السلطة لعدم تقديم طلب عضوية فلسطين للأمم المتحدة.
وشدد في مقابلة معه على ضرورة الصمود الفلسطيني، وعدم الرضوخ لهذه الضغوط، وطالب القيادة الفلسطينية بتقديم طلب العضوية وطلب التصويت عليه.
كما قال: إن تحقيق ذلك سيحقق مكتسبات سياسية للقضية الفلسطينية، وتطرق حواتمة خلال المقابلة للانقسام الفلسطيني وللوضع الفلسطيني الداخلي ولآفاق حدوث انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وفيما يلي نص المقابلة:

• ما هي الضغوط التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية لعدم تقديم طلب الانضمام للأمم المتحدة والتصويت عليه؟
تضغط الإدارة الأمريكية على السلطة حتى لا تتم العودة للأمم المتحدة لتقديم طلب عضوية فلسطين لنيل العضوية بالأمم المتحدة قبل الانتخابات الأمريكية.
تضغط إسرائيل وتهدد وتحت التهديدات قالت إنها ستتخذ إجراءات دون أن تفصح عنها.
عدد من الدول العربية ضغطت على السلطة لتأجيل الذهاب للأمم المتحدة وتقديم طلب لنيل العضوية، لكن الموقف الفلسطيني الموحد والإجماع الوطني متمسك بالعودة للأمم المتحدة لطلب العضوية والتصويت عليه، لحل قضايا لم تحلها 20 سنة مفاوضات مع "إسرائيل"، وهي اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين عضواً وحدودها على 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة.
والضغط يتكثّف الآن لعدم ربط طلب العضوية بالتصويت عليه، ونحن ندعو للصمود والذهاب للأمم المتحدة وتقديم الطلب والتصويت عليه حتى نضع قرارات الأمم المتحدة في إطار سياسي وقانوني؛ لأي مفاوضات قادمة بديلاً عن المفاوضات الجزئية التي تدور في طريق مسدود، نظراً لرفض "إسرائيل" الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، ورفضها الاعتراف بأن القدس المحتلة عام 1967 هي عاصمة فلسطين، فحكومة نتنياهو تُصرّ أن القدس عاصمة لِـ "إسرائيل" وضم أراضي من الضفة لِـ "إسرائيل" لذا فالطريق مسدود...

• هل عدم وفاء بعض الدول العربية بدفع التزاماتها المالية جزء من الضغوط التي تمارس على السلطة لعدم طلب العضوية لفلسطين بالأمم المتحدة والتصويت عليه؟
الضغوط سياسية ونأمل أن لا يكون وراء التباطؤ بتقديم الالتزامات المالية من قبل بعض الدول العربية أي علاقة بطلب العضوية لفلسطين وطلب التصويت عليه.
• كيف ستتصرف القيادة الفلسطينية في ظل الضغوط التي تتعرض لها؟
التوجه الفلسطيني يجمع بين تقديم طلب العضوية والتصويت عليه، وآمل أن نصمد جميعاً عند ذلك، وأن لا تقع أي مفاجآت بين طلب العضوية والتصويت عليه، لأن هذا سيؤدي إلى مضاعفات كبيرة في صفوف الفلسطينيين، وما يترتب عليه من تحركات شعبية واسعة.
• هل تقديم الطلب كافٍ بدون ربطه بتغيير المسار السياسي القائم من قبل السلطة على المفاوضات واللجوء إلى خيارات بديلة كالمقاومة الشعبية ضد الاحتلال؟
التصويت على مشروع قرار عضوية فلسطين بالأمم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية المحتلة عام 1967؛ يضع الأساس السياسي والقانوني لأي مفاوضات لاحقة بقرار دولي، بينما عدم التصويت على مشروع القرار سيعود بأي مفاوضات إلى الحلول الجزئية على الحدود والقدس وغيرها من القضايا ويستغرق سنين طويلة.
• هل تؤيدون إعلان قيام الدولة الفلسطينية من طرف واحد؟
إعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال؛ التصويت على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس، يفتح الطريق لطرح مثل هذه الإمكانية.
كان ممكناً هذا في أيار عام 1999 عندما انتهت المدة القانونية لاتفاقات أوسلو، وكنا اتفقنا جميعاً على إعلان دولة فلسطين عاصمتها القدس، من الجانب الفلسطيني دولة تحت الاحتلال، والطلب من المجتمع الدولي المساعدة، وفعلاً جال الأخ الراحل الشهيد أبو عمار على 67 دولة من أجل الاعتراف بدولة فلسطين تحت الاحتلال، ووجد استجابة واسعة ولكن ضغط الإدارة الأمريكية على الرئيس الراحل عرفات ورسالة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عطّلت هذه الخطوات الأساسية مقابل وعد ـ كما ورد في رسالة الرئيس كلينتون ـ أن تتم التسوية الشاملة خلال سنة واحدة، وهكذا ضاعت فرص استثنائية على الشعب الفلسطيني، وعادت السلطة للمفاوضات الجزئية ووصلت إلى طريق مسدود كما هو متوقع بفعل التعنت الإسرائيلي.
• هل نجحت الفصائل الفلسطينية بتحييد المخيمات الفلسطينية من الانجرار للصراع الدائر بين النظام السوري والمعارضة؟
يوجد إجماع فلسطيني على عدم الانحياز لهذا الطرف أو ذاك وتحييد المخيمات إزاء الصراع المسلح القائم في سورية، لأننا لا نريد أن يتعرض الوجود الفلسطيني في سوريا لما حصل للفلسطينيين في الكويت والعراق إبان التسعينيات ولتجربة مخيم نهر البارد في لبنان وتعرضه للقصف والتشريد نتيجة لمخالفة منظمة فتح الإسلام، وهو ما أدى إلى تدمير كامل المخيم، وتشريد كل سكانه.
• إلى متى يبقى الانقسام الفلسطيني قائماً؟
يجب أن ينتهي هذا الانقسام المدمر، فـ "إسرائيل" هي المستفيد الأكبر منه والخاسر هو القضية الفلسطينية والشعب، وثائق الإجماع الوطني الفلسطيني وآخرها اتفاق أيار بالقاهرة وقع عليه 13 فصيلاً إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني لإنهاء الانقسام، كل هذا معطل تحت عناوين جزئية، وكل من فتح وحماس يؤكدان عدم وجود معتقلين لديهما، لذلك فإن التذرع بهذا سيبقى معطلاً لإنهاء الانقسام، وحتى نضع نهاية لهذا الدمار المتواصل جراء الانقسام علينا أن ننجز قانون الانتخابات التشريعية والرئاسية للسلطة والمجلس الوطني بالتمثيل النسبي الكامل، وأن نذهب جميعاً للانتخابات، فهي الطريق الضروري والناجح لإنهاء الانقسام، نحن مع الذهاب للانتخابات تحت سقف قانون لكل مؤسسات السلطة الفلسطينية والمنظمة.
• ما هو رأيك بالاحتجاجات الشعبية التي حدثت بالضفة الغربية؟
الاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للسلطة الفلسطينية وعن الانقسامات، لأنه وضع المفاوضات السياسية في طريق مسدود، والاقتصاد الفلسطيني تابع "لإسرائيل". المظاهرات الشعبية ناتجة عن الفقر والجوع وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتراكم الضرائب المتعددة، لذا على السلطة الإسراع بتصحيح المنهج الاقتصادي والاجتماعي، وتحديد حد أدنى للأجور وتخفيض الرواتب العليا، وتخفيض الضريبة المضافة والضرائب على السلع الاستهلاكية، وتخفيض البطالة والتغلب على الجوع حتى نستعيد وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي؛ العامل الرئيسي في حدوث هذه الأزمات المتواصلة.
• هل من مؤشرات على حدوث انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي؟
الظروف الموضوعية عند الشعب ناضجة لانتفاضة شعبية سلمية ضد الاحتلال، لكن الانقسام يعطل ذلك، والمطلوب إنهاء الانقسام فوراً وتشكيل قيادة موحدة؛ حتى يثق الشعب الفلسطيني بأن انتفاضته الجديدة ستحقق نتائج فعلية على طريق الحرية والاستقلال، لأن استمرار الانقسام يجعل الشعب فاقد اليقين من وحدة القيادة، ولذا يجب أن ينتهي الانقسام بسرعة بالعودة للشعب بانتخابات شاملة، عندئذٍ ستكون الحالة جاهزة ضد الاحتلال.