السادس من نيسان أصبح رمزًا لحركة عمّال مصر الجديدة


اساف اديب
الحوار المتمدن - العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:24
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

عاشت مصر عشية يوم الإثنين السادس من نيسان حالة من التوتّر الشديد. ففي مركز التحرّك العمّالي من العام الماضي – في مدينة المحلّة الكبرى – تمركزت قوّات الأمن لمنع هذا التحرّك العمّالي. وقد داهمت قوّات الأمن مركز آفاق اشتراكية في المدينة بحثًا عن النقابي العريق حمدي حسين بهدف زرع الهلع في صفوف العمّال. في مدينة كفر الشيخ قامت الشرطة باعتقال نشيطين دعوا إلى الإضراب في يوم السادس من نيسان، وقمعت بقوّة وعنف تظاهرة طلابية طالبت بالإفراج عن الطالبتين اللتين اعتُقلتا يوم الأحد الخامس من نيسان.

أثناء كتابة هذه السطور لا تزال حقيقة الأمور غامضة بشأن الدعوة إلى الاضراب العامّ في مصر. مجموعة شباب 6 ابريل التي أطلقت الدعوة وبدأت تتحرّك منذ أكثر من شهر لإقناع القوى الاجتماعية والعمّال والحركات السياسية بالمشاركة في الإضراب ضربت دون شك على وتر حسّاس في المجتمع المصري. فحركة العمّال والموظّفين والمعلّمين والأطبّاء والمهنيين في مصر تشهد في الشهور الأخيرة نهوضًا ملموسًا على خلفية الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي بدأ الشعب المصري يشعر بآثارها السلبية.


استطاع العمّال في العديد من المصانع، من خلال إضراباتهم واعتصاماتهم المتكرّرة، الحصول على تنازلات من طرف الحكومة. وشملت هذه الخطوات قطاعات مختلفة منها العاملين في القطارات والمعلّمين والأطبّاء وحركات عمّالية مستقلّة من خلال اللجان الخاصّة أو الأطر النقابية الجديدة التي أقيمت بديلاً للنقابة الرسمية التي يراها العمّال ذراعًا للحزب الحاكم ولسلطة الرئيس مبارك المرفوضة.

قد يكون أهمّ التطوّرات في مجال التحرّك العمّالي المستقلّ ما قام به موظّفو الضرائب العقارية الذي أثمر نضالهم في شهر كانون الأوّل الماضي عن الإعلان عن تشكيل نقابة مستقلّة: النقابة المستقلّة الجديدة لموظّفي الضريبة العقارية (URETA). وفي محاولة يائسة لمنع الاعتراف بالنقابة العمّالية الجديدة، الأولى التي تمّ تشكيلها خارج إطار الاتّحاد النقابي الرسمي التابع كليًّا للحزب الحاكم، توجّه في مطلع نيسان الحالي حسين مجاور، رئيس اتّحاد عمّال مصر، إلى د. يوسف بطرس غالي، وزير المالية، مطالبًا إيّاه بعدم الاعتراف بالنقابة الجديدة لموظّفي الضرائب العقارية. وفي ردّ على هذا الموقف، أعلن كمال أبو عيطة، القيادي في النقابة المستقلّة: «إنّ حسين مجاور لم يقف بجانبنا من قبل، وعندما تحرّكنا للبحث عن حقوقنا وقف ضدّنا." وتابع: «من حقّ موظّفي الضرائب العقارية عندما تتقاعس نقابتهم عن تفعيل دورها لخدمتهم، وعدم الوقوف بجانبهم أن يبحثوا عن بديل آخر، ووجدنا البديل في نقابتنا المستقلّة التي تتّخذ الآن جميع الإجراءات اللازمة لحلّ مشاكل الموظّفين وانتزاع حقوقهم." (البديل المصرية 2/4).

يجب التنويه إلى أنّ الوقفة الحازمة التي وقفها موظّفو الضريبة العقارية في وجه مندوبي الحكومة، تعبّر عن جوّ التحدّي الذي يميّز اليوم عمّال وشعب مصر عامّة. وكانت وقفة المعلّمين ومنظّمتهم المستقلّة "معلّمون بلا نقابة" ضدّ الحكومة تعبيرًا آخر للمزاج الشعبي العامّ.

تقرير الصحفيين آدم مورو وخالد موسى العمراني (تقرير وكالة الأنباء المستقلّة IPS 16/3) يشير إلى سلسلة من الإضرابات العمّالية والتحرّكات الشعبية التي بدأت في شهرَي شباط وآذار الماضيين بدعوة من المحامين إلى إضراب احتجاجًا على تشريع قانون في البرلمان يهدف إلى رفع الرسوم في المحكمة. واستمرّ التحرّك في إضراب الإداريين في المدارس الذين احتجّوا على عدم دفع العلاوات التي وعدت بها وزارة التربية. وفي الخامس من آذار قام العمّال في مصنع النسيج الذي تمت خصخصته حديثًا باعتصام بسبب عدم إشراكهم في أرباح المصنع. وفي أغلب النزاعات العمّالية ينجح العمّال في إجبار الحكومة على تقديم التنازلات، الأمر الذي يدلّ، في رأي عبد الحليم قنديل (محرّر صحيفة صوت الأمّة) على إصرار العمّال وقوّتهم".

على خلفية الغليان الشعبي العامّ وشعور الشعب المصري بأنّ النظام السياسي والاقتصادي القائم يشكّل عائقًا أمام تقدّم البلاد وحرّية أبنائها، يبدو أنّ الدعوة التي يطلقها شباب 6 إبريل قد لاقت آذانًا صاغية. حتّى لو لم يُعلن عن إضراب في هذا اليوم، إلاّ أنّه يمكن القول إنّ الدعوة إلى جعل السادس من نيسان يومًا تاريخيًا للطبقة العاملة المصرية بحدّ ذاتها هي خطوة جريئة تستحقّ دعم كلّ الأحرار وكلّ الحركات العمّالية في العالم.

* * *
بيان للشارع من موقع شباب 6 إبريل

بيان للشارع .. اطبع و ارمِ من فوق العمارات و من فوق الكباري يوم الإثنين 6 إبريل 2009 لازم كلّ الناس يطالبوا بحقّهم
شارك فى يوم الغضب والإضراب … 6 إبريل 2009
طالب بحقك وخليك مصرّ عليه .. لإنّ الحكومه لازم معاها الضغوط المستمرّة واننا نقف مع بعض
لا يسقط حقّ وراؤه مطالب
يوم 6 إبريل هو يوم الغضب العام
لو إنت عامل يبقى فى يوم 6 إبريل توقف المكن و تعلن إضرابك علشان مطالبك المشروعة و لو حتى تعمل إضراب لوقت معين
لو إنت موظف يبقى تضرب عن العمل
إعلن عن الاضراب داخل مصنعك أو مؤسستك أو شركتك وطالب فى اليوم ده بحقوقك
لو تقدر تجمع الناس وتعملوا اعتصام عند إدارة الشركه .. أو ممكن تتجمعوا مع باقي عمال مصر عند الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بشارع الجلاء
لو طالب وبتعاني من التعليم السيء والمصاريف العالية يبقى روح الجامعة و امتنع عن الدراسة وشارك مع زمايلك فى المطالبة بالحقوق الطلابية أثناء التظاهرات والمسيرات داخل الجامعة … يوم الغضب والإضراب هايبقى في كل جامعات مصر
لو أنت مهندس وعايز نقابهة حقيقية يبقى اعمل إضراب عن العمل وانضم للاعتصام أمام نقابة المهندسين
لو إنت طبيب وبتطالب بالكادر شارك فى الوقفة الاحتجاجية عند نقابة الأطباء
لو إنت سواق وبتعانى من أسعار البنزين ماتشتغلش يوم 6 إبريل
لو إنت صاحب محل يبقى اقفل محلك فى يوم 6 إبريل
لو إنت أي حاجة … شارك بأي صوره تحبها … نظم إضراب عن العمل أو نظم اعتصام صغير أمام الإدارة أو شارك في التظاهرات المعلن عنها أو امتنع عن شراء أي سلعهة يوم 6 إبريل.. ولو خايف من كل ده يبقى خليك فى البيت أو لو هاتنزل يبقى تنزل من البيت وإنت لابس أسود
مفيش حاجة بتمنع إنك تلبس أسود
أماكن التظاهرات لو تحب تشارك
الساعة 12 عند مبنى اتحاد نقابات عمال مصر بشارع الجلاء
الساعة 3 عند نقابة الصحفيين
وفي وقفات احتجاجية أمام مقرات الأحياء ومقرات الحزب الوطني وفي الميادين العامة بكل محافظة
شارك بأي صوره تحبها .. لإن الحل الوحيد لسوء الأوضاع فى مصر اننا نقف مع بعض ونتكاتف ضد الحكومة الفاسدة اللي بتدبحنا كلنا
فى الدول المتقدمة بنلاقي هناك الحكومة هي اللي بتخاف من الشعب وبتخاف تاخد أي قرار غلط
فى مصر بنلاقي الشعب هو اللي بيخاف من الحكومة … وده سبب كل بلاوينا لإننا إحنا اللي بنسمحلهم بسرقتنا
شارك فى يوم الغضب … الإثنين 6 إبريل 2009-