أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طاهر الشيخ - ماذا يحدث في الصين؟














المزيد.....

ماذا يحدث في الصين؟


طاهر الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 06:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تشكل المظاهرات التي تشهدها الصين حاليًا ضد القيود الصارمة التي تتخذها السلطات لمكافحة فيروس كورونا تحديًا سياسيًا غير مسبوق للرئيس الصيني الذي لم يعد أمامه خيارات سوى القمع أو تقديم التنازلات، وإن لم يكن مستبعدًا أن يزاوج بين الخيارين.

رفع عدد كبير من المتظاهرين أوراقًا بيضاء، وهو تكتيك في الاحتجاجات لتجنب الرقابة أو الاعتقال، ولكن آخرين طالبوا صراحة بتنحي الرئيس شي جين بينج، ورغم الرقابة الشديدة انتشرت أخبار الاحتجاجات وكذلك الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وزاد من عمق التحركات الجماهيرية التراجع الاقتصادي نتيجة لانهيار قطاع العقارات وتزايد البطالة بين الخريجين، علاوة على غياب المستقبل أمام الطلاب، مما يخلق الكثير من الأسباب لمثل هذه الاحتجاجات.

ويبدو أن سياسة الرئيس الصيني المتمثلة في الوصول إلى “صفر كوفيد” كانت كلمة السر في اندلاع مظاهرات على النطاق القومي حول مطلب واحد منذ مظاهرات ميدان السلام السماوي التي قمعتها دبابات الجيش عام 1989.

وقد تؤثر عملية الإغلاق، التي طالت العديد من المدن الرئيسية بما في ذلك أجزاء من العاصمة بكين، على 30% من الإنتاج.

منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، كان الاستثمار في البنية التحتية الممول بشكل متزايد من خلال جميع أنواع عمليات الاحتيال هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ولكن حملة القمع الحكومية العام الماضي أدت إلى انهيار هذا القطاع. حيث كان هناك اعتقاد بأن إنفاق المستهلكين بعد الجائحة قد يساعد في سد العجز وبدلا من ذلك تسببت سياسة صفر كوفيد في حدوث اضطراب اقتصادي متزايد.

ولم يقف تدهور الأوضاع الاقتصادية وحده خلف الاحتجاجات، بل امتد الأمر إلى الإهمال والفساد. فقد أدى حريق ضخم في مدينة أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانج، إلى مقتل عشرة أشخاص، وأُلقِيَ اللوم ع قواعد الإغلاق في عرقلة جهود الإنقاذ، حيث كانت المدينة مغلقة بالفعل منذ ثلاثة أشهر، مما حفَّزَ اندلاع مظاهرات غاضبة في العاصمة وعدة مدن حطم فيها المتظاهرون الحواجز المعدنية وحملوا أوراقًا بيضاء فارغة.

يرتبط هذا الرمز بالاحتجاجات التي جرت في هونغ كونغ عام 2020 حيث حمل المواطنين أوراقا بيضاء للاحتجاج على القوانين الأمنية المشددة في المدينة. ورفع النشطاء الأوراق البيضاء بعد أن حظرت السلطات الشعارات المرتبطة بالاحتجاجات الجماهيرية التي جرت عام 2019 والتي شلت المدينة وانتهت بعد أن قمعتها السلطات بشدة. ويرى البعض أن الحركة المشار إليها ليست بيانًا فقط، بل هي تحدٍ للسلطات، كما لو أن المحتجين يتساءلون “هل ستعتقلوننا لأننا نحمل ورقة بيضاء لم نكتب عليها شيئًا؟”.

وقال متظاهر لوكالة رويترز للأنباء إن “الورقة البيضاء باتت ترمز لكل شيء نريد قوله ولا نستطيع”.

وكان الطلاب بارزين في الاحتجاجات، مثل طلاب جامعتي تسينغهوا وبين، وغرد الأكاديمي الصيني تايسون تشاني في جامعة بيل، بحسب جريدة العامل الاشتراكي البريطانية، قائلًا: “السبب الرئيسي وراء كون الاحتجاجات الصينية بعد 1989 وما قبل 2019 أقل تهديدًا للحكومة أنه لم تكن هناك جهة تنسيق على المستوى الوطني يمكنها حشد الاحتجاجات عبر المراكز السكانية الرئيسية”.

وفي يوم 24 نوفمبر وصل السخط إلى مستوى جديد، بعد أن اشتبك العمال في مصنع عملاق في مدينة تشنغتشو مع شرطة مكافحة الشغب، إذ كان العمال يحتجون على عدم وفاء الشركة بوعدها بدفع مكافآت للعمال المعينين حديثًا الذين اضطروا إلى الدخول في الحجر الصحي أولًا.

ورغم أن هذه السياسة بدت في البداية جيدة بالمقارنة مع الإدارة المهملة والقاتلة للجائحة من أمثال ترامب وبوريس جونسون، وقد حققت نجاحات وربما قدمت أكبر دفعة لشعبية الدولة السياسية منذ أيام الازدهار الاقتصادي، فقد تعطل هذه السياسة، حيث أنه من المستحيل تحقيق “صفر كوفيد” لأن الفيروس متغير، علاوة على أن هناك فجوة ثقة كبير بين المواطنين وبين الحكومة، لذا حدث ما نراه الآن من احتجاجات وباتت خيارات الرئيس الآن إما القمع وإما تقديم التنازلات، أو على الأرجح مزيج من الاثنين.



#طاهر_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طاهر الشيخ - ماذا يحدث في الصين؟