هل الدكتاتورية كانت مفروضة ومؤقتة في ألعراق؟ وهل أن برحيلها سوف يتغير المجتمع بشكل أخر تماما وبعدها نبالغ ونقول أنهم كانوا يعملون لجهات أجنبية ولذلك ارتكبوا تلك ألجرائم الخطيرة ضد الشعب العراقي و الإنسانية؟, أم أننا سوف نبحث وندرس لسنوات طويلة تلك ألفترة من حكم الدكتاتورية ألبائدة إلي أن يصبح بمقدورنا أن نشخص تلك ألعوامل في ألمجتمع والتي ساعدت الحكم الفاشي على ألبقاء ما يقرب من الخمس وثلاثين عاما! خمسة وخمسون عاما مضت على اندحار النازية ولا يزال ألشعب ألألماني يعمل على دراسة وكشف ألحقائق التي استطاعت إن تجند ألشعب ألألماني ألمتمدن لخدمة ألنازية إلى حد نصبها المحارق للبشرية على أساس الدين و العرق.أي وحشية هذه ...؟
لذلك لا يمكن القول بأن ممارسة الدكتاتورية وتورط جزء من أي شعب لممارسة أساليب النازية البشعة ا ن تكون مختلفة من مكان إلي أخر في ألعالم لأن ألازمة تبدآ من منطلق عدم قبول ألآخر ورفض قيم الخير والتسامح وتصبح ألحالة خطرة عندما يكمن في ذلك أغراض سياسية ودولية مختلفة كما حصل في العراق في عهد البعث منذ عام 1968 وحتى تاريخ سقوط النظام عام 2003.
لم يشترك ألعرب والكورد في شئ واحد بهذا ألعمق كما حدث وشاركوا ألألم ألمميت والمأساة الكبيرة التي هزت الضمير الإنساني كما في حالة كشفهم ألقبور ألجماعية التي هي مظهر من مظاهر جريمة ألابادة الجماعية التي لا يمكن غفران ذنب من ارتكبها.فهناك اختلطت جثة ألكردي أثر ألتطهير ألعرقي مع جثة الجنوبي أثرأنتمائه لعقيدته. وهناك من كان في انتظار عودتهم على الأرض...أي ظلم هذا الذي يحصل في غياب القانون ؟
نعود للسؤال المهم ولو انه في هذه ألحالة ضرب من الخيال وهو عودة ضحايا ألتطهير ألعرقي لمدينة كركوك بعد سنوات ألهلكوس ألشنيعة, فهل من المعقول أو من المقبول إن نقول للضحايا من سياسة جريمة التطهير العرقي في أن نطلب منهم أن يبقوا تحت ألأرض دون معالم وأسماء ودون أي حق في انتمائهم لمدينتهم وذلك لأن ليس بوسع ألآخرين فهم قضيتهم أو لان فهم ألآخرين للقضية هي مطابقة للذين ساقوهم من مدينتهم لتلك ألمقابر ألجماعية وبذلك يمكن ألقول بأن ممارسات ألسيد ألقائد لا تزال حية ومباركة!؟
أي منطق هذا الذي تقولونه أنتم أللذين تستنكروا معالجة أثار ألتطهير ألعرقي أللذي تسبب في أن ألشعب ألكوردي يفقدوا %40 من أراضيهم خلال عقود معدودة. فأن صديقكم أي ألنظام الفاشي ذهب إلى غير رجعة وبناء المجتمع والدولة تنتظر الجميع على أسس جديدة تقوم بالقانون وسيلة وبالعدالة كغاية.
لقد تأسف ألسيد هادي ألعلوي من انتمائه ألعربي الذي أشترك به مع ألطيار الذي قصف مدينة حلبجة في كوردستان العراق, ويدعوا السيد كاظم حبيب للتركيز في ألبحث عن ألمؤنفلين والاعتذار لهم عم الجرائم المرتكبة من النظام ضدهم, كما وينادي الأستاذ الدكتور منذر ألفضل بالاعتذار أيضا للكورد وبخاصة للكورد الفيليبين ويدعوا لمعالجة أثار ألتطهير ألعرقي لمدينة كركوك من خلال حل قانوني متحضر يحفظ حقوق الجميع دون تعصب أو انحياز ألا للقانون والعدالة.
أن مواقف هؤلاء السادة – العلوي وحبيب والفضل - لها مكانتها المحترمة تحت ألأرض بين ضحايا ألمقابر ألجماعية وفي قلوب محبي ألسلام على ألا رض والاهم هنا هو أنهم ليسوا فقط أصدقاء إلى الكورد بل للعرب أيضا لأنهم ابتعدوا عن أي تعصب قومي وعن تزييف الحقائق عند ممارستهم لعملهم الوطني المخلص و عند طرح أفكارهم بل كانت ألإنسانية والعمل لخيرها هي ألأساس في ألعلاقة بين ألأمة ألكردية والأمة ألعربية في تلك ألبقعة من ألأرض.
يذكرنا مواقف هؤلاء السادة أيضا بموقف السيد إسماعيل بشقجي, الباحث ألتركي في علم ألاجتماع أللذي يقبع منذ عشرات ألأعوام في زنزانات تركيا دفاعا عن الحق والحقيقة بعدما نادى بان ألكورد هم شعب ليس بتركي.وهذا ما أكتشفه ألبشقجى مندهشا عندما رحل ألي مناطق ألكورد كجندي في نهاية ألستينيات.
.لم يكن بمقدور هذا ألإنسان الخلاص من ممارسات ألنظام التعسفي وبجانب ذلك انتقده الكاتب التركي اليساري عزيز نسين لمواقفه من قضية الشعب الكردي وهنا يشير عزيز نسين إلى البشقجي ويقول( إن لون عيناه ألرماديتين دليل علي ممارسته لخيانة الوطن الكبرى) وهنا يرد البشقجي ويقول إن لون عينا أتاتورك كانتا أغمق من لون عينيه...!.
لم أشاهد السيد منذر ألفضل عن قرب و لا أعرف أي لون تكون لون عينيه لكي أصدر حكمي في تأمره على ألوطن أو لا..!! كما حدث للكاتب الكبير البشقجي ولكننا نرى أن كاظما ومنذرا في ألعراق وبشقجيآ في تركية هم يرفضوا بمواقفهم أولئك من ارتكبوا جريمة خيانة ألوطن ألكبرى, وأن هؤلاء ألسادة ليسوا فقط أصدقاء للأكراد وإنما أصدقاء ألملايين من أبناء ألفلاحين والفقراء من أبناء ألشعب ألعربي ألعراقي والشعب ألتركي أللذين كانوا ولا يزالوا ضحايا ألتجنيد ألقسري ضد قرى أخوتهم ألأكراد من قبل تلك ألأنظمة ألغبية والوحشية التي تركت ألام ألعراقية تنبش بأصابعها ألأرض لضم رفات أبنها ألمؤود ألي صدرها بعد سنوات حروب مجنونة داخل ألوطن ألواحد وخارجه و تلك أزمة تركيا ألاقتصادية التي أثقلتها ألترسانة ألعسكرية لأبادة قرى ألكورد.
تحية إلى هؤلاء ألسادة, أصحاب الكلمة الصادقة والشجاعة و من حملة راية الخير والتسامح, أنهم بجهودهم ينادون بفكرة قبول لأخر ونصرة ألمضطهدين وفضح ألبربرية وممارستها آلتي لا تقدم شيئا للإنسان سوى ألحروب والمقابر ألجماعية وقلب مدمر كقلب ألأم ألعراقية.