|
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 19:25
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع مع التكملة
أيضا البداية مع فقرة من كتاب " البرمجة اللغوية العصبية " ومناقشة مكثفة ومختزلة ، حيث أن الأفكار الواردة ناقشتها سابقا بشكل تفصيلي وموسع : ( لا تتواجد الخبرة البشرية إلا في اللحظة الراهنة ، أما تجارب الماضي فتتواجد على شكل ذكريات وخبرات فقط ، ...، وبالنسبة لتجارب المستقبل ، فهي توجد على هيئة توقعات أو آمال أو توهمات ) . أعتقد أن فكرة هذه الفقرة ، والخبرة المتضمنة فيها مشتركة ، ويوجد اتفاق ثقافي عام ، وعالمي ، حولها يشمل العلم والفلسفة . واختلافها مع النظرية الجديدة ، يقتصر على رفض الموقف السائد _ الموروث والمشترك _ الذي يعتبر أن اتجاه حركة مرور الزمن ، هي نفسها اتجاه نمو الحياة وتطورها : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . .... بدون تصحيح الموقف العقلي من الواقع ، والجدلية العكسية بين الحياة والزمن _ ومن الحاضر بالدرجة الأولى _ سوف يبقى الموقف الثقافي ( العلمي والفلسفي خاصة ) في حالة التخبط ، والتناقض الذاتي ، التي نعرفها في الفيزياء الحديثة وفي فلسفة العلم بشكل صارخ ومخجل . .... ما هي اللحظة الراهنة ؟ تعبير خطأ عن الواقع ثلاثي البعد ، حياة وزمن ومكان ، يتعذر اختزاله إلى اثنين وإلى واحد يتضخم الخطأ بالطبع . توجد ثلاثة أنواع للحظة ، أو النقطة ، أو الذرة ، أو الصفر . ثلاثة أنواع في الحد الأدنى ، الزيادة ممكنة ومرجحة كما أعتقد ، لكن الاختزال خطأ جوهري ونكوص من العلم والمنطق إلى السحر والوهم . بعبارة ثانية ، اللحظة الراهنة تمثل أحد الابعاد الثلاثة للوجود والواقع ، البعد الزمني أو الحاضر ، بينما يتمثل البعد الحياتي بالأحياء ، والبعد المكاني بالإحداثية . .... تعبير النظرية الجديدة عن الحاضر ( بالمعنى العام ) غير كامل ، وغير نهائي . مع أنه يتقدم خطوة بوضوح شديد على الموقف السائد . مثال مباشر ، حدث قراءتك الآن : لنتخيل مراقبا حياديا لعملية القراءة ، التي تحدث عبر ثلاث محاور متعامدة ، الحياة والزمن متعاكسان ، ويتناصف معهما البعد المكاني عموديا أيضا . كل لحظة ، تنقسم إلى ثلاث اتجاهات : 1 _ الحياة من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر ( المباشر ) . 2 _ الوقت أو الزمن بالعكس تماما . 3 _ المكان ، يمثل عامل الثبات والتوازن الكوني . .... الجميع يعرف الماضي والمستقبل ، لكن الاختلاف حول الحاضر ؟ يتحدد الحاضر عبر الحضور فقط ( القارئ _ة ) . الحاضر بطبيعته نسبي ، ويمثل الأزمنة الثلاثة بنفس الوقت ، مثاله اليوم الحالي : يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى : دفعة واحدة . ..... السؤال الرابع ، حول حركة مرور الوقت : اتجاهها ونوعها وطبيعتها ... هل حركة الوقت أو الزمن ، ثابتة أم متغيرة ؟ أيضا ما نوع حركة الوقت ، تعاقبية وتزامنية معا ، أم أحدهما فقط ؟ ناقشت هذه الأسئلة خلال الكتاب الأول " النظرية " ، في نصوص عديدة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . وفي هذا النص سأحاول مناقشتها ، مع بعض الإضافة ، والتوسع . .... ملاحظة هامة يمكن دراسة اتجاه حركة مرور الزمن ، وسرعة مرور الزمن ، ونوعها ، بالرغم من جهلنا لطبيعة الزمن ( الوقت ) وماهيته الحقيقية . لكن ذلك يتطلب التركيز على الموقف الثقافي المشترك والذي يتمثل بمراكز البحث العلمي الحديثة ، والمتفق عليه أيضا بين العلم والفلسفة ، وخلاصته التي نعتمدها كمعيار مشترك وموضوعي . يوجد مثال يوضح الفكرة ، الدراسات القائمة بشأن الفيسبوك ووسائل التواصل الحديثة بصورة عامة . بعبارة ثانية ، على الرغم من عدم فهم طبيعة الزمن أو الوقت ، والتي ربما تبقى لقرون عددية قادمة موضع جدل وخلاف في العلم والفلسفة ، مع ذلك يمكننا الاستناد على بعض التوافقات . مثل تحديد الماضي ، والمستقبل على سبيل المثال : الماضي : حدث سابقا ، وهذ التعريف المشترك بمختلف اللغات . يقابله المستقبل : لم يحدث بعد ، وهو أيضا موضع اتفاق . لكن تبقى مشكلة الجديد والقديم بصورة خاصة . حيث الجديد في الزمن قديم في الحياة والعكس صحيح . المشكلة اللغوية أكثر تعقيدا ، مما كنت أتصورها في الكتاب الأول " النظرية " . وفي هذه المناسبة أدعو علماء اللغة ، العربية خاصة ، لبحث هذه المشكلة الثقافية والتي تتمحور حول المشكلة اللغوية أولا . للتوصل إلى توافقات واقتراحات ، ولو بشكل أولي وبصيغة حوار . والمثال الثاني على التوافق ، النسبي ، بالرغم من الجدل المزمن حول الحدود الموضوعية بين الصحة العقلية والمرض العقلي . لا يوجد خلاف _ حسب علمي _ حول المعيار المزدوج : اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . .... ملاحظة 2 يخلط الجميع ، إلى اليوم الحالي : الجمعة 27 / 8 / 2021 في الثقافة العالمية ( خاصة في الفلسفة والعلم ) بين حركة الحياة وحركة الزمن أو الوقت ويعتبرونها واحدة فقط ، بشكل ضمني عادة ، وصريح أحيانا . 1 _ حركة الحياة تتمثل بالنمو بعد ولادة الفرد ، وتطوره من مرحلة الطفولة إلى الكهولة ، عبر مرحلة النضج والشباب . في اتجاه واحد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . 2 _ حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) ، وهي تتمثل بتدفق الأحداث والأفعال أو اتجاهها الثابت ( سهم الزمن ) من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر . على العكس تماما من الموقف الثقافي السائد . هذه الحركة المزدوجة ، ناقشتها مرارا في نصوص عديدة ومنشورة ، وما يزال يصعب فهمها على الكثيرين _ ات . وهذا الموقف المتكرر واللامنطقي ، صار يصيبني باليأس والإحباط . .... 1 هل يمكن تخيل الكون ؟ أعتقد أن مشكلة الواقع ، تتمثل بعدم إمكانية تخيل الكون ولو بشكل غير مباشر ، أولي وتقريبي . عندما نصف الكون بأنه لا نهائي ، او نصفه بالمطلق ، أو الأزلي ( بلا نهاية أو بداية ) ، أو المجهول ...وغيرها ، نكون فقط قد استبدلنا العبارة الصحيحة ، الواضحة والجميلة " لا أعرف " بالتعميم الذاتي والثرثرة . ونكون قد استبدلنا العلم بالحذلقة اللغوية ، والرطانة وهو الأسوأ . .... حركة مرور الزمن أو الوقت ، ونقيضها اتجاه تطور الحياة ؟ أعتقد أن قانون نيوتن الثاني للحركة : لكل فعل رد فعل ، يساويه بالقيمة ويعاكسه بالإشارة والاتجاه . ويمكن اعتباره ، حدسا باكرا للجدلية العكسية بين الحياة والزمن . أحدهما يمثل الفعل والمحرك الحقيقي ، بينما الثاني يمثل رد الفعل . أميل إلى الاعتقاد بأن الحركة الكونية ، الأصلية ، عكسية بطبيعتها . وتشبه حركة الباص المجاور ، بينما الباص الحقيقي ( الذي يتواجد فيه المشاهد أو المراقب ، في وضه السكون لا الحركة ) . بعبارة أوضح : ما يشعر به الانسان ، ويعتقد انه الحقيقة في حركة الأيام أو سهم الزمن الذي ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، هو خداع حواس . بينما الحقيقة الموضوعية تتمثل بمرور الوقت من الغد والمستقبل إلى الأمس والماضي ، عبر الحاضر . بكلمات أخرى ، حركة الحياة هي رد فعل على حركة الوقت ، تساويها بالقيمة وتعاكسها بالإشارة والاتجاه . .... 2 مثال تطبيقي جديد على المشكلة اللغوية الاتجاه والمعنى والغاية ؟ الغاية خاصية للكائن الحي ، والانسان أولا . المعنى يتضمن الغاية ، بينما الغاية حالة خاصة من المعنى العام . الاتجاه يتضمن المعنى ، بينما المعنى حالة خاصة من الاتجاه . هل للزمن ( الوقت ) معنى وغاية ؟ أعتقد أن السؤال غير علمي ، أو غير منطقي على الأقل . هل للحياة معنى وغاية ؟ أعتقد أن السؤال ضروري ، وسوف يثير اهتمام فلاسفة العلم خصوصا خلال النصف الثاني لهذا القرن ، وما بعده أكثر . هل للزمن اتجاه ؟ نفس السؤال ، هل للحياة اتجاه ؟ اتجاه الحياة على النقيض من اتجاه الزمن ، لا يوجد أحدهما بمعزل عن الثاني ....الحياة والزمن وجهان لعلمة واحدة ، لكنها ثنائية بطبيعتها . .... الأسئلة المنطقية عن الزمن ليست نفسها عن الحياة ، مع أنهما متلازمة . .... لا يمكن معرفة الزمن قبل التقاءه بالحياة . ولا يمكن معرفة الحياة قبل التقاءها بالزمن . .... الحياة بين الصحة والمرض ، نوعية ونسبية بطبيعتها . الوقت بين الطول والقصر ، كمي وموضوعي بطبيعته . .... الحياة نسبية ، وتختلف في كل لحظة عن السابقة واللاحقة ، كما أنها تتغير بطرق ذاتية لا يمكن تحديدها مسبقا . الزمن ( الوقت ) موضوعي ، ولا فرق بين لحظة وأخرى سوى بدلالة الحياة أو المكان . تحتاج العلاقة بين الحياة والزمن خاصة إلى البحث والدراسة ، حسبي أنني فتحت هذا الباب المغلق حتى اليوم . 3
تتغير الحالة العقلية باستمرار ، وهذه خبرة مشتركة ، تمثل الحقيقة البشرية ، وهي موضع اتفاق على غير العادة بين العلم والفلسفة والثقافة العامة _ المحلية والعالمية على السواء . محاولة فهم ذلك ، عبر تفسيره بالشكل الصحيح والموضوعي _ بدلالة الواقع والعلاقة بين الحياة الزمن خاصة _ ما يزال خارج الاهتمام الثقافي ، العلمي والفلسفي للأسف . الاختلاف الثابت ، والدائم ، بين اليوم والغد ( بين الحاضر والمستقبل ) يمثل السبب المشترك ، والموضوعي . على الانسان ( على كل فرد ) الاختيار المتكرر بين الحاضر والقادم ، وهذا ما يحدث بالفعل ، حيث يختار غالبيتنا وفي معظم الأحوال الحاضر على حساب القادم والمستقبل الذي لم يصل بعد . المثال الأوضح ، العادة الانفعالية السائدة لدينا ( ثرثرة ، مهدئات ، تدخين ، كحول ، ... وغيرها _ من لا يعرفها ! ) . هي تجسد تفضيل الحاضر ( الماضي عمليا ) على المستقبل بوضوح . والعكس صحيح ، وكلنا نعرفه ونخبره ولكن كحالة خاصة ومؤقتة فقط . بعبارة ثانية ، الحاضر مع أنه حالة مؤقتة ، هو بطبيعته مزدوج ، وثنائي فقط بين اتجاهين متناقضين بطبيعتهما : إلى الأمس والماضي أو بالعكس إلى الغد . .... اختيار الأمس والماضي ، وهو ما نقوم به غالبا ، يمثل اتجاه المرض العقلي النموذجي " اضطراب ثنائي القطب " التسمية الحديثة للعصاب ، وقبله الاغتراب : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . والعكس صحيح ، اختيار الغد والمستقبل يمثل اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . تلك المعادلة المزدوجة للصحة ( أو المرض ) العقلية ، وهي تصلح كاتجاه عام ، للأفراد أو المجتمعات والدول . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة _ الفصل الرابع
-
النظرية الجديدة _ مع مقدمة جديدة
-
النظرية الجديدة _ خلاصة الفصول الثلاثة الأولى
-
طبيعة الوقت أو الزمن _ تكملة الفصل الثالث
-
النظرية الجديدة _ الفصل الثالث
-
النظرية الجديدة _ نسخة ثانية إعادة صياغة ، الفصل الأول والثا
...
-
الفصل الثاني _ تكملة
-
الفصل الثاني _ النظرية الجديدة
-
الفصل الأول _ النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ نسخة ثانية إعادة صياغة
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ / الصديق مروان ناصح
-
النظرية الجديدة للزمن _ نسخة ثانية مع إعادة صياغة
-
التفكير بصوت مسموع
-
الزمن الانساني بين الحقيقي والتخيلي _ محاولة تحديد
-
ثقافة قتل الوقت
-
السؤال الثاني
-
السبب الأول للصراع بين البشر الوقت
-
الجسم والعقل _ الحياة والزمن _ الشعور والفكر
-
مشكلة سهم الزمن _ النص الكامل
-
مشكلة سهم الزمن _ تكملة
المزيد.....
-
لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق
...
-
مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع
...
-
إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
-
عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
-
باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند
...
-
نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال
...
-
سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن
...
-
مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل
...
-
هنغاريا.. اصطدام سفينة مع زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل
...
-
علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|