أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى بشدرى - منظمة الاتحاد الشرق اوسطي















المزيد.....

منظمة الاتحاد الشرق اوسطي


مصطفى بشدرى

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند تمعن النظر في الاحداث التي وقعت في الشرق الأوسط "كإقليم جغرافي" سنرى ان هناك تصارع للكثير من القوى والامبراطوريات والدول العظمى عليه على مر التاريخ.. وسيظهر لنا صورا بعضها واضحة وأخرى لا تتسم بالوضوح والبيان والمرتبطة بطبيعة الفواعل المختلفة التي لعبت ادوراً استراتيجية، واخرى تكتيكية، من اجل الحفاظ على جملة من المصالح اللامتناهية الموجودة في الشرق الاوسط ، بغض النظر عن المنطلقات الفكرية والسياسية لتلك الفواعل.
وبغض النظر عن طبيعة هذه الفواعل _إقليمية كانت ام دولية_ فهم مشتركون في نقطة جوهرية واساسية لا يمكن التغاضي عنها وهي السيطرة على الاقليم الجغرافي في الشرق الأوسط والاستحواذ على ما فيها من ثروات ومقومات جيوسياسية مهمة وحيوية للغاية.
هل من الممكن ان يكون للشرق الاوسط منظمة خاصة بها؟ سؤال يراود اذهان البعض... وهل من الممكن ان نخرج هذه الفكرة من اطارها الفكري والنظري ليكون مشروعا تكامليا على غرار ما انتهجته منظمة الاتحاد الأوربي في إطار نظرية التكامل والاندماج؟ ام اننا بحاجة الى فترات زمنية وتحولات مرحلية وأدراك فكري وتجديد لبنية الانسان الفكرية والعقائدية في المجتمعات الشرق أوسطية قبل البدء بتحويل الفكرة الى واقع؟ لماذا تتكالب الأمم على المنطقة ساعية نحو السيطرة والظفر بأكبر قدر ممكن مما ينعم به جغرافية المنطقة من مقومات اقتصادية وثروات متعددة؟
أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة واضحة، لكن ليس الامر بتلك البساطة فلقد أصبحنا نؤمن بما أطلقه اباؤنا الاولين من مصطلح خلال ما كانوا يرددونه عند تحليلهم المتواضع لماهية ومجريات الاحداث في الشرق الأوسط قائلين ان التكالب الاممي عليهم انما يعبر عن" لعنة ابدية موروثة".
كان لموقع الشرق الاوسط ، من الناحية الاقتصادية والجغرافية والدينية. اثر بالغ الاهمية في رسم الاحداث، وتكالب الدول القوية عليها سواء كان ذلك من خارج حدودها او من داخلها عن طريق وكلاء لها . فبعد سيطرة الدولة العثمانية على الدولة الصفوية في معركة جالديران (1514م) وتكملة سيطرتها على بلاد الشام بأنتصارها على المماليك حلفاء الصفويين في معركة برج دابق (1516 م). كانت اجزاء اخرى شرق وغرب الوطن العربي محتلة من قبل البرتغاليين والاسبان ما بين اعوام (1521 – 1668م). في الوقت ذاته كانت الدولة العثمانية تعيش حالة من الصراعات الداخلية وتئن من سوء الادارة والفساد المستشري في كل الولايات التابعة لها على الرغم من امتعاض وسخط شعوبها مما اثر وبعمق في بنيان وقوة الدولة العثمانية لذا وبحلول (1700م) طردوا من (المجر)، فتحول ميزان القوى على طول حدودها الغربية تدريجيا لصالح الغرب. في ظل الوهن الذي اصاب الدولة العثمانية ارست بريطانيا سيطرتها على الخليج العربي، ثم وسعت فرنسا من نفوذها في كل من لبنان وسوريا. ولم يختلف الامر مع إيطاليا التي استولت عام 1912على ليبيا... وفي خضم هذه الاحداث المتسلسلة وفي إطار المتغيرات التي تسارعت مع تسارع الزمن بات الشرق الأوسط برمته على موعد بعهد جديد سيغير من كل الاستراتيجيات العالمية المستقبلية وهو اكتشاف النفط في ايران عام 1908 ليصبح ذلك الحدث لعنة تلاحق أبنائها جيلا بعد جيل وتجعلها محط انظار "الماكندريين الجدد" ليصفوها بـ "اوراسيا" الجديدة وليتم تطوير نظرية "قلب العالم" بعد ان أصبحت دول الخليج العربي ودول أخرى تنتمي الى الشرق الأوسط جغرافيا محط انظار الجميع. ولقد ادى الاعتماد الغربي على نفط الشرق الأوسط الى تزايد الاهتمام الامريكي بالمنطقة. خاصة في ظل تراجع النفوذ البريطاني فيها ومطالبة الحركات التحررية باستقلالها وخروج المستعمر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
مع بروز الدور الامريكي، واحتدام صراع القطبين الغربي والشرقي شهدت المنطقة مجموعة من الحروب نذكر منها: العدوان الثلاثي 1956 ، وحرب 1967 ، وحرب التحرير 1973 ، والحرب العراقية الايرانية 1980- 1988 ، وحرب الخليج 1991، وحرب احتلال العراق 2003، ناهيك عن الانقسامات التي خلفتها كيفية التعامل مع هذه الاحداث والتي اضافت تركة ثقيلة وترسيخا للموروث الخلافي بين الدول العربية مع بعضها البعض وبينها وبين الاخرين.
في العقدين الاخيرين وعلى اثر تداعيات ما اصطلح عليه بثورات الربيع العربي والتحول في موازين القوى الجديدة وبالذات عقب الدور الذي لعبته روسيا "البوتينية " في المشهد السوري، وتسارع وتيرة مرحلة التغيير السلبي في ما يخص الهيمنة العالمية للولايات المتحدة الامريكية، والنفوذ والحضور شبه المعدوم للدول العربية بدأت الدول الشرق أوسطية غير الناطقة بالعربية (ايران، تركيا ) بممارسة دور اكثر فعالية عما سبق . وأصبحوا يشغلون حيزا مهما يتجاوز حدود دولهم، ليرسموا صورة أخرى لخارطة الشرق الأوسط المستقبلية.. لكن العارفون بشؤون السياسة لا يراودهم الشك ابدا فيما تحمله هذه القوى الإقليمية الثلاث من طموحات تفتح الطريق امامهم لاستعادة امجاد الماضي عندما كانوا يقررون كل شي في الشرق الأوسط ويحاولون جاهدين في وضع اللبنات الاولى لتحقيق اهدافهم تحت عناوين مختلفة. إضافة الى هاتين الدولتين لا ننسى وجود إسرائيل في المنطقة والذي يتطلب امنها حضورا دائما لقوى عظمى تقوم بحمايتها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.
وفي ظل هذا الكم الهائل من الصراعات والتجاذبات، وتأثر النفط سعرا وتسويقا وصرفا، واجهت اقتصاديات المنطقة ما عدا اسرائيل ركودا إضافيا، واصبحت عملية التنمية أكثر تعثرا. فبحسب تقرير الامم المتحدة للتنمية المستدامة في الدول العربية سنة (2020) تسجل المنطقة العربية اعلى مستويات من فوارق في الدخل على المستوى العالمي، ورعاية صحية متدنية وتعليم غير جيد ومستويات عالية من البطالة ولا مساواة بين الجنسين.... هذه من العقبات "الهيكلية والمتجذرة" التي تمنع التحول الى التنمية المستدامة الشاملة للجميع ، ولعل النزاعات في المنطقة العربية كانت من اهم الاسباب التي أدت الى زيادة في معدلات الفقر المدقع مقارنة بعام 2010 حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية. على صعيد اخر، عامل التبعية الخارجية التي ظهرت داخل المجتمعات العربية قد تبلور اكثر عند سعي كل من ايران وتركيا نحو النفوذ والتدخل داخل الجغرافيا العربية، واصبحنا نرى فواعل غير حكومية تنشط على الساحة وتؤثر في مجرى الاحداث مثل ما نشهده في كل من ليبيا وسوريا واليمن والعراق ، حتى وصل الحال بالمجتمعات في بعض البلدان مثل العراق عقب 2003 الى القتل على الهوية مما احدث شرخا كبيرا في مفهوم التسامح والسلم الاهلي وهذا بحد ذاته شكل تهديدا اضافيا على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وتتخبط بلدان اخرى بين حروب بالوكالة وسياسات خارجية إما عنيفة او غير مستقرة كالسعودية والامارات وقطر. ناهيك عن الخلافات والنزاعات حول الحدود وكذلك الموقف من القوميات والحركات الاسلامية المختلفة، فأن الواقع المأساوي والمتهالك في ظل نظام اجتماعي متخلف يعتمد على علاقات القرابة وتمجيد القبيلة وتقديس بعض من الاعراف والعادات والتقاليد السلبية والقديمة وفي ظل وجود الخرافات الدينية الملتصقة بالأديان بهتانا وزورا كل ذلك كان له دورا محوريا في تأصيل هكذا أنظمة، ولم يسلم منها حتى دول الخليج حيث يسودها هدوء ظاهري يستند الى تحسين المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وتراكم الثروة والاستثمار التنموي لبعض مكوناتها ، ولكن خلف هذا الهدوء ثمة توترات مجتمعية لها مسببات طائفية ومذهبية وقبلية وصراعات مكتومة على السلطة والثروة وأزمة في تعريف الهوية الوطنية .
وعندما نقف امام تعريف ومفهوم المنظمات الدولية والاقليمية، نجد التعاون الاختياري يشكل الاساس الاولي والمنطلق الاهم نحو مد جسور وخلق اجواء التفاهم والتفاعل بين الدول المنطوية تحت مظلتها، ونجد ان ه المنظمات الدولية تلعب دورا محوريا في السعي نحو منع حدوث النزاعات وتطورها وتداركها قبل ان تتطور الى حرب من خلال حلها بالطرق السلمية ضمن الاطر المنطقية المستندة الى تفاهمات مشتركة او اللجوء الى التحكيم الدولي...
وبالرجوع الى سؤالنا في المقدمة، عندنا في الشرق الاوسط مجموعة من المنظمات مثل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ، ودول الساحل والصحراء ، واتحاد دول المغرب العربي ،واتحاد دول حوض البحر الابيض المتوسط....الخ. وكل هذا لم يساهم في الحد من تدهور الاوضاع الأمنية مما ولد الشعور العام باننا امام معضلة المعضلات وهي "الامن " فاصبح الاستقرار بكل مستوياته مهددا في الصميم.
فهل يجب ان يمر الشرق الاوسط الذي يحتفظ ب (66%) من احتياط النفط العالمي بما مرت به أوروبا قبل الاتحاد؟ هل يجب ان نشهد حربين عالميتين مدمرتين ومذابح جماعية خلفت اكثر من (60) مليون قتيل، قبل ان تصل اوربا الى ما وصل اليه الحال في اطار الاتحاد الأوروبي؟ لنشهد قيام منظمة الاتحاد الشرق اوسطي أم نقف مرة اخرى امام صحة مقولة الكاتب الالماني "ارنست باخ" ان الحرب تاتي من الشرق وستندلع بسبب الشرق وتحسم في الشرق.



#مصطفى_بشدرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة الاتحاد الشرق اوسطي


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى بشدرى - منظمة الاتحاد الشرق اوسطي