أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - مهزلة يسمونها انتخابات ج2















المزيد.....

مهزلة يسمونها انتخابات ج2


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6863 - 2021 / 4 / 8 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدد موعد لإجراء العملية الانتخابية في تشرين الأول المقبل،ولكن عادت التسريبات لتستبعد مرة أخرى إجراءها في ذلك الموعد.
ومع كل تلك المواقف المترددة وبمرور الوقت نجد الكتل والقوى والفصائل السياسية واذرعها المليشياوية الحاكمة، واستباقا لفرصة الانتخابات المتوقعة، تحاول تقديم نفسها كحامية للديمقراطية والسلم المجتمعي، وتصر على اتخاذ العديد من الوسائل الدعائية لإثبات حسن نواياها والتوافق مع خيارات الناس. وتدعي ممارستها لحراك سياسي يسعى لبث الوعي والسلوك الانتخابي الديمقراطي، وتتزين لغتها بتعابير الكياسة السياسية والثقافية، وترفع شعار النبل الأخلاقية وقبول الأخر ونبذ العنف.
ولكن عقدة الوجاهة المفتعلة هذه والإشهار المخادع لقيم الخير والسلوك الحضاري الفجائي والغريب عن طبيعتها، تفضحه منظومة الأفعال والسلوك العبثي والأناني والمشين الذي تتعكز عليه في تعاملها مع الأحداث اليومية والناس ومؤسسات الدولة، ويطغي على جميع تصرفاتها الانفعال والتطير والاستعداد للغدر بالأخر المخالف وهدر إنسانيته. ونتائج حراكها على الأرض يفضحه سلوكها المتدني وممارساتها للخداع والإيذاء وسوء السلوك، مما يجعلنا على يقين تام بأن هذه الأحزاب والقوى المسلحة بعيدة كل البعد عن الطباع الحضارية المدنية والأخلاق النبيلة. وفي النهاية فهي قوى مخادعة غير مؤتمنة الجانب ولا يمكن تصديق وعودها وعهودها، ولا تحمل بالمطلق غير فكرة السيطرة على إدارة الدولة ومؤسساتها لغرض الإبقاء على حضورها الدائم وسرقة موارد الدولة وتأمين مصالحها والجهات المرتبطة بها، وسعيها الدائم لإقصاء من يريد التنافس أو الحصول على ما يضمن بعض الحريات المدنية والكرامة الإنسانية والمواطنة ألحقه .
وهذه الأحزاب ومليشياتها حريصة كل الحرص وتقاتل لأجل إبقاء آليات وهيكلة الانتخابات مثلما السابق، وتحت سطوتها وسيطرتها، ولا يمكن أن تسمح بتغيير قواعد اللعبة وإقصاء وأبعاد أتباعها عن إدارة مكاتب المفوضية في جميع محافظات العراق، وهو الوضع الذي يسمح لها بشكل ناجز التلاعب بصناديق الاقتراع وفرض الخيارات. ومن هذا تراهم يدفعون عن أنفسهم قلق التغيير بالتصدي لأية محاولة لفرض قانون جديد وحقيقي للانتخابات ومثله لمفوضية مستقلة أو قانون منصف للأحزاب المشاركة.
وتستغل في ذلك سلطة الإعلام كوسيلة للضغط على خيار الناس وتضليلهم ومن ثم تشويه أفكارهم.وبعد أن أمتلك هذه الأحزاب قوة المال ومن ثم الإعلام، فهم يسخرون أيضا القضاء لصالحهم،ويتدخلون في الكثير من حيثيات ووقائع المحاكمات والجلسات واتخاذ القرارات. وبات الكثير من رجال القضاء يخضع لسطوتهم ويلبي طلباتهم وينفذ رغباتهم، ليس فقط في التغطية على جرائم الفساد المالي والإداري التي تقترف بشكل يومي وواسع، وإنما وصل الأمر لصلب العملية الانتخابية. فحين ارتفعت الأصوات منادية باستقلال مفوضية الانتخابات، وتفضيل خيار القضاء لإدارة ملف العملية الانتخابية،سارعت القوى السياسية والمليشيات على الموافقة، ولكن فرضت شروطها على الجميع وسمحت بتشكيل المفوضية من قضاة ليس بينهم من هو بعيد عن الارتباط بتلك الأحزاب، وعين رئيسا للمفوضية قاضيا كان تابعا ومرشحا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وكأجراء وقائي استباقي رفضت تلك الأحزاب إحداث أي تغيير يطال موظفي مكاتب المحافظات السابقين وهم جميعا من بقايا فروض المحاصصة.
وتصر الأحزاب الحاكمة واذرعها على عدم سن قانون حقيقي للأحزاب يضمن ظهور كيانات حزبية بأنظمة داخلية وعضوية تخضع لشروط الشفافية والصدق والمسؤولية الوطنية، وبما يضفي على العملية الانتخابية طابع الاحترام والعقلانية . ولكن خيار السلطة وأحزابها يتوافق والإبقاء على الترشيح والتسجيل المفتوح على مصراعيه لمن يمتلك المبلغ المطلوب تسديده للمفوضية ليسجل ككيان أو حزب دون التدقيق بطبيعته وأهدافه وحصوله على الشروط المناسبة التي تؤهله لخوض الانتخابات. وهذه الحالة تكون وسيلة فعالة من وسائل تشتيت الأصوات والاستحواذ عليها لاحقا وفق قاعدة منحها للفائز الأكبر.
ومثلما ترفض أحزاب السلطة وتوابعها فكرة الرقابة والإشراف ألأممي على الانتخابات خوفا من الفضائح على المستوى الدولي، فأنها تصر على اعتماد الخلط بين العد اليدوي والبايومتري في المكاتب والمواقع التي يتعذر أو يعطل جهاز قراءة البطاقة البايومترية فيها، أو في حالة ظهور اعتراض لاحق على نتائج الانتخابات، وهذا الأمر يمثل الدالة الكبرى لسعيها استغلال هذا الأمر وتمرير عمليات تزوير واسعة لاحقا.
جميع هذه الدلالات تأخذ قيمة متدنية أمام المال السياسي والسلاح المنفلت.فالمال السياسي الذي تعتمر به خزائن المكاتب الاقتصادية للأحزاب والمليشيات والذي يأتي عبر عمليات سرقة أموال الدولة والسيطرة على المنافذ الحدودية وتهريب النفط وابتزاز أصحاب الشركات والتجار وتجارة المخدرات وجميع أوجه الكسب غير المشروع. ومع تدني وعي الناس وضعف الضوابط الأخلاقية وتفشي البطالة وفقر الحال وانعدام الكفاءة وغياب مشاعر الانتماء والمسؤولية الوطنية، عندها يكون المال السياسي عاملا حاسما في شراء الذمم والأصوات وتخريب العملية الانتخابية.
ولكن الأكثر خطورة وتأثيرا على وقائع الحياة اليومية للناس وباتت الحياة معها تتجاوز طاقة الاحتمال، ويفقد المجتمع توازنه بسبب كثافة وجودها وحضورها، هي معضلة انتشار السلاح بمختلف أنواعه الخفيف والثقيل، وامتلاكه واستخدامه من قبل العشائر والمليشيات وعصابات الجريمة. واستفحل أمر هذا السلاح بعد هزيمة داعش ومن ثم سعي إيران للتوغل بعمق الشأن الداخلي العراقي عبر تشكيل مجاميع مسلحة ترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني. وبسبب فقدان الحلول الحكومية في مجابهة هذه المعضلة المرعبة، نجد اليوم أن هناك اختلال كبير بتوازن القوى الوجودي بين هذه القوى المسلحة وسلطة الحكومة، وولد هذا الأمر حالة مفرطة من الخوف والقلق والتوتر عند أبناء الشعب، خاصة بعد أن صمتت الحكومة ومن ثم فقدت هيبتها وتعرضت للاهانات والتقريع المباشر حين الاستعراضات المسلحة التي تقوم بها تلك الفصائل بين فترة وأخرى في العاصمة أو باقي المدن العراقية، ودائما ما تترافق تلك الاستعراضات المسلحة ببيانات وبوسترات تتحدي سلطة رئاسة الوزراء وقوى الأمن والجيش العراقي دون أن تجد رادع يردعها.
هذه القوى والفصائل والمجاميع المسلحة سوف تكون رهان وحصان السبق في الانتخابات القادمة وهي اليد الضاربة للأحزاب الحاكمة وإيران أيضا، بعد أن صنف بعضها ضمن مؤسسات الدولة العراقية وتستلم وتستخدم تجهيزات السلطة ذاتها، وسمح لها المشاركة بالانتخابات مع امتلاكها واعتزازها المفرط بقوة ما تجنيه من سلاح وقدراتها على حسم الكثير من الاعتراضات والخيارات بقوته . فسوف يعهد لهذه الفصائل حسم النتائج عبر تكليفها بتوجيه رسائل تنبيه وتحذير مسبق للجميع، عن مغبة التصويت خارج المنظومة التي تكفل إعادة ذات الهياكل التي بنيت عليها إدارة الحكم والسلطة في العراق منذ عهد رئيس الإدارة المدنية للاحتلال الأمريكي بول بريمر ولحد الآن.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة يسمونها انتخابات
- تلك الأيام من الرعب
- أشباح من عزلة كورونا
- دونية ووضاعة بعض الطقوس الدينية
- صوتك حلو ..ج الثاني
- صوتك حلو ..ج الأول
- مصطفى الكاظمي وأجندة الدولة العميقة
- فوبيا
- فلم سينمائي
- من أكل الطلي الهرفي
- مهام ليست بالسهلة ولكنها ليست مستحيلة
- هل هناك تحولات مرتقبة للانتفاضة العراقية
- الأكاديمي حين يخطئ
- ما آل أليه حال سائرون
- مطاردة الأشباح
- وحدة قوى التيار الديمقراطي هل من مرتجى؟
- الإطاحة بعمر أحمد البشير كان طبخة سعودية
- هل السيد عادل عبد المهدي رجل مجموعة مستقبل العراق؟
- شعار الصداقة بين الشعوب بين النظرية والمآل.
- شعار الصداقة بين الشعوب، بين النظرية والمآل.


المزيد.....




- شويغو يؤكد الاستعداد للمساعدة في تحديد أسباب تحطم مروحية رئي ...
- لحظات نشر التلفزيون الرسمي الإيراني خبر مصرع الرئيس إبراهيم ...
- حوادث من الذاكرة: سياسيون وشخصيات بارزة لقوا حتفهم في تحطم ط ...
- كيف تُحكم إيران بنظام حكم فريد ومعقد؟
- بعد مطالبة -الجنائية الدولية- بتوقيف أهم قادة حماس.. من هم أ ...
- فرنسا تطلق -عملية كبيرة- في كاليدونيا الجديدة لاستعادة السيط ...
- روسيا تطلق لأول مرة أقمارا صناعية للاتصالات بمعيار 5G
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مجموعة ومستودع أسلحة لـ-حزب ال ...
- مدفيديف: زيلينسكي هدف عسكري مشروع لروسيا ويجب محاكمته أو تصف ...
- المرصد الفضائي الروسي يكتشف 130 مصدرا جديدا للأشعة السينية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - مهزلة يسمونها انتخابات ج2