أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!














المزيد.....

من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


من "الرأسين" إلى "الرقبة والرأس"!
جواد البشيتي

إنها المهزلة بعينها أن يحاول هذا المحاوِر الفلسطيني أو ذاك إظهار نفسه على أنه فارس لا يُشقُّ له غبار في حرب الصياغة الكلامية لبعض الأفكار السياسية التي يراد لها أن تغدو موضع اتفاق حتى يصبح ممكنا تحويل "وثيقة الأسرى" إلى ما يشبه برنامجا للعمل السياسي الموحَّد، الذي قد يدرأ، في نتيجته الدولية الأولية، عن الفلسطينيين كارثة إنسانية حقيقية ووشيكة، ويكفيهم، أو يكفي حركة "حماس"، شرَّ الاستفتاء الشعبي. الفلسطينيون لديهم من معاناة الحصار المالي والمعيشي والاقتصادي الدولي والإسرائيلي (والعربي ـ الإسلامي من الوجهة الواقعية والعملية) ما لا يسمح لهم بالافتتان بـ "الجهابذة" الذين ينفقون الجهد الجهيد في سبيل إظهار أنفسهم على أنهم ليسوا من صنف أولئك الذين، بقلة فطنتهم، أوقعوا أنفسهم بأنفسهم في فخ "أل" التعريف الشهيرة التي تضمَّنها، أو لم يتضمَّنها، قرار مجلس الأمن الرقم 242، وكأن غياب تلك الـ "أل" هو السبب الذي منع العرب من استعادة أراضيهم التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967. ذلك القرار الدولي كان سيئا، ولكن هل تعلمون لماذا؟ لأن "الواقع العربي" كان، ومازال، سيئا؛ ولو كان (أي الواقع العربي) غير ذلك لما كان (أي القرار الدولي) سيئا، ولما ظهرت "أل" التعريف على أنها مشكلة يستعصى حلها.

إنهم يتلهون، الآن، عن "الواقعية السياسية"، أي عن السياسة التي يؤيدها ويقرها الواقع السيئ جدا بالنسبة إلى الفلسطينيين، بالصياغة الكلامية، وكأنهم يكفون أنفسهم شر جعل ألسنتهم قيودا على أيديهم إذا هُم اختاروا من "الكلام الجامع المانع" فحسب تلك الكلمات الخمس أو الست، والتي منها، على سبيل التركيز لا الحصر، "تركيز" المقاومة أم "حصرها" في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حرب 1967.

إذا أخذوا بمبدأ "التركيز" فهذا معناه أن بعضا من العمل العسكري الفلسطيني، وبصرف النظر عن شكله، يمكن أن يستهدف سديروت أو غيرها من "الأراضي الإسرائيلية". وهذا الاستهداف يمكن أن يكون بـ "صاروخ" أو بـ "قنبلة بشرية". أما إذا أخذوا بمبدأ "الحصر" فهذا إنما يعني أن الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حرب 1967 هي وحدها التي يمكن ويجب اتخاذها مسرحا للعمل العسكري الفلسطيني.

على أن اتفاقهم على "التركيز" أو "الحصر" لا أهمية سياسية عملية له؛ لأنه يجب أن يُنْسَخ باتفاق على ما يشبه "الهدنة طويلة الأجل"، التي بموجبها يتوقف الفلسطينيون عن المقاومة العسكرية، مهما كان شكلها، قبل انتهاء "الاحتلال".. ومن أجل إنهائه عبر بدء تفاوض سياسي جديد يمكن أن يقي الفلسطينيين شر مزيد من الأحادية الإسرائيلية في الحل.

إن كل "وثيقة الأسرى" لا أهمية سياسية عملية لها إذا لم تأتِ بما يشبه ذاك السطر الشهير الذي تضمَّنته "مبادرة السلام العربية"، فحركة "حماس" مدعوة إلى أن تتبنى من "الوثيقة"، وبصرف النظر عن لعبة الصياغة، ما يسمح بإظهار الحركة على أنها قد لبَّت من شروط ومطالب "المجتمع الدولي" ما يكفي لإنهاء "الحصار"، ولبدء مفاوضات سياسية "وقائية"، أي تقي الفلسطينيين شر "أحادية اولمرت"، بين منظمة التحرير الفلسطينية، عبر رئاسة السلطة الفلسطينية، وحكومة اولمرت.. ومدعوة، أيضا، إلى احترام هذا "التفويض التفاوضي" حتى يأتي بـ "الاتفاق"، الذي لن يستمد شرعيته الفلسطينية إلا من "استفتاء شعبي"، أو من "الهيئة البرلمانية الجديدة" لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي يُعدُّ "المجلس التشريعي" جزءا من أجزاء عديدة تتألف منها.

في "الوثيقة المتحوِّلة إلى اتفاق" لم يتحول بعد، وربما لن يتحول، إلى حقيقة واقعة، يمكن ويجب أن تتنازل "حماس" بما يكفي لإنهاء الحصار وبدء العمل بـ "التفويض التفاوضي"، وبما يسمح لها، في الوقت نفسه، بأن تظل قادرة على نفي أنها قد اعترفت بإسرائيل.

ومع هذا الاتفاق المحتمل، تظل "حماس" محتفظة بهيمنتها على "المجلس التشريعي"، وتظل لها اليد الطولى في أمر حكومة ليس لها من يد طولى في الملف السياسي الأول، أي ملف مفاوضات السلام.. ومعه، ومن الوجهة العملية، تصبح الحكومة معارضة، وتصبح المعارضة حكومة، أي تنتهي مرحلة "الرأسين" لتبدأ مرحلة "الرقبة والرأس"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية جثة رهينة رابعة استعيدت من غزة بعد يوم من ...
- خبير: روسيا والصين تسعيان إلى بناء نظام عالمي عادل
- سبب الارتباك الأميركي أمام موقف الصين وروسيا من تايوان
- ناريندرا مودي: عقد من الشعبية والاستقطاب السياسي في الهند
- خبير: زيلينسكي يشعر بخيبة أمل بعد زيارة بلينكن إلى كييف
- خبير: العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استر ...
- مقتل 20 فلسطينيا وعشرات الجرحى والمفقودين في غارة إسرائيلية ...
- وزير الداخلية الأردني: لا دليل ملموسا على وقوف دولة بعينها و ...
- أداة بيولوجية قوية لمكافحة تغير المناخ!
- دراسة: -كوفيد- ما يزال أكثر فتكا من الإنفلونزا


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!