أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن الياسري - لا تعجب فهنالك مبررات لقتل الانسان














المزيد.....

لا تعجب فهنالك مبررات لقتل الانسان


مازن الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 22:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قد يزعج رأي هذا الكثير منكم، ولكني مقتنع بما اقول (السبب الرئيسي لقتل البشر بالعراق وبكل هذا البرود.. هو رخص الانسان الذي بررته ثقافات التضحية والشهادة والموت بل والقتل ايضاً من اجل القضايا والموت من اجل الاخريين) نعم الدم العراقي رخيص ويتاجر به بسهولة منذ عقود وعهود، لازلت اتذكر الرئيس الاسبق صدام حسين عندما اعجب حد الهيام بقصيدة (عشرة) للراحل خضير هادي لآنها تقول (واحد زائد عشرة يصير عشرة .. لآن الواحد راح من اجل عشرة) منطق التضحية اعجب الرئيس فقال جملته الشهيرة (عفية) وكرم الشاعر على هذه القصيدة التي تختصر له ما يريده دوماً من شعبه ان يستعدوا لبذل ارواحهم!!، واليوم نرى منطق وخطابات القادة خاصة الدينيين منهم كله (قوافل الشهداء ومشاريع الشهادة والمضحيين وارواحنا تحت رهن اشارة من الزعيم فلان ونموت ويحيا المقدس علان)، هذا فضلاً عن منطق (الفدوة) فكم منا يقول (ان دماء الناس فداء لفلان والارواح فدوة لعلان والمهم يعيش المقدس وليمت الاخرون فداء له)، وكم من زعيم ديني وسياسي يتاجر بدماء الشهداء يومياً (قدمنا كذا واستشهد منا كذا وشهداء حركتنا ومضحي حزبنا.. الخ) بل الادهى كم مرة نسمعع عبارة (ان سقوط عدد من الشهداء لا يمثل شئ امام القضية)! بل اني لا زلت اذكر رأي احد رجال الدين وهو يبرر لضرورة تمرير الدستور عام 2005 (الدستور الذي جلب كل هذا الخراب الذي نعيش به) حينها وقعت تفجيرات وتهديدات كي لا يمرر الدستور فقال رجل الدين ذاك (وماذا ان قدم شعب العراق ذو الثلاثين مليون نسمة.. ثلاثة الاف شهيد من اجل الدستور)! نعم هذه هي قيمة البشر لدينا ارقام فقط!
لذلك عندما نرى جثث الناس المسالمين بالشارع لا عجب، هم الذين طالبوا بالعدالة بأن يعيشوا بكرامة ببلد ثري تسرق فيه الاموال لصالح السياسي ورجل الدين، لم يريدوا سوى العدالة سوى وظيفة وخدمات افضل نظام صحي افضل بلد فيه مجال للجميع وليس حكر على بعض العوائل والحيتان اموال عامة بالخزانة وليست بجيوب الفاسدين، ورغم عدالة المطالب وسلمية المطالبة بها الا انها جوبهت بعنف شرس تسبب بمقتل العديد.. فمنطق الشهادة والتضحية والدفاع عن القضايا يبرر القتل.. وكالعادة ستجد صورالضحايا لمدة اسبوع على الاكثر في فيسبوك وربما فلكس انيق بمنطقة سكناهم يبقى حتى يصدأ خلال عام او اكثر.. وتنتهي قصة انسان (حياته.. احلامه.. مشاعره.. مسراته.. احزانه.. قصة حبه.. خيباته) انسان له (اب وام واخوة واخوات ربما زوجة واطفال واصدقاء وجيران وزملاء عمل وزملاء دراسة ومعارف في منطقة عمله وووو) كل هذا ينتهي بلحظة.. ثقافة الموت بأسم الشهادة والتضحية تبرر لذلك!
ما اريد قوله ان قتل الناس المستمر وغير المبرر من قبل جهات امنية تواجه التظاهرات ليس سوى نتيجة لآسباب اعمق بثقافة مرضية تسري داخل الفكر العراقي تبرر القتل والموت من اجل المقدسات المختلفة.
كي نصبح بشر حقيقيين يجب ان نعرف بأن حياة الانسان هي الاقدس.. نعم الانسان هو المقدس وليس هنالك اي مبرر او مسمى لسلبه حق الحياة وتغليف خسارته بمسميات كالشعارات الفضفاضة لا تعوض خسارته.
دم الانسان هو الخط الاحمر وهو التاج وهو المقدس.. وعلى المجتمع التوقف عن ثقافات التضحية والشهادة والايمان بالدفاع عن حق الانسان بالحياة وعلى الحكومة ان توقف هذا العنف الهمجي فوراً وتحاسب مرتكبيه.. وان تفهم بأن واجبها الرسمي هو حماية الارواح وليس العكس!
مازن الياسري



#مازن_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة للسيد وزير الثقافة العراقي.. حول الاثار العراقي ...


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 مايو 2024
- بيان الحزب الشيوعي العراقي: إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 ...
- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن الياسري - لا تعجب فهنالك مبررات لقتل الانسان