أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل جاسم الأسدي - النصف الفارع أو المليان.














المزيد.....

النصف الفارع أو المليان.


عادل جاسم الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 12:49
المحور: كتابات ساخرة
    


النصف الفارغ أو المليان.
وانا أشاهد قناة فتافيت لفت انتباهي عبارة ، أحضر نصف كوب ماء ، وبينما أحاول التركيز في بقية المكونات انقطعت الكهرباء !! تذكرت أن سلك (واير) السحب قطعته سيارة البراد ، هذه (الامبيرية) تذكرني بالامبريالية!! وكم كنا نرمي عليها بأخطائنا ، ونتوهم إنها تريد النيل منا !! او انها تجلس لنا خلف الباب!! مثل أم المساحي أو الكرطة ، التي تأكل الصغار وتعض الكبار من مناطقهم الحساسة!!
إنها جعلتني أفكر بالنصف وتركتني في المنتصف ، انتظر حتى تعود الكهرباء ، ولكن بقيت عبارة نصف كوب ماء !! عالقة في ذهني ، حتى سمعت صياح جارنا وهو يتشاجر مع محصل الكهرباء ، بعد أن صدمه بقائمة كهرباء خيالية ، قائلا :نصفكم حرامية !! حمدت الله على نعمة سكن الحواسم.
حينها علمت أن كلمة النصف لها معنى ، فعندما نقول : نصفهم خونة !! الحمد لله ، ربما نكون في النصف الآخر ، وعندما نقول نمسك العصى من المنتصف ، هذا يعني أننا بين نصفين متأرجحين ، وهذا ما تقوله حكمة السياسي ، وهو يضخك على بسطاء الشعب ، انه يمسك بالعصا من المنتصف ، لا يعرف غير مهنة ترويض الشعب ، ربما نسمع ، العصا لمن عصا!! لمجرد إبداء رأي مخالف ، وهو من الحمد أيضا !!.
إنها سياسة النصف الفارغ أو النصف المليان.
فعندما تسرق نصف ميزانية البلد ، نحمد الله أننا نمتلك منها نصف مليان!! وعندما ينتخب نصف الشعب ممثليه من اللصوص والحرامية ، نعرف أننا بخير ؛ لأننا نملك في النصف الآخر ماهو شريف ونزيه ، وعندما يتقمص نصف الشعب دور المؤمن المسلم ، نعرف أن النصف الآخر هم من الكفار!!
بعض الأنصاف تشحذ الهمم ، أتذكر أحد المذيعين ، عندما يقرأ بيان انتصار الجيش ، واصفا العدو بأنصاف الرجال ، ويفتخر انه غلب نصف رجل!! الآن عرفت ان القدس عربية ، ولكنها في النصف الاسرائيلي المليان ، والعرب في النصف الفارغ !! يبدو أن هذا النصف جعلني أشعر بالجوع ، وأتذكر نصف نفر الكباب الذي اكلته في مطعم الطريق الخارجي ، كان اسمه يوحي إليك انك تأكل من ثمار الجنة ، وتخدم عليك حور العين !! آه !! كم شعرت بالمغص ، لأني أكلت النصف الخربان ، الذي جعلني أتقئ نصف معدتي من شدة الغثيان !! كأني دودة مضرة فقدت نصف كيانها !! كان علي أن أطلب النصفان!! ولا التفت إلى هذا الاسم.
عاد النصف للظهور من جديد وجلب معه صدى الأنصاف ، نصف حباية ، نصف ردن ، نصف عرك ومزة. ...اهرب من ذلك !! أتذكر جارتي العانس كانت تدلعني وتقول : نصفي الحلو ، وأتذكر عبارة نصف المهر ، وهي لا تعلم لماذا أتذكر - نصف المهر- !! عندما اسكر وافكر أني خطبتها!! وكم اغرتني بالإستماع لبرنامج طلبات الاغاني من إذاعة صوت الجماهير ، وهي تهديني اغنية ، تاركني بنص الدرب توعدني لك سنتين...
ساعتها اثني على الحمار لأنه يعرف دربه!!
بحثت في الكوكل عن عبارة ، أحضر نصف كوب ماء ، فوجدت مئات الأكلات والتجارب تبدأ بنصف كوب ماء ، وعلمت أنها نهاية مأساة شعب يقتل ويسبى ويهجر ، تبدأ بأحضر نصف كوب ، بعدها يشربه الجاني نصف كوب الماء هذا.
وعاد النصف هذا المنصف بلا انصاف ، علمت اني في منتصف الدرب ، لا أعرف النهاية ، ولا أستطيع العودة إلى البداية ، ولا زالت الوعود بنهاية المأساة في كل عام.



#عادل_جاسم_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...
- كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة ...
- المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار ...
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- مصر.. فنانة مشهورة تشتكي للشرطة من -إزعاج- السودانيين
- -تشريح الكراهية-.. تجدد نزعات قديمة في الاجتماع الحديث
- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل جاسم الأسدي - النصف الفارع أو المليان.