أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه العامر - رحلة الموت















المزيد.....

رحلة الموت


حمزه العامر

الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 13:13
المحور: الادب والفن
    





سأكتب اليكم بعض من قصة رحلة مجد حمزة عبد الله عيدان




الانتظار صعب جدا وممل سبعة ايام كانت طويلة جدا اطول يوم اليوم الأخير حيث صرت اعد الساعات والدقائق لكي يأتي موعد الانطلاق من جزيرة بالي هذه الجزيرة التي وصلت لها بعد سفر 42 ساعة بالباص عبرنا فيها بحر جاوة وكان خطرا ولكن ليس كثيرا حيث كنا نركب عبارة حديثة جدا هذه الجزيرة النائية جدا أناسها جدا طيبون وبسيطين تكثر فيها الديانة الهندوسية بشكل ملفت للنظر بالإضافة إلى المسيح والمسلمون وعلى الرغم من قلة هؤلاء المسلمين لعشنا مشكلة حقيقية بالنسبة للأكل حيث تعرفت على شخص مسلم يمتلك مطعما ولا يملك من الاسلام سوى اسمه قضيت تلك الايام السبعة في الشارع تنهال علي عروض ممارسة البغاء جاءني اتصال بأن يكون موعد التحرك الساعة 30-12 ليلا حينها كانت الساعة 11 مساءا الانتظار كان صعب مللت الانتظار واستسلمت للنوم وفجأة سمعت الصوت ينادي بالتحرك نحو الباص ففزعت حينها كانت الساعة 30-3 فجرا الرحلة كانت صعبة ومتعبة ومجنونة وكان معي في الباص مجموعة من الأفغان الرحلة متوجهة إلى مصير مجهول حتما يكون الموت بانتظارنا واستمرت نحو 24 ساعة تخللتها العبور بعبارة خلال البحر الاندنوسي والمحيط الهادي حيث تكثر أسماك القرش المتوحشة ظل الباص يمشي ليلا حتى الساعة ال1 ليلا ثم فجأة توقف الباص ونزل الكل ثم تحولنا الى باصات صغيرة تسع ل25 شخص كانت الباصات تصعد الجبال ونحن تغلغلنا التعب والخوف من القادم وفجاة لا نعرف لماذا توقفت الباصات في غابة ونزلنا لانعرف لماذا ولا الى اين ذاهبين الليل يلفنا بجنونة عددنا تقريبا 140 شخص حائر سالت الدليل الى اين نحن ذاهبون لم يجب سوى بالانتظار جاءنا النداء تحرك راجلا الى اين الكل لايدري ونسال الدليل لا يتحدث الانكليزية مشينا بطريق جبلي وعر تارة صعود وتارة اخرى نزول وكاننا في مهمة عسكرية وانااحمل على ظهري ما يقارب 75 كغم وفي كلتا يدي 50 كغم والضوء اللايت في فمي لكي يضى لي الطريق مشينا نتعثر بخطانا والكل يصرخ اطفى الضوء لكي لايكشف امرنا في هذة اللحظة احسست اني اسير في طريق غير شرعي التهريب كلمة لفظها سهل ولكن عندما يعيشها المرء يعرف مدى مرارتها الكل سبقني لانهم لايحملون بقدر ما احمل من حقائب كلها عزيزة علي اي حقيبة اضحي بها حقيبة الملابس وبعض الكل والماء على ظهري وفي اليد اليسرى كيسين احدهما فية وثائق مهمة من المستحيل ان ارمية والكيسالاخرفية ماء وطعام واليد الأخرى فيها تموين لمدة اسبوعين من تمر وحليب وعصير فواكه متنوعة لا استطيع ان ارمي اي منها عندها قررت أن أجلس لكي استريح قليلا فسالت الدليل أجاب بجملة قصيرة مسافه طويله جدا ... هذه الكلمة ولدت إحباط لدى وفجأة سمعنا صوت من الاسفل تحركوا إذا طلعت الشمس عليكم واكتشفوا الامر تلقي القوات الاندونيسية القبض عليكم الكل بدا يركض حتى وصلنا إلى الساحل وقفنا بانتظار القارب الصغير الذي سوف ينقلنا إلى السفينة في فترة الانتظار البسيطة هذة تذكرت كل من احب واصابني الندم على السفر هل من المعقول أن الإنسان يدفع الاف الدولارات من اجل ان يموت ظهرت نجمة الصباح وبزوغ الفجر جاءنا القارب ينقلنا إلى حتفنا الأخير المصير الذي اخترناه مشى القارب بنا لمدة عشر دقائق وكان ماء المحيط لايبعد عنا سوى سنتمترات بدء الرعب في جميع النفوس حتى وصلنا السفينة وكانت الصدمة الكبرى حيث تفاجئنا بقارب صغير الذي وصلنا اليه ونحن بحدود 70 شخص ويريدون أن يأتوا بمثل هذا العدد وهو لا يتسع الا الوجبة الأولى . الخوف من المجهول مرسوم بوجوه الجميع واحد نظر الى الاخر هذا القارب الصغير الذي ينقلنا الى استراليا غير معقول لانه صغير جدا وباول موجة في المحيط سوف يغرق هذا ما قاله الشيخ وأضاف قائلا صدقوني اني لي تجربتين فاشلتين لكي اعبر هذا المحيط المجنون و بمركبين كبيرين الكل مذهول من هذا الكلام أما أنا فقلت كله بامر الله أليس الله اعطانا العقل لنفكر ولا ترموا انفسكم في التهلكة الكل عندهم ستر الانقاذ الا نحن هذا ما زاد خوفنا قسم منا قرروا عدم المغادرة والعودة أو أن يؤتى بمركب اخر اكبر وأمن وذو محرك كبير وبقوة اكبر من هذا الذي نحن فيه الآن وفيما بعد عرفنا أن جهاز تفريغ الماء عاطل والوقت يمضي بطيئا ثقيلا ونحن بانتظار الليل ووحشته بانتظار شي لا نعرف ما هو ولكن لايوجد بأيدينا شيء آخر سوى انتظار السفينة وسط البحر تحيط بنا المياه من جميع الجهات المحرك متوقف السماء صافية وكأنني أول مرة أرى فيها السماء كثيرة النجوم وكان نجوم السموات كلها تجمعت فوق راسي تعب الطريق والخوف والإرهاق انقضت على بدني واستسلمت للنوم لكن اين انام فالكل نائمون افترشت خشب السفينة والتحفت النجوم والكل فعل ذلك واستسلمنا للنوم عميق ليلة طويلة وصعبة كنا بانتظار صباح فية خبر سار النهوض كان مبكرا لان لان النوم كان مبكرا نومنا كان عندما بدأ الظلام يكتسح البحر والنهوض عندما بدأت في الأفق ملامح يوم جديد ونجمة الصباح تدل على ذلك عدد قليل نهض للصلاة وانا منهم هذا العدد بدأ يزداد بازدياد الخطر الساعة الان تشير ل9 صباحا كل الأنظار متجهة صوب الساحل بانتظار شيء ما اي شي لاحت في الأفق سفينة كبيرة بدأت بالاقتراب واذا بها تتجه نحونا وعلى متنها حسن ايوب ذلك الرجل الذي هو في مقتبل العمر والابتسامة على وجههة وقال باللغة الانكليزية هذا قارب أكبر بمحرك أقوى ويتسع لعدد كم الفرحة عمت الجميع وبدأنا بنقل الحقائب إلى السفينة الجديدة وكل شخص اخذ محله وقال لنا انتظروا المجموعة الثانية وعند اكتمالها ترحل بكم السفينة وبعد ساعة بدأت الوفود تصل تباعا والتعب مرسوم على وجوههم بعضهم أيديهم مجروحة والإحباط يملى محياهم هذه الوجبة من الأفغان وجدوا أصدقائهم وعانقهم ونفس الأشخاص الذين تعاقبوا تشاجروا في ما بعد على اتفه الاسباب اكتمل العدد وبدأت السفينة تشق طريقها في البحر متحدية كل مستحيلات الأرض واقتربنا من السماء وعليها كل العيون تترقب وتنتظر أي بشرى يحملها ابن او اخ او اب اوصديق في بداية تحركها الكل في الاسفل لايسمح لاحد بالصعود فوق خوفا من حرس السواحل الاندنوسي لكي لا يجهض الحلم الكل فرحا ومرعب بنفس الوقت اردت استراق النظر لكي ارى البحر يقذف زبدة وراءه ويلغي سكونه ما كنت ادري اني سوف ابقى فيه عشرة أيام و اكره كل شي فية ماء استرقت النظر للحظة فصاح الكل علي انزل لكي لا يكشف أمرنا عدت خائبا امل خيبتي معي . كرهت البحر كثيرا ماعدت اطيق ذكرها او حتى النظر اليه كنت اسمع عنه انه مجنون ولكن لم أتصور يوما بهذا الجنون هل حقا المحيطات لاتحب الحياة أم أنها تحب الجبابرة تحب من هو ضخم من هو جبار من قلبه قاسي عشرة أيام وسفينتنا تلتحف السماء عشرة أيام في مسير بحري شاق مشت السفينة في أول يوم لها في البحر وكأننا نسير على زجاج السرعة متوسطة تقريبا 10 كم في الساعة العيون تترقب والقلوب تبتهل إلى الله اغلب الذين جاءوا معنا لديهم تجارب فاشلة في العبور من المحيط الهندي اول يوم قضيتة في داخل السفينة لم اخرج ابدا ولو للحظة واحدة هذا المحيط الذي لا اعرفه وكما سمعت ليس له صديق خفت ان يمسكني دوار البحر خلال فترة الرحلة كنت افكر هل يأتي يوم و ارقد في سرير لم اكن اتوقع ذلك الكل كان قريب من الله وانا كنت الأقرب إليه أحسست بعظمة هذا الخالق لم اكن يوما بهذا القرب سبحان الله الذي خلق هذا البحر أي تكنولوجيا مستخدمة في تسيير هذه الأمواج والسماء معلقة فيها النجوم بغير أعمدة في هذه الليلة الصعبة دارت في خاطري الكثير عن قسوة قلبي لماذا انا في الغربة ماذا فعلت في نفسي هل حصل شي عظيم لكي اترك من لحب واهلي واصدقائي وبلدي واحب ماهو لقلبي تذكرت وطني الجريح وانا امر بالطائرة فوق كل هذه الدول وسالت نفسي
هل يعرف هؤلاء أن أناسا يموتون بؤسا و قهرا وجوعا هل يعرف الناس ان العراق صار بلدا يحترف البكاء وان الفرات تحول الى اناء يطفح بدموع ذلك البكاء هل يعرف هؤلاء إنا تركنا ذكريات ثلاثون عاما من الفرح والحزن وبدأنا عمرا جديد للاسف لااحد يدري أتراه عشق الوطن والبعد عنه أعطى الاشياء العادية قداسة لايشعر بها غير الذي حرم منها حيثيات صغيرة يااخي في مجريات حياتي قمت افترسها وانظر اليها من عدة جوانب صداقتي معك وفشلي الذي تعرفه وجنوني وحماقاتي وقدري النهاية متى تبدأ لاادري مر يوم الان على المسير ولا جديد تحت الشمس السفينة تسير كما انطلقت عاد الهدوء إلى الوجوه والثقة بالنفس فقط على المحيى اما بالداخل الكل منهار قال لنا حسن الرجل المسؤول عن تهريبنا في البداية لم نصدق ما كان يقول لنا قال إذا كان البحر هادئ فستكون الرحلة 3 ايام اما اذا كان هنالك رياح فستكون أقصى حد 90 ساعة نحن العراقيون كنا أقلية حوالي 14 شخصا امور الادارة والقيادة والتحكم كانت بيد الأفغان كيف لا وهم وهم السواد الاعظم وعددهم تجاوز ال120 شخصا وهؤلاء كل له رأي وله ميول همهم الاول الأكل طوال الرحلة اكل اكل اذا حدثت مشاجرة بينهم بسببها الاكل بأنهم همجيون لو جمعنا جميع من في السفينة فاجعل كل شخص ينام بمساحة بقدر جسمه لكنا بحاجة الى سفينة اخرى لتسع هذا العدد فكانوا عندما ينامون يتجمعون واحد فوق الاخر ونحن ننتظرهم حتى يستيقظوا من النوم وعند ذلك يكون هنالك مكان كافي لنا بالاظافة الى ان هنالك اناس ينامون على سطح السسفينة فهذا العدد الكثير من الافغان جعلهم يسيطرون عليناسيطرة شبة تامة وما عليناسوء ان نصمت ونعض على اصابعنا حسرة وتوعدا الليل لاطويل يااخي وهذ البحر يزيد الليل وحشة تذكرت حادثة غرق الشابين العراقيين اية حماقة ارتكبا ليكونا طعاما لسمك القرش والذي دفعهما للنزول لايبرر ذلك غير قدرهما في السفينة التي رجعت بسبب هيجان البحر كان فيها شخصان مفقودان لم يعرفوهما شخصيا ولكن العدد دل على ذلك كانا نائمان فوق غرفة القبادة نتيجة لقوة الموجة سقطا والسفينة تسير ولااحد يعرف متى سقطا ولااين ومع ذلك حتى لو عرف الجميع من هو الشخص الذي يجازف بحياتة من اجل انقاذ شخص لايعرفة لهذا السبب قررت ان اكون داخل السفينة طوال الرحلة على الرغم من الحرارة العالية ونحن نسير تحت خط الاستواء كنت اخرج فقط لقضاء حاجتي حيث يقع الحمام في مؤخرة السفينة اخر ماتوصلت اليه التقنية كان الحمام مكون من خشبتين بعرض شبر واحد متوازيتين بينهما فتحة نحو الاسفل ويكون المحيط أمام وجهك عندما تنظر الى الاسفل وتت مؤخرتك عندما تجلس رهبة حقيقية انت امام خطر حقيقي اي خطا اواي تحرك من السفينة سوف تقع بهذه الحالة كانت الزيارة قليلة ولان الاكل قليل ايضا والخوف كبير بالإضافة الى ذلك اذا اردت ان تستحم ما عليك سوى ان ترمي بالدلو في المحيط الى ان يمتلئ الدلو وتسحبه بحبل وطول وتتكرر الحالة مرات عديدة لكي يمتلئ بسبب سير السفينة وسرعتها…………... يتبع



#حمزه_العامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه العامر - رحلة الموت