أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي نصيب - النشيج/ قصة قصيرة














المزيد.....

النشيج/ قصة قصيرة


فتحي نصيب

الحوار المتمدن-العدد: 5340 - 2016 / 11 / 11 - 17:28
المحور: الادب والفن
    


النشيج
قصة قصيرة/ فتحي نصيب/ ليبيا
ذات أصيل خريفي عزف (الحاج علي) عن الالتحاق بشلته من المتقاعدين ، فجلس على عتبة بيته ،فيما تعالى صياح صبية يلعبون كرة القدم في الساحة ألقريبة وافترش رفاقه من المتقاعدين أرضا ترابية يلعبون(الخربقة)* وتحلق آخرون يتابعون مجريات اللعب باهتمام وحماس.
ألقى (الحاج علي) نظرة واهنة على جذع شجرة دون أوراق ينتصب إلى جوارها عمود كهرباء معدني فضي اللون دون أسلاك.
انحدرت على خده دمعة ثم أخرى ، وضع كفيه على وجهه ، لكن الدموع تسللت من بين أصابعه.
في اليوم التالي جلس (الحاج علي) عند الأصيل جلسته المعتادة ، شرعت دموعه بالهطول، تحولت بعدها إلى بكاء مكتوم فنشيج استرعى بعض متابعي (الخربقة) ، حينها قرر أن يؤوب إلى بيته درءا لأية تساؤلات.
في اليوم الثالث وأمام عتبة البيت انهمرت الدموع كشلال ،وحين هم بالدخول اكتشف أن جاره(سعيد) يبكي في صمت.
بنهاية الأسبوع لم يعد أحد يلعب (الخربقة)، هجر البعض المقهى،واتخذ جيرانه عن يمينه وشماله وأمامه أماكنهم أمام عتبات بيوتهم وشرعوا كجوقة متناغمة في البكاء الحار.
انتقلت الحالة إلى الشوارع المجاورة وأغلقت المقاهي أبوابها.
استرعت حالة البكاء أمام البيوت عند الأصائل اهتمام رجال الأمن،الذين رفعوا تقاريرهم إلى مسؤوليهم الذين تلقوا الأمر بعدم اكتراث في البداية،ولكن بعد شهر تقريبا توالت التقارير من أحياء عدة متناثرة بالمدينة تفيد استشراء حالة البكاء على عتبات البيوت عند الأصيل.
انهالت التساؤلات من أعلى المستويات لمعرفة أبعاد هذه الظاهرة: هل هي حركة منظمة؟ من يقف ورائها؟ هل تمت بإيعاز خارجي؟وما هي أهدافها؟
حار رجال الأمن ولم يعرفوا الإجابة ،ارتبكت دوائر الاستخبارات الداخلية والخارجية ولم تعرف كيف تتصرف هل تقبض على كل من يبكي في هذه المدينة؟ وما هي التهم التي ستوجه إليهم؟ أم تتركهم على حالهم؟ وماذا لو انتقلت إلى مدن أخرى؟ وهل من سبيل لحجب هذه الظاهرة عن عيون السفارات الأجنبية؟
ماذا لو تم التطرق إليها في الصحف العالمية والقنوات الفضائية الدولية؟
اختفى (الحاج علي) عن أهله وجيرانه أسبوعا رجع بعدها إلى بيته ولم يخرج منه ، إلى أن وجد ذات فجر ندي مفارقا الحياة تحت جذع الشجرة الجرداء.

الخربقة: لعبة شعبية تلعب على التراب وبأحجار مختلفة.



#فتحي_نصيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي نصيب - النشيج/ قصة قصيرة