عبدالكريم البصري
الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلاصنا ليس في التقسيم
تعجبت من كلام صديقي الأحوازي عندما تناقشنا في موضوع تقرير المصير لأخوتنا في الأحواز حينما قال لي وهو متألم ( خلينه هيچ أحسن. العرب ما ينشد بيهم الظهر ) أغضبني كلامه ولكن بعد مدة تذكرت ما قال لي صاحبي فوجدت أنه على حق والاسباب كثيرة و منها:
التقسيم، وهو مخطط اجنبي ونحن ننفذه بمحض ارادتنا اليس كذلك؟ بعد ان كنا نعيش في وطن واحد من المحيط الى الخليج. نحن ساعدنا الانتهازيين والخونة ممن تعاونوا مع المخططين لتقسيمنا، لنصبح بعد ذلك عبيدا لهم بعد ان كنا أحرارا بنسبة ما في هذا الوطن الكبير، اي نحن من خلق هذه الدكتاتوريات و مكنها من حكمنا. واليوم ننادي بتقسيم هذه الدول الى دويلات بحجة الحرية والحفاظ على الثروات والمقدرات و الى ما شاء الله من المبررات .. مثلاعندما تنادي البصرة والموصل وباقي المحافظات وتطالب بالاقاليم. هناك سؤال يطرح نفسه هل مشروع الاقاليم هو حل جذري لمعضلاتنا و هل سيمنحنا الحرية التي يزعمونها؟
عندما ننادي بالاقليم هذا يعني اننا سنزيد سلطة السياسيين الطامعين في ثروات العراق . لو افترضنا ان الطامعين في ثرواتنا هم فقط دول الجوار وبلا استثناء فبعد تقسيمنا الى اقاليم فمن المؤكد ان الاقاليم ستطمع بثروات بعضها البعض، و هكذا سينقسم الشعب الواحد الى شعوب و طوائف و قبائل، وبذلك سيسهل تنفيذ المخطط عن طريق اقناعنا أن خلاصنا سيكون بالمطالبة بالانفصال و تقرير المصير؟ عندها سنرحب بالعبودية بدل الحرية، و ذلك لمفهومنا الخاطئ عن الحرية.
الحرية ليست ان نطيع اطاعة عمياء، الحرية ليست ان ننادي بالتقسيم واضعاف البلد تأتي عن طريق دكتاتوريات وسراق وخونة جدد يحكموننا بالنار والحديد. الحرية لن
الحرية الحقيقية ان نعمل جميعا باصلاح انفسنا اولا ومن ثم ازاحة السياسيين الفاسدين ومحاكمتهم بعد إصلاح القضاء . الحرية ننالها عندما ننتخب بفكر منفتح بعيد عن الطائفية و العرقية، واذا لم تأتي الانتخابات القادمة بما يطمح به الشعب فعلينا بالعصيان المدني حتى نكسر شوكة أعداء الشعب و الوطن، بعيدا عن سياسة السلاح والفوضى .
#عبدالكريم_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟