أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رميدة الخليل - رد الاناركيين على نظرية -التحرر الوطني- الستالينية‬















المزيد.....

رد الاناركيين على نظرية -التحرر الوطني- الستالينية‬


رميدة الخليل

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 14:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ترجمه‫ الى العربية‫:‬ تميم عبدو



‫أولا، ومن المتفق عليه بأنه لا يمكن للأوطان أو للدول التي اضطرت إلى تبني نمط الإنتاج الرأسمالي في مرحلة متأخرة عن القوى الرأسمالية الكبرى، الشروع في مسار تطور رأسمالي مستقل بنفس طريقة الدول الرأسمالية المتطورة، بل يخضع ذلك لـ"قانون التطوّر المتفاوت والمركب". ما يعني أن هذه الاوطان أو الدول، التي تمر في التطور الرأسمالي في سياق تغيير دولي جذري، لديها بنى اجتماعية واقتصادية تجمع بين البنى الاجتماعية في ظل الرأسمالية وبأشكال متعددة، كوجود صناعة حديثة تقوم على الاستثمار الأجنبي مع البنى والعلاقات الاجتماعية القديمة. أهمية "قانون التطوّر المتفاوت والمركب" تكمن في تأثيره على العلاقات الطبقية والمهام الثورية.‬

‫فمن جهة، البرجوازية المحلية التي تعمل جنبا إلى جنب مع فلول الإقطاعية وفي سياق دولي غير منفصل عن الامبريالية، غير قادرة أو غير راغبة في الاضطلاع بالمهام التاريخية التي ترتبط عادة بالبرجوازية بحسب المنهجية التاريخية الماركسية، وتشمل هذه المهام تطبيق الديمقراطية السياسية، وإعادة توزيع ملكية الأراضي، وبناء الشروط الاقتصادية المسبقة للتنمية الرأسمالية المستقلة. وبالتالي، فإنها تعيد انتاج بنية اجتماعية قديمة تميز على أساس الجنس وغيرها، الأمر البالغ الوضوح في لبنان، حيث حتى ضمن "المنظمات" و"المجموعات" التي يفترض أن تكون ثورية، على سبيل المثال، الحزب الشيوعي اللبناني، ثمة بنية اجتماعية تعزز العنصرية والتمييز ضد اللاجئين والعمال الأجانب المستهدفين في الوقت عينه من الخطاب القومي للطبقة الحاكمة وميليشياتها، والبنية الاجتماعية التي ينتمي إليها بقايا الإقطاع، على الرغم من اعتبارها "رأسمالية"، بنية اجتماعية أنتجها قانون التطوّر المتفاوت والمركب.‬

‫من جهة أخرى، يقترح هؤلاء، الذين يغضون نظرهم عن هذا المفهوم، تحالفا مع "البرجوازية التقدمية الوطنية"، ولكن هل هذه الأخيرة تقدمية بالفعل؟ من خلال فهم هذا المصطلح، نحن ندرك أن البرجوازية الوطنية في الفترات الاستعمارية، وخاصة في ظل دخول لبنان في المشهد "الرأسمالي" المجيد في وقت متأخر جدا، في حين أن العالم كان قد قسم بالفعل بين القوى الامبريالية، وبالتالي، لم تتمكن من لعب أي دور تقدمي ولن تكون قادرة على القيام بذلك، لأنها كانت أساسا، ومنذ نشوئها، تابعة تماما لسيدها الاستعماري السابق.‬

‫هذه البرجوازية الضعيفة والمنحطة في بلاد تعتمد على الرأس المال الأجنبي وعلى الامبريالية، عاجزة عن دفع المجتمع إلى الأمام. ليس فقط لأنها مرتبطة بالرأس المال الأجنبي بآلاف الطرق، ولكنها أيضا ترتبط ارتباطا وثيقا بملاكي الأراضي وزعماء الطوائف، وبالتالي تشكل كتلة رجعية تمثل حصنا ضد القوى التقدمية.‬

‫في هذا السياق، كيف تبدو هزيمة الامبريالية الغربية؟ عبر تأميم وسائل الانتاج المحلية وحمايتها؟ فالشركات المؤممة لا تزال تعتمد على تراكم رأس المال من خلال الاستغلال! إن التناقضات التي تدفع للحاجة لتوسع هذه الشركات لا تزال موجودة، وبعد أن طورت التقنيات الانتاجية ما يكفي للتنافس مع الشركات الغربية، (على افتراض نظري أن هذا سيحدث، ولكن على الأرجح لا)، ستختار هذه الشركات بدورها طريق الامبريالية لتوسيع أسواقها، وستدخل في منافسة شرسة مع برجوازية منافسة حتى إعادة انتاج أشكال من الهيمنة كانت تقف في البداية ضدها!‬

‫نتائج نموذجية قانون التطوّر المتفاوت والمركب هو بداية خاطئة، وفاشلة، وضربة للثورات الاجتماعية - خاصة، عندما تسعى "الثورات" إلى تحقيق التحرر الوطني كمرحلة ضرورية للتغلب على الطائفية. ‬

‫هذه إحدى الأدوات الأساسية للطبقة الحاكمة للتفريق من أجل السيطرة والحكم. فالعامل/ة اللبناني/ة لا ت/يرى زميل/ة عامل/ة كـ"عامل/ة" بقدر ما أنه/ها تراه/ها باعتباره/ها عضوا/ة في "طائفة" معينة. فكيف يمكن تدمير هذه العلاقات الاجتماعية بشكل فعال؟ وكيف للعمال والعاملات ان يتحرروا/ن وان يعوا/ين مصلحتهم الطبقية في مثل هذا المجتمع المعقد؟‬

‫بعد أن أيدت الطبقة العاملة الثورة الديمقراطية البرجوازية، لا يمكن أن تتوقف عن مهام البرجوازية الديمقراطية وانجازاتها، ولكن من أجل تنفيذ تلك المهام باستمرار والدفاع عنها، انها ملزمة بالتحرك على الأرض للثورة الاشتراكية، وهكذا، وبهذه الطريقة تنتقل الثورة من نقطة تاريخية واحدة إلى أخرى مع قيادة الطبقة العاملة لها. ولكن كيف يمكن للطبقة العاملة توحيد نفسها؟ كيف يمكن أن تتحد لإسقاط الرأسمالية؟‬

‫اختار بعض الستالينيين ومؤيدي ماو الدفاع الكلامي عن الصراع الطبقي دون ان يطبقوا بالضرورة التحليل الماركسي. ما يعززونه في الواقع هو النضال من أجل التحرر الوطني وصولا للـ"معركة" ضد الامبريالية، وكأن الامبريالية هي "أيديولوجية" مجردة وضعت بصرف النظر عن الرأسمالية، كما لو أن الرأسمالية لا تحتاج إلى "التوسع". وبغض النظر عن كل ذلك ، فإنهم قد حددوا الامبريالية على انها الولايات المتحدة، والمناهض للامبريالية هو بشار الأسد، بنظرهم. يتجاهلون المشروع الإيراني، يتجاهلون حقيقة أن نظام الأسد فاشي، يتجاهلون حقيقة أن التدخل الروسي يدافع عن نظام فاشي من أجل مشروع امبريالي آخر. اذا، نعم، يا "رفاق"، نضالكم "ضد الامبريالية" يساوي هتافكم لعمال يذبحون بعضهم البعض باسم دولهم، نضالكم "ضد الامبريالية" يعادل هتافكم لنظام فاشي يحتمي بحجج كـ"تحرر بلادنا من الرأس المال الأميركي" ... هذه الحجج التي تفترض أنه بها تتحقق الحرية السياسية والاقتصادية.‬

‫هذه الفكرة خاطئة لأسباب عديدة. اليساريون يرفضون التمييز بين الدول الامبريالية والدول المظلومة، ليس لأن بعض الدول هي منتصرة في حين يخسر البعض الآخر في اللعبة الامبريالية، ولكن لأن كل الدول ملزمة بالدخول في اللعبة. حتى إذا كان الدور الذي تلعبه هو دور العميلة للأمم الأقوى اقتصاديا، وهذه الدول هي جزء من النظام الإمبريالي. مسألة "التحرر الوطني" لم تتمكن أبدا من إخراج بلد ما من النظام الإمبريالي. كل ما سوف تحققه هو توجه بلد من معسكر إمبريالي إلى آخر. وبالتالي ربط التحرر الوطني بالصراع الطبقي هو الستالينية بذاتها، والرفض الكامل للنظرية الثورية والمبدأ الثوري. وقد أدت حجة "التحرر الوطني" بذهاب عدد لا يحصى من العمال المناضلين الثوريين والشيوعيين إلى حتفهم. فهو بطبيعته تحليل مراحلي يفترض أن التخلص من "الظالمين الامبرياليين" هي حركة ثورية.‬

‫هذا أمر سخيف للغاية. الحركة الثورية هي الحركة التي تعمل من أجل إسقاط النموذج الاجتماعي الرأسمالي، فالعمال والعاملات لا ينتمون/ين إلى أي دولة، وبما أن الدولة هي هذا المفهوم الغامض الذي ينجم عن الإدراك الفردي، فإنه من المستحيل أن نتوحد على أساس وطني والتأثير جذريا على أساس العمل "الوطني". بالاضافة إلى ذلك، تهمل فكرة "التحرر الوطني"، ربما جزئيا، حقيقة اتفاق سايكس- بيكو الذي أنتج عدة دول عربية ولم يعطِ أي مساحة للاتحاد الوطني حيث جرى تقسيم المنطقة وفق التالي: "في اتفاق سايكس- بيكو المبرم في 19 أيار/مايو 1916، قسمت فرنسا وبريطانيا الأراضي العربية في الامبراطورية العثمانية السابقة إلى مناطق نفوذ. في المجال المعين الذي تم الاتفاق عليه، يجب أن يسمح لكل بلد إنشاء مثل هذه الإدارة المباشرة أو غير المباشرة أو السيطرة كما يشتهي وكما قد يعتقده مناسبا لترتيب العلاقات مع الدولة العربية أو اتحاد الدول العربية. في ظل سايكس بيكو، ذهب الساحل السوري والكثير من لبنان الحديث لسيطرة فرنسا، كما أحكمت بريطانيا سيطرتها المباشرة على وسط وجنوب بلاد ما بين النهرين، في جميع أنحاء محافظات بغداد والبصرة. أصبح لفلسطين إدارة دولية، للقوة المسيحية الأخرى، أي روسيا، مصلحة في هذه المنطقة. وما تبقى من الأراضي- منطقة ضخمة بما في ذلك سوريا الحديثة والموصل في شمال العراق، والأردن- يقودها العرب المحليون تحت إشراف فرنسي في الشمال وبريطاني في الجنوب. أيضا، فإن بريطانيا وفرنسا تحتفظ بحرية المرور والتجارة في منطقة الطرف الآخر من النفوذ ".‬

‫في الختام، إن عبارات مثل "العمال لا بلاد لهم" و"يا عمال العالم اتحدوا، ليس لديكم شيئا الا سلاسلكم لتخسروها، لديكم عالم للفوز به" ليست مجرد شعارات واضحة وضوح الشمس، ولكنها كل ما نسعى إلى النضال من أجله؛ في حين أن عبارات مثل "العمال الأجانب أسوأ من المستغلين من بلدك" و"يا عمال العالم اتحدوا، ليس لديكم شيئا إلا سلاسلكم لتخسروها غير السلاسل المفروضة عليكم من قبل الناس الذين لا يتكلمون لغتكم" هي أفكار نناضل ضدها.‬

المصادر:

‏‫https://unevenandcombineddevelopment.wordpress.com/writings/‬;

‏‫Guy Bois (The Transformation of the Year One Thousand).‬

‏‫Trotsky (Permanent Revolution)‬

‏‫https://afed.org.uk/against-nationalism/‬;

‏‫http://socialistworker.org/2006-2/613/613_10_NationalQuestion.shtml‬;

‏‫http://www.history.com/this-day-in-history/britain-and-france-conclude-sykes-picot-agreement



#رميدة_الخليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
- نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف ...
- رفح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب
- كلمة الرفيق أمين عبد الحميد خلال الندوة الصحفية لجبهة مناهضة ...
- الإمارات تعتمد الإقامة الزرقاء 10 سنوات لذوي الإسهامات الاست ...
- العدد 556 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك من الخميس 16 إل ...
- ألمانيا.. كلبان في مهمة خاصة لحماية البيئة
- انتخابات البرلمان الأوروبى وصعود اليمين المتطرف
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ح ...
- فاتح ماي 2024 كشف زيف خطاب الدولة الاجتماعية


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رميدة الخليل - رد الاناركيين على نظرية -التحرر الوطني- الستالينية‬