|
رموش الريح
بدرالدين القاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 22:00
المحور:
الادب والفن
رُمُوشُ الرِّيحِ
يَا نَسِيمَ الرِّيحِ لَا تَمْضِي قِفْ لِلَحْظَتَيْنْ
رُمُوشُكَ طِينٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَعَيْنَاكَ غَيْمَةٌ عَزَّتْنَا بِدَمْعَتَيْنْ
تَوَارَتْ فِي كَعْبِكَ السَّنَابِلُ وَفِي غُرْبَتِكَ نَمَتْ بَنَفْسَجَةٌ بَلْ بَنَفْسَجَتَيْنْ
وَشَفَتَيْكَ بِمَذَاقِ التِّينِ وَجَدَائِلُ دِلِيٍّ تَدَلَّتْ مِنْهَا قُبْلَتَيْنْ
فَعَرَّيْنَا عَنْ عُتْمَةِ اللَّيْلِ الجَرِيحِ بِقِنْدِيلٍ وَشَمْعَتَيْنْ
وَتَكَفَّنَا بِفَيْضِ الهَوَى وَلَهَبُهُ يَجْرِي فِي العُرُوقِ جَمْرَتَيْنْ
وَلِلْمَسَاءِ جَبِينٌ يَرْثِينَا وَيُصَلِّي بِصَمْتٍ بِاتِّجَاهِ قِبْلَتَيْنْ
وَبِعُمْقِ المَدَى يَكْبُرُ قَلْبِي وَيَنْضُجُ البُنُّ فِي فِنْجَانِي وَيَسْمَرُّ مَرَّتَيْنْ
وَدَمِي أَحْمَرٌ بِالهٌيَامِ غَسَقٌ أَرْسُمُ بِهِ شَمْسًا فِي السَّمَا وَقَمَراً مُتَوَهِجًا وَبَسْمَتَيْنْ
وَفِي ذَاكِرَتِي عَلُقَتْ صَرْخَةُ طِفْلٍ يُطِلُّ مِنْ شُرْفَةِ بَيْتٍ أَضَعْتُ يَدَهُ، وَعَادَ شَاحِبَ الوَجْهِ وَ ذَابِلَ الوَجْنَتَيْنْ
أُرَمِّمُ ضَحْكَتِي المَكْسُورَةَ وَقَعَتْ مِنْ عَلَى رَصِيفٍ مَائِلٍ وَأَطْمُرُ فِي قَلْبِي قَبْرًا نَبَشَتْهُ المَآسِي بِمِخْلَبٍ بَيْنَ صَخْرَتَيْنْ
فَالحَيَاةُ كَاللَّيْلِ اِذَا ضَاعَ مِنْهُ القَمَرُ تَعَرَى مِنَ النُّورِ، وَاذَا تَوهَّجَ يَتَّضِحُ الدَّرْبُ بِعَيْنَيْنِ مُغْمَضَتَيْنْ
وَأَحْلاَمُنَا تَنْبَعِثُ مِنْ رُفَاتِهَا فَتِيَّةً، تَنْبُضُ وَتَشْتَمُّ أَرِيجَ الرُّبَى المُزْهِرَةِ وَتُلْقِي عَنْهَا الغَمَامَ بِرِئَتيْنْ
تُعَانِقُ مَوْجَ البَحْرِ وَتُصَاحِبُ الزَّبَدَ وَتَسْتَلْقِي عَلَى شُطْئَانٍ وَتُلَوِّحُ لِلْنَوَارِسِ بِيَدَيْنِ نَاعِمَتَيْنْ
وَتَسْقِي الجَدَاوِلُ ظَمَئَهَا اذَا مَا فَاضَ خَرُيرُهَا وَتَنْبُتُ كَالدُّفْلَى مُرَّةً عَلَى ضِفَّتَيْنْ
فَيَا نَسيمَ الرِّيح لَا تَمْضِي تَرَيَّثْ، لَمْ تَشَأْ حِكَايَتِي انْ تَنْتَهِي فَلِقِصَّتِنَا بَقِيَّتَيْنْ
وَالقَصِيدَةُ عَنِيدَةٌ صَعْبَةُ المِرَاسِ طَوِيلَةٌ لَنْ تَسْتَوْفِيَ رِحْلَتِي ضَمَّ قَافِيَتَيْنْ
فَلَا دَمْعَ يَرْوِي عَطَشِي فَادْفَعْ يَدِي عَنْ خَاصِرَتِكَ وَدَعْنِي أَجُوبُ غُرْبَتَكَ أَلْفَا لَيْلَةٍ وَلَيْلَتَيْنْ
06-يوليوز-2015 في وزان
#بدرالدين_القاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوسيولوجيا الممارسة السياسية وميكانزمات السلوك الانتخابي بال
...
المزيد.....
-
لبنان: رحيل نجم أفلام الحركة -الكابتن- فؤاد شرف الدين
-
فنانون ومشاهير عرب ينددون بـ-المحرقة- التي تعرض لها النازحون
...
-
وفاة نجم أفلام الحركة اللبناني -الكابتن- فؤاد شرف الدين عن 8
...
-
الإعلان الثاني موت يعقوب ح 162… مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 16
...
-
يوميات غزة .. الضحايا يشهدون
-
أبرز إطلالات السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائي 2024
-
فؤاد شرف الدين.. رحيل -كابتن- أفلام الأكشن في لبنان
-
إعلان 2 مترجم.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 على mbc وشاهد vip مد
...
-
أحداث مثيرة… المؤسس عثمان 162 الموعد والقنوات الناقلة مترجم
...
-
محمد رمضان: -مكسوف لنفسي ولكل عربي- (فيديو)
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|