أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء غريب - اشْهَدْ أيّهَا البَحْرُ الأسْوَدُ














المزيد.....

اشْهَدْ أيّهَا البَحْرُ الأسْوَدُ


أسماء غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


(1)
أيّها البَدْرُ الأحْمَرُ،
يا مَلِكَ ومَلَكَ النُّجُومِ وَالأفْلاكِ جَمِيعاً
قُلْ لِي، مَاالّذِي تَفْعَلُهُ هُنَاكَ وَحِيداً مِثلي
فَوْقَ مِرْآةِ هَذا البَحْرِالأسْوَدِ الغَيُورِ؟
(2)
قُلْ لِي،
فَقَدْ سَمِعْتُ بالأمْسِ شكْواكَ مِنِّي إلَيَّ
تَفِيضُ رَقْراقَةً كَبَوْحِ اليَاسَمِينِ لقَلبِي سَاعةَ الأصيلِ
وَتَقُولُ لي:
آهٍ لَوْ عَرَفْتِ يَا صَغيرَتِي مَنْ يَكُونُ هَذا العَابِدُ
الذي طَرَقَ بَابَكِ لَحْظَةَ عِشْقٍ
مَا كُنْتِ هَجَرْتِ حَرْفَهُ هَكَذَا لزَمنٍ طويلٍ!
(3)
فَلِمَاذا الجَفَاءُ إذنْ وَقَدْ شَيّدَ فِي حَانَتَكِ
مُنْذُ زَمَنٍ بَعيدٍ مَعْبَدهُ الأخْضر
وَلِمَاذا الصّدودُ وكُنْتِ كُلّ يَوْمٍ تُضمّدينَ جِراحَ قَلبِهِ
برضَابِ الحِبْرِ وَشَهْدِ الكَافِ وهُلامِ النّونِ
أمْ تُراكِ تَرْحَلِينَ اليَوْمَ
وتأخذينَ مَعَكِ فِي حَقيبةِ يَدِكِ ليلَكُمَا الأسمَر؟


(4)
قُولِي يَا سَوْسَنَةَ الجِبال الأبيّة،
أتَرْحَلينَ عَنْهُ وَقَدْ أدْمَنَ الشّمْسَ فِي عيْنيْكِ
وَعِطرَ الخُزَامَى فَوْقَ يَدَيْكِ وَعَسَلَ الحَرْفِ بَيْنَ شَفَتَيْكِ
وغُصْنَكِ الفتيّ بيْنَ ذراعيْهِ؟
(5)
أتسْألُنِي أيّهَا البدْرُ
وقدِ اكْتمَلَ نورُكَ اليَوْمَ واستدارَتْ قَوْسُكَ
وَصِرْتَ تُشَارِكُنِي كلّ يومٍ رسَائلَ الأفئِدَةِ والجِبَاهِ؟
أتسْألنِي وقدْ ذابتْ بَيْنَنَا الجبالُ وَالبِحَارُ
وتكوّرتْ شُموسُ الأغيارِ وانْكَدَرَتْ نُجُومُ العِدَا!
(6)
أتسألُنِي وقدْ صرْتَ مثْلِي تبْكِي كُلّ فَجْرٍ
بينَ يديِ التُوليبِ الزُّمُرّدِيّ
وَتَغْزِلُ لَهُ قبْلَ النّومِ فِي مِنْسَجِ جَدّي
قُبُلاتٍ مِنْ صُوفِ الحَاء وفَتيلِ البَاءِ!
(7)
فاشْهَدْ أيُّهَا البَحْرُ الأسْوَدُ أنّني بَرْقٌ وَرَعْدٌ
كلّمَا سَطَعْتُ أوْ جَلجَلتُ فِي فؤادِ بَدْريَ الأحْمَر
مَحَوْتُ كُلَّ أذُنٍ أوْ حَاجَبٍ أوْ رِمْشٍ أو عيْنٍ
أوْ بَقَايَا نِسَاءٍ تَتَلصَّصُ لليْومِ عَلى رَسَائِلِ عينِهِ السّادسةِ
(8)
واشْهَد أيُّهَا البَحْرُ الأسْوَدُ أنّنِي غيْمُ رَحْمَةٍ ومَغْفِرَةٍ
إذَا دَخَلتُ بَيْتاً قَطَعْتُ دَابِرَ النّجْوى فِيهِ
وَجَعَلتُهُ عَرْشِيَ الأزرق بسِرّ:
لِمَنِ المُلكُ الْيَوْمَ، لِلَّهِ الوَاحِدِ الْقَهَّارِ.
(9)
واشهدْ أيّها البحرُ الأسْودُ أنّ البدرَ الأحمر لِي لا لِغْيرِي
وأنِّي غداً سأقلبُ المَرايَا جَمِيعُهَا وأبدّلُ الكَرَاسِي
وَأضْرِبُ الغزْلانَ بِالأسُودِ والعَناكِبَ بِالعَقَارِبِ
فانتبهْ، فقدْ حَانَتِ السّاعةُ وَجَفَّ الحِبْرُ وَرُفِعَ القَلمُ.



#أسماء_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...
- غزة تحت النار.. الشعراء الشهداء إذ ينثرون إبداعاتهم


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء غريب - اشْهَدْ أيّهَا البَحْرُ الأسْوَدُ