أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جامع سموك - القمة الأمريكية- الإفريقية:أم شرعنة استغلال الجيل الإفريقي القادم














المزيد.....

القمة الأمريكية- الإفريقية:أم شرعنة استغلال الجيل الإفريقي القادم


جامع سموك
باحث أكاديمي

(Smouk Jamaa)


الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقدت فى الفترة من الرابع إلى السادس من غشت 2014 بحضور رؤساء دول وحكومات نحو خمسين دولة من القارة الإفريقية ، القمة الأمريكية- الإفريقية، والتي عرفت مناقشة الجوانب الاقتصادية وفرص تعزيز الإستثمار الأمريكي بالقارة السمراء، ولعل شعار القمة " الاستثمار في الأجيال القادمة" يوحي بالرغبة القوية للولايات المتحدة الأمريكية في فرض سيطرتها بل وغزوها الاقتصادي لإفريقيا.
وكقراءة أولية للشعار يبدو من خلال مكوناته اللفظية " الاستثمار" ،" الأجيال القادمة" أن حمولته اقتصادية مصلحية أكثر منه تعاوني وتضامني مما يثير التساؤل حول طبيعة الاستثمار الإمريكي في الأجيال القادمة خصوصا في قارة لا ترابط بينهما لا جغرافيا ولا تاريخيا ولا اثنيا، هذا بالإضافة إلى السمعة السيئة التي تحظى بها الولايات المتحدة الأمريكية لدى شعوب بعض دول افريقيا ،خصوصا دولة الصومال إذ مازالت صورة هبوط قوات المارينز الأمريكية إلى أرض ميناء مقديشيو فى التاسع من ديسمبر 1992 راسخة في أدهان البعض كي تقود آنذلك قوات التحالف الدولى تحت مظلة الأمم المتحدة فى عملية سميت باستعادة الأمل فى الصومال، أضف إلى ذلك أن لفظ "الأجيال القادمة" يكتنفه الغموض والضبابية مما يجعله بمثابة مدخل الإستراتيجية الأمريكية لبسط سيطرتها ونفوذها الاقتصادي والسياسي في القارة السمراء.
إن شعار القمة يضمر أكثر من دلالة استعمارية واستغلالية للقارة الإفريقية من خلال نهج أسلوب متسم بممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على دول القارة السمراء من جهة، و باستعمال أسلحة منح الامتيازات و المساعدات المالية لهذه الدول من جهة أخرى. دون إغفال التدخل في السياسة الداخلية للدول المعنية من خلال توجيه سياستها مع توجهات السياسة الأمريكية، و قد تتعدد أشكال التدخل إذ تصل في بعض الأحيان إلى التدخل في المناهج التعليمية و التربوية للدول من خلال توظيف تقنيات و آليات ووسائل متعددة و جد متطورة تستغلها الإدارة الأمريكية بشكل فعال في تمرير و فرض نمط حياتها و قيمها و ثقافتها و تكريس إستراتيجيتها البعيدة المدى، وذلك بهدف شرعنة المد الثقافي الأمريكي أو الإبادة الثقافية كما أشار إلى ذلك الكاتب منير العنكش في كتابه "أمريكا والإبادة الثقافية".
وبالرجوع إلى مداخلات المسؤولين الأمريكيين المشاركين في القمة الأمريكية-الإفريقية، فإنها تكشف عن خطاب مصلحي مزدوج المضمون، إذ يتقاطع في ظاهره مع ما تطالب به شعوب إفريقيا شمالها وجنوبها شرقها وغربها، من محاربة الفساد والشفافية والديمقراطية والحكامة الجيدة كما جاء في مداخلة نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن الذي حث القادة الأفارقة إلى محاربة رطان الفساد، وفي نفس السياق نحى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نفس المنحى في مداخلته حيث دعى إلى بناء مجتمع مدني قوي وإلى احترام الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان، مشيرا (جون كيري) إلى أن وجود مؤسسات قوية أفضل من وجود رجال أقوياء.
ومن جهة أخرى فإن هذه المداخلات لا تخفي أيضا مغازلة القادة الأفارقة المشاركين في القمة الأمريكية-الإفريقية، من خلال عدم الخوض في القضايا التي تقلق راحة هؤلاء الزعماء والقادة .وقد اتسم تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية بتبني مبادئ المدرسة الواقعية التي تقوم على المصلحة والقوة، وفقا لفلسفة "هانس موركانتو"أحد رواد هذه المدرسة، والذي يرى أن سلوكيات الدول تحركها الرغبة في الحصول على مزيد من القوة بتوظيف الوسائل المتاحة، سواء كانت عسكرية أو إقتصادية أوثقافية، وهذا ما يضفي تماسك القوة السياسية وفق ما ذهب إليه إدوارد كار وهذه من مميزات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في القارة السمراء مند أواخر القرن العشرين.
وإذا كانت أهداف القمة الأمريكية-الإفريقية تسعى إلى تقوية فرص الإستثمار والإنفتاح على الأسواق العالمية الجديدة ،فإن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الثروات الطبيعية والبشرية للقارة الإفريقية التى تتحول معظم عوائدها إلى الخارج وذلك بوضع قوانين وتشريعات جديدة للاستثمارات الأجنبية في افريقيا والتصدى للفساد في شموليته .
وقد يخشى أن تكون القمة الأمريكية –الإفريقية بمثابة شرعنة الإستعمار الأمريكي لإفريقيا تحت يافطة الإستثمار في الجيل القادم، مع استحضار تقاطع المصالح الإستراتيجية للقوى الإقتصادية العالمية الأخرى كالصين وأوربا في افريقيا ، مما يندر بتحويل صراع المصالح بين هذه القوى الغربية بايجابياته وسلبياته إلى الدول الإفريقية، التي ستجد نفسها مرغمة على التموقع و الإصطفاف إلى جانب الحليف الأمريكي أو الحليف الأسيوي أو الأوربي وذلك مع مراعاة مصالحها مما سيزيد من تشتت هذه الدول الإفريقية في الوقت الذي يعيش فيه العالم توحد وتشبيك الدول ذات نفس الخصائص المشتركة.
وخلاصة القول أن الولايات المتحدة الأمريكية ورغم مناداتها بالحرية والديمقراطية واحترام سيادة الدول،فإنها تعتبر أول من يخرق هذه المبادئ بواسطة تدخلاتها وممارستها للضغوط سياسية كانت أو عسكرية وأحيانا اقتصادية خصوصا على البلدان المستضعفة التي تقبل بالإملاءات مقابل الاستفادة من الدعم والإمتيازات الممنوحة.
ولكي يحسب لأمريكا دعمها للقارة الأفريقية واقعيا وفعليا بعيدا عن مبادئ المدرسة الواقعية الموجهة لسياستها الخارجية،فعلى أصحاب القرار وأصحاب التفكير الإستراتيجي العمل على ترجمة شعار القمة الأمريكية –الإفريقية إلى أرض الواقع تجنبا لشرعنة استغلال الجيل الإفريقي القادم بمباركة المسؤولين الأفارقة المشاركين في أشغال هذه القمة.



#جامع_سموك (هاشتاغ)       Smouk_Jamaa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة خطاب الإصلاح لدى الأحزاب السياسية المغربية


المزيد.....




- مسؤول روسي: السيطرة على بلدة -ليبسي- ستدعم  جبهة خاركوف
- استهداف محطة زابوروجيه للطاقة النووية بمسيرة أوكرانية
- أمير قطر يحضر مراسم تأبين الرئيس الإيراني
- ريشة -طائر مقدس- تباع بمبلغ قياسي في مزاد علني
- كوهين عن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض: لا أحد يبرم اتف ...
- بسبب ضربات موسكو.. انقطاع التيار الكهربائي يخيّم على كييف مج ...
- مصدر مصري يحذر من مخططات إسرائيلية
- رئيس الأركان الجزائري: العيش في كنف السلم والأمن يستدعي بناء ...
- إيطاليا تعتقل أبرز المطلوبين لتركيا وأردوغان يطلب تسليمه
- الاستخبارات الأمريكية: إسرائيل قتلت نحو ثلث عناصر حماس فقط و ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جامع سموك - القمة الأمريكية- الإفريقية:أم شرعنة استغلال الجيل الإفريقي القادم