أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم رمضان المسافر - حكيم الاردن و العرب















المزيد.....

حكيم الاردن و العرب


ابراهيم رمضان المسافر

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الكتابة عن الروابدة مقلقة، ومن الصعوبة بمكان رسم صورة عن الرجل الذي يحسب جل السياسيين حسابه اذا قال أو أومأ او مشى.
في الوسط السياسي كثيرون يريدون قربه، أو يتحسبون من قربه، فالرجل صريح العبارة، قوي الحجة ونكتته حاضرة كانها السيف القاطع أو القول الفصل، رغم انه يؤكد انه لا ينكت، لكنه يسوق الحقائق كما هي فتبدو كالطرائف.
مرات حين يطل من شرفة بيته العامر في اطراف ابو نصير، الذي سكنه بعيد ان غادر بيته القديم فوق الشعب و وتحت الدستور ، يعن له ان يبتسم، فهو يدرك حقيقة انه بات مرجعية مهمة في البلد ، تتجاوز مناصبه التي شغلها والقابه كلها على مدى خمسين عاما من العمل العام.

لم تنل السنون من بديهيته وحضوره الفاعل ونشاطه الثر، فما زال كثير الحركة ، موجودا في كل نشاط تقريباً، رسميا او شعبياً، يحادث الناس ويسعى الى نقل شيء من خبرته اليهم والكثير من حكمته وقراءته للامور. والمثير، وهي نقطة تحسب له، انه لا يتكبر عن اي دعوة لحوار، ومعني بايصال وجهة نظره الى الناس وسماعهم.
رئيس الوزراء الأسبق، اللقب الذي التصق بعبد الرؤوف الروابدة، منذ خروجه من المنصب الأخير في الحكومة، يبدو ضيقاً.. على الرجل الذي ما فتئ يعد في عرف كثيرين أكبر من المنصب.
إنه الرجل القائد الذي يصعب أن تؤرخ سيرته ومسيرة حياته ، إنه الرجل الزعيم ببساطة خصاله وسمو أفعاله فالقيادة والزعامة عندما تجتمعان في رجل فإنما تصنعان منه رجلاً كبيراً فيه من شمولية المناقب والصفات ، ما يحتل مساحة أوسع من أن تفيها حقها الأحاديث. فالحديث عن أبي عصام هو السهل الممتنع فمن السهل الحديث عن شخصيته النقية والقوية وعن نظافة مسلكه وخلقة ، وأصبح مشهوداً له بذلك. ولكنه كان الممتنع في الحديث عن نفسه أو الترويح لها أو السماح بالمس بكرامته أو كرامات الناس مهما اختلف معهم ، فهو أحد الرجالات الذين بنوا الأردن وشيدوه وعمروه وحرسوه بدمائهم وترفعهم وسموهم وتساميهم. إنه السياسي البارع الذي أدار ظهره للصيدلة لينخرط في العمل السياسي حاملاً ذاكرة المكان الوطنية بكل جوانبها مجسداً رؤى وتطلعات الهاشميين. تميز بقدرته على القراءة الاستباقية للمواقف والقضايا ووضع الحلول الإبداعية للمواقف وتدارك الأزمات ، أطلق عليه جلالة المغفور له الملك الحسين لقب البلدوزر فكان أغلى الأوسمة التي حصل عليها في حياته إنه عبد الرؤوف سالم الروابدة من مواليد قرية الصريح ـ اربد عام 1939
تفي السامع والقارئ بكلمة "أبو عصام"، ليعرف حينذاك أن الحديث هو عن دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة الأردني الذي نال ثقة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لتشكيل حكومته بعد تسلم جلالته لسلطاته الدستورية عام 1999م.

أدرك دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة مبكراً أن السياسي الناجح عليه أن يبتعد كل البعد عن التلاعب بالألفاظ في الوقت الذي يسميه السياسيون دبلوماسية كما أنه نأى بنفسه عن الحياد السلبي المتخاذل حين يكون الحق كالفجر الأبلج، فهو يرى أن الشجاعة في الحق هي عدة الشرفاء فكانت الدعوة إلى التأمل في الواقع ومراجعة الذات والإعتراف بالحق والحرص على الدفاع عنه من أبرز سمات دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة.

ويُعد بلدوزر السياسة الأردنية أبو عصام رمزاً وطنياً يصعب أن تُؤرخ مسيرة حياته فهو الرجل الزعيم ببساطة خصاله وسمو أفعاله، اجتمعت لديه صفات القيادة والزعامة فصنعتا منه رجلاً كبيراً فيه من شمولية المناقب والصفات ما يحتل مساحة أوسع من أن تفيها حقها الأحاديث، فالحديث عن أبي عصام هو السهل الممتنع فمن السهل الحديث عن شخصيته النقية والقوية وعن نظافة مسلكه وخلقه، والذي أصبح مشهوداً له بذلك، ولكنه كان الممتنع في الحديث عن نفسه أو الترويج لها أو السماح بالمس بكرامته أو كرامة الناس مهما اختلف معهم.

يعتبر دولة عبد الرؤوف الروابدة سياسي بارع ساهم في بناء الأردن، ذلك حين أدار ظهره للصيدلة لينخرط في العمل السياسي حاملاً ذاكرة المكان الوطنية بكل جوانبها مجسداً لرؤى وتطلعات الهاشميين، عُرف بقدرته على القراءة الإستباقية للمواقف والقضايا ووضع الحلول الإبداعية للمواقف وتدارك الأزمات، حصد الكثير من الأوسمة والدروع ولكن لقب البلدوزر الذي أطلقه عليه جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كان الأغلى عنده والأقرب إلى قلبه.

ولد دولة السيد عبد الرؤوف سالم النهار الروابدة في قرية الصريح في مدينة إربد عام 1939 ونشأ في أسرة ريفية بسيطة تعمل في الزراعة غير أن والده كان له بعض الإهتمامات بالتجارة وحول نشأته تحدث دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة قائلاً: "نشأت في أسرة مكتفية مادياً حيث عمل والدي رحمه الله بالتجارة وكان أول من أنشأ "مول" وكان يعمل في كل أنواع التجارة حتى أنه كان يأتي بالكاز من حيفا وكنت وحيداً بين ست بنات ولست مدللاً وكنت أساعد والدي بأعماله التجارية، نشأت في قرية الصريح وكانت حينذاك محرومة من الماء والكهرباء والهاتف وحتى الطريق المعبد ولم يكن من مصدر ثقافي للقرية في ذلك الوقت سوى دواوين كبار أهل القرية".

تلقى دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة تعليمه الأساسي في كُتَّاب القرية الذي كان يقتصر على القرآن الكريم واللغة العربية والحساب والخط وبعد أن أتم الروابدة حفظه لكتاب الله التحق بمدرسة الحصن ليبدأ فيها دراسته الإبتدائية وذلك عام (1946م) نظراً لعدم وجود مدرسة في قرية الصريح آنذاك حيث درس فيها (9) سنوات ليعود عام (1945) ويلتحق مع زملائه في الصف التاسع، ثم انتقل إلى ثانوية إربد ليدرس فيها الصفين العاشر والحادي عشر، وقد تقدم دولة أبو عصام لفحص (المترك) وحينها كان من أوائل الثانوية العامة حيث قررت الدولة إعطاءه منحه دراسية شريطة أن يدرس الصيدلة في حين كانت رغبته هو أن يدرس اللغة العربية وبالفعل فقد حصل على بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، لذلك فقد درس دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة الصيدلة وتخرج من الجامعة عام (1962م) بتقدير ممتاز وحول دراسته الجامعية تحدث دولة أبو عصام فقال: "ذهبت إلى بيروت للدراسة، حيث أصبت بصدمة اجتماعية نظراً لكوني قد انتقلت من مجتمع صغير محافظ في الصريح إلى مدينة عصرية مفتوحة جداً في بيروت، وقد كنت في الجامعة من الطلبة المتميزين لكن والدي أصر أن أتزوج وأنا في السنة الدراسية الثانية حيث أخذت أسرتي إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، وعندما تخرجت من الجامعة كان عمر أبنتي الكبرى ثلاث سنوات".

أما عن طبيعة الأحزاب التي شارك فيها دولة السيد الروابدة فقد تحدث قائلاً: "في أول أيامي الحزبية كنت بعثياً ولفترة قصيرة ولكن لوجود الخلفية الدينية وحبي وعشقي لأستاذ الدين آنذاك في مدرستي انتسبت إلى جماعة الإخوان المسلمين عام (1955م) وبقيت في الحزب في جامعتي وبعد عودتي إلى عمان بعد تخرجي استقلت من الجماعة عام (1969م) وذلك لعدم قناعتي بموقف الإخوان المسلمين السياسي"، ولا بد أن موضوع الأحزاب السياسية قد راق لدولة أبو عصام فذهب مع مجموعة من أنصاره ومؤيديه إلى تأسيس حزب اليقظة بعد عودة الحياة السياسية للبلاد ولكنه سرعان ما اندمج في صفوف الحزب الوطني الدستوري الذي سرعان ما غادره نظراً لإتساع طموحاته والتي لا يمكن حصرها في حزب سياسي.

عاد دولة أبو عصام إلى وطنه عام 1962م بعد أن تخرج من قسم الصيدلة في الجامعة الأمريكية في بيروت وعند رجوعه كانت الدولة بحاجة كبيرة للمهنيين وذلك في حكومة السيد وصفي التل وقد تحدث دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة قائلاً: "عُينت في وزارة الصحة في قسم الصيدلة مرؤوساً لزميل طبيب إسمه فؤاد القسوس، وزميلي الآخر كان خريجاً من الجامعة الأمريكية أيضاً اسمه غالب زريقات كان مسمى وظيفتنا صيدلي الحكومة".

فكان من مهامه الإشراف على استيراد الأدوية وتداولها والإشراف على فتح الصيدليات، ونظراً لعدم وجود كيميائيين في الوزارات الأخرى كان يتولى الإشراف على استيراد كل مادة كيماوية فلا يمكن تمريرها عن طريق الجمارك إلا بتوقيع صيدلي الحكومة، وبتاريخ 19/6/1964 أصبحت رئيساً لقسم الصيدلة بوزارة الصحة وقد كنت من أصغر الأردنيين في تاريخ الأردن الذين يصبحون رؤساء أقسام.

بعد ذلك وبنحو ثلاثة أعوام عَمِد الروابدة إلى إنشاء مديرية الصيدلة واللوازم وقد أصبح مديراً لها وبقي فيها تسعة أعوام ليأتي بعد ذلك مديراً لدائرة التخطيط والعلاقات الخارجية بوزارة الصحة، في هذه الفترة كانت جامعة اليرموك قيد التأسيس وكان رئيسها عدنان بدران ورئيس مجلس الأمناء مضر بدران الذي كان أيضاً وقتها رئيساً للديوان الملكي. وتابع أبو عصام حديثه قائلاً: "عرض عليَّ عدنان بدران أن أكون أميناً عاماً للجامعة، بمسمى مدير عام للإدارة والخدمات، أُعرت لهذه الوظيفة لمدة سنة ولم تكن الجامعة قد أنشئت بعد".

وعندما شكل مضر بدران حكومته الأولى جاء السيد عبد الرؤوف الروابدة وزيراً للمواصلات وذلك عام 1976م وفي العام الذي يليه وبعد استشهاد الدكتور محمد البشير أحيلت للسيد الروابدة حقيبة الصحة إلى جانب وزارة المواصلات وبعد إجراء التعديل الوزاري أصبح الروابدة وزيراً للصحة إلى أن استقالت الحكومة في 19/12/1979م.

أصبح السيد الروابدة عضواً في المجلس الوطني الإستشاري الأول والثاني والثالث إذ أن احتلال الضفة الغربية حال دون إجراء انتخابات نيابية في الأردن ولكن الأردنيين كانوا بحاجة إلى إحياء الحياة الديمقراطية في ضوء تعذر إجراء الإنتخابات النيابية فألف جلالة المغفور له الملك الحسين ما يسمى بالمجلس الوطني الإستشاري الذي استمر ست سنوات بمعدل ثلاث دورات وكل دورة مدتها سنتان عمل السيد عبد الرؤوف الروابدة فيه بمعدل دورتين ونصف لأنه وفي نهاية هذه الفترة تم تعيينه أميناً للعاصمة عام 1983م فاضطر حينها لترك المجلس الوطني الاستشاري، وفي أمانة العاصمة قدم الكثير من الإنجازات فعمل على إصلاح الشوارع وتطوير المباني وزراعة الأشجار وإنشاء الحدائق العامة وإنشاء المكتبات وصالات الإجتماعات وتطوير البنية التحتية وغيرها الكثير من الإنجازات.

وفي عام 1987 كان السيد عبد الرؤوف الروابدة أول شخص يتولى منصب أمين عمان الكبرى قبل ذلك أدخلته الحكومة على القطاع الخاص فكان رئيساً لمجلس إدارة شركة الفوسفات ولأنها المساهم الرئيسي في شركة الأسمدة أصبح نائب رئيس مجلس إدارة شركة الأسمدة أيضاً.

وعن فترة عمله كنائب في مجلس النواب تحدث دولة أبو عصام قائلاً: (عندما أعلنت الإنتخابات النيابية عام 1989 بادرت إلى تقديم استقالتي مستغلاً نصاً في القانون بأن رئيس وعضو البلدية تعتبر إستقالته ومن تاريخ تسجيلها في ديوان البلدية مقبولة حكماً، ليتسنى لي خوض الإنتخابات، ولكن والحمد لله تشرفت بزيارة المغفور له الملك الحسين بن طلال وقال لي (لمن تترك أمانة العاصمة) لكنه رحمه الله بارك لي نيتي العمل في المجال النيابي وعليه خضت الإنتخابات وأصبحت عضواً في المجلس).

وقد تحدث دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة عن شخصية الملك الباني جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه فقال: (لا يستطيع أي إنسان أن يكون مثل الملك الحسين بن طلال فهو شخصية فذَّة وبالرغم من إيماننا بالقضاء والقدر إلا أننا تصورنا أننا سوف نموت قبله نظراً لشخصيته القيادية لذلك كانت فجيعتنا كبيرة بوفاته وفي الوقت نفسه أطمأنينا عندما تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وقد كان الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه داعماً لجهودنا في أمانة عمان وأنا أذكر أن أفضل وسام حصلت عليه في حياتي عندما قال لي جلالة الملك في أحد الإجتماعت العامة) أنت بنيت لي عاصمة أفتخر بها أمام رؤساء الدول الذين يزورون الأردن( فهو القائد الذي يقدر عمل مرؤوسيه وعندما استقلت كان من كرمه أن جاء جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى مكتب أمين العاصمة )أمين عمان الكبرى( ليقول لي جلالة المغفور له الملك الحسين لمن تركت الأمانة؟ فكان جوابي أني أعطيت قمة ما عندي للأمانة والديمقراطية عادت فأتح لي المجال أن أترشح للإنتخابات النيابية، هذه العلاقة المميزة بين القائد وجنوده ولذلك فلم أسمع من الملك الحسين طيب الله ثراه نقداً واحداً فشخصيته شمولية فإن تكلمت عن الإبداع ستجده عنده وإن تكلمت عن المستقبلية فهي موجودة عنده، وفي عهد جلالة الملك عبد الله الثاني أكرمني جلالته بأن أكون أول رئيس وزراء في عهده).

وخلال مسيرة حياة دولة السيد الروابدة نلاحظ قدرته على فتح قنوات الإتصال الشعبي وجهده المتواصل نحو تحسين مستوى الرعاية الصحية والعمل على توسيع مظلة التأمين الصحي وتحسين الطرق الزراعية، وبناء شبكة طرق رئيسية في المملكة.

وعندما إستلم دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة حقيبة وزارة التربية والتعليم في 8/6/1994م قام بتحسين رواتب العاملين وتعديل النظام المالي للمعلمين وفي العام الذي يليه أصبح نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للتربية والتعليم.

المتابع لمسيرة حياة دولة السيد عبد الرؤوف الروابدة يرى فيه الرجل صاحب المناقب الحميدة فهو عفيف النفس، كاره للغرور والتعالي، تُعد حياته ومواقفه صوراً حيه للإيثار، صريح لا يخاف في الله لومة لائم، يستوي عنده بالحق الكبير بالصغير، يدين الظالمين صراحة ويضع الأمور في نصابها، دافع الروابدة عن حقوق المواطنين ورأى أنه لا بد من إيصال صوت المواطن للمسؤول فشارك في عضوية مجلس النواب منذ عام 1989م.

ولدولة السيد عبد الرؤوف الروابدة العديد من المؤلفات منها الوجيز في علم الدواء، علم الصيدلة لمساعدي الصيادلة، علم الجراثيم لمساعدي الصيادلة، علم الفيزيولوجي لمساعدي الصيادلة، الديمقراطية بين النظرية والتطبيق 1992، التربية والمستقبل (وجهة نظر أردنية) 1996م، معجم العشائر الأردنية وهو مصدر مهم لتاريخ العشائر الأردنية ومرجعية هامة لكل باحث ومهتم في هذا الحقل.

يسجل لدولة السيد عبد الرؤوف الروابدة بأنه رجل الدولة المخلص في ولائه للقيادة الهاشمية من خلال تكريس جهده وولائه وانتمائه وأدائه المتواصل لخدمة الوطن وتحقيق التقدم والنهضة ولو أردنا الحديث عن دولة السيد الروابدة فنجد أنفسنا أننا نتحدث عن رمزاً أردنياً وطنياً ترك بصمات واضحة في تاريخ الدولة الأردنية، وفي الذاكرة الوطنية الأردنية تجده قد حقق نجاحات باهرة في جميع المواقع والمناصب التي تقلدها، فتراه قد ترك أعلى المناصب الرسمية ليعود إلى قبة البرلمان فمن هناك يستطيع خدمة الوطن والناس ممارساً دوره الرقابي والتشريعي.

أحب دول السيد عبد الرؤوف الروابدة الأرض الأردنية وأحب المواطنين الأردنيين وكان الجندي المخلص للهاشميين الأشراف من آل البيت، وعندما تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية عام 1999م وقع الاختيار على السيد عبد الرؤوف الروابدة ليشكل حكومته فكان أول رئيس وزراء في المملكة الأردنية "الرابعة" وأول سياسي محنَّك يمنحه جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ثقته لتشكيل حكومته.

وللسيد عبد الرؤوف الروابدة فكر سياسي عميق تشكل لديه حسب قوله من تجربته الطويلة في الوظيفة فقال: كنت أكوّن فكري السياسي بناءاً على تجربتي الطويلة في الوظيفة، أي أنني بدأت الوظيفة الرسمية من أولها، من موظف الدرجة السادسة إلى أن وصلت إلى رئيس وزراء وبالتالي بات عندي مخزون من التجربة في التشريع والإدارة والسياسة، كل هذا شكل فكري وأفادني في مواقفي أما عن أمنية أبو عصام في حياته فيقول: أنا أتمنى لعصام أن يعيش عمره وحياته وأن يستفيد من تجاربي لأنهم خلقوا لزمان غير زماننا أنا أتمنى عليه أن يحذو حذوي وأن يستمر بإتصاله بالناس وأتمنى لوطني الأردن كل الخير وأن يفتخر أبنائه به وأملي أن يبقى جلالة الملك عبد الله الثاني على عهده القائد والرمز الذي يزود الأردنيين وأمته العربية بمعاني العز والمجد.

السيد عبد الرؤوف الروابدة سهم في كنانة بني هاشم ما انتمى لغير لهيب النار، عُرف عبر مسيرة الوطن الخيرّة رجلاً مقداماً وقائداً فذاً وأباً حانياً مترفعاً عن الصغائر صاحب القلب الكبير والحضور المهيب، ظل على ما هو عليه إخلاص بلا منَّه ووفاء بلا حدود، عزيمة يلين لها الصخر ولا تلين فهو الرجل المخلص الأمين الذي ما تأخر يوماً عن وطنه وأهله ومليكه فقد عاش شهماً ما رمى إلا لكل فعل شرف ولم يكتف بالقول بل بالفعل
.
يقر الروابدة بوجود مرض في المجتمع اسمه الإقليمية، ويعتقد ان محاربته والتصدي له يكون بتحرك القوى الفاعلة في المجتمع، لوضع النقاط على الحروف، مؤكدا عدم رضاه عن قانون الانتخاب، داعيا الى الحوار بشأنه.
وفوق هذا وذلك نلحظ ان شهرة وذكاء الرجل تعدى الاردن فقد عمل على حل قضايا كبيرة خارج الحدود، من قبيل وساطته في قضية مقتل ابنة الشيخ اليمني عبد الله الاحمر.
وعلى الرغم من العديد من النواب والسياسيين خاصموه، الا ان ابا عصام يبقى.. طوداً لا تزول مناكبه.
ما يثير في الرجل الذي يلقب احيانا بشيشرون، نسبة الى حكيم وخطيب روما المفوه والسياسي الداهية، أنه فاقه في الشهرة والذكاء والصيت، وإن كان يعلي من شأن رأيه القائل: البلاغة هي الضوء الذي يجعل الذكاء يشع.
وكثيرا ما تنقل عنه اقوال يتبين فيما بعد عدم صحتها، كما ان اخباره تحظى بمتابعة القراء والمتابعين.
لا يسعني في الختام الا القول: التقيت الروابدة عدة مرات، وعلى فترات متباعدة، وفي كل مرة، كنت ارى الرجل متجدداً، واسع الاطلاع، صريحاً وذكياً ولماحا ومستشرفاً، سواء اتفقت مع ارائه كلها او بعضها او لم اتفق. وما خططته هنا.. مجرد سطر بسيط في حياة هذا السياسي المثير للجدل والاعجاب



#ابراهيم_رمضان_المسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعراقي ارشح موفق الربيعي لرئاسة الوزراء


المزيد.....




- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟
- لماذا -تتناقض- مواقف إدارة بايدن تجاه أوكرانيا وغزة؟.. مسؤول ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- للمحكمة الجنائية الدولية
- محاكمة ترمب في القضية الجنائية غير المسبوقة تدخل مرحلتها الن ...
- مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح
- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم رمضان المسافر - حكيم الاردن و العرب